بقلم : سمير السعد ..

في قلب الشرق، يظل لبنان يعزف لحنًا خالدًا، لحن الانتصار والحياة والاستمرار. مهما أثقلت جراح الحروب وألم الفقدان، ينهض الوطن كطائر الفينيق، ينفض غبار الظلام ليشع نور الأمل من جديد.
لبنان الذي عرف بشجاعة أبنائه وكرامتهم التي لا تقهر، تمكن من تحطيم كل مخططات الأعداء، بفضل إيمانهم الراسخ بالحرية واستعدادهم الدائم للدفاع عن تراب الوطن.


وفي زحمة الألم، لا ننسى أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليبقى الوطن عزيزًا شامخًا، نقرأ لهم الفاتحة وندعو للجرحى بالشفاء العاجل.
هو الأمل الذي لا ينطفئ، والصمود الذي لا ينكسر، والكرامة التي لا تساوم. سيبقى هذا الوطن الصغير بحجمه، الكبير بحضارته وشعبه، منارة أمل لكل من يؤمن بأن الحياة تنتصر دائمًا على الموت.
الذي حمل عبر التاريخ أعباء أكبر من حجمه الجغرافي، ظل نموذجًا للقدرة على النهوض في وجه المحن. كيف لا، وهو الوطن الذي يستمد قوته من وحدة شعبه، ومن إيمانهم العميق بأن ما يجمعهم أقوى من كل ما يحاول تمزيقهم.
رغم الحروب التي دمرت الحجر وأثقلت النفوس، ورغم الأزمات التي أرهقت البلاد، لا يزال اللبنانيون يرسمون صورة وطن ينبض بالحياة، بفضل إرادتهم الصلبة وأملهم الذي لا ينقطع. من قلب المآسي يولد الإبداع، ومن بين الأنقاض تُبنى الأحلام الجديدة.
انه ليس مجرد وطن، بل فكرة، حالة وجدانية من الإصرار والعنفوان. هو صوت الأرز الذي يهمس للريح بأن الصمود باقٍ، هو دفء الشواطئ الذي يحتضن أمواجه بحب، وهو جبال شامخة تعانق السماء وكأنها تردد أناشيد الحرية.
وإن كانت التحديات مستمرة، فإن لبنان سيظل يثبت للعالم أجمع أن من رحم الألم يولد الأمل، وأن الشعوب التي تحب الحياة لا تعرف الهزيمة. لبنان ليس فقط بلدًا، بل رسالة أبدية بأن الكرامة لا تُشترى، وأن النور دائمًا أقوى من الظلام.
إلى لبنان الحبيب، نرفع الدعاء، ونقف إجلالًا لشعب لا يعرف الاستسلام. لبنان، يا لحن الصمود والأمل، ستبقى في كل قلب تنبض فيه الحياة.
هذا الوطن الذي لا تُطفأ جذوة الحياة فيه، يعلّم العالم أن الإرادة الحقيقية تتحدى كل حدود المستحيل. أبناءه، كالنهر الذي لا يتوقف، يواصلون مسيرتهم نحو البناء رغم الركام، ونحو الأمل رغم الألم.
في شوارعه التي شهدت الدمار، تولد أحلام جديدة، وفي بساتينه التي قاومت قسوة الحرب، تزهر ورود الأمل. كأن لبنان يبعث رسالة إلى العالم بأن الجمال يمكنه أن ينتصر على القبح، وأن الروح الحية أقوى من رياح الخراب.
هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير بتاريخه وروحه، لا يزال يشكل رمزًا للصمود. من بيروت التي أعادت بناء نفسها مرات ومرات، إلى الجبال التي تختزن في صمتها كل أسرار الشموخ، يتردد صدى أغنية واحدة: “سنعيش، وسننهض، وسننتصر”.
إن التضحية التي قدمها شهداء لبنان ليست مجرد ذكرى، بل هي وصية لكل لبناني أن يتمسك بالأرض والحرية والكرامة. أما الجرحى، فهم عنوان البطولة، وأجسادهم حكايات خالدة عن ثمن الدفاع عن الوطن.
هو ليس فقط صموداً في وجه الأعداء، بل هو دليل حي على أن الأوطان تُبنى بالحب، بالمثابرة، وبالإيمان العميق بأن الغد يحمل دائمًا فرصًا جديدة. سيبقى لبنان النجم الذي يهتدي به كل عاشق للحرية، والوطن الذي يلهم كل من يؤمن بأن الأمل هو أقوى سلاح في مواجهة الظلام.
إلى لبنان… نبض الحياة والأمل المتجدد، سنظل نكتب اسمك بمداد الفخر، ونغني لأجلك، ونحلم معك بغدٍ أجمل.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الذی لا

إقرأ أيضاً:

برلمانية: الشهداء ضحوا بأنفسهم ليهبوا أوطانهم الحياة

أكدت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب، عضو الهيئة البرلمانية العليا لحزب حماة االوطن، أن احتفال مصر قيادة وحكومة وشعبا بذكري "يوم الشهيد" الذي يوافق التاسع من شهر مارس من كل عام اعترافًا بالجميل وفضل شهدائنا العظماء علي الوطن ومقدراته، وإحياءً لذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق.


