في الذكرى السابعة لاستشهاد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا في انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017، التي أعلن عنها ودعا إليها لمواجهة المليشيات الحوثية وإنقاذ البلاد من مساعي إعادة النظام الإمامي الكهنوتي، فإن إرث الزعيم علي عبدالله صالح لا يزال حاضراً وبقوة في قلوب اليمنيين.

وبعد سبع سنوات على استشهاده فإن البصمات الواضحة التي تركها الزعيم لا تزال حاضرة في مسيرة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فرغم الأحداث العصيبة والصراعات التي مر بها اليمن منذ رحيله، يفتقد اليمنيون للزعيم علي عبدالله صالح كشخصية قيادية تركت بصمات واضحة في مسيرة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ودوره في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وما صاحبها من إنجازات على مختلف المجالات، والتحولات الكبيرة التي شهدها اليمن في بنية الدولة ومؤسساتها.

ويستذكر اليمنيون الإرث العظيم من المواقف والإنجازات للزعيم علي عبدالله صالح على مدى أكثر من ثلاثة عقود، من تحمله مسؤولية قيادة مسيرة الوطن حيث كرس كل جهده من أجل أن ينتصر لكرامة وحرية الشعب وسلامة الوطن.

إلى جانب الإرث السياسي، يستذكر اليمنيون للزعيم علي عبدالله صالح تطويره للبنية التحتية، حيث ساهمت المشاريع التي أنجزت في عهده في مجالات التعليم والصحة والطرق في نقلة نوعية للبلاد.

وبعد أن قاد تحولاً ديمقراطياً رسخ من خلاله التداول السلمي للسلطة وحقن دماء اليمنيين كان من السهل على الزعيم علي عبدالله صالح، أن يعيش خارج الوطن منعماً مرفهاً، لكنه أبى إلا أن يكون ذلك القائد الوطني الشجاع، وأن يعيش في وطنه وبين شعبه، ورفض كل العروض والإغراءات التي قُدمت له، من أجل أن يكون بعيداً عن الوطن وهموم الشعب.

وعندما بدأ حجم الخطر الإمامي الذي يتربص باليمن اختار الرئيس علي عبدالله صالح طريق الفداء والتضحية ليتوج مسيرة مرصعة بالانتصار لمبادئ الثورة والجمهورية، فأعلن في الثاني من ديسمبر عن انتفاضة شعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية وحق الشعب في العيش بحرية وكرامة.

في الثاني من ديسمبر بدأت فصول ملحمة وطنية وإشراقة فجرٍ جديدٍ في التاريخ اليمني المعاصر رسم فيها الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح، ورفيق دربه الأمين عارف عوض الزوكا، ورفاقهما الأبطال انطلاق شرارة ثورة ضد الكهنوت والاستبداد، عُمِّدت بدمائهما الزكية ليكون يوم استشهادهما في الرابع من ديسمبر نقطة مضيئة في سِفر النضال والتضحيات الوطنية.

يؤكد اليمنيون أن سيرة الزعيم الشهيد ستظل قصة ملهمة تتذكرها الأجيال، مقترنة بالدفاع عن مبادئ الثورة والجمهورية والحرية والكرامة، ومن أجل الانتصار للشعب والوطن.

 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الزعیم علی عبدالله صالح من دیسمبر

إقرأ أيضاً:

هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟

نشرت صحيفة "دويتشه فيله" تقريرًا حول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يُعتبر "رجل أوروبا الأول"، وفي ظل غياب حكومة ألمانية رسمية، يقود ماكرون رؤية فرنسا لأوروبا في وقت يشهد فيه الشرق حربًا مستعرة وفرض رسوم جمركية عبر الأطلسي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن ألمانيا لطالما كانت تُعتبر النجم اللامع لأوروبا من الناحيتين السياسية والاقتصادية، مع شخصية محورية تتمثل في أنجيلا ميركل التي كانت رمزًا معترفًا به على مستوى القارة والعالم. ومع تقاعدها، والحكومة الجديدة غير المستقرة بقيادة أولاف شولتس من التيار اليساري الوسط، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، شهدت ألمانيا تراجعًا في دورها القيادي في أوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عبر الحدود، برز إيمانويل ماكرون — الذي ليس غريبًا عن المعارك السياسية الداخلية — كأهم قائد وطني في أوروبا في ظل الصدمات العالمية التي أحدثتها إدارة ترامب الثانية ووقوفها العدائي تجاه الحلفاء التقليديين لأوروبا.

وأضافت الصحيفة أنه بينما تعيش ألمانيا بلا حكومة حاليًا، والتي من المتوقع أن تعود إلى "الائتلاف الكبير" بقيادة فريدريش ميرتس وحزبه اليميني الوسط مع شريك أصغر من الاشتراكيين الديمقراطيين.
وأكدت الصحيفة أنه بينما تتفاوض هذه الأحزاب التقليدية على شروط تحالفها السياسي، تظل أكبر اقتصادات أوروبا عالقة في حكومة تصريف الأعمال في ظل فرض ترامب للرسوم الجمركية والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن ماكرون كان دائمًا من بين القادة الوطنيين الأكثر شهرة في العالم، إلا أنه أصبح صوتًا بارزًا في ظل الاضطرابات الحالية، إذ يجمع بين دور رئيس فرنسا وسفير لأوروبا بكل ارتياح.
وقالت جيسين ويبر، زميلة في "صندوق مارشال الألماني" المتخصصة في الأمن الأوروبي: "لديه رسالة أوروبية وهذه الرسالة منسقة، ولكن في النهاية، هو رئيس فرنسا"، وأضافت: "الاثنان مرتبطان بالطبع، لأن معظم المصالح الأوروبية هي أيضًا مصالح فرنسية والعكس صحيح". 

