قالت ‏مصادر مقربة من الوفد الإسرائيلي، إن حركة حماس ما تزال تصر على مطلبها بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي التام من القطاع.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

نظرة خلال الصحافة الغربية.. الكلام المزدوج لحركة حماس يؤكد أنها لا تزال طائفية ولا تؤمن بالوحدة الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"لوموند" الفرنسية: سكان غزة يتطلعون إلى السلام الدائم لعلاج جراحهم وإعادة بناء ما يمكن بناؤه

"فيلوماج" الفرنسية: اليمين الإسرائيلى المتطرف يتلاقى مع حماس فى عقيدة متقاربة لا يمكن أن تحقق الاستقرار للمنطقة

"لا ليبر" البلجيكية: الحركة الإسلامية تحفر القبور لأي حل سياسي قابل للتطبيق وتتغذى على معاناة شعبها

"لوبوان" الفرنسية: متى ينتبه الغرب؟.. حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين التى تسعى لفرض الهيمنة على الغرب والعالم لو أمكن

هيرتا مولر الحائزة على جائزة نوبل: المدنيون في القطاع هم أيضًا رهائن.. وإسرائيل تحتاج إلى أسلحتها لحماية شعبها.. وحماس تحتاج إلى شعبها لحماية أسلحتها

صموئيل لاكرو الكاتب البلجيكى: استفزازات اقتحام المسجد الأقصى وتكثيف الاستيطان فى الضفة الغربية يجعل اليمين الإسرائيلي المتطرف وكيلاً مثمراً للإسلاميين الفلسطينيين

 

نشرت الصحافة الغربية العديد من الموضوعات التى تسلط من خلالها الضوء على الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط، وما أدت إليه من تصلب الموقف فى ظل معاناة غير مسبوقة للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة الذى تتدهور أحوالة بين المطرقة والسندان. حيث حماس من جهة والتدمير الإسرائيلى المتواصل من جهة أخرى.. فإلى أهم ما نشرته تلك الصحف.

 

فى صحيفة "لوموند"، يقول جان بيير فيليو الأستاذ بمعهد العلوم السياسية بباريس والمعروف بمناصرته فى معظم كتاباته للحق الفلسطينى، إن  حماس تزعم "انتصارها" المفترض في هذا الصراع الذي لا ينتهي بنفس الإصرار الذي تتبناه إسرائيل. وفي حين أن سكان غزة يتطلعون فقط إلى السلام الدائم لعلاج جراحهم وإعادة بناء ما يمكن بناؤه، فإنهم ما زالوا يتعرضون للتكميم من قبل عناصر الحركة الإسلامية، كما أن المظاهرات العفوية التي اندلعت يومي 25 و26 مارس للتنديد بالهيمنة الإسلامية، تم إخمادها بسرعة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.

وتنتشر فى غزة فكاهة سوداء تلخص الموقف حيث تقول: لماذا يقوم مسلحو حماس دائمًا برفع علامة النصر بإصبعيهم؟ لأن اثنين فقط هو عدد المنازل التي ما زالت قائمة منذ "انتصارهم" المزعوم.. وعلى أية حال، فقد ثبت أن غزة وسكانها ما زالوا يقدمون لنا باستمرار مرآة لما أصبح عليه عالمنا من دراما قاسية بشكل لم يسبق له مثيل.

وفى تحليل شامل، ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن "المستحيل، في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث".. وأضافت: للمرة الأولى، تظاهر الفلسطينيون في قطاع غزة للتنديد بحركة حماس. وعلى مدى ثلاثة أيام، سار المتظاهرون للمطالبة بوقف إراقة الدماء ولعن الحركة الإسلامية المسئولة عن إيجاد مبرر لقوة الاحتلال مما أدى إلى الدمار الهائل الذى تعرض له القطاع فى بنيته الأساسية وفى المبانى الحكومية والأهلية.

 ويعاني المتظاهرون في غزة من قمع مضاعف، إذ يقعون بين القنابل الإسرائيلية من جهة والحكم الحمساوي من جهة أخرى. إنهم يظهرون شجاعة بطولية، لأنهم يخاطرون بحياتهم برفع أصواتهم ضد الدكتاتورية. وسارعت حماس إلى الرد، بأسلوب وحشي للغاية: حيث قام أتباع المنظمة بتعذيب متظاهر يبلغ من العمر 22 عاماً حتى الموت، ثم ألقوا بجثته المعذبة أمام منزل عائلته كتحذير. 

ولكن مجرد وقوع "انتفاضة الخيام"، كما يسميها الناشطون الفلسطينيون، يثبت أن سيطرة حماس على قطاع غزة لم تعد فعالة كما كانت في السابق. منذ استيلائها على السلطة بالقوة في عام 2007، لم تتسامح الحركة الإسلامية مع أي معارضة. لقد تم قمع وسجن وتعذيب المعارضين، كما ورد في  تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية. وفي يوليو الماضي، وفي ذروة الحرب، استخدم الحمساويون المطارق والقضبان الحديدية لكسر ذراعي وساقي الشاب الفلسطيني أمين عابد البالغ من العمر 35 عاماً، لأنه تجرأ على انتقاد عمليات القتل التي وقعت في السابع من أكتوبر.

لكن هذه هي المرة الأولى التي تجمع فيها المظاهرات العامة هذا العدد الكبير من الناس أو عدة آلاف في المجموع، بحسب المدافع عن حقوق الإنسان في غزة مؤمن الناطور. وتعبر شعاراتهم عن يأس السكان في منطقة دمرتها الحرب وخاضعة مرة أخرى لحصار يمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها. لقد فقد مئات الآلاف من السكان منازلهم بسبب القصف. وبعد وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، أدى استئناف الضربات الإسرائيلية في 18 مارس إلى فتح دورة جديدة من العنف. ويضطر العديد من الفلسطينيين إلى الفرار مرة أخرى بحثا عن ملجأ في مناطق أقل تعرضا للخطر.

إن المدنيين في غزة هم أيضًا رهائن، إلى حد ما. وكما أشارت هيرتا مولر الحائزة على جائزة نوبل في العام الماضي، فإن "إسرائيل تحتاج إلى أسلحتها لحماية شعبها؛ وتحتاج حماس إلى شعبها لحماية أسلحتها "

وأضافت "لوبوان": إن صحوة المجتمع المدني الفلسطيني تشكل بارقة أمل، ولكن الحل السياسي لا يزال يبدو بعيداً. ولكي يتمكن سكان غزة من العيش، لا بد من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف الحرب. ولكن قبل كل شيء، يجب على حماس أن تتخلى عن السلطة، حتى لو كانت حكومة نتنياهو، بسبب فشلها في تحديد أي خطة قابلة للتطبيق لمستقبل غزة، تتحمل المسئولية الأكبر عن المأزق السياسي. 

حماس سمٌّ للسلام

وفى افتتاحية لصحيفة "لا ليبر" البلجيكية، 4 أبريل الجارى، كتب فرانسوا ماثيو نائب رئيس التحرير أن هناك حقيقة يصعب التعبير عنها أحياناً في المناقشات الحادة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي أن حماس لم ترغب في السلام أبداً. ولم تتسامح مع أى حل وسط مقبول، ذلك أن هذه الحركة الإسلامية التي تتغذى على معاناة شعبها، تضع نفسها في موقع الحفار لقبر أي حل سياسي قابل للتطبيق.

وأضاف أن قصة عدي ربيع، الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 22 عاماً والذي تعرض للتعذيب والقتل على يد حماس لأنه تجرأ على انتقاد أساليبها، توضح القيود التي تفرضها هذه المجموعة على غزة. كل من ينحرف عن العقيدة، وكل من يطمح إلى أي شيء آخر غير الحرب الدائمة، يتم مطاردته وإسكاته وإعدامه. ولم يكن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي اغتاله رغم أنه اغتال الكثير من المدنيين بلا ذنب اقترفوه.. إنها حماس، القوة العنيدة التي تقمع شعبها بقدر ما تقاتل إسرائيل. وحتى قبل السابع من أكتوبر 2023، كانت تصرفات حماس بمثابة تصرفات منظمة منخرطة في حرب شاملة، ليس من أجل تحرير الفلسطينيين، بل من أجل تثبيت سلطتها التى اغتصبتها عنوة. إن التطرف الذي استخدمته في تدبير هجومها على المدنيين الإسرائيليين والطريقة التي تستغل بها محنة سكان غزة يتحدثان كثيرًا عن هدفها الحقيقي. حماس تحكم على شعب غزة بالبؤس، بينما تتستر وراء خطاب المقاومة. وتقمع مظاهرات أولئك الذين، في غزة نفسها، يجرؤون على المطالبة بمستقبل مختلف.

