عربي21:
2025-01-07@00:33:48 GMT

الصناعة المصرية بين الواقع والأماني

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام المنتدى والمعرض الثالث للصناعة في مصر إلى تعزيز استخدام المكونات المحلية في الصناعة، باعتبار ذلك نجاحا للصناعة المصرية، ويدعم الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على الواردات.

وهذا الكلام في ظاهره يمثل أمرا هاما لأي دولة، فقوة الدولة الاقتصادية ترتبط ارتباطا وثيقا بالتصنيع لا سيما الصناعة التحويلية، واستخدام الدولة مواردها الطبيعية في تعزيز التصنيع الذي يلبي حاجة الداخل، ويعزز الصادرات للخارج.



إن الاعتماد على المكونات المحلية في التصنيع تتعدد منافعه للدولة، فهو يسهم في الحد من الواردات، ويحفز الصناعة الوطنية، ومن ثم دعم الشركات المحلية، فضلا عن توفيره فرص عمل والحد من مشكلة البطالة، إضافة إلى تنمية الصادرات، وهو ما يصب في نهاية المطاف في أمر مهم ومطلوب وهو الحد من استنزاف العملة الصعبة المستخدمة في استيراد المواد الخام أو المنتجات الوسيطة، وزيادتها من جانب آخر من خلال زيادة الصادرات.

الحكومة نفضت يدها من الصناعات المهمة واتجهت إلى الخصخصة للمشروعات الناجحة، ومع ذلك فإن الصناعة المصرية بصفة عامة تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد العديد من مكوناتها، والتي تختلف من قطاع صناعي لآخر
ومع ذلك، فإن هذا الأمر في عمومه ليس سهلا بل تقابله العديد من التحديات، من حيث توافر هذه المكونات أصلا داخل البلد، وإذا توفرت فإن الأمر يحتاج إلى قياس جودتها وتكلفتها مقارنة مع المستورد منها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتوقف كذلك على طبيعة البنية التحتية الصناعية، وما إذا كانت الصناعة الوطنية تمتلك التكنولوجيا والقدرات الإنتاجية الكافية.

والناظر إلى واقع الصناعة المصرية يجد أن الحكومة نفضت يدها من الصناعات المهمة واتجهت إلى الخصخصة للمشروعات الناجحة، ومع ذلك فإن الصناعة المصرية بصفة عامة تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد العديد من مكوناتها، والتي تختلف من قطاع صناعي لآخر.

وتشير التقديرات إلى أن قطاع الصناعات الهندسية والإلكترونية يستورد مكوناته بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المائة، كما يستورد قطاع الصناعات الدوائية حوالي 90 في المائة من مكوناته، ويستورد قطاع الصناعات الغذائية نسبة 20 إلى 40 في المائة من مكوناته، ويستورد قطاع السيارات نسبة 50 إلى 60 في المائة من مكوناته.

وهذا الواقع نتيجة طبيعية لضعف الإنتاج المحلي للعديد من المكونات الصناعية، وقلة الاستثمار في الصناعات المغذية، وضعف البنية التكنولوجية، والبنية التحتية الصناعية، وتحجيم القطاع الخاص في ظل عسكرة الاقتصاد.

وتشير البيانات الرسمية عن العام المالي 2023-2024م إلى أن الصادرات المصرية بلغت قيمتها حوالي 32.5 مليار دولار، في حين بلغت الواردات المصرية 72.1 مليار دولار، وهو ما يعني تنامي العجز في الميزان التجاري ممثلا في الفجوة بين الواردات والصادرات، ليصل إلى 39.6 مليار دولار مقارنة بـ31.9 مليار دولار في العام المالي 2022-2023م، مما يعكس تحديات في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الخارج.

مصر بسواعد أبنائها قادرة على تلبية حاجتها، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى أمن نفسي ومادي، من خلال الاستقرار المجتمعي والمصالحة المجتمعية، وتقديم أهل الخبرة على أهل الولاء، ووضع الجيش في مكانته العسكرية التي تتلاءم مع مكانته ومع مهامه في حراسة الحدود، وتشجيع رأس المال الوطني قبل الأجنبي، والتعامل مع رأس المال الأجنبي وفقا للمصالح المتبادلة والاستفادة منه في التكنولوجيا المتطورة
إن التوجه إلى تعزيز استخدام المكونات المحلية في الصناعة لا يحتاج إلى كلام بقدر الحاجة إلى العمل ووضع خطة شاملة تتضمن تطوير الصناعات المحلية، وتحسين البنية التحتية الصناعية، وتعزيز الصناعات المكملة والمغذية، ودعم الابتكار لرفع جودة المنتجات، وفتح المجال بقوة لعمل القطاع الخاص، والحد من توغل العسكر في الاقتصاد.

بل إن الفرصة سانحة للجيش المصري لدعم الصناعة، ولا نقصد بذلك الصناعة المدنية بل الصناعة الحربية والتميز فيها، والقدرة على الاستفادة من الموارد المحلية في التصنيع لحماية الداخل والتصدير للخارج، وهو ما سوف يمثل نقلة نوعية في التسليح العسكري، جنبا إلى جنب مع دور القطاع الخاص في تعزيز الصناعة المدنية.

إن مصر بسواعد أبنائها قادرة على تلبية حاجتها، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى أمن نفسي ومادي، من خلال الاستقرار المجتمعي والمصالحة المجتمعية، وتقديم أهل الخبرة على أهل الولاء، ووضع الجيش في مكانته العسكرية التي تتلاءم مع مكانته ومع مهامه في حراسة الحدود، وتشجيع رأس المال الوطني قبل الأجنبي، والتعامل مع رأس المال الأجنبي وفقا للمصالح المتبادلة والاستفادة منه في التكنولوجيا المتطورة، وليس ببيع أصول الدولة لأجانب يتحكمون فيها بالاحتكار، ويمسون سيادة البلاد ومعيشة العباد.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الصناعة الاقتصاد مصر اقتصاد صناعة انتاج مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصناعة المصریة ملیار دولار المحلیة فی رأس المال یحتاج إلى فی المائة

إقرأ أيضاً:

باقي 20 يومًا.. كيفية التقديم في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2025-2026

يسعى عدد كبير من الأسر إلى التقديم لأبنائهم في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي المقبل 2025-2026، لما تحظى به هذه المدارس من سمعة طيبة كما أنها أحدث المدارس التجريبي لغات في مصر، وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن فتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية للعام المقبل 2025 - 2026 اعتبارًا من يوم 26 ديسمبر 2024 على أن يستمر التقديم لمدة 30 يومًا.

كيفية التقديم في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2025-2026

للتقديم في المدارس المصرية اليابانية في العام الدراسي المقبل 2025- 2026 عدد من الخطوات التي يجب الالتزام بها بعد الدخول على منصة التقديم الإلكتروني للمدارس المصرية اليابانية وهي كالآتي:

الحرص على ملء البيانات الشخصية بكل دقة وكتابة الاسم رباعيًا والعنوان وفقًا لما هو مدون ببطاقة الرقم القومي.في حالة كتابة عنوان آخر مختلف عن بطاقة الرقم القومي يجب أن يتم إثباته بأوراق رسمية.التأكد من كتابة كافة البيانات المطلوبة في كل خانة حتى تتم عملية الحفظ بنجاح.لا يحق للمتقدم اختيار أكثر من مدرسة، فكل مدرسة وحدة منفصلة، ولا يحق الانتقال من مدرسة إلى أخرى إلا من خلال تقديم جديد ويتم ذلك وفقًا للمواعيد المحددة على منصة التقديم الإلكتروني للمدارس المصرية اليابانية.يجب التأكد من كتابة رقم الهاتف الخاص بولي الأمر بصورة صحيحة حتى يتم التواصل معه، وفي حالة عدم إمكانية التواصل تكون المسئولية على ولي الأمر. يجب التأكد من البريد الالكتروني والاحتفاظ بكلمة المرور، وفي حالة فقدان البريد الالكتروني أو الرقم السري تقع المسؤولية كاملة على ولي الأمر وبدون أي مسؤولية على وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.في حالة تقديم بيانات خاطئة أو مستندات غير معتمدة أو مغلوطة سوف يتم الاستبعاد النهائي من فرصة التقديم في المدارس المصرية اليابانية.كتابة بيانات شخصية خاطئة ستأثر في عدم القدرة على التواصل مع ولي امر الطالب وسيفقد الفرصة في التقديم في المدرسة.يجب التأكيد على تسجيل ولي الأمر بيانات الطفل لمرة واحدة فقط، وفي حالة التسجيل لأكثر من مرة سيتم حذف الطلب تلقائي ولن يكون هناك فرصة للتقديم مرة أخرى.يجب التأكيد على اختيار المدرسة المطلوبة بناء على العنوان المقدم من ولي أمر الطالب سواء العنوان المسجل في بطاقة الرقم القومي أو عنوان آخر يتم إثباته بأوراق رسمية سارية لمدة لا تقل عن 6 أشهر قبل التقديم، ولن يٌسمح لولي الأمر نقل الطالب بعد إثبات عنوان الإقامة لأي مدرسة مصرية يابانية في نفس نطاق المحافظة أو خارجها.بمجرد الانتهاء من كتابة البيانات والضغط على حفظ وظهور رسالة (تم التسجيل بنجاح)، لن يسمح بالتعديل على البيانات المسجلة.يوقع ولي الأمر على كافة الإقرارات والتعهدات التي تحددها وحدة إدارة المدارس المصرية اليابانية.يحق للمدرسة اتخاذ الإجراءات القانونية والجنائية ضد ولي الأمر في حالة اكتشاف أي وثائق أو بيانات غير صحيحة أو إخفاء معلومات عن الحالة الصحية للطالب.كل المتقدمين مرشحين للقبول مبدئيا وذلك في حدود أكبر سن تقبله المدرسة المصرية اليابانية، على أن يكون الشرط الأساسي للقبول النهائي هو اجتياز الاختبارات والمقابلات المقررة مع توافر الأماكن المتاحة بالمدرسة وفق الكثافة المقررة لكل مدرسة، ولوحدة إدارة المدارس المصرية اليابانية الحق في رفض أي طلب دون إبداء أسباب، ولا يجوز الاعتراض على قرار لجنة المقابلات.تقع مسئولية نقل الملف الإلكتروني للطفل على ولي الأمر، حيث يتم إعطاءه مدة أقصاها 15 يوم من موعد مطالبة أولياء الأمور بتقديم أوراق أبنائهم بالمدرسة المصرية اليابانية وفي حالة عدم الوفاء بالمدة المحددة، يحق للمدرسة اتخاذ الإجراءات الرسمية نظرًا لعدم وجود ملف للطفل في المدرسة ويحق للمدرسة الانتقال إلى الطفل التالي في قائمة الانتظار مع خصم مبلغ مقدم المصروفات.المدرسة المصرية اليابانية

يذكر أن عدد المدارس المصرية اليابانية الموجودة في جمهورية مصر العربية هم 58 مدرسة في 26 محافظة، وتقوم هذه المدارس بتدريس المنهج المصري الجديد باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تعليم الطفل مهارات وأنشطة مختلفة تعمل على تنمية شخصيته وتغرس بداخله حب الانتماء والعمل الجماعي مثل أنشطة التوكاتسو اليابانية.

مقالات مشابهة

  • باقي 20 يومًا.. كيفية التقديم في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2025-2026
  • برلماني: مبادرة دعم الصناعة الوطنية قادرة على إحداث قفزة لصالح الاقتصاد الوطني
  • السيسي يتابع خطة إنشاء مصانع جديدة لتلبية احتياجات السوق المحلية
  • بـ 30 مليار جنيه.. الدولة تطلق مبادرة لدعم الصناعات وشركات القطاع الخاص| فيديو
  • أستاذ اقتصاد يوضح جهود الدولة لدعم وتشجيع الصناعة المحلية |فيديو
  • أستاذ اقتصاد يوضح جهود الدولة لدعم وتشجيع الصناعة المحلية (فيديو)
  • عضو اتحاد الصناعات عن مبادرة الدعم الحكومي بـ 30 مليار جنيه: جت في وقتها
  • محمد الحداد: الضريبة على الهواتف المستوردة تهدف لحماية الصناعة المحلية
  • الشعب الجمهوري: تعميق الصناعة يجذب الاستثمارات وينعكس على معدلات النمو
  • أحمد زكي: روشتة ومقترحات اقتصادية لزيادة الصادرات المصرية