عبقري من بلادي
الكاتبة العراقية #زاهدة_العسافي
قبل 4000 الاف سنة قبل الميلاد
ظهرت الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين وكانت أول ظهور متطور للإنسان حيث اكتشفت الزراعة لأول مرة في تاريخ البشر على هذه الارض ” أرض العراق” وظهرات أول بوادر وبذور التمدن حيث أن التمدن أي ظهور المدن والري والكتابة هي الإشارة الاولى على وجود هذه الحضارة .
وانا افكر بمجريات حضارة سومر بدأت خطوتي الاولى نحو مدينة السليمانية الجميلة من كركوك والشمس قد احتضنت بنورها كل الاشجار التي تغطي طرفي الشارع العام والخضرة على جبالها الشاهقة والوديان التي تخبرنا أن الربيع في طريقه الينا يحمل بشائر الخير والود وتسرع خطاي للقاء رجل من عراقي من القومية الكردية يسكن بجوار الطبيعة وفي أحضانها رجلٌ يتميز بالابتكار والاكتشاف الجديد والتلاعب في بنية الجذور والاشجار ويتفنن بقطع الجذر عن الارض وصنع مصدر آخر من الاغصان لايصال الماء والغذاء الى بقية اجزاء الشجرة ويتحكم في طولها ” الشجرة” وكمية زيادة نتاجها من الفواكة وبتطعيم غريب يجعل الشجرة الواحدة تنتج سبعة أنواع من الثمار متوزعة على اغصانها دون أن يستخدم أي سماد تكون الفاكهة ذو طعم حقيقي نفتقده منذ سنوات طويلة في اسواقنا وبيوتنا .
نجتاز مدينة السليمانية باتجاه مدينة عربت وكاني بنكا ثم قرية كاريزة مروراً بمدينة سيد صادق القريبة من مدينة حلبجة وتبهرنا جمال الزرع من شعب اعتاد على الإبداع في كل مدنه وهو الشعب الكردي الذي يعشق العمل كما يعشق الحياة لا تضاهي ما ينتجون من انواع العصائر والحلويات الطبيعية من الفواكه والفستق والجوز واللوز والبلوط وكذلك الفواكه المجففة وكم عصائر الرمان وتمتد مساحات شاسعة من الخضراوات تجد الفلاح فيه مع شروق الشمس حتى الغروب معطاء مؤمن بأنه من يصنع الحياة ويسد حاجته دون أن يستورد أي شيء الاّ من أرضه وجهده الصادق.
وصلت الى ناحية سيروان حيث يسكن كاك آزاد ذلك الفلاح ” المعجزة” وهو يلوّح لي بيده من فوق سطح البستان وهو ليس ببستان من كونه مختبر علمي رائع واكتشاف بديع يستحق دخوله بقوة الى موسوعة غينيس ويفخر بأنه يقدم الى كردستان شيئاً يُحسب له ويقارن ما في كردستان ما ينتج في الولايات المتحدة واليابان وتايلند وبريطانيا وفرنسا كل هذه الدول وغيرها زارها وتم تكريمه من حكوماتها ومنظماتها المنية بالزراعة.
يقول كاك ازاد الفلاح العراقي الكردي المبدع والمعجزة : انه استطاع وبجهد شخصي أن يتوصل الى فطع اجزاء من جذع الشجرة وتطعيمها واعادة تدوير الري عن طريق الاغصان بدلاً من الارض ليحافظ على الثمار بتعدد فصول السنة كما شهدت ثمار الرمان بكثرة ونحن في الشهر الثاني عشر الذي ينتهي فيه موسم الرمان .
اخبرني كاك آزاد عن زيارته الى قرية في الولايات المتحدة الامريكية خالية من آثار التمدن حيث لا وجود فيها للكهرباء ويستخدمون العربات والأحصنة وسيلة نقل كان قد جلب معه اشجاراً تشبه اشجار محصول الذرة ونجح في زراعتها وهذه الاشجار تُنتج نوعا راقيا من العسل النباتي الطبيعي وفي معرض اربيل الذي يقام هذه الايام يقوم ببيع هذا النوع المبتكر من العسل .
نجح هذا الانسان المتفرد بجهده وحبه لأرضه في زراعة ” الكركم” وبدأ بالفعل بتجفيفها وطحنها وعرضها للبيع فعلا وكذلك في تطوير نوع انتاج فول الصويا التي كانت حباته في بلده الام تنتج مائة حبة في القشرة بينما ما زرعه هو تنتج ثلاثمائة حبة في القشرة الواحدة .
