إيران ترسل "جزار داعش" إلى سوريا
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أرسلت إيران جنرالًا رفيع المستوى، ومستشارين عسكريين آخرين إلى سوريا، لمساعدة الحكومة في دمشق، في ظل الهجوم الذي تشنه فصائل إرهابية مسلحة شمالي البلاد.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، أن الوفد الذي يترأسه الجنرال جواد غفاري، الملقب بـ"جزار داعش"، "لدوره السابق في هزيمة التنظيم الإرهابي في سوريا"، سيدعم الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الحكومية حول مدينة حماة.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن "نشر المستشارين الإيرانيين هو جزء من الترتيبات الأمنية بين طهران ودمشق، بهدف مساعدة سوريا على مواجهة الإرهاب، في أعقاب الهجوم الذي شنه مقاتلو هيئة تحرير الشام".
ولم يُحدد عدد الضباط أو المناطق التي من المحتمل أن يعملوا فيها، لكن وسائل إعلام إيرانية، أشارت إلى أن الفريق سيقوده الجنرال جواد غفاري، القائد المخضرم الذي يخدم في "فيلق القدس"، الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
كما سيتم أيضاً إرسال "معدات وقوات جديدة" إلى شمال حماة، استعداداً لـ"عملية واسعة" تهدف إلى مساعدة الجيش على استعادة المناطق التي اُستولي عليها في الهجوم الأخير.
Syrian media confirmed the arrival of IRGC's Gen. Seyed Javad Ghaffari, with Al-Qaeda affiliates dubbing him the "Butcher of Aleppo" out of fear. pic.twitter.com/DppSaI5Uuw
— Iran Military (@IRIran_Military) December 3, 2024والأربعاء الماضي، شن تحالف من فصائل إرهابية مسلحة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام"، هجوماً مباغتاً في شمال غرب سوريا وسيطر على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية خلال نهاية الأسبوع.
وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوسائل إعلام ونشر مقتطفات منها أمس الثلاثاء، أن بلاده ستدرس إمكان إرسال قوات إلى سوريا، إذا طلبت دمشق ذلك.
وردّاً على سؤال عن الهجوم الذي تشنه فصائل مسلحة في شمال سوريا، أجاب "إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا فسندرس الطلب"، محذّرا من أن "تمدّد" المجموعات الإرهابية في سوريا ربما يضرّ بالدول المجاورة، مثل العراق والأردن وتركيا، أكثر من إيران .
إذا طلبت دمشق..إيران: مستعدون لإرسال مقاتلين إلى سوريا - موقع 24قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الثلاثاء، إن بلاده ستدرس إرسال قوات الى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك.
والإثنين الماضي، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إلى أن إيران تعتزم إبقاء مستشارين عسكريين في سوريا، دون توضيح ما إذا ستعزز بلاده عديد عناصرها المنتشرين في البلاد.
وخلال زيارة إلى دمشق، أكد عراقجي أن بلاده ستقدم "كل الدعم اللازم" إلى حليفها السوري، في مواجهة الفصائل المسلحة.
ويقول عراقجي: إن الأحداث التي تشهدها سوريا هي جزء من "مخطط يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وأمنها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية طهران سوريا الحرب في سوريا سوريا إيران إلى سوریا فی سوریا إذا طلبت
إقرأ أيضاً:
هل يحكم أحمد الشرع سوريا كلها؟
يضفي الإعلان عن تولى أحمد الشرع "رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية" طابعًا رسميًا على الحكومة القائمة منذ نفذ الشرع ومجموعته، هيئة تحرير الشام، مسيرتهما من إدلب إلى دمشق قبل ثمانية أسابيع. ويبدو أن هذا يؤذن بتأسيس حكومة إسلامية مركزية في سوريا بعد 14 عاماً من الحرب الأهلية.
حتى في العاصمة، لا نرى سوى أدلة ضئيلة على السلطة الجديدة
لكن الأمر لن يكون بهذه السرعة، وخصوصاً أن إعلان الحكام الجدد يتناقض مع حقيقة معقدة على الأرض.
ويقول الباحث جوناثات سباير في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه خلال رحلته إلى سوريا، رأى دولة مكسورة ومنقسمة تتنافس فيها العديد من الفصائل المسلحة، معتبراً أن "رئاسة البلاد" التي أعلنها الشرع هي طموحات أكثر منها واقعاً.
و لا تملك حكومة هيئة تحرير الشام سيطرة رسمية على جميع الأراضي السورية. إذ تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ما يقرب من ثلث الأراضي السورية، من نهر الفرات شمالاً إلى الحدود التركية وشرقاً إلى الحدود العراقية.
ولعبت قسد دوراً رئيسياً في هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا في عام 2019. ويصر حكامها على الحفاظ على قدراتهم السياسية والعسكرية المستقلة، وإن كان ذلك في إطار سوريا موحدة.
Syria Has a New Government—or Does It? by @jonathan_spyer https://t.co/epDKoa3tqY via @WSJopinion
— REGGIE B. QADAR (@SCOURING15) February 3, 2025وقال صالح مسلم، الزعيم السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الحزب الحاكم في المنطقة الكردية: "أولئك الذين وصلوا إلى السلطة في دمشق، يعرف الجميع تاريخهم. كانوا جزءاً من القاعدة. كانوا جزءاً من جبهة النصرة قبل بضع سنوات فقط. الجميع يعرفهم والآن هم في دمشق، لا أحد يستطيع أن يجبرنا على تفكيك ما بنيناه".
تدمير الحكم المركزيبدوره، عبر ألدار خليل، أحد كبار مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي، عن الأمر بوضوح أكبر: "لقد بدأت الثورة في سوريا في تدمير الحكم المركزي، وبعد زوال ذلك الحكم، لم يعد من الممكن فرض حكم جديد من المركز. وهذا غير مقبول".
وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم أكثر من 100 ألف مقاتل، الحاجز الأول أمام ترسيخ نظام إسلامي مركزي جديد في سوريا. لكنها ليست الجماعة المسلحة الوحيدة خارج سيطرة دمشق.
New Syria under the leadership of Al Jolani: Western journalists lining up to rebrand an extremist commander as a statesman. pic.twitter.com/anQ6TvU8Ke
— ???????????????????????? (@sanaahmad1505) February 3, 2025وفي محافظة السويداء الجنوبية الغربية، معقل الدروز، تسيطر جماعة رجال الكرامة المسلحة بالتحالف مع فصائل مسلحة أخرى.
ولم تسمح الجماعة لمقاتلي هيئة تحرير الشام بدخول المحافظة وتطالب بنظام حكم لامركزي.
وفي الآونة الأخيرة، قال حكمت سلام الهجري، أحد كبار زعماء الدروز في المحافظة، لقناة رووداو الإخبارية الكردية العراقية: "لن نسلم أسلحتنا حتى يتم تشكيل الدولة والدستور والحكومة ويكون النظام اللامركزي هو النظام الأكثر ملاءمة لسوريا".
ميليشيا سنيةوفي محافظة درعا، يقود أحمد العودة، وهو زعيم سابق لجماعة قوات شباب السنة المتمردة، ميليشيا عربية سنية مستقلة.
وفي الغرب، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تشارك هيئة تحرير الشام في عمليات عسكرية ضد الجماعات الموالية لنظام الأسد.
ويعد الساحل الغربي لسوريا مركزًاً للمجتمع العلوي، الذي تتحدر منه عائلة الأسد.
وتنفذ قوات هيئة تحرير الشام، التي ينحدر العديد منها من معقل المنظمة في محافظة إدلب الشمالية، عمليات بحث في جميع أنحاء الريف، مما أسفر عن وفيات على الجانبين.
وفي 24 يناير (كانون الثاني)، قُتل 10 رجال من هيئة تحرير الشام على يد مسلحين مجهولين عند نقطة تفتيش بالقرب من بلدة جبلة.
في نفس اليوم، قُتل 13 علوياً في بلدة فاوحل.
ويقول الكاتب إن الشرع، على الرغم من تصريحاته، ليس الرئيس بلا منازع لسوريا. ففيما تسيطر قواته في دمشق ومحافظة إدلب، فإن الأمور سائبة في أماكن أخرى.
ويلفت إلى أن هيئة تحرير الشام ليست منظمة ضخمة، ويبدو أنها تعاني من نقص في القوى العاملة بينما تكافح للسيطرة على المنطقة.
وعندما استولت على السلطة، ربما لم يكن عدد مقاتليها أكثر من 40 ألف مقاتل والآن تسعى إلى السيطرة على سوريا.