أما مجلة "فيلوماج" الفرنسية، فقد أشارت فى عدة موضوعات إلى تلاقى اليمين الإسرائيلى المتطرف مع حماس فى عقيدة متقاربة لا يمكن أن تحقق الاستقرار للمنطقة. وفى هذا الإطار، كتب الصحفى بالمجلة صموئيل لاكرو أنه "منذ نهاية عام 2022، أصبحت عدة وزارات في إسرائيل في أيدي شخصيات من اليمين المتطرف في البلاد. وشجع الصهاينة المتدينون بشكل مستمر الاستعمار في الضفة الغربية، مما أدى إلى تفاقم التوترات. وتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ينتمي إلى حزب الليكود، حزب اليمين التقليدي، من العودة إلى السلطة بفضل ائتلاف مع العديد من الأحزاب التي تنتمي بدورها إلى أقصى اليمين. وأصبح نتنياهو مديناً ببقائه السياسي للأحزاب التي وافق على الحكم معها. ومن بين هؤلاء، حصلت شخصيتان مثيرتان للجدل بشكل خاص على حقائب وزارية رئيسية: بتسلئيل سموتريتش، الذي ورث وزارة المالية، وإيتمار بن جفير، وزير الأمن الداخلي.

المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية

وفي هذا الائتلاف، إلى جانب حزبي شاس ويهودوت هتوراة المتشددين، يمثل سموتريتش وبن جفير ما يسمى بالصهيونية الدينية. إن هؤلاء يدعمون ضم فلسطين بأكملها، من غزة إلى الضفة الغربية عبر القدس الشرقية، وإقامة دولة ثيوقراطية تخضع بالكامل للشريعة اليهودية.

وكان بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب مفدال، قد أعلن قبل وقت قصير من الهجوم الحمساوى في السابع من أكتوبر أن "حماس هي فرصتنا"، معتبرا أن تعزيز الكيان الإسلامي المتطرف من شأنه أن يقوض أي عملية سلام، وبالتالي يؤكد رؤيته حول ضم كل فلسطين. كما أن إيتمار بن جفير هو الشخصية النموذجية لما تسميه الفيلسوفة وعالمة الاجتماع الفرنسية الإسرائيلية إيفا إيلوز "الفاشية اليهودية".

كما أن استفزازات ذهاب إيتمار بن جفير إلى ساحات المسجد الأقصى، وكذلك كل الدعوات إلى تكثيف استعمار الأراضي الفلسطينية، من شأنها أن تجعل من اليمين الإسرائيلي المتطرف وكيلاً مثمراً للإسلاميين الفلسطينيين. ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن التوصل إلى حل للأزمة الحالية في ظل وجود مثل هؤلاء المتعصبين في السلطة، والذين ليسوا في نهاية المطاف أكثر من ورثة أولئك الذين، مثل قاتل إسحاق رابين قبل ثلاثين عاماً، تسببوا تاريخياً في فشل كل عمليات السلام، إلى جانب أنهم يمثلون الوجه الآخر من عملة رديئة تظهر حماس على وجهها الآخر.

حماس بين المتغيرات والثوابت

وعن حركة حماس، كتب الصحفى نفسه أن هذه الحركة منذ نشأتها في عام 1987، صياغة برمجيتها الأيديولوجية وفقاً للظروف. ومن ميثاق عام 1988 إلى ميثاق عام 2017، نلاحظ التغييرات والثوابت في عقيدة وممارسات حماس. 

وتشير المادة الثانية من ميثاق عام 1988 للحركة الإسلامية بشكل واضح إلى أنها تشكل "أحد أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين". وتدعو إلى إقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية في جميع أراضي فلسطين الانتدابية السابقة، من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى نهر الأردن، وبالتالي تدمير إسرائيل. ولتحقيق ذلك، يُنظر إلى الجهاد والكفاح المسلح باعتبارهما الوسيلة الوحيدة الكافية والمشروعة. وتنص المادة 13 على أنه "لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد. أما المبادرات والمقترحات والمؤتمرات الدولية الأخرى، فما هي إلا مضيعة للوقت وأنشطة عبثية". وقد جاء ذلك في العام نفسه الذي تم فيه الاعتراف تدريجياً بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بحق إسرائيل في العيش "في سلام وأمن"، باعتبارها الشريك الفلسطيني في المفاوضات لحل الصراع مع إسرائيل.

