موقع 24:
2024-12-05@01:42:50 GMT

هل تستغل تركيا تراجع النفوذ الإيراني في بلاد الشام؟

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

هل تستغل تركيا تراجع النفوذ الإيراني في بلاد الشام؟

كان متوقعاً أن تحاول تركيا استغلال الفجوة التي أحدثتها إسرائيل في نفوذ إيران، بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

الدمار الذي تعرضت له ايران وحزب الله فرصة تاريخية لم تستطع تركيا تفويتها




ووفق كامران بخاري، الأكاديمي المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في جامعة أوتاوا، فإنه يبدو أن الوقت قد حان لذلك.

فبعد انقطاع دام ثماني سنوات، تمكنت الفصائل السورية المدعومة من تركيا في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من السيطرة على مدينة حلب، ودخلت مدينة حماة، مما وضعها تقريباً في منتصف الطريق بين حلب والعاصمة دمشق.
وقال بخاري في تحليله بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي: لم يتمكن المتمردون من تحقيق مثل هذا الإنجاز حتى في ذروة الحرب الأهلية السورية. في الوقت نفسه، تقوم الطائرات الروسية لأول مرة منذ سنوات بضرب مواقع المتمردين، وقام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة لروسيا بحثاً عن الدعم.
وانتهت الحرب الأهلية السورية فعلياً في ديسمبر (كانون الأول) 2016، عندما استعادت القوات الحكومية السورية السيطرة الكاملة على حلب.

 

“Turkey saw an opportunity to change the dynamics on the ground, weaken Assad’s hand and demonstrate to the next US administration it can curb Iranian influence effectively,” my quote in ⁦@FT⁩ story on Syria ⁦@MiddleEastInst⁩
https://t.co/4cRCbCcIuV

— Gönül Tol (@gonultol) December 3, 2024


ونجح الأسد في البقاء في السلطة، ولكن بعد انتهاء الصراع، فقدت حكومته مناطق مهمة في الشمال والشرق لصالح عدة قوى هي: هيئة تحرير الشام (التي قادت الهجوم على حلب هذا الأسبوع)، والقوات التركية، وتنظيم داعش الإرهابي، والانفصاليون الأكراد. ويمكن القول إن انتصاره كان بفضل الدعم الجوي الروسي وإيران وحزب الله. وأصبح يعتمد عليهم بشكل كامل.
وعندما غزت روسيا أوكرانيا عام 2022، لم تعد قادرة على التركيز على سوريا. ووجدت موسكو عزاءً في إدراكها أن إيران ما زالت قادرة على دعم الأسد عسكرياً، وأن تركيا ليست في وضع يسمح لها بإحياء حركة التمرد.
من جانبه، كان الأسد مدركاً لمأزق روسيا، وعرف أن وجود إيران المتجذر في سوريا يعني حاجته إلى خيارات أخرى، ومن هنا جاءت جهود المصالحة التي قام بها عام 2023 مع دول عربية.
ورغم أهمية هذه العلاقات، فإنها لم تكن كافية لإخراج نظام الأسد من دائرة النفوذ الإيراني. وكان الأسد يدرك أن الصراع المتزايد بين إيران وإسرائيل قد يمتد إلى سوريا.
في هذا السياق الأوسع، وقع هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أشعل صراعاً إقليمياً أضر بالمصالح الإيرانية في سوريا ولبنان، وترك بذلك مجالاً للقوى البديلة الطامحة. كانت تركيا وشبكتها من الفصائل المتمردة تتابع الوضع عن كثب، وتخطط وفقاً لذلك.
وكانت أنقرة تعمل على تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، حيث رأت كيف أن الدول العربية تصلح علاقاتها مع دمشق، وأرادت بدورها الاستفادة من رغبة النظام السوري في تنويع علاقاته الإقليمية.


التطلع إلى المستقبل


لكن تركيا ستجد صعوبة في ملء الفراغ الإيراني، بحسب الكاتب، مستشهداً بعدم تطابق المصالح السورية بشكل كامل مع المصالح التركية، في وجه طهران، والحاجة إلى تقليل النفوذ الإيراني.
وتتفق سوريا وتركيا على قضايا مثل مواجهة الانفصاليين الأكراد، لكن أنقرة تعد تهديداً لسوريا أكثر من كونها حليفاً؛ إذ تحتل القوات التركية مساحات واسعة من الأراضي السورية في الشمال، وتُعد أنقرة الداعم الرئيس للفصائل المسلحة.
والأهم من ذلك، برأي الكاتب، أن الأسد لا يريد أن يبتعد عن فلك إيران ليصبح في فلك دولة أخرى لها طموحات إقليمية. وهذا ما يفسر رفض الأسد في يوليو (تموز) الماضي عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتطبيع العلاقات، ووضع انسحاب القوات التركية من بلاده كشرط مسبق لأي خطوة كهذه. وقد أكدت الهجمات المتمردة في الأيام الماضية صحة مخاوفه.

 

It was only a matter of time before Turkey would try to capitalize on the hole Israel punched into Iran’s sphere of influence after Hamas' Oct. 7 attack.

My latest on the Syrian rebel resurgence https://t.co/TkzF8UdEUI

— Kamran Bokhari (@KamranBokhari) December 2, 2024


وكانت أنقرة تعرف أن جهودها الدبلوماسية لن تنجح على الأرجح، لكنها مضت قدماً لأنها لم تكن تعلم أن إيران وحزب الله سيتعرضان للضعف بهذه السرعة.
وكان الدمار الذي تعرضا له فرصة تاريخية لم تستطع تركيا تفويتها. وتشير السرعة التي نُشرت بها القوات الموالية لتركيا إلى أن أنقرة قد استعدت لهذه الفرصة مسبقاً. وتعكس سرعة استيلاء حلفائها على حلب على الأرجح مدى ضعف إيران الآن في بلاد الشام. وكانت إسرائيل تقصف إيران وحزب الله لأشهر، مما أجبرهما على توجيه مواردهما في اتجاه، أدى إلى خلق ثغرات في الدفاعات السورية استغلتها الفصائل المسلحة.


السؤال الحاسم


والسؤال الحاسم، بحسب الكاتب، هو مدى قدرة طهران وموسكو على مساعدة القوات السورية في مواجهة هجوم الفصائل المسلحة، التي طالما تعاني من الانقسام الداخلي، وهو عامل يحد من قدرتهم في السيطرة على دمشق ومعاقلها على الساحل المتوسطي. 
وخلص الكاتب إلى أن ما نعرفه على وجه اليقين هو أن هيمنة إيران في بلاد الشام تقترب من نهايتها، وتسعى تركيا لتحل محلها، ومن المرجح أن تستهلك حرب أهلية سورية متجددة قدراً كبيراً من انتباه إدارة دونالد ترامب الثانية.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا وحزب الله

إقرأ أيضاً:

سوريا تتهم أنقرة وتل أبيب بدعم هجمات الفصائل الإرهابية

اتهمت سوريا تركيا وإسرائيل بالوقوف وراء الهجمات، التي تتعرض لها من قبل فصائل مسلحة، منذ عدة أيام.

جاء ذلك في كلمة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، أمام مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء.

Raed Al-Saleh, Director of The White Helmets, delivered a speech at the special UN Security Council session on developments in #Syria.
Read the full speech here: https://t.co/cWch8HrbQN#WhiteHelmets pic.twitter.com/AzwKVuLmIO

— The White Helmets (@SyriaCivilDef) December 3, 2024

ووقال الضحاك إن الهجوم الإرهابي على شمال سوريا "لم يكن ممكناً تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركية إسرائيلية مشتركة، مهدت له اعتداءات إسرائيلية متكررة على الأراضي السورية".

وتابع: "ممارسات بعض الدول ضد سوريا مكنت الإرهاب من إيجاد مستقر له في المناطق الخاضعة للوجود العسكري الأجنبي اللاشرعي.. سوريا تحمل الدول الداعمة لتنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي والكيانات المرتبطة به المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم، والآثار المترتبة عنه".

