كيف نفعل الخير؟ سبع وصايا نبوية تدلك على طريق الجنة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أرشدنا النبي الكريم إلى كيفية فعل الخير، كما ورد في الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله : «من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه».
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن رسول الله قد صدق في تلك الوصايا الجامعة وهي سبعة «من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا» مريض وقفت معه مديون سددت دينه، فقير أنهيت عوزه «من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا» غارم مسجون أخرجته من سجنه، فعلت خيرًا نفّست فيه كربة فإن الله لا يُضيّعها عليك، ويوم القيامة يوم الكربات يحتاج كل واحدٍ منا إلى هذا التنفيس، ويريد أن يُنَفّسَ عليه يومئذٍ بين يدي المالك سبحانه وتعالى، افعل لآخرتك في دنياك، عمّر هذه الحياة الدنيا التي هي موطن امتحان وابتلاء لآخرتك، نفّس الكُرب عن الناس، أصلح بين الناس ففي ذلك تنفيسٌ للكربات.
وورد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن سيدنا أنه قال: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» يعني إذا قمت بحاجة أخيك كنت مستجاب الدعاء، كنت محل نظر الله سبحانه وتعالى، رأيت الله وقد وقف معك، وهل بعد هذه المعية من خيرٍ ومن فضل؟ أبدًا والله فإن رب العالمين الذي معه كن فيكون، القادر على كل شيء يقف معك.
«ومن يسّر على معسر» والتيسير على المعسر إما بإنذاره وهو فرضٌ عليك، وإما بإسقاط دينه، ويجوز أن يكون ذلك من الزكاة فإذا أسقطت دينه أو أنذرته، وإسقاط الدين هنا ليس فرضًا عليك، ولكن هذا من القليل الذي يفوق فيه النفل الفرض، الفرض خيرٌ من النفل دائمًا، صلاة الظهر خيرٌ من السنة بعدها، صوم رمضان خيرٌ من صوم الاثنين والخميس مثلًا بعدها، ولكن إلا في هذه الحالة، وفي قليلٍ من أبواب الفقه نراها تتكرر كرد السلام فإن إلقاء السلام نافلة، ورد السلام واجب، وإلقاء السلام خيرٌ من رد السلام.
وتابع: “إذن فالفرض أفضل من النفل إلا في أمورٍ قليلة منها إسقاط الدين عن المعسر، وإن كان نفلًا فهو أفضل من الفرض، وسيدنا النبي ﷺ أمرنا بالإخوة، وأمرنا بستر عيوب الناس، وأمرنا ألا نفضح المسلمين، وألا نتكلم في أعراضهم رجالًا ونساء، وقال: «إذا رأيت أخاك على ذنب فاستره ولو بهدبة ثوبك» ما هذا الجمال والرقي عامله كابنك ؛ فلو فعل ابنك المعصية سترته ونصحته، وكان قلبك يتقطع عليه، افعل هكذا مع كل الناس فإن الله سبحانه وتعالى يسترك في الدنيا وفي الآخرة كما قال ووعدنا سيدنا”.
أما العلم فما بالكم بالعلم ﴿اقْرَأْ﴾ ، أول ما نزل ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ، ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ ، ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ ، أمرنا بالعلم دائما، وهذه أمة علم ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ ، ولم يقل أحد الأدباء على مر التاريخ، ولم يرد في حكمة الحكماء، ولا في كلام الأنبياء لم يرد أبلغ من هذا «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة» يعني وأنت تذهب تشتري كتاب، أو تحضر درس علم، أو تذهب إلى جامعتك تُلقي الدرس، أو تستمع إلى الدرس فأنت في طريق الجنة، هذا تصويرٌ لم يتم إلا على لسان سيد الخلق وأفصح البشر ، وكتاب الله هو محور حضارة المسلمين، «ما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم وأحاطت بهم الملائكة» والخير كل الخير «وذكرهم الله فيمن عنده».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأعمال الصالحة الجنة الخير العبادة المزيد المزيد الله فی طریق ا من کرب ل الله
إقرأ أيضاً:
سوسن بدر: مصر بلد الحضارات.. وفيلم «أم الدنيا 2» صحح المفاهيم الخاطئة عن تاريخنا
قالت الفنانة سوسن بدر إن ردود فعل الجمهور على الجزء الأول من الفيلم الوثائقى «أم الدنيا» كانت الحافز الأكبر لاستئناف رحلة الجزء الثانى، وتقديم عصور متتالية للتاريخ المصرى، خاصة أنه صحح العديد من المفاهيم المغلوطة لدى البعض.. وأضافت أنها تحرص على المراجعة والتدقيق من خلال الخبراء والمؤرخين والمتخصصين، لأننا نخاطب الأجيال الجديدة والأطفال والشباب لأنهم المستقبل. وأوضحت «سوسن»، خلال حوارها مع «الوطن»، أن «الفيلم رسالة واضحة للعالم تبين من نحن، وما هى حضارتنا».. وإلى نص الحوار:
حدثينا عن مشاركتك بالجزء الثانى من الفيلم الوثائقى «أم الدنيا».
- أشعر بالفخر والسعادة لمشاركتى فى الجزء الثانى من «أم الدنيا»، خاصة أن نجاح الجزء الأول ورد الفعل عند الجمهور كان كلمة السر والحافز الرئيسى لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» وللمخرج محمد رشاد لاستئناف الفكرة العظيمة لسرد التاريخ المصرى وتقديم الجزء الثانى، خاصة أنه عاشق لمصر القديمة وتاريخها واللغة الهيروغليفية، وكان يرى أن التاريخ المصرى تم تقديمه بأكثر من لغة بأعمال وثائقية حول العالم ما عدا مصر، فكان ذلك سبباً أكبر فى استئناف رحلة «أم الدنيا».
ألم تترددى فى خوض تجربة الأعمال الوثائقية خاصة أن جمهورها محدود؟
- على العكس، فأنا عاشقة للتاريخ المصرى، وبمشاركتى فى عمل وثائقى فسيصبح جمهورها غير محدود، وهو ما تحقق بالفعل فى الجزء الأول من العمل، ونقدم تاريخ مصر العظيم بعمل بسيط يصل إلى كل فئات الجمهور، ويتناول الحقب التاريخية بشكل جديد، خاصة للأجيال الجديدة، لكى ينمى ويقوى لديهم حب الوطن لأننا نستهدف النشء الجديد والأطفال والشباب، فمن خلال الفيلم زادت ثقافتى بشكل شخصى لتاريخنا العظيم الذى لم ندرسه فى مراحلنا التعليمية، وأهم ما أدهشنى أثناء التحضير لـ«أم الدنيا» أن كل من مر على مصر بالعصور المختلفة كان يريد احتلالها والوصول للحكم بها، فقد كانت مطمعاً للعالم، ولكن مع تتابع العصور المختلفة من الرومانية والقبطية والإسلامية، كان الشعب المصرى قوياً وتقبل كل تلك الثقافات ولم تؤثر على هويته.
ماذا عن الجزء الثانى والأحداث الذى يتناولها؟
- الجزء الثانى من فيلم «أم الدنيا» يتناول رحلة دخول العائلة المقدسة والمسيحية إلى مصر، وقدم الكثيرون أرواحهم للدفاع عنها، ويركز على تقديم 1000 عام بداية من دخول الرومان عقب موت كليوباترا حتى عصر الخلافة الفاطمية، فالحلقات السبع الأولى تركز على التاريخ القبطى المسيحى ومراحل دخول العائلة المقدسة لمصر، أما الثلاث حلقات الأخيرة فتركز على التاريخ الإسلامى فى مصر، وأهم ما كان يركز عليه هو تصحيح المفاهيم المغلوطة عن التاريخ المصرى العظيم بالحقب المختلفة، وكشف كذب المزيفين.
ما أبرز العصور خلال الجزء الثانى؟
- مررت بالعديد من العصور القديمة، والتى لم تكن موجودة فى كتب التاريخ التى درسناها على مدار سنوات الدراسة المختلفة، وموجودة فقط فى التاريخ العريق الذى قدمه المؤرخون الذين شاركوا معنا فى تحضيرات الجزء الثانى.
ماذا عن المعالم التاريخية التى قمتِ بزيارتها أثناء التصوير؟
- هذا أمر مهم للغاية، لأننا زرنا الكثير من الأماكن الأثرية والتاريخية المهمة فى مصر، بلدنا ليس له مثيل فى العالم «مفيش مكان فيها مالوش حدوتة مهمة وتاريخ مر عليه، لأننا بلد الحضارات»، ومن أبرز الأماكن التى قمت بالتصوير بها فى الصعيد (الأقصر وأسوان ومعبد إسنا) من أجل العصر الرومانى، ودير المحرق وجبل الطير والدير الأحمر والكنيسة المعلقة فى مصر القديمة، إضافة لبعض المعالم الإسلامية المهمة من أجل ذلك العصر، من بينها مسجد الحاكم بأمر الله، ومسجد عمرو بن العاص، وغيرهما.
التصوير فى الأماكن الأثرية والتاريخية يكون مرهقاً للغاية.. ماذا عن كواليس الجزء الثانى؟
- بالفعل، واجهنا معاناة شديدة أثناء التصوير وبذلنا مجهوداً بدنياً جباراً لم أكن أتخيله، واستغرقنا ما يقرب من 45 يوماً بالتصوير، ولكن «استمتعنا»، خاصة أننا فى أماكن حقيقية للأحداث ونخوض الرحلة بكل ما بها من تفاصيل مثل صعود الدرج فى أحد المعابد الأثرية بأسوان، والذى كان من أصعب الأماكن التى صورت بها، إضافة إلى لوكيشن الأرض غير الممهدة.
ظهرتِ خلال برومو «أم الدنيا 2» بجملة «إحنا مين».. فماذا تعنى؟
- نعنى بها مراحل صناعة تاريخ مصر وأننا الأصل، وأننا تعرضنا لجميع الثقافات الأجنبية التى مرت على مصر فى عصورها وأزمنتها المختلفة، ولكنها لم تفعل شيئاً سوى أن زادت المصريين قوة وصلابة والاستفادة دون التغيير فى القيم والعادات المصرية.
تصدرتِ مؤشر محركات البحث فى الجزء الأول من «أم الدنيا» وتعلق الجمهور بأدائك الصوتى المميز.. فماذا عن تلك التجربة؟
- هى تجربة مهمة جداً ومكملة للأحداث من حيث السرد، وتوضح التفاصيل للجمهور بشكل مبسط، خاصة أن هناك بعض الأحداث التاريخية من الصعب تصويرها، فكان الحل، من خلال مرحلة المونتاج، الاستعانة بالأداء الصوتى، وكانت ممتعة بالنسبة لى أيضاً.