ويذكرنا هذا التاريخ على وجه الخصوص بتحالف البنا مع الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس الذي دعم أدولف هتلر في الحل النهائي، كما يتذكر الكاتب شارل إندرلين في كتابه العمى الأعظم. 

وفي الفترة ما بين أبريل 1993 و2005، بدأ شكل من أشكال نزع الشيطنة عن حماس.. فرغم أنها ساهمت إلى حد كبير في فشل عملية السلام، فمن اللافت للنظر أن خالد مشعل وإسماعيل هنية، بدا وكأنهما على استعداد لاحتمال الهدنة مع "الكيان الصهيوني"، قائلين إنهما مستعدان لقبول تشكيل دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 (غزة، الضفة الغربية، القدس الشرقية)، وهو شكل من أشكال القبول والاعتراف الضمني بإسرائيل. 

وفي ذلك الوقت، زادت حماس من تقاربها مع حزب الله وإيران، وكان الدافع وراء هذا التقارب هو فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006 والحاجة إلى الموارد المالية لإدارة غزة في سياق شبه حرب أهلية مع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.

حركة لا تزال طائفية

وفي عام 2017، ورغم إصرار حماس على أن ميثاق عام 1988 يحتفظ بقيمته المرجعية، إلا أنها أضافت إليه تعديلاً مهماً. الميثاق الجديد، الذي عُرض في الأول من مايو في الدوحة بقطر، يسقط كل الإشارات إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يعد يحتوي على فقرات معادية للسامية صراحة، ويعترف بدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967: "إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس هي صيغة للإجماع الوطني".  وإلى جانب الرغبة في الحماية من خطر مخالفة القانون الدولي، يبدو أن هدف هذا التعديل هو الحفاظ على حوار أفضل مع كل من المجتمع الدولي ومنظمة التحرير الفلسطينية. 

وفي نهاية المطاف، وكما هو الحال مع أي أيديولوجية متحجرة، فقد جاء هجوم 7 أكتوبر 2023 ليقلب الموازين، حتى لو بررته حماس أنه كان في سياق إهمال القضية الفلسطينية على المستوى الدولي. وشعر كثيرون بأنهم مضطرون إلى دعم حماس منذ رد جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة،  بينما كان هجوم حماس جزءاً من تقاليد الحركة التي سعت دائما إلى الحكم من خلال الفوضى والصدمة. كما كتبت الخبيرة بالشأن الفلسطينى ليلى سورا: "في أغلب الأحيان، تنجح حماس في إعادة تعريف أيديولوجيتها بما يتوافق مع مصالحها".

وختم الكاتب تحليله قائلاً:  كما أنه من الصعب أن نرى كيف يمكن البدء في عملية السلام في ظل وجود صهاينة دينيين متشددين للغاية في السلطة في إسرائيل، فمن الصعب أن نثق في حل الصراع مع وجود حماس في السلطة. ويبدو أن هاتين القوتين المتعارضتين ظاهريًا توحدتا في نهاية المطاف في رغبة مشتركة في وقف أي عملية سلام، مما يؤدي إلى إثارة طائفية ضد أخرى، وعنف ضد آخر.

 الغرب وحماس

لكن الكاتب الفلسطينى جون عزيز، ينقلنا إلى بُعدٍ آخر مهم حين يشير، فى مقالٍ له نشرته "لوبوان" نقلاً عن موقع "كويليت" إلى أن "الصراع في الشرق الأوسط يجب أن يوضع ضمن التاريخ العالمي: تاريخ الإسلام المتطرف الذي يسعى إلى إعادة بناء إمبراطوريته الثيوقراطية".

وتوضيحاً لفكرته يقول جون عزيز: أصبحت عبارة "لم تبدأ القصة في السابع من أكتوبر" شعارًا لأولئك الذين يرغبون في إضفاء الشرعية على تصرفات حماس في السابع من أكتوبر 2023، من خلال التلميح إلى أن وحشية ذلك اليوم ليست سوى النتيجة المنطقية للأحداث السابقة.. وفي حين أنه من غير الممكن بالطبع إنكار أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ككل لم يبدأ في السابع من أكتوبر، إلا أن الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل اندلعت بالفعل في ذلك اليوم، بسبب الهجوم الذى نفذته حماس، وأدى إلى الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة.

