تعاني الموانئ المحررة من تراجع ملحوظ في نشاطها خلال الأشهر الماضية، جراء الإجراءات التي تنفذها جماعة الحوثي المدعومة من إيران لإجبار التجار على الاستيراد من موانئ الحديدة الخاضعة لها.

تراجع نشاط الموانئ المحررة لصالح ميناء الحديدة كشفت عنه عدد من التقارير المحلية والدولية، آخرها التقرير الصادر عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لشهر يوليو الماضي، حول الواردات الغذائية الواصلة إلى الموانئ اليمنية خلال النصف الأول من هذا العام.

حيث يقول التقرير إن الواردات الغذائية التي وصلت عبر موانئ الحديدة الخاضعة لجماعة الحوثي خلال النصف الأول من عام 2023 كانت أكثر بأربعة أضعاف من تلك التي وصلت إلى مينائي عدن والمكلا الخاضعين للحكومة الشرعية، التي ترى أن ذلك يأتي ضمن ما أسمته بالحرب الاقتصادية المُعلنة التي تشنها جماعة الحوثي ضدها، وفق تعبير وزير الإعلام معمر الارياني.

ونشر الارياني الثلاثاء، على حسابه في منصة "أكس –تويتر سابقاً" وثيقة صادرة عن مليشيات الحوثي بفرض جبايات مضاعفة على كافة السلع والبضائع في المنافذ الرابطة بين المناطق المحررة والمناطق الخاضعة لسيطرتها، وقال بأنها تهدف إلى إجبار شركات الاستيراد والتجار على وقف الاستيراد عبر ميناء عدن، والاتجاه لميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتها.

وفي حين يرى الوزير أن ذلك يهدف "إلى الإضرار بإيرادات الدولة والحيلولة دون قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك دفع مرتبات الموظفين في المناطق المحررة"، يحذر من أن الحكومة "ستضطر لإعادة النظر في التسهيلات المتصلة بإعادة تشغيل ميناء الحديدة".

وفي توجه حكومي لمواجهة ذلك، وقع وزير النقل عبدالسلام صالح حُميد، الأحد، بالعاصمة عدن، مذكرة تفاهم أولية مع المدير الإقليمي للمنطقة العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لخفض كلفة التأمين البحري على السفن القادمة إلى الموانئ المحررة.

وتتضمن المذكرة وضع وديعة تأمينية قدرها 15مليون دولار في نادي الحماية التأمينية بلندن بهدف تخفيض تأمين الرسوم التأمينية على السفن والبواخر التي تضاعفت إلى 16 ضعفا عن الوضع العادي، بسبب ظروف الحرب، واعتبار ميناء عدن ذات مخاطر عالية، وفق وزير النقل الذي أكد أن تكاليف التأمين تكلف اليمن 250 مليون دولار سنوياً.

وتعد تكاليف التأمين واحداً من أهم أسباب ارتفاع أسعار السلع وبخاصة الغذائية في اليمن خلال السنوات الماضية وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة أواخر عام 2020م، حول دراسة أجرتها شركة هولندية لـ"تقييم الأضرار والقدرات لمينائي عدن والمكلا"، خلصت إلى تحديد أهم أربعة عوامل أسهمت في ارتفاع أسعار السلع الواردة إلى اليمن.

وإلى جانب تكاليف التأمين يقول التقرير إن العامل الثاني هو تأثر مينائي عدن والمكلا بالنزاع الذي أدى إلى انعدام الصيانة وعدم توفر قطع الغيار وقدِم نظم العمليات في الميناءين، وهو ما جعل قدرتهما محدودة للتعامل مع السفن القادمة، نتج عنه فترات انتظار طويلة للسفن القادمة (المرسى) وأوقات رسو طويلة ومعها رسوم أعلى، ففي ميناء عدن، تنتظر السفن لمدة تصل إلى 16 يوما في المرفأ وتقضي في المتوسط 10 أيام في المرسى.

كما يضيف التقرير عاملاً ثالثاً يتمثل في عدم امتلاك سلطات الجمارك في عدن والمكلا قدرات معالجة كافية عند تفريغ الحاويات وهو ما يؤدي إلى المزيد من التكدس في محطة الحاويات ويزيد من تكاليف نقل البضائع وإيصالها إلى المستهلك، أما العامل الأخير فكان إجراءات التفتيش التي اعتمدها التحالف في مينائي جدة وجيبوتي وقد تم إلغاؤها مؤخراً.

المهم في التقرير هو تأكيده أن هذه العوامل شكلت عام 2020م 50% من السعر النهائي لدقيق القمح، مقابل 33 بالمائة في عام 2017م، ما يشير إلى إمكانية الحكومة في تحسين مزايا الاستيراد عبر الموانئ المحررة وخفض قيمة البضائع المستوردة بشكل كبير، من خلال معالجة هذه العوامل وأولها خفض كلفة التأمين.

وفي ما يخص العاملان الثاني والثالث فإن التقرير يقدم خلاصة للتقييم الذي أجرته الشركة الهولندية لميناء عدن وميناء المكلا وأكدت الحاجة إلى حزمة استثمارية بنحو 50 مليون دولار للحفاظ على استمرارية القدرة التشغيلية الحالية للميناءين والعمل على استعادتهما إلى حالتهما قبل الحرب.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: میناء عدن

إقرأ أيضاً:

ارتفاع سعر الصكوك المصرية وانخفاض تكلفة التأمين على الديون السيادية

ارتفع سعر الصكوك المصرية السيادية «استحقاق فبراير 2026» بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي ليصل إلى 102.674 دولار أمريكي، بعدما سجل 102.476 دولار في جلسة 26 فبراير الماضي، وهو أدنى سعر له في أسبوع.

