موقع 24:
2025-03-10@04:26:49 GMT

هل تستغل تركيا تراجع النفوذ الإيراني في بلاد الشام؟

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

هل تستغل تركيا تراجع النفوذ الإيراني في بلاد الشام؟

كان متوقعاً أن تحاول تركيا استغلال الفجوة التي أحدثتها إسرائيل في نفوذ إيران، بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

الدمار الذي تعرضت له ايران وحزب الله فرصة تاريخية لم تستطع تركيا تفويتها




ووفق كامران بخاري، الأكاديمي المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في جامعة أوتاوا، فإنه يبدو أن الوقت قد حان لذلك.

فبعد انقطاع دام ثماني سنوات، تمكنت الفصائل السورية المدعومة من تركيا في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من السيطرة على مدينة حلب، ودخلت مدينة حماة، مما وضعها تقريباً في منتصف الطريق بين حلب والعاصمة دمشق.
وقال بخاري في تحليله بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي: لم يتمكن المتمردون من تحقيق مثل هذا الإنجاز حتى في ذروة الحرب الأهلية السورية. في الوقت نفسه، تقوم الطائرات الروسية لأول مرة منذ سنوات بضرب مواقع المتمردين، وقام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة لروسيا بحثاً عن الدعم.
وانتهت الحرب الأهلية السورية فعلياً في ديسمبر (كانون الأول) 2016، عندما استعادت القوات الحكومية السورية السيطرة الكاملة على حلب.

 

“Turkey saw an opportunity to change the dynamics on the ground, weaken Assad’s hand and demonstrate to the next US administration it can curb Iranian influence effectively,” my quote in ⁦@FT⁩ story on Syria ⁦@MiddleEastInst⁩
https://t.co/4cRCbCcIuV

— Gönül Tol (@gonultol) December 3, 2024


ونجح الأسد في البقاء في السلطة، ولكن بعد انتهاء الصراع، فقدت حكومته مناطق مهمة في الشمال والشرق لصالح عدة قوى هي: هيئة تحرير الشام (التي قادت الهجوم على حلب هذا الأسبوع)، والقوات التركية، وتنظيم داعش الإرهابي، والانفصاليون الأكراد. ويمكن القول إن انتصاره كان بفضل الدعم الجوي الروسي وإيران وحزب الله. وأصبح يعتمد عليهم بشكل كامل.
وعندما غزت روسيا أوكرانيا عام 2022، لم تعد قادرة على التركيز على سوريا. ووجدت موسكو عزاءً في إدراكها أن إيران ما زالت قادرة على دعم الأسد عسكرياً، وأن تركيا ليست في وضع يسمح لها بإحياء حركة التمرد.
من جانبه، كان الأسد مدركاً لمأزق روسيا، وعرف أن وجود إيران المتجذر في سوريا يعني حاجته إلى خيارات أخرى، ومن هنا جاءت جهود المصالحة التي قام بها عام 2023 مع دول عربية.
ورغم أهمية هذه العلاقات، فإنها لم تكن كافية لإخراج نظام الأسد من دائرة النفوذ الإيراني. وكان الأسد يدرك أن الصراع المتزايد بين إيران وإسرائيل قد يمتد إلى سوريا.
في هذا السياق الأوسع، وقع هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أشعل صراعاً إقليمياً أضر بالمصالح الإيرانية في سوريا ولبنان، وترك بذلك مجالاً للقوى البديلة الطامحة. كانت تركيا وشبكتها من الفصائل المتمردة تتابع الوضع عن كثب، وتخطط وفقاً لذلك.
وكانت أنقرة تعمل على تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، حيث رأت كيف أن الدول العربية تصلح علاقاتها مع دمشق، وأرادت بدورها الاستفادة من رغبة النظام السوري في تنويع علاقاته الإقليمية.


