هل ورَّطت حركات المقاومة أوطانها؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
منذ نشأة التجمعات السياسية عرفت المجتمعات توازن القوى، سواء داخل المجتمعات أو خارجها، فقوة القبائل في داخل المجتمع الواحد تحدد مستوى المشاركة في إدارة شأن هذا التجمع، وقوة المجتمعات المحيطة تحدد مساحات حركة كل مجتمع في محيطه. ثم تطور شكل هذه المجتمعات وصولا إلى شكل الدولة الحالي التي أصبحت فيها قوة التجمعات الداخلية محصورة في التأثير السلمي -بتنوع أشكاله الاجتماعية والاقتصادية- دون القوة المسلحة، واحتكار قوة السلاح بيد القائمين على الحكم فقط.
نشأت فكرة احتكار السلاح بناء على نظريات العقد الاجتماعي التي تجعل خضوع الحاكم للمحكوم رهنا بمدى عمل الحاكم لمصلحة المحكومين، وذلك في نظام سياسي يُمَثَّل فيه المجتمع في مستويات الحكم عبر انتخابات نزيهة، لا تقصي ولا تستبعد فاعلا من الفاعلين المحليين. ثم اقتبست النظم المستبدة فكرة احتكار السلاح، دون إخضاعه لرقابة اجتماعية، ودون العمل لصالح المحكومين، بل تجاوزوا ذلك إلى اضطهاد المحكومين بقوة السلاح المموَّل منهم.
استقر هذا الوضع لسنوات طويلة إلى أن بدأ ظهور فئة ممن يُسمُّون بالفاعلين الدوليين من غير الدول، فالفاعلون الدوليون من غير الدول مثل المنظمات الأممية والشركات العابرة للقارات وما إلى ذلك، انضمت إليهم الجماعات المسلحة التي ترفض سياسة دولهم في الإطار المحلي والعالمي، فهم لم يقنعهم الدور الذي تقوم به الدولة في مواجهة العدوان الخارجي، أو الممارسة الداخلية، فخطَّت لنفسها مسارا مختلفا، ومع الوقت تعاظم دور هذه الحركات لتصبح فاعلا دوليّا بحق، وليست مجرد فاعل محلي أو حتى إقليميّ.
جاء طوفان الأقصى في سياق حكم عربي متجاهل لما يحيق بالقضية الفلسطينية، بل يشترك في حياكة المؤامرات لتصفيتها، وبعدما كانت الزعامة العربية تُكتسب من الاهتمام الصوري بالقضية الفلسطينية، أصبحت الزعامة، في زمن سيادة المال الخليجي على القرار العربي، تُكتسَب بالبُعد عن القضية الفلسطينية وتضييعها
وجدت المجتمعات أن الدولة أو الأنظمة السياسية التي تحكم في عموم المنطقة أصبح دورها السيطرة على المجتمع، وتحجيم قوته، وضبط إيقاع حركته، لا البحث عن مصالح المجتمع، فخرجت أفكار شديدة الاختلاف في التعبير عن رفض ذلك الوضع، وأصبحنا أمام معارضة سلمية تجابه الاستبداد بغرض إسقاطه، أو حركات عنف مسلح تواجه الأنظمة، أو حركات تحرر وطني في الأراضي المحتلة مثل لبنان وفلسطين، تقوم بدور المواجهة دون قبول احتكار النظام السياسي للسلاح.
قررت هذه الحركات المبادرة بمواجهة الاحتلال، وباركت الدنيا عملها عند الانسحاب عام 2000 من جنوب لبنان، أو من غزة عام 2005، وكان الانسحاب (تحرير الأرض) نتاج عمليات عسكرية منفصلة عن القرار السياسي للدولة أو السلطة الفلسطينية، وقتها لم يكن هناك متصهينون يتبجحون في وجوهنا، عن جدوى الحجارة أو البندقية، لكنهم أصبحوا يتبجحون بعدما وصلت المقاومة إلى امتلاك صواريخ بدائية، رغم أنها محلية الصنع، وقادة الدول الذين يتملقونهم لا تصنع دُوَلُهم حبَّات مِسْبَحَة.
جاء طوفان الأقصى في سياق حكم عربي متجاهل لما يحيق بالقضية الفلسطينية، بل يشترك في حياكة المؤامرات لتصفيتها، وبعدما كانت الزعامة العربية تُكتسب من الاهتمام الصوري بالقضية الفلسطينية، أصبحت الزعامة، في زمن سيادة المال الخليجي على القرار العربي، تُكتسَب بالبُعد عن القضية الفلسطينية وتضييعها.
اليوم بعد أن وجد أهل القضية استباحة مقدساتهم وأرضهم دون تحرك عربي يوقفه، وبمباركة دولية، قرروا أن يرفعوا سقف حركتهم إلى مداه الأقصى، فأخذوا خطوتهم الرائدة بطوفان الأقصى. وفي الجنوب اللبناني المحرَّر، قررت حركة التحرر هناك أن تُسنِد المظلومين مستندة إلى إباحة الدبلوماسية العربية لتفعيل الدفاع العربي المشترك، وإلى مشاركة قوات عربية في حرب عام 1948، وقبل ذلك إلى مفاهيم دينية وعربية تنصر المظلوم وتؤازره، وبدلا من اللحاق بركبهم أصبح خطاب معسكر المتصهينين في منطقتنا، أو المتألمين لحال غزة ولبنان، مُنصبّا إلى مهاجمة المدافعين عن أوطانهم، واتهامهم بأنهم ورَّطوا دولهم وشعبهم في حرب شرسة!
