التايمز: الهجوم على حلب قرب أردوغان خطوة من الوصول إلى دمشق
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
اعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة حلب ثاني أكبر المدن في سوريا يقرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من "تحقيق حلم دمشق".
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "منظر العلم التركي وهو يرفرف فوق قلعة حلب التاريخية هو آخر ما كان يخشاه الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت أنه "لا أحد يعرف السبب، لكن بالنسبة بالنسبة للعديد من المراقبين، فهذه علامة أخرى على أن أنقرة، على الرغم من إنكارها، تلعب دورا بارزا في أحدث تطور في الحرب الأهلية السورية، التي تراجعت في السنوات الأخيرة، إلى آخر اهتمامات الغرب وتجاوزتها صراعات أكثر إلحاحا في أوروبا الشرقية وإسرائيل".
إلا أن سوريا لم تختف عن أجندة السياسة، وفقا للصحيفة، فقد أعادت الحرب في جوارها الطبيعي تشكيل البلاد بشكل أساسي، سواء من الناحية السياسية أو الديموغرافية. وهناك أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا، حسب الأرقام الرسمية.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين السوريين في تركيا تحولوا إلى "صداع للزعيم التركي أردوغان وكذا زيادة التأثير الكردي في سوريا، وهو تطور اندلع على الحدود التركية في عام 2015، عندما عاد حزب العمال الكردستاني، بي بي كي إلى التمرد على التراب التركي من جديد".
ولفت إلى أنه "من هنا بات هدف أردوغان، هو إعادة اللاجئين السوريين ومنع تقدم الأكراد قريبا من حدوده. ولتحقيق هذا قضى الرئيس التركي الأشهر الماضية في محاولة لإصلاح العلاقات مع النظام السوري وعرضه للقاء الأسد والتوصل لصفقة استئناف العلاقات مع دمشق. وقد تجاهل الاسد هذه العروض أكثر من مرة، وأكد على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي السورية".
وبحسب الصحيفة، فإن لدى الأسد مخاوفه من محاولة أنقرة تنصيب نظام جديد في دمشق يسمح له بتوسيع نفوذه في العالم العربي. فعندما اندلعت الاحتجاجات ضد الأسد لأول مرة في عام 2011، سعى أردوغان، الذي كانت تربطه صداقة شخصية مع الرئيس السوري للتدخل. وسافرت وفود بمن فيها أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء آنذاك من أنقرة إلى دمشق، على أمل إقناع الأسد بتعديل موقفه من الاحتجاجات.
لكن العلاقات انهارت بشكل سريع، وسط رفض الأسد الاستجابة وتقديم تنازلات لما اعتقد أنهم الإخوان المسلمين، القريبين من أردوغان وأوغلو. وانقطعت العلاقات سريعا في آذار /مارس 2012.
وأوضحت الصحيفة أن الجناح السياسي للمعارضة اتخذ من إسطنبول مقرا له، في حين تلقت الجماعات المتمردة الأسلحة والتمويل عبر تركيا. وفي السنوات الأولى للحرب، جاء الدعم للمعارضة أيضا من دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.
وقالت إنه "مع صعود الجماعات المتطرفة إلى الواجهة، تراجعت معظمها، ولم يتبق سوى تركيا وقطر كدولتين داعمتين للمعارضة. وهناك الآن مجموعتان متمردتان رئيسيتان في شمال غرب سوريا. إحداهما هي هيئة تحرير الشام، خليفة القاعدة، التي تقاتل ضد قوات الأسد. والثانية هي الجيش الوطني السوري، وهو تحالف من الجماعات المعارضة المدعومة مباشرة من تركيا، والتي تركز بشكل أساسي على صد الميليشيات الكردية التي تسيطر على المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، بما في ذلك المناطق الواقعة على طول الحدود التركية".
وساعد وقف إطلاق النار تم التوصل إليه بين روسيا، الراعية لنظام الأسد، على الحفاظ على خط المواجهة بين الطرفين حتى نهاية الأسبوع الماضي. ولعبت تركيا كضامن للمعارضة المسلحة بقوات عسكرية متمركزة في منطقة شمال- غرب سوريا وكموفر للخدمات الاجتماعية، بما في ذلك خدمات التعليم والبريد.
ونفت أنقرة حتى الآن أن يكون لها دور في عملية المعارضة المسلحة الأخيرة، لكنها "انتهزت الفرصة لزيادة هجماتها ضد المعارضة الكردية، وهناك إشارات إلى أنها تحاول موضعة نفسها للعب دور مهم في مستقبل سوريا"، حسب التقرير.
والثلاثاء، دعا السياسي القومي التركي دولت بهتشلي والحليف لأردوغان، نظام الأسد للتحاور مع تركيا، مضيفا أن "تركيا لا نوايا لها في أراضي البلد". لكنه أكد أن "حلب هي تركية ومسلمة حتى النخاع".
وترى الصحيفة أن أحداث الأسبوع الماضي قد تجبر الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تركيا، لكنها لن تخفف من مخاوفه بشأن طموحات تركيا في سوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حلب أردوغان الأسد تركيا الأسد تركيا أردوغان حلب صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أول طائرة مساعدات مصرية تصل سوريا بعد سقوط الأسد
وصلت، اليوم السبت، أول طائرة مساعدات مصرية إلى مطار العاصمة السورية دمشق، حاملة على متنها 15 طنا من المساعدات الإنسانية، تلبية لاحتياجات الشعب السوري بعد تحرره من نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "وصلت اليوم الرابع من يناير/كانون الثاني 2025 طائرة شحن مدنية تابعة لشركة مصر للطيران محملة بـ15 طنا من المساعدات الإغاثية والأدوية والأغذية المقدمة من الهلال الأحمر المصري للهلال الأحمر العربي السوري".
وأوضحت أن ذلك "يأتي في إطار الحرص على دعم الشعب السوري الشقيق وتأكيدا على الوقوف بجانبه، في ظل الروابط الشعبية التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين".
ولفتت الخارجية المصرية إلى أن تلك الخطوة "تأتي استكمالا لدور مصر الداعم للشعب السوري الشقيق على مدار السنوات الماضية، ولا سيما في ظل استضافة أعداد كبيرة من أبناء الشعب السوري الشقيق في مصر وتوفير كافة الخدمات الأساسية لهم".
مساعدات عربيةووصلت طائرة المساعدات بعد نحو 4 أيام من اتصال بين وزيري خارجية البلدين السوري أسعد الشيباني والمصري بدر عبد العاطي.
جدير بالذكر أن طائرات مساعدات عربية تصل تباعا إلى دمشق قادمة من عدة دول، على رأسها السعودية وقطر.
إعلانوفي وقت سابق اليوم السبت، وصلت إلى دمشق الطائرة السعودية الخامسة، ضمن جسر جوي أعلنت الرياض تسييره لمساعدة الشعب السوري، إضافة إلى قطر التي أرسلت 3 طائرات حتى اليوم.
وكانت السلطات السعودية أعلنت أن هذا الجسر الجوي يهدف "للتخفيف من الأوضاع الصعبة" على السوريين.
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية -تشكلت تحت مسمى "إدارة العمليات العسكرية"– سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها على مدن أخرى، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وعقب ذلك، أعلن قائدة الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير -رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب (شمال غربي البلاد) منذ سنوات- بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.