التطلع إلى المستقبل


لكن تركيا ستجد صعوبة في ملء الفراغ الإيراني، بحسب الكاتب، مستشهداً بعدم تطابق المصالح السورية بشكل كامل مع المصالح التركية، في وجه طهران، والحاجة إلى تقليل النفوذ الإيراني.
وتتفق سوريا وتركيا على قضايا مثل مواجهة الانفصاليين الأكراد، لكن أنقرة تعد تهديداً لسوريا أكثر من كونها حليفاً؛ إذ تحتل القوات التركية مساحات واسعة من الأراضي السورية في الشمال، وتُعد أنقرة الداعم الرئيس للفصائل المسلحة.
والأهم من ذلك، برأي الكاتب، أن الأسد لا يريد أن يبتعد عن فلك إيران ليصبح في فلك دولة أخرى لها طموحات إقليمية. وهذا ما يفسر رفض الأسد في يوليو (تموز) الماضي عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتطبيع العلاقات، ووضع انسحاب القوات التركية من بلاده كشرط مسبق لأي خطوة كهذه. وقد أكدت الهجمات المتمردة في الأيام الماضية صحة مخاوفه.

 

It was only a matter of time before Turkey would try to capitalize on the hole Israel punched into Iran’s sphere of influence after Hamas' Oct. 7 attack.

My latest on the Syrian rebel resurgence https://t.co/TkzF8UdEUI

— Kamran Bokhari (@KamranBokhari) December 2, 2024


وكانت أنقرة تعرف أن جهودها الدبلوماسية لن تنجح على الأرجح، لكنها مضت قدماً لأنها لم تكن تعلم أن إيران وحزب الله سيتعرضان للضعف بهذه السرعة.
وكان الدمار الذي تعرضا له فرصة تاريخية لم تستطع تركيا تفويتها. وتشير السرعة التي نُشرت بها القوات الموالية لتركيا إلى أن أنقرة قد استعدت لهذه الفرصة مسبقاً. وتعكس سرعة استيلاء حلفائها على حلب على الأرجح مدى ضعف إيران الآن في بلاد الشام. وكانت إسرائيل تقصف إيران وحزب الله لأشهر، مما أجبرهما على توجيه مواردهما في اتجاه، أدى إلى خلق ثغرات في الدفاعات السورية استغلتها الفصائل المسلحة.


السؤال الحاسم


والسؤال الحاسم، بحسب الكاتب، هو مدى قدرة طهران وموسكو على مساعدة القوات السورية في مواجهة هجوم الفصائل المسلحة، التي طالما تعاني من الانقسام الداخلي، وهو عامل يحد من قدرتهم في السيطرة على دمشق ومعاقلها على الساحل المتوسطي. 
وخلص الكاتب إلى أن ما نعرفه على وجه اليقين هو أن هيمنة إيران في بلاد الشام تقترب من نهايتها، وتسعى تركيا لتحل محلها، ومن المرجح أن تستهلك حرب أهلية سورية متجددة قدراً كبيراً من انتباه إدارة دونالد ترامب الثانية.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا وحزب الله

إقرأ أيضاً:

تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟

وضعت تركيا نفسها مجددًا في مركز الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، فبعد زيارات رفيعة المستوى إلى أنقرة قام بها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للعب دور الوساطة مشيدًا بمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن بلاده التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بعد الولايات المتحدة قد تساهم بجنودها في مهمة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا، إذا اُعتبر ذلك ضروريًا من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا رغبة تركيا في أن تكون جزءًا من أي هيكل أمني أوروبي حال انهيار الحلف العسكري على خلفية العلاقات المتوترة بين أمريكا وحلفائها الغربيين، وفقًا لـ«فرانس 24».

وأضاف المسؤول العسكري التركي خلال إفادة صحافية أسبوعية، الخميس: «نتابع المبادرات الدبلوماسية متعددة الأبعاد الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة وبوجهة نظر تركية في إمكانية تحقيق السلام العادل والدائم من خلال تمثيل طرفي الصراع على قدم المساواة والإنصاف».

وعبّرت تركيا عن ترحيبها بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدةً استعدادها لاستضافة المفاوضات بين الجانبين، كما فعلت من قبل عندما استضافت جولة مباحثات أولية في إسطنبول خلال إبريل 2022، أي بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في كلمة خلال مشاركته في إفطار لسفراء بلاده في أنحاء العالم، إنه لا يمكن تصور أمن القارة الأوروبية من دون تركيا التي تعتبر «جزءاً لا يتجزأ من أوروبا» ترى أن عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي «أولوية استراتيجية».

وفي سياقٍ متصل، أضاف مسؤول الدفاع التركية الذي لم يذكر اسمه، أن «أنقرة» بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ودولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يصبح التعاون معها أمرًا ضروريًا لكي تصبح أوروبا «لاعباً عالمياً» مستفيدةً بصناعتها الدفاعية المتطورة، وأدوارها المهمة في حل الأزمات الإقليمية، و«جيشها القوي»، خاصةً في هذه المرحلة التي تزداد فيها مخاوف القارة العجوز في مجال الأمن.

فيما أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده تريد أن تكون جزءاً من أي هيكل أمني أوروبي جديد حال تفكك حلف الـ«ناتو»، مشيرًا في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» على هامش مشاركته في قمة أوروبية بشأن أوكرانيا في لندن، إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب تمثل «دعوة للأوروبيين كي يستقيظوا ويتحدوا لتصميم مركز ثقل خاص بهم».

وأضاف «فيدان»: «لقد خرج المارد من القمقم، ولا يمكن إعادته، وحتى لو قرر ترامب عدم الانسحاب من أوروبا في الوقت الحالي، فمن الممكن أن يأتي في المستقبل شخص يحمل وجهات نظر وأفكاراً سياسية مماثلة ويفكر في تقليص مساهمات أمريكا في أمن أوروبا».

من جانبها، حللت مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، وهي مؤسسة بحثية تابعة للمحافظين الجدد ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، موقف تركيا الأخير الذي يعبر عن استراتيجيتها الأوسع، ففي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي، ألقى وزير الخارجية التركي باللوم في تعثر مفاوضات عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي على سياسات الهوية الأوروبية، مشيرًا إلى أن الكتلة كانت مترددة في قبول دولة ذات أغلبية مسلمة.

وقد توقفت عملية ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي، التي بدأت في عام 1999 وشهدت بدء المفاوضات في عام 2005، منذ عام 2016 بسبب المخاوف بشأن التراجع الديمقراطي والنزاعات مع اليونان وقبرص.

وتوضح «الدفاع عن الديمقراطيات»، أنه من خلال تعزيز دورها في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ربما تحاول تركيا الضغط على الاتحاد الأوروبي لحمله على تقديم تنازلات، مثل تحرير التأشيرات وتوسيع اتفاقيات الجمارك، أو ربما تستغل «أنقرة» المخاوف الأوروبية المتزايدة من تضاؤل ​​الوجود الأمني ​​الأميركي، على أمل وضع نفسها كلاعب جيوسياسي رئيسي.

ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يعرض أردوغان العلاقات مع روسيا للخطر من خلال الدفاع الكامل عن قضية أوكرانيا، بل إن اعتماد أنقرة الاقتصادي على موسكو بدءًا من واردات الطاقة إلى الصادرات الزراعية، يمنح بوتن نفوذًا على تركيا، ومن غير المرجح أن يتغير سلوك أردوغان المتوازن نُصرةً لـ«كييف»، فهو سيواصل تقديم الدعم اللفظي لسيادة أوكرانيا في حين يعمل في الوقت نفسه على تسهيل المحادثات بين موسكو وواشنطن، بحسب تحليل المؤسسة البحثية الأمريكية.

وتتجلى حالة الريبة حول توجهات تركيا وسعيها إلى اللعب على حبلين من وجهة نظر حلفاء الناتو، في تصرفات الرئيس التركي التي تجعله «شريكًا غير موثوق به»، فمن مقاومة بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي مرورًا برفضه التخلي عن نظام الصواريخ الروسي الصنع «S-400» وصولاً إلى التقرب من خصوم أوروبا خاصةً روسيا والصين، كل هذه الأمور تعزز الشكوك حول نية أردوغان من تدخله على خط المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تحديات متوقعة.. أحمد الشرع يعلق على الاشتباكات بين القوات السورية وأنصار الأسد
  • الدفاع السورية: اشتباكات عنيفة بريف طرطوس
  • تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
  • مصدر سياسي: لن يستقر العراق إلا بالقضاء على النفوذ الإيراني
  • رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يزور تركيا
  • تركيا والسعودية تحذران من تصاعد العنف في سوريا وتؤكدان دعمهما للحكومة الانتقالية
  • تركيا والسعودية تحذران من تصاعد التوترات بغرب سوريا
  • منصة النفوذ الإيراني: العراق تحت ضغط أمريكي متزايد
  • فرص نجاح تركيا بلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا مجددا
  • دمشق.. القوات السورية تنجح في بسط سيطرتها الكاملة على مدينة طرطوس