من السجن بالعراق إلى القيادة في الشمال السوري.. محطات مهمة في حياة الجولاني
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أصبح أبو محمد الجولاني الذي يتزعم "هيئة تحرير الشام"، شخصية محورية في المشهد السوري المعقد بعد تصدر اسمه خلال الأيام الأخيرة إثر الهجوم المباغت الذي نفذته فصائل المعارضة السورية ضد النظام.
أصبح الجولاني، الذي بدأ مسيرته في الجهاد في العراق، رمزا للانفصال عن الأجندات الجهادية العابرة للحدود، كما تحول إلى لاعب سياسي يسعى لفرض رؤيته الخاصة بسوريا.
وبدلا من أن يكون مجرد قائد لفرع تابع لتنظيم القاعدة، أصبح هو وقادة الهيئة يركزون على القضايا المحلية، ويناضلون من أجل حماية "سوريا المستقبلية" بعيدا عن التدخلات الخارجية.
عام 2003، كان أبو محمد الجولاني أحد المجندين الذين انضموا إلى الجهاد ضد الغزو الأمريكي للعراق، وركب حافلة متجهة إلى بغداد ليشارك في معركة تصد الغزو الأمريكي.
وبعد سنوات من التجارب العسكرية والسياسية، وخاصة في السجون الأمريكية، عاد الجولاني إلى سوريا في عام 2011 ليصبح أحد أبرز القادة العسكريين في الحرب السورية. اليوم، يشهد العالم تحولا دراماتيكيا في مسار هذا الرجل الذي يقود هيئة تحرير الشام، التي فرضت نفسها كقوة محورية في الشمال السوري.
وأبرز تقرير نشر في صحيفة "وول ستريت جورنال"، التحول الذي حدث في شخصية الجولاني إذ يمثل واحدا من أكثر التحولات إثارة في تاريخ الحروب في الشرق الأوسط.
وبعد أن كان تابعا لتنظيم القاعدة، أصبح قائدا يختلف تمامًا في أيديولوجيته عن الجماعات الجهادية الأخرى. ورغم أن الكثيرين لا يزالون يعتقدون أن الجولاني شخصية متطرفة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا في استراتيجياته وأفكاره، خصوصًا عندما انفصل عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2012 وقطع علاقاته مع تنظيم القاعدة في عام 2016. هذا الانفصال سمح له بتكوين هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مختلفة تماما عن التنظيمات الأخرى التي تعتمد على الجهاد العالمي والتوسع عبر الحدود.
ويظهر أحد الجوانب الأكثر إثارة في صعود الجولاني هو الطريقة التي حول بها هيئة تحرير الشام إلى قوة منضبطة بشكل غير مسبوق، فهو لم يقتصر على محاربة النظام السوري فقط، بل قام بتوجيه الهيئة لتصبح حركة تدير مناطق بأيدٍ سورية، وليس مجرد ذراع جهادية عالمية.
ويحاول الجولاني أن يظهر كقائد يسعى لبناء دولة على أسس سياسية قوية، بعيدًا عن الإرهاب والتشدد الديني، بل يروج لأيديولوجية تركز على قضية سوريا بشكل خاص.
ابو محمد الجولاني حفظه الله د "تـحریر الـشام " عمومي قائد.
حفظه الله ???????? pic.twitter.com/ZS42eH9kCa — ګمنام (@AdilKoko552424) November 28, 2024
في حديثه عن هذا التغيير، يصف الجولاني هيئة تحرير الشام بأنها لا تمتلك أهدافًا خارجية أو عابرة للحدود كما كانت الحال مع التنظيمات الجهادية في السابق. كان هدفه الرئيسي هو التركيز على سورية فقط، والعمل على إرساء حكم محلي يختلف تمامًا عن الحكومات الجهادية التي تم تأسيسها في أماكن أخرى مثل أفغانستان أو العراق.
وتجلى هذا التوجه في مجموعة من القرارات، أبرزها تبني العلم السوري السابق، وهو العلم الذي كان سائدًا في فترة ما قبل حكم البعث. هذا التحول يُعد بمثابة رسالة إلى السوريين والعالم بأن الهيئة لم تعد تسعى لإقامة دولة إسلامية بالشكل الذي كان يروج له تنظيم الدولة الإسلامية.
على الرغم من ذلك، يظل الجولاني شخصية غامضة، فالتحول الذي مر به من القائد الجهادي إلى شخصية سياسية يخفي وراءه نوايا غامضة، لا أحد يمكنه التأكد مما إذا كانت تلك التحولات حقيقية أم أنها مجرد تكتيك سياسي للظهور بمظهر المعتدل أمام القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، التي ما زالت تصنف هيئة تحرير الشام على أنها منظمة إرهابية.
وفي هذا السياق، يرى الكثير من الخبراء أن الجولاني قد يكون قد أظهر نوعا من التقية، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى التكتيكات التي يتبعها بعض القادة في إخفاء نواياهم الحقيقية في فترات معينة من الزمن.
وتظل اللحية مع الزي العسكري لها مهابتها ورونقها الخاص
- القائد أبو محمد الجولاني
سدد الله كلمتهم وأيدهم بنصره pic.twitter.com/rAAkq8MyOf — مُحَمَّد (@mohamadgad85) November 28, 2024
ورغم التعديلات الظاهرة في سلوكه، مثل رفض تطبيق بعض القيود الدينية القاسية على السكان، إلا أن هيئة تحرير الشام لا تزال تُتهم بممارسات قمعية ضد المعارضين السياسيين والنشطاء. فالاتهامات بتعذيب المعتقلين والقبض على الصحفيين المنتقدين لا تزال تلاحق الهيئة، رغم أن الجولاني ينفي تلك الادعاءات.
ومن جهة أخرى، يعد وجود مقاتلين أجانب ضمن صفوف الهيئة – منهم الشيشانيين والأويغور – مسألة مثيرة للقلق على الساحة الدولية، نظرًا للروابط المحتملة التي قد تشكلها هذه الجماعات مع جماعات أخرى في مناطق مختلفة من العالم.
وفيما يتعلق بتصريحات الجولاني حول الأقليات، يمكن القول إنه حتى مع تأكيداته بحماية المسيحيين والشيعة في المناطق التي يسيطر عليها، يظل الكثيرون في تلك المناطق حذرين من نواياه الحقيقية. ففي حلب، التي شهدت السيطرة عليها من قبل هيئة تحرير الشام، كان هناك تقارير تشير إلى أن الجولاني أعطى تعليمات للمقاتلين بعدم التعرض للمواطنين المسيحيين، بل والسماح لهم بالاحتفال بعيد الميلاد.
[ والله إني لأرى نصر الله عز وجل مؤزراً ندخل به دمشق ]
القائد أبو محمد الجولاني حفظه الله . pic.twitter.com/Id42sYwjZm — ْأبو إسلام . (@alni1900ai) December 3, 2024
لكن على الرغم من هذه التصريحات، فإن الواقع على الأرض قد يختلف عن تلك الوعود، حيث لا يمكن ضمان عدم وجود انتهاكات من بعض الأفراد داخل الهيئة.
وبالنظر إلى تطور الأحداث في سوريا، فإن الجولاني يبدو كأحد الأسماء التي قد تشكل تحديًا حقيقيًا للأسد وحلفائه، خاصة مع الصراع الطويل المستمر في البلاد. سعيه لبناء دولة مستمرة في الصمود رغم الضغوط الدولية، بالإضافة إلى قدرته على إدارة المناطق التي يسيطر عليها بقبضة من حديد، قد يجعله أحد أبرز اللاعبين في المعادلة السورية في المستقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجولاني تحرير الشام سوريا سوريا الجولاني تحرير الشام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو محمد الجولانی هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد شيخ الأزهر الـ 79.. محطات في حياة الإمام المُجدِّد القُدوة رمز الوسطية والسلام
تحل علينا اليوم –السادس منْ يناير ذكرى ميلاد الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الإمام المُجدِّد القدوة، الذي قضى عمره في خدمة العلم والدين والوطن، ويُحارب الفكر المتطرف وينشر سماحة الإسلام والوسطية والاعتدال.
ولد شيخ الأزهر أ.د. أحمد الطيب، 6 يناير عامَ 1946م، المُوافِقِ الثَّالثَ منْ صفرٍ سنةَ 1365هـ-، في قريةِ القرنةِ، إحدى قُرى الأقصرِ، الَّتي كانَتْ تتبعُ في ذلك الوقتِ مُحافَظةَ قِنا، قبلَ أنْ تُصبِحَ الأقصرُ مُحافَظةً.
نشأة شيخ الأزهر
نَشَأَ شيخ الأزهر في بيتِ علمٍ وصلاحٍ، بينَ أسرةٍ صُوفيَّةٍ زاهدةٍ، وكانَ جدُّه الشَّيخُ أحمد الطيب ووالدُه الشَّيخُ محمد الطيب يتزعَّمانِ مجالسَ المُصالَحاتِ والأحكامِ العُرفيَّةِ الَّتي تُقامُ في ساحةِ الطَّيِّبِ، وقدْ كانَ فضيلةُ الإمامِ يحضرُ هذه المجالسَ، وعندَما أصبحَ شابًّا شارَكَ في فضِّ النِّزاعاتِ معَ والدِه وأشقَّائِه، ولا يزالُ حتَّى الآنَ يُشارِكُ شقيقَه الأكبرَ الشَّيخَ محمد الطيب في هذه المهمَّةِ الجليلةِ.
تعهدَه والدُه بالعنايةِ، فحفظَ القرآنَ في سنٍّ مُبكِّرةٍ، وقَرَأَ المُتونَ العلميَّةَ على الطَّريقةِ الأزهريَّةِ، والتَحَقَ بمعهدِ إسنا الدِّينيِّ الابتدائيِّ، ثمَّ معهدِ قنا الدِّينيِّ الثَّانويِّ، ليرحلَ بعدَ ذلك إلى القاهرةِ طالبًا بقِسمِ العقيدةِ والفلسفةِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ حتَّى حصلَ على الإجازةِ العاليةِ (اللِّيسانس) عامَ 1969م.
عُيِّنَ مُعيدًا فورَ تخرُّجِه، وبعدَها بسنتَيْنِ حصلَ على درجةِ التَّخصُّصِ (الماجستير)، وفي عامِ 1977م حصلَ على الدُّكتوراه عنْ أطروحةٍ، عُنوانُها: «موقفُ أبي البركاتِ البغداديِّ مِنَ الفلسفةِ المشَّائيَّةِ»، فرُقِّيَ مُدرِّسًا بقِسمِ العقيدةِ والفلسفةِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ.
وفورَ حصولِه على الدُّكتوراه سافرَ فضيلةُ الإمامِ إلى فرنسا في مهمَّةٍ علميَّةٍ لدراسةِ مناهجِ العُلومِ وطُرقِ البحثِ في جامعةِ باريس، وهناك أجادَ اللُّغةَ الفَرَنْسِيَّةَ، وحضرَ لكبارِ المُستشرِقين والمُختصِّين في الفلسفةِ.
حصلَ على الأستاذيَّةِ عامَ 1988م، وبعدَها بعامَينِ أصبحَ عميدًا لكُلِّيَّةِ الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ للبنين بقنا، ثمَّ عميدًا لكُلِّيَّةِ الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ بنين بأسوان عامَ 1995م، كما تولَّى عمادةَ كُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بالجامعةِ الإسلاميَّةِ العالَميَّةِ بباكستانَ عامَ 2000م.
اختِيرَ الأستاذُ الدُّكتور أحمد الطيب مُفتيًا للدِّيارِ المِصريَّةِ عامَ 2002م، وأصدرَ حوالَيْ (2835) فتوى، وظلَّ في هذا المنصبِ عامًا واحدًا؛ حيثُ أصبحَ فضيلتُه رئيسًا لجامعةِ الأزهرِ لمدَّةِ سبعِ سنواتٍ، إلى أنْ اختِيرَ فضيلتُه شيخًا للأزهرِ الشَّريفِ في التَّاسعَ عَشَرَ منْ مارس عامَ 2010م.
ومنذُ أنْ تولَّى الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب مشيخةَ الأزهرِ وهو يُفكِّرُ في إعادةِ هيئةِ كبارِ العُلماءِ مرَّةً أُخرَى بعدْ أنْ تمَّ حَلُّها عامَ 1961م، وقدْ تكلَّلَ جهدُ فضيلتِه بالنَّجاحِ عامَ 2012م؛ حيثُ أسفرَتْ جهودُ فضيلتِه عنْ تشكيل هيئة كبار العُلماءِ بالأزهرِ الشَّريفِ برئاسةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب شيخِ الأزهرِ، وأُنيطَ بالهيئةِ كثيرٌ مِنَ الاختصاصاتِ، ومنْ أهمِّها: انتخابُ شيخِ الأزهرِ، وترشيحُ مُفتِي الدِّيارِ المِصريَّةِ، وتقديمُ الرَّأيِ الفِقهيِّ والشَّرعيِّ فيما يُستجَدُّ منْ قضايا تشغلُ المُسلِمِينَ في جميعِ أنحاءِ العالمِ.
ولمْ تكنْ هيئةُ كبارِ العُلماءِ المُؤسَّسةَ الوحيدةَ الَّتي استحدثَها الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب، فقدْ أنشأَ وشارَكَ في إنشاءِ عدَّةِ مُؤسَّساتٍ أُخرَى، ومنْها: المُنظَّمةُ العالميَّةُ لخرِّيجي الأزهرِ، وبيتُ العائلةِ المِصريَّةِ، وبيتُ الزَّكاةِ والصَّدقاتِ المِصريُّ، ومجلسُ حُكماءِ المُسلِمِينَ، ومركزُ الأزهرِ العالَميُّ للرَّصدِ والفتوى الإلكترونيَّةِ والتَّرجمةِ، وشُعبةُ العُلومِ الإسلاميَّةِ، ولجنةُ المُصالَحاتِ العُليا، ومركزُ الأزهرِ لتعليمِ اللُّغاتِ الأجنبيَّةِ، ومركزُ الأزهرِ العالَميُّ للحوارِ، وأكاديميَّةُ الأزهرِ الشَّريفِ لتأهيلِ وتدريبِ الأئمَّةِ والدُّعاةِ والوُعَّاظِ وباحثي وأُمناءِ الفتوى، واللَّجنةُ العُليا للأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ، ومركزُ الأزهرِ للتُّراثِ والتَّجديدِ.
وعلى الرَّغمِ منْ كثرةِ مسئوليَّاتِ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ إلَّا أنَّه لمْ ينشغلْ عنِ الجانبِ العِلميِّ، فقدْ أثرَى المكتبةَ الإسلاميَّةَ بكثيرٍ مِنَ المُؤلَّفاتِ، ومنْها: «الجانبُ النَّقديُّ في فلسفةِ أبي البركاتِ البغداديِّ» وهي رسالتُه في الدُّكتوراه، «مباحثُ الوجودِ والماهيَّةِ منْ كتابِ «المواقفُ»: عرضٌ ودراسةٌ»، «مباحثُ العلَّةِ والمعلولِ منْ كتابِ «المواقفُ»: عرضٌ ودراسةٌ»، «مفهومُ الحركةِ بينَ الفلسفةِ الإسلاميَّةِ والماركسيَّةِ»، «مدخلٌ لدراسةِ المنطقِ القديمِ»، «تعليقٌ على قِسمِ الإلهيَّاتِ منْ كتابِ «تهذيبُ الكلامِ» للتَّفتازانيِّ»، «نظراتٌ في فكرِ الإمامِ أبي الحسنِ الأشعريِّ»، «التُّراثُ والتَّجديدُ: مُناقَشاتٌ ورُدودٌ»، «حديثٌ في العللِ والمَقاصِدِ».