قالت نشرة صادرة من الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادي، إن ارتفاع أسعار الصكوك استحقاق فبراير 2026 جاء بالتزامن مع إعلان مكتب التحليلات الاقتصادية الأمريكي في 28 فبراير 2025 عن تباطؤ معدل التضخم السنوي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي إلى 2.5% في نيار 2025 مقابل 2.6% في ديسمبر 2024، الأمر الذي من شأنه أن يعزز آمال المستثمرين في استمرار جهود التيسير النقدي على المدي القصير».

انخفاض تكلفة التأمين على الديون السيادية

وأشارت النشرة التي اطلعت عليها «الأسبوع» إلى أن إعلان البنك المركزي المصري عن تسجيل تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفاعاً بمعدل 51.3% لتصل إلى نحو 29.6 مليار دولار خلال العام 2024 مقابل 19.5 مليار دولار خلال العام 2023، ساهم بدورة في انخفاض تكلفة التأمين على الديون السيادية لتصل إلى 5.21% في جلسة الجمعة الماضية مقارنة بـ 5.29% في جلسة 21 فبراير 2025.

وأوضحت الشركة المملوكة بالكامل لوزارة المالية أن سعر العائد على الصكوك المصرية السيادية استحقاق فبراير 2026 سجل 8.10%، في وقت تبلغ فيه الفائدة على الدولار الأمريكي نسبة 4.5%

الصكوك المصرية السيادية وزير المالية: ننتظر طرح أول صك سيادي بالجنيه المصري

تخطط وزارة المالية لطرح أول صك سيادي بالجنيه المصري خلال الربع الأول بعام 2025، وفقاً لما ذكره أحمد كجوك وزير المالية في نوفمبر من العام الماضي.

تمكنت وزارة المالية من خلال الشركة المصرية المالية للتصكيك السيادي خلال الربع الأول من عام 2023، في طرح أول إصدار للصكوك السيادية في تاريخ مصر بقيمة 1.5 مليار دولار لأجل 3 سنوات والذي شهد إقبالًا ملحوظًا.

وجذب الإصدار قاعدة جديدة من المستثمرين بدول الخليج وشرق آسيا إلى جانب الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ممن يفضلون المعاملات المالية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، إضافة إلى جودة نوعية المستثمرين التي شهدها الطرح المتمثلة في صناديق التقاعد وصناديق التأمين والاستثمار والبنوك.

يأتي نطاق عمل الشركة المصرية المالية للصكوك السيادية في إطار الدور المحوري الذي تلعبه وزارة المالية في إدارة الموازنة العامة للدولة وتنظيم وإدارة الدين الحكومي باستخدام أدوات مالية مبتكرة تساهم في تنويع مصادر التمويل واستهداف شريحة جديدة من المستثمرين في السوق العالمية، وهو ما يكون له أثر في خفض تكلفة التمويل على الموازنة العامة للدولة على المدى المتوسط والطويل، ونظراً لأهمية الصكوك السيادية كأحد أدوات التمويل غير التقليدية في تمويل احتياجات الدولة المصرية لتنفيذ مشروعات التنمية المختلفة المدرجة بالموازنة العامة.

تم تأسيس الشركة المصرية المالية للصكوك السيادية في 2021، وهي شركة مساهمة مصرية مملوكة بالكامل لوزارة المالية، لغرض وحيد هو إصدار الصكوك السيادية وإدارة وتنفيذ عملية الصكوك داخل وخارج جمهورية مصر العربية، والحصول على حق الانتفاع بالأصول التي تصدر الصكوك على أساسها، وذلك بصفتها وكيلاً لمالكي الصكوك السيادية.

اقرأ أيضاًإصدارات الصكوك الدولارية تتجاوز 33 مليار دولار أمريكي في العام 2024

«التجاري الدولي» ينجح في إتمام أكبر إصدار لصكوك اجتماعية مستدامة في إفريقيا لصالح «تساهيل للتمويل»

%26.75 عائد شهري.. الصك المتغير بالجنيه في مصرف أبوظبي الإسلامي

مقالات مشابهة

  • الحديدة.. ألغام الحوثي تحصد أربعة ضحايا بينهم طفل
  • فوانيس رمضان.. حكومة البصرة تكشف كلفة المشروع الحقيقية
  • التأمين والمعاشات: خلال الأسبوع القادم يتم صرف معاشات شهر آذار الحالي للمتقاعدين ‏العسكريين
  • الحوثي تعلن إسقاط مسيرة أمريكية في أجواء الحديدة غربي اليمن
  • الحوثي: مستعدون لاستئناف عملياتنا لمواجهة خروقات إسرائيل بغزة
  • ارتفاع سعر الصكوك المصرية وانخفاض تكلفة التأمين على الديون السيادية
  • تسهيلاً علي الركاب.. السكة الحديد توفر خيارات متعددة لحجز التذاكر والدفع
  • بن مبارك يدعو الاتحاد الأوروبي لمساندة جهود الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية
  • خلال فبراير الماضي.. وفاة وإصابة 339 شخصا جراء الحوادث المرورية بالمحافظات المحررة
  • اليمن.. وفاة وإصابة 339 شخصاً في حوادث سير على طرق المناطق المحررة خلال فبراير الماضي