بهذا المنطق نتساءل: لماذا قرر السيسي إنفاق أموال المصريين في الصراع في ليبيا؟ وإذا كانت السعودية شاركت في اليمن لدعم أحد الأطراف اليمنية ضد طرف يمني أيضا، بغض النظر عن التحالفات الخارجية، فلماذا كان هذا مبرَّرا، رغم أنه ترتب عليه هجوم لمنشآت نفطية وتضرر الشعب السعودي منه؟ ولماذا شاركت الإمارات في اليمن وليبيا والسودان؟ إذا كان كل هذا مبررا، فلماذا يكون من غير المبرر أن تدعم الدول العربية فلسطين في معركتها ضد محتل؟
بل أكثر من ذلك؛ شاركت مصر في دعم حركات مسلحة وطنية ضد الاحتلال في عموم أفريقيا والمنطقة العربية، ولم يكن ذلك مُستَنكرا، وما يزال الإعلام المصري والدولة المصرية تتحدث عن هذا الدور، فإما أن يعلن النظام المصري بوضوح أن ما حدث كان خطأ من نظام عبد الناصر ولْيعتذرْ عنه، أو في المقابل ألا يستنكر على حركات المقاومة دورها، بل ويمدها بالسلاح كما كان يحدث في الخمسينيات والستينيات، حيث أرسل وقتها عبد الناصر ضباطا من سلاح الجو إلى نيجيريا لدعم حليفه، وذلك بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967 مباشرة، وهذا بغض النظر عن تقييم تلك الفترة سياسيا، أو صواب المشاركة العسكرية الخارجية، فهذا ليس موضع تقييمها، بل موضع توجيه الأسئلة إلى مقدِّسي الدولة ونظامها.
ثم هناك سؤال كبير آخر: هل ورطت مصر العرب بالدخول في معركة غير متكافئة عام 1973؟ فقد أرسلت دول عربية عديدة قوات عسكرية، ودخل العرب في حرب نفط مع الدول الغربية، وكانت المنطقة على شفا حرب إقليمية واسعة، وقد أرسلت أمريكا ما أرسلته لنجدة الطفل المدلل الفاشل لإنقاذه، وإذا استمرت الحرب فربما كانت ستشارك بكثافة عسكرية كبيرة، فهل ورطت مصر العرب وقتها لتحرير أرضها، رغم أن ميزان القوى غير متكافئ تماما؟ وأيضا، لماذا تشارك الولايات المتحدة والدول الأوروبية في حرب تبعد عن أرضها بآلاف أو عشرات آلاف الأميال؟ هي تفعل ذلك لحماية مصالحها، وكذا تفعل حركات المقاومة وتحمي مصالحها.
إن الأسئلة العبثية التي نضطر إلى التعاطي معها ليست في مكانها الصحيح، بل الصحيح ألا يقال لمن شارك لِمَ شاركت؟ وأن يقال لمن لم يشارك لم تقاعست؟ هذا هو السؤال الصحيح المبني على اتفاقية الدفاع العربي المشترك، والمبني على قيم العروبة والدين، والمرتكز إلى حق الشعوب في تحرير أرضها كاملة، وهو نص دولي وليس تصرفا مارقا، فالمروق صادر من الاحتلال غير الآبه بأي مواثيق، والاعتدال كل الاعتدال صادر من سلوك حركات المقاومة التي تريد تصحيح الوضع السياسي والأخلاقي لهذه المنطقة.
من المستقر أن الأشخاص يحاولون تطبيع غيرهم بطباعهم ليعيشوا بسلام نفسي، فالفاسد لا يريد أن يرى من ينتقد فساده، ولا من يعيش نمط حياة مغاير له، ليتحرك بحريته، وإذا كانت لديه القدرة على تغيير الناس، فلن يتورع عن تغيير طبائعهم وتشويهها ولو بالقسر، وهذا حال حكام العرب وحملة المباخر في ظلهم الكئيب
من المستقر أن الأشخاص يحاولون تطبيع غيرهم بطباعهم ليعيشوا بسلام نفسي، فالفاسد لا يريد أن يرى من ينتقد فساده، ولا من يعيش نمط حياة مغاير له، ليتحرك بحريته، وإذا كانت لديه القدرة على تغيير الناس، فلن يتورع عن تغيير طبائعهم وتشويهها ولو بالقسر، وهذا حال حكام العرب وحملة المباخر في ظلهم الكئيب.
إن ما أحدثته حركات المقاومة طول أربعة عشر شهرا الماضية، أنها مرَّغت أنف الاحتلال وأذلَّته، وأثبتت أنه لولا الدعم الغربي عسكريا واستخباراتيا فإنه أوهن من بيت العنكبوت حقيقة، ولو كان الحكام العرب يحملون بعض ذرات من وطنية أو شرف أو كرامة، لما بقي الاحتلال في فلسطين بعد طوفان الأقصى، فضلا عن إفشال أهدافه من عدوانه البربري والوحشي على القطاع.
لقد حطمت حركات المقاومة جدار الثقة بين قادة الكيان ومواطنيه، دمرته تماما، ولم يعد مغتصبو الشمال إلى منازلهم بكثافة رغم الإغراءات المالية، كما أصبح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر رعبا مضاعفا للصهاينة في الشمال أكثر من الجنوب، وانطلقت هجرة عكسية من داخل الكيان إلى خارجه، وأصبحت فكرة التزام قيادة الدولة بحماية المغتصبين منتهية، بعد مماطلة نتنياهو في إعادة أسراهم، وغير ذلك العديد من الهزائم الصهيونية في تلك المعركة.
ما بقي ذكرُه، في مسألة حركات المقاومة، على وقع الأحداث في سوريا، أن نناشد ونطالب الحركات المقاومة المسنِدة لغزة