وأكدت الصحيفة أنه بينما يقوم القادة الأوروبيون بمراجعة زيادة الإنفاق الدفاعي وحتى مفاهيم الدفاع الموحد، ذهب ماكرون إلى حد إعادة طرح توسيع الدرع النووي الفرنسي المحلي على الطاولة، ما أثار غضب روسيا.

وأضافت الصحيفة أنه في مجالات السياسة الخارجية الأخرى، كان ماكرون يسعى لتعزيز المصالح الأوروبية وفقًا للمواقف الفرنسية: "أصبحت أوروبا فرنسية للغاية خلال السنوات الخمس الماضية"، كما تشير ويبر.

وقالت الصحيفة إنه بعد بداية بطيئة، وضع ماكرون نفسه في قلب الدفع بمصالح القارة بشأن أوكرانيا، والآن، في معالجة الرسوم الجمركية. كما أن فترة ولايته وعلاقته المبدئية مع دونالد ترامب من فترة رئاسته الأولى تضعه في موقع فريد للتفاعل مع الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة قائلة: "كان أول رئيس دولة أو حكومة من بين الأوروبيين الذي تمكن من تأسيس — أو إعادة تأسيس — علاقة مع ترامب".


لحظة ماكرون تلوح في الأفق 
وأفادت الصحيفة أن ماكرون يُعتبر رئيسًا "عاجزًا"، حيث تقيد القوانين الفرنسية فترة الرئاسة بولايتين متتاليتين. ومع اقتراب الانتخابات في 2027، لا يتبقى أمامه سوى عامين لتحقيق رؤيته لفرنسا وأوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى قول جاكوب روس، زميل البحث في العلاقات الفرنسية-الألمانية في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، إن فرنسا في موقع جيد لقيادة أوروبا خلال هذه الفترة المتقلبة.

وأضاف روس: "من الناحية الفكرية على الأقل، الفرنسيون في وضع جيد جدًا الآن لتولي القيادة."
وأشار روس إلى أن فرنسا تتمتع بموقف تقليدي في التفكير في دورها ومكانة أوروبا في العالم بشكل مستقل، بعيدًا عن منظور متمركز حول الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه النظرة المستقلة لفرنسا ليست كافية لكي تفرض نفسها كقائدة شبه أوروبية.

وقال روس: "فرنسا في وضع صعب للغاية بسبب مشكلة الديون السيادية، ولا يوجد مجال كبير
للمناورة في توسيع الميزانيات الوطنية، بما في ذلك في مجال الدفاع."

وأضاف: "من حيث الأفكار، يتخذ ماكرون وضع القيادة وقد فعل ذلك منذ 2017، والآن البيئة تدعم موقعه. لكن فرنسا تفتقر إلى الأساس المادي لدفع ذلك قدمًا بمفردها".

وأشارت الصحيفة إلى أن عائقًا آخر لرؤية ماكرون المؤيدة لأوروبا يتمثل في صعود منافسته السابقة ذات التوجهات الأوروبية المشككة، مارين لو بن، التي تسعى لتحويل إدانتها الأخيرة، التي تمنعها من الترشح في 2027، إلى زخم سياسي.

أسئلة حول وجود "قائد" أوروبي واحد
وأفادت الصحيفة أن كلًا من روس وويبر يشيران إلى أن ظهور شخصية أوروبية واحدة على غرار ميركل أصبح أقل احتمالًا في ظل هذه الفترة المضطربة، التي تشهد تدهورًا في العلاقات مع الولايات المتحدة غربًا، وصراعًا مستمرًا مع روسيا شرقًا، وصعود الشعبويين والأحزاب اليمينية المتطرفة في الداخل.

وأضافت الصحيفة أنه في ظل عقيدة "أمريكا أولًا" الحمائية التي تبناها دونالد ترامب، والحرب القارية، قد يكون تعزيز التحالفات التقليدية مثل التحالف الأوروبي الثلاثي (فرنسا-ألمانيا-بريطانيا) هو الخيار الأنسب للأوروبيين، مع قيادة فرنسية-ألمانية وشريك قوي آخر عبر القناة الإنجليزية.

ونقلت الصحيفة ـ في ختام التقريرـ عن روس قوله: "الشيء المؤكد هو أن الديناميكية الفرنسية-الألمانية ستظل قوية في المستقبل المنظور، على الأقل في العامين المقبلين"، مضيفًا: "الفرنسيون يدركون أن موقف ماكرون المؤيد لأوروبا سيكون مهددًا بعد 2027، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وسيسعون للضغط على الألمان لإتمام خطوات هامة قبل هذا التاريخ". 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


مقالات مشابهة

  • تشييع الشهيد مَلِك عبدالله اللعساني بالحيمة الداخلية
  • شاهد | اليمنيون أحرزوا نصرا استراتيجيا على الولايات المتحدة
  • عشر سنوات من القرصنة: تسلسل زمني للهجمات السيبرانية التي استهدفت المغرب
  • شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تسخر من واشنطن: لن نتخلى عن النووي!
  • هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
  • الحكومة اليمنية: ''مفاجآت سارة خلال الأسابيع القادمة تثلج قلوب كل اليمنيين''
  • أحمد علي عبدالله صالح يُعزّي في وفاة الشيخ أحمد صالح ربيد
  • المدية.. 6 جرحى في اصطدام بين سيارتين بحي 15 ديسمبر
  • ديسمبر كلها كانت “جنجويدية”
  • بثلاثة قلوب.. مصطفى شلبي يهنئ دونجا بعيد ميلاده