وقالت النائبة نيفين حمدي في تصريحات صحفية خلال الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم، أن تضحيات شهداءنا فخر وإعتزاز للامة العربية عامة وللمصريين خاصة، وأن يوم الشهيد محطة لاستذكار العطاءات المخلصة، ورد جزء من الجميل والوفاء لمن قدموا أنفسهم ودماءهم الطاهرة الزكية فداء للوطن، ودفاعا عن الأمة العربية والإسلامية في ميادين العزة والكرامة والشرف.

بمناسبة يوم الشهيد .. وضع أكليل الزهور على النصب التذكاري بالإسكندريةالنيابات والمحاكم تطالب باستلهام معاني العطاء والفداء في يوم الشهيدطارق نصير: احتفال مصر بذكرى يوم الشهيد نقطة مضيئة فى بناء الجمهورية الجديدةالرئيس السيسي في يوم الشهيد: نؤكد استكمال المسيرة على درب حماية الوطن ورفعة شأنه


وأضافت عضو لجنة الشؤون الافريقية بالنواب، إن الحياة هي أغلى ما يملك الإنسان، والتضحية بالحياة أعلى مراتب البذل والعطاء، ولا تكون إلا تعبيراً عن الاقتناع والإيمان غير المحدود بأداء الواجب، فالشهداء ضحوا بأنفسهم ليهبوا لأوطانهم الحياة، قائله: "شهدائنا الأبرار سيبقون على الدوام علامة مضيئة ونجومًا ساطعة في تاريخ البلاد، نستلهم من بطولاتهم وتضحياتهم الدروس والعبر، ويستذكر من بذلهم وعطائهم العمل والانجاز، وحماية الوطن ومقدراته".


ووجهت نائبة حماة الوطن نداء للشعب المصري بمناسبة هذه الذكري الخالده : "علموا أولادكم أن هناك أرواحا عشقت الموت كى تهب أوطانها الحياة، ضحت بأغلى ما تملك من أجل أن شمس الوطن مشرقة، علموهم قيمة التضحية كى يستطيعوا حمل الأمانة والرسالة جيل ورا جيل".


وأختتمت نيفين حمدي بالاشادة بما يبذله رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الباسلة من تضحيات لا تقدر بثمن لكي تنعم مصر بالأمن والأمان، موجه التحية والتقدير والثناء لابطال مصر العظماء الذين فدوا وطننا الغالي بأرواحهم ، كما وجهت تحية شكر وتقدير لأمهات وزوجات وبنات شهداء الوطن قائله لهم " قدمتم دروسا في الانتماء والتضحيه  والصمود وحب الوطن" ، وكل عام وانتم بخير

مقالات مشابهة

  • نوال الزغبي تحتفل بعيد الفطر في بيروت.. “لبنان ما بيلبقلو إلا الفرح”
  • برلمانية: الشهداء ضحوا بأنفسهم ليهبوا أوطانهم الحياة
  • عودة الكاظمي: الأمل الكاذب الذي لا يحتاجه العراق
  • سفير جديد لواشنطن تعزيزًا لتطبيق “القرار الأممي”.. لبنان يبدأ طريق الإصلاحات باستحقاق انتخابي
  • قضية “اولاد المرفحين”.. الفرنسية التي قدمت شكاية الإغتصاب تسحب شكايتها
  • تعزيزًا لنمط الحياة الصحي.. انطلاق النسخة الأولى من دوري “امش30” في 11 مارس بمشاركة مجتمعية شاملة
  • ما تفاصيل “الاجتماع المتفجر” الذي شهد صداما بين مسؤولي ترامب وماسك؟
  • تتجلى الـ”تراجيديا” في كل زوايا الحياة اليومية في غزة
  • “شِعب الجرار” إحدى المكونات الطبيعية التي تعزّز الحياة الفطرية والبيئية في جبل أحد بالمدينة المنورة
  • “زيارة دينية”.. يهود الحريديم يدخلون جنوب لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي (فيديو)