وفي الوقت نفسه، يشكل السابع من أكتوبر جزءا من قصة أكبر، تتضمن هجمات تم إعدادها بعناية فائقة مسبقا. أما القصة التي لم تبدأ في السابع من أكتوبر فهي قصة حماس وأيديولوجيتها. وبالنسبة لحماس، فإن الصراع مع إسرائيل هو جزء من تاريخ أطول بكثير، وهو تاريخ الهيمنة الإسلامية. ويُنظر إليها باعتبارها استمرارًا لحملة تأكيد هذه الهيمنة وإعادة بناء الإمبراطورية أو دولة الخلافة الإسلامية الدينية. 

وكثيراً ما واجهت الحكومات الغربية المعاصرة والفلاسفة صعوبة في فهم هذه الفلسفة باعتبارها منافساً حقيقياً للقوة الغربية. ونتيجة لهذا المأزق، بدأ كثيرون يفسرون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره مجرد صراع على قضايا علمانية كالأرض أو السيادة الوطنية، على سبيل المثال، ويرون في حماس منظمة مقاومة مناهضة للاستعمار. وهذا خطأ خطير، ذلك أن الحقيقة أن حماس تسعى إلى تحقيق هدف يتشابك مع رؤية التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ويكون مقدمة للهيمنة الإسلامية العالمية.

وإلى حد ما، فإن قصر نظر الغرب هو نتاج لهيمنته العسكرية والثقافية على مدى القرون القليلة الماضية. نادراً ما أُرغم الغربيون على دراسة مفهوم الحكم الديني الإسلامي أو أخذه على محمل الجد، لذا فقد بدت هذه الطموحات سخيفة وبعيدة المنال. ومن هنا، يتعين علينا أن نضع الصراع بين إسرائيل وحماس في سياقه الأوسع: صراع أوسع من أجل الخلافة الإسلامية. إن هذا الطموح يهدف إلى فرض الحكم الإسلامي ليس فقط على المسلمين أنفسهم، بل أيضاً على اليهود الإسرائيليين وغيرهم من المجتمعات غير المسلمة في الشرق الأوسط، مثل الموارنة اللبنانيين، والإيزيديين، أو الزرادشتيين، ولكن أيضاً على المناطق والسكان خارج العالم الإسلامي. إن الغرب، على وجه الخصوص، هو هدف مرغوب فيه، حيث أن قيمه مرفوضة بشدة.

ويواصل جون عزيز: إن العقائد الإسلامية، مثل تلك التي تدافع عنها حماس، وداعش، والقاعدة، أو جماعة الإخوان المسلمين، مبنية على رؤية عالمية تعتبر كل أشكال الحكم غير الإسلامي غير شرعية. وتعتبر المجتمعات غير المسلمة بمثابة كيانات انتقالية، ويجب استبدالها بنظام إسلامي موحد في ظل الشريعة الإسلامية. إن هذه الديناميكية تشكل صراعًا عالميًا ومن الضروري أن نفهمها في هذا الضوء.

ويختتم بقوله: يجب أن ندرك الخط الفاصل بين ما تريده حماس والقوى المماثلة لها وبين موقفنا من الإسلام كدين سماوى يدعو إلى الوسطية والتعايش مع الآخر وعدم نفيه نهائياً.

مقالات مشابهة

  • نظرة خلال الصحافة الغربية.. الكلام المزدوج لحركة حماس يؤكد أنها لا تزال طائفية ولا تؤمن بالوحدة الوطنية
  • إعلام إسرائيلي: سلاح الجو يهدد بفصل 970 طيارا ما لم يسحبوا رسالة طالبوا فيها بوقف الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يعتزم تحويل مدينة رفح بأكملها لمنطقة عازلة
  • الخازن: لا يمكن فصل مستقبل سلاح حزب الله عن الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الحرب ستتوقف إذا سلمت حماس سلاحها
  • صيغة وسط بين “حماس” وإسرائيل لوقف دوامة الدم.. مبادرة مصرية جديدة لإحياء الهدنة.. وترامب يقرر مصير غزة
  • عاجل …. انقلاب سيارة “بيكوب” بطريق سيدي بنور يُخلّف إصابات متفاوتة الخطورة
  • 50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يجري جولة ميدانية عند الحدود مع لبنان
  • ترحيل قيادات حماس من لبنان... هل دقّت ساعة الحسم؟