تجولنا في البستان والملحق به مساحات كبيرة من انواع الورود والى جانب تلك المساحة مكانا آخر يضم عدداً من العاملين والعاملات في استخراج عصير الرمان وقادمي نحو قاعة كبيرة تحيط بطرفيها الخضار عرض فيها 260 شهادة تكريم من كثير من دول العالم وقد اخبرني بزيارة السفير الفرنسي الى مزرعته والبستان وكذلك رئيس اساتذة وطلاب جامعة السليمانية للتعلم والاستفادة من هذه التجربة الرائدة وعرض في مكتبة خاصة هدايا من كثير من دول اوربا وآسيا ومقتنيات تراثية له يمثل ادوات تستعمل في قرى كردستان في طحن الحبوب وغيرها وكان فرحاً جداً عندما دعاني نحو شجرة صنعها على هيئة طائرة وهي شجرة مثمرة في غاية الروعة وقال:
هذه الشجرة تمثل جناحي الطائرة وكقعد الطيار عملتها هدية لمطاري اربيل والسليمانية امتنانا لمنتسبي المطار الذين يغمرونني بالاحترام والتقدير في كل زياراتي من خلال هذين المطارين .
طلب مني أن اوضح لكل العالم أنه في كردستان يزرع ما يباهي به كل العالم ولا يبحث عن أي ربح سوى أن يعلم الناس جهوده لأجل الخير فقط وان يكون فخراً لكردستان وشعبها الذي يعشق العمل والعطاء..
ايضا غمرتني الفرحة الكبيرة والفخر وكنت اتأمل يديه تشققتا من طوال ساعات العمل ويقف فخوراً بين اشجارٍ اثمرت إبداعا وهو يخبرني مازحا ” أنه انشتاين العراق”
تحية حب واعتزاز بهذا الرجل الشهم العراقي الكردي البطل .. الف تحية
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: زاهدة العسافي
إقرأ أيضاً:
وزارة “البيئة”: إنتاج أكثر من 6600 طنٍ سنويًا لأجود أنواع الرمان في الباحة
المناطق_واس
أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن زراعة فاكهة الرمان في منطقة الباحة تشهد مرحلة جديدة بعد توقيع عقد استثمار مدينة الرمان في محافظة القرى بمساحة إجمالية تبلغ (1,343,544) مترًا مربعًا، لزراعة ما لا يقل عن (120) ألف شتلة رمان، كأحد مشروعات المنطقة الذي يتوافق مع أهداف الإستراتيجية الوطنية للزراعة، ومرتكزات، ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأوضحت الوزارة أن منطقة الباحة تُعد من أهم المناطق ذات الإرث الزراعي المتباين، وتتميز بزراعة المحاصيل البستانية مثل: الفاكهة المستديمة الخضرة، نظرًا لتباين طبوغرافيتيها، ومنها شجرة الرمان التي تشتهر بها وتصنف ضمن الفاكهة الاستوائية، وتصل ذروة إنتاجها من عمر (15) إلى (20) سنة، ويمكن أن تعيش حتى (70) سنة وأكثر، ويتجاوز إنتاج المنطقة حاليًا (6600) طن سنويًا.
أخبار قد تهمك “الفرص الاستثمارية بقطاعات الزراعة”.. ورشة عمل بمنطقة جازان 26 ديسمبر 2024 - 10:47 صباحًا “البيئة” تطرح فرصة استثمارية لتطوير برج المياه بمنطقة الجوف عبر منصة “فرص” 19 ديسمبر 2024 - 1:06 مساءًوأشارت إلى أن الرمان يُزرع في محافظات (القرى، والمندق، وبني حسن، والباحة، وبلجرشي والعقيق)، وتقدر المساحة الكلية بحوالي (200) هكتار بإنتاجية للهكتار تقدر (27 -37 طنًا)، مؤكدةً أن الباحة تُعد من أهم المناطق في زراعة الرمان، حيث تضم المنطقة أودية مثل: (وادي بيدة، ووادي تربة، ووادي مراوة)، وتُزرع حوالي (700) ألف شجرة رمان، ويمكن زراعته في القطاع التهامي بمحافظة غامد الزناد بمركز الفرعة، حيث تشتهر الباحة بزراعة أربعة أنواع من الرمان تشمل: (المغربي الأحمر، والأخضر، والأسود، والصغير الحامض).
وبيَّنت الوزارة أن لثمار الرمان فوائد اقتصادية عديدة، إذ تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة مثل: فيتامين (C)، والألياف، والكربوهيدرات، ومضادات الأكسدة، مما يجعلها غذاءً مفيدًا، كما تُستخدم في تحضير العصائر، والدبس، والمربى، ويُستخرج الزيت من بذور الرمان ليُستخدم في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، مشيرةً إلى أن تناول فاكهة الرمان يزيد من إنتاج الكولاجين، ويُحسن من صحة البشرة، ويخفض ضغط الدم، ويسهم في تحسين وظائف الكلى، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
يذكر أن منطقة الباحة تشهد كل عام، انطلاق فعاليات مهرجان الرمان؛ ويهدف إلى التعريف بواقع إنتاج وزراعة الرمان، وربط المصدرين والمستثمرين بالمنتجين الزراعيين لفتح آفاقٍ أفضل للتسويق وتصدير فاكهة الرمان، علاوةً على مساعدة المزارعين والمنتجين لفتح قنوات تسويقية جديدة والتعريف بمنتجاتهم محليًّا وخارجيًّا.