روسيا تتهم أوكرانيا بدعم "هيئة تحرير الشام" في سوريا - موقع 24اتّهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أمس الثلاثاء، أوكرانيا بتقديم دعم عسكري لمقاتلي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي يقود مع حلفائه هجوما ضد القوات السورية، في شمال غرب سوريا.

وطالب مجلس الأمن بإدانة واضحة لـ"الهجوم الإرهابي من تنظيم مدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية".

وشدد على أن بلاده ماضية في ممارسة "حقها السيادي وواجبها الدستوري والقانوني في محاربة الإرهاب بكل قوة وحزم، وستتخذ كل ما يلزم من إجراءات للدفاع عن مواطنيها والتصدي للتهديد الذي يمثله الإرهاب، وتحرير أراضيها منه".

بعد إدلب وحلب..حماة على خط النار: 27 قتيلاً في المعارك بين الفصائل والجيش السوري - موقع 24أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط 27 قتيلاً على الأقل في معارك بالقرب من مدينة حماة السورية بين مقاتلي المعارضة، والقوات الحكومية.

وقال إن سوريا "قادرة وعازمة على اجتثاث الإرهاب وهي تتطلع لدعم الدول الأعضاء المؤمنة بالقانون الدولي والميثاق لجهودها في مكافحته والدفاع عن سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وأمن واستقرار شعبها.

وقال الضحاك إن "تنظيم جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) المدرج على قائمة مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية شّن هجوماً من آلاف الإرهابيين الأجانب على حلب وإدلب".

وأضاف أن "الهجوم الإرهابي على حلب تزامن مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية، وتكثيف الدعم الخارجي لهم بما فيه العتاد الحربي والأسلحة الثقيلة والعربات والطائرات المسيّرة".

إنهاء العدوان الإرهابي على سوريا..بوتين يشدد لأردوغان على وقف الجماعات المتطرفة - موقع 24شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء، خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على رغبته في نهاية "سريعة" لهجوم هيئة تحرير الشام، والفصائل المتحالفة معها في سوريا.

واعتبر المندوب السوري أن "حجم ونطاق الهجوم الإرهابي يوضح الدعم الذي توفره أطراف إقليمية ودولية وجدت في الإرهاب أداة لتنفيذ سياستها الخارجية واستهداف الدولة السورية وزعزعة أمنها واستقرارها والتسبب بمعاناة أهلها".

وأشار إلى أن "الهجوم الإرهابي على المدنيين، خاصة في مدينة حلب عطل مختلف مناحي الحياة، ودفع بآلاف العائلات للتوجه نحو مناطق سيطرة الدولة السورية، في حين يواجه من بقي عالقاً داخل المدينة ظروفاً إنسانية صعبة، واعتداءات من التنظيمات الإرهابية، وتنكيلا بالأهالي، وبعناصر إنفاذ القانون".

كما انتقد المندوب السوري "تسخير" الولايات المتحدة عمل مجلس الأمن الدولي "لخدمة أجندتها".

مقالات مشابهة

  • لماذا تبدو تركيا مجرد متابع لما يجري في سوريا؟
  • سوريا تتهم أنقرة وتل أبيب بدعم هجمات الفصائل الإرهابية
  • تقرير :هل يشكّل هجوم الفصائل في سوريا صفقة جيدة لتركيا؟
  • 5 أسئلة تشرح ما تأمله تركيا من هجوم المعارضة السورية
  • خريطة النفوذ في سوريا تتغير في 5أيام فقط
  • تحرير الشام لم تتلق أي أوامر من تركيا..أنقرة تنفي التورط في الهجوم على سوريا
  • تركيا وإيران تتفقان على ضرورة تسوية النزاعات في سوريا
  • تركيا وإيران: سوريا لا ينبغي أن تصبح موطنا "للجماعات الإرهابية"
  • أين تقف تركيا من التطورات الأخيرة في سوريا؟