كما حقَّقَ فضيلتُه رسالةَ: «صحيحُ أدلَّةِ النَّقلْ في ماهيَّةِ العقلْ» لأبي البركاتِ البغداديِّ، «المُستصفَى في علمِ الأصولِ» لأبي حامدٍ الغزاليِّ، «معيارُ النَّظرِ في عِلمِ الجدلِ» لأبي منصورٍ عبدِ القاهرِ بنِ طاهرٍ البغداديِّ.
كما ترجَمَ الإمامِ الأكبرِ عددًا مِنَ الكتبِ عنِ الفَرَنْسِيَّةِ إلى العربيَّةِ، ومنْها: ترجمةُ المُقدِّماتِ الفَرَنْسِيَّةِ للمُعجَمِ المُفهرَسِ لألفاظِ الحديثِ النَّبويِّ، وترجمةُ كتابِ: «مُؤلَّفاتُ ابنِ عربيٍّ: تاريخُها وتصنيفُها»، وترجمةُ كتابِ: «الولايةُ والنُّبوَّةُ عندَ الشَّيخِ محيي الدِّينِ بنِ عربيٍّ».
وخلال مسيرةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب حَصَدَ كثيرًا مِنَ الجوائزِ والأوسمةِ، ومنْها: جائزةُ الشَّخصيَّةِ الإسلاميَّةِ الَّتي حصلَتْ عليها جامعةُ الأزهرِ عامَ 2003م، ووِسامُ الاستقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الأولى منْ جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثَّاني ملكِ الأردن عامَ 2005م، وجائزةُ شخصيَّةِ العامِ الإسلاميَّةِ لخدمةِ القرآنِ الكريمِ منْ دبي عامَ 2013م، واختارَ فضيلتَه مهرجانُ «القرين الثقافي» بالكويتِ شخصيَّةَ العامِ الثَّقافيَّةَ عامَ 2016م، ووِسامُ دولةِ الكويتِ ذو الوِشاحِ مِنَ الدَّرجةِ المُمتازةِ عامَ 2016م، ووِسامُ السجلِّ الأكبرِ منْ جامعةِ بولونيا الإيطاليَّةِ عامَ 2018م، وجائزةُ الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ منْ دارِ زايدٍ عامَ 2019م، كما منَحَتْ دولةُ أوزبكستانَ فضيلتَه صفةَ مُواطِنٍ فخريٍّ لمدينةِ سمرقندَ.
كما تسابَقَتْ جامعاتُ العالمِ الإسلاميِّ في تتويج فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الدُّكتوراه الفخريَّةَ؛ تعبيرًا عنْ تقديرِهم لفضيلتِه، فقلَّدَتْه إياها جامعةُ الملايا بماليزيا عامَ 2012م، وجامعةُ مولانا مالك إبراهيم الإسلاميَّةُ الحكوميَّةُ بإندونيسيا عامَ 2016م، وجامعةُ بني سويفٍ المِصريَّةُ عامَ 2016م، وجامعةُ أمير سونجكلا التَّايلانديَّةُ عامَ 2017م، وأكاديميَّةُ أوزبكستانَ الإسلاميَّةُ الدوليَّةُ عامَ 2018م، وجامعةُ أوراسيا الوطنيَّةُ في كازخستانَ عامَ 2018م، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM عام 2024م.
تسعة وسبعون عامًا مَضَتْ، ولا يزالُ الإمامُ الأكبرُ الأستاذُ الدُّكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهرِ الشَّريفِ مُدافعًا عنِ الدِّينِ الإسلاميِّ الحنيفِ، دافعًا الإساءةَ عنْ نبيِّ الرَّحمةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مُحافظًا على المُجتمعِ المُسلِمِ، مُناصِرًا لقضايا المُسلِمِينَ أينَما كانُوا، فحفظَ اللهُ فضيلتَه، وبارَكَ في عُمُرِه وعِلمِه، ونسألُ اللهَ تعالَى أنْ يمدَّ في عُمُرِه، ويرزقَه الصِّحَّةَ والعافيةَ والعملَ الصَّالحَ.