إسرائيل تتخذ إجراءات لمنع اعتقال جنودها بتهم جرائم حرب
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي اتخذ مجموعة من الإجراءات غير المسبوقة لتقييد سفر كبار قادته وجنوده إلى الخارج بسبب التخوف من تعرضهم للاعتقال على خلفية أوامر من المحكمة الجنائية الدولية أو من محاكم محلية.
وذكر المراسل العسكري في الصحيفة يوآف زيتون أن هذه الإجراءات شملت الطلب من بعض القادة والجنود عدم السفر إلى الخارج، أو الطلب منهم العودة إلى إسرائيل على وجه السرعة، أو مطالبتهم بإزالة صور ومقاطع فيديو منشورة لهم على وسائل التواصل الاجتماعي تدينهم بارتكاب جرائم حرب في غزة، كذلك عدم إظهار مواقع تواجدهم عند السفر.
وبالإضافة إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم حرب، كشف المراسل أن هناك منظمات مؤيدة للقضية الفلسطينية في الخارج أعدت "قوائم سوداء" لقادة وجنود الاحتلال بهدف ملاحقتهم قانونيا في بلادها.
منظمات بأوروباوأوضح أن ذلك يهدد بتعرضهم للاعتقال أو الملاحقة القانونية من محاكم محلية حتى في البلدان غير الموقعة على معاهدة لاهاي مثل الولايات المتحدة والصين والهند.
إعلانوقال المراسل إن المنظمات، التي تنشط بشكل رئيسي في أوروبا، تقوم بنشر أسماء وصور الجنود على الإنترنت، وتتابع منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعندما يتم نشر صور أو معلومات عن تواجد الجنود في دول معينة، تقوم هذه المنظمات بتقديم شكاوى إلى السلطات المحلية في تلك البلدان، مما يفتح الباب أمام التحقيقات أو حتى الاعتقالات.
واكتشفت إسرائيل حوالي 30 تهديدا قانونيا ضد جنود وضباط شاركوا في العمليات العسكرية في غزة، وكان بعضهم يخطط للسفر إلى الخارج.
إجراءات إسرائيليةوذكر المراسل أن الجيش الإسرائيلي اعتمد على نظام تقييم المخاطر لمساعدة الجنود في تحديد البلدان التي يمكن السفر إليها دون التعرض لمخاطر قانونية. وتشمل هذه الدول التي قد تكون قد تبنت تشريعات محلية قد تضر بالجنود الإسرائيليين، مثل جنوب أفريقيا وبعض الدول الأوروبية.
ولفت إلى أن الجنائية الدولية قد تتوجه لاحقا إلى التحقيق مع الضباط العسكريين الذين أشرفوا على العمليات العسكرية في غزة، مثل قادة الألوية أو حتى رئيس الأركان.
ورغم أن التوقعات الحالية تشير إلى أن المحكمة قد تركز على القادة العسكريين الكبار، إلا أن الملاحقات القانونية ضد الجنود قد تحدث إذا تم جمع أدلة تدينهم عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت.
ونقل عن مصادر حكومية أن إسرائيل قامت بتشكيل فريق عمل بين وزارات الدفاع والخارجية، بالإضافة إلى النيابة العسكرية، من أجل مواجهة هذه التهديدات ورصد التغيرات في التشريعات المحلية في مختلف الدول التي قد تؤثر على الجنود الإسرائيليين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
وضعت تركيا نفسها مجددًا في مركز الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، فبعد زيارات رفيعة المستوى إلى أنقرة قام بها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للعب دور الوساطة مشيدًا بمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن بلاده التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بعد الولايات المتحدة قد تساهم بجنودها في مهمة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا، إذا اُعتبر ذلك ضروريًا من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا رغبة تركيا في أن تكون جزءًا من أي هيكل أمني أوروبي حال انهيار الحلف العسكري على خلفية العلاقات المتوترة بين أمريكا وحلفائها الغربيين، وفقًا لـ«فرانس 24».
وأضاف المسؤول العسكري التركي خلال إفادة صحافية أسبوعية، الخميس: «نتابع المبادرات الدبلوماسية متعددة الأبعاد الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة وبوجهة نظر تركية في إمكانية تحقيق السلام العادل والدائم من خلال تمثيل طرفي الصراع على قدم المساواة والإنصاف».
وعبّرت تركيا عن ترحيبها بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدةً استعدادها لاستضافة المفاوضات بين الجانبين، كما فعلت من قبل عندما استضافت جولة مباحثات أولية في إسطنبول خلال إبريل 2022، أي بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في كلمة خلال مشاركته في إفطار لسفراء بلاده في أنحاء العالم، إنه لا يمكن تصور أمن القارة الأوروبية من دون تركيا التي تعتبر «جزءاً لا يتجزأ من أوروبا» ترى أن عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي «أولوية استراتيجية».
وفي سياقٍ متصل، أضاف مسؤول الدفاع التركية الذي لم يذكر اسمه، أن «أنقرة» بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ودولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يصبح التعاون معها أمرًا ضروريًا لكي تصبح أوروبا «لاعباً عالمياً» مستفيدةً بصناعتها الدفاعية المتطورة، وأدوارها المهمة في حل الأزمات الإقليمية، و«جيشها القوي»، خاصةً في هذه المرحلة التي تزداد فيها مخاوف القارة العجوز في مجال الأمن.
فيما أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده تريد أن تكون جزءاً من أي هيكل أمني أوروبي جديد حال تفكك حلف الـ«ناتو»، مشيرًا في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» على هامش مشاركته في قمة أوروبية بشأن أوكرانيا في لندن، إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب تمثل «دعوة للأوروبيين كي يستقيظوا ويتحدوا لتصميم مركز ثقل خاص بهم».
وأضاف «فيدان»: «لقد خرج المارد من القمقم، ولا يمكن إعادته، وحتى لو قرر ترامب عدم الانسحاب من أوروبا في الوقت الحالي، فمن الممكن أن يأتي في المستقبل شخص يحمل وجهات نظر وأفكاراً سياسية مماثلة ويفكر في تقليص مساهمات أمريكا في أمن أوروبا».
من جانبها، حللت مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، وهي مؤسسة بحثية تابعة للمحافظين الجدد ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، موقف تركيا الأخير الذي يعبر عن استراتيجيتها الأوسع، ففي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي، ألقى وزير الخارجية التركي باللوم في تعثر مفاوضات عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي على سياسات الهوية الأوروبية، مشيرًا إلى أن الكتلة كانت مترددة في قبول دولة ذات أغلبية مسلمة.
وقد توقفت عملية ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي، التي بدأت في عام 1999 وشهدت بدء المفاوضات في عام 2005، منذ عام 2016 بسبب المخاوف بشأن التراجع الديمقراطي والنزاعات مع اليونان وقبرص.
وتوضح «الدفاع عن الديمقراطيات»، أنه من خلال تعزيز دورها في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ربما تحاول تركيا الضغط على الاتحاد الأوروبي لحمله على تقديم تنازلات، مثل تحرير التأشيرات وتوسيع اتفاقيات الجمارك، أو ربما تستغل «أنقرة» المخاوف الأوروبية المتزايدة من تضاؤل الوجود الأمني الأميركي، على أمل وضع نفسها كلاعب جيوسياسي رئيسي.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يعرض أردوغان العلاقات مع روسيا للخطر من خلال الدفاع الكامل عن قضية أوكرانيا، بل إن اعتماد أنقرة الاقتصادي على موسكو بدءًا من واردات الطاقة إلى الصادرات الزراعية، يمنح بوتن نفوذًا على تركيا، ومن غير المرجح أن يتغير سلوك أردوغان المتوازن نُصرةً لـ«كييف»، فهو سيواصل تقديم الدعم اللفظي لسيادة أوكرانيا في حين يعمل في الوقت نفسه على تسهيل المحادثات بين موسكو وواشنطن، بحسب تحليل المؤسسة البحثية الأمريكية.
وتتجلى حالة الريبة حول توجهات تركيا وسعيها إلى اللعب على حبلين من وجهة نظر حلفاء الناتو، في تصرفات الرئيس التركي التي تجعله «شريكًا غير موثوق به»، فمن مقاومة بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي مرورًا برفضه التخلي عن نظام الصواريخ الروسي الصنع «S-400» وصولاً إلى التقرب من خصوم أوروبا خاصةً روسيا والصين، كل هذه الأمور تعزز الشكوك حول نية أردوغان من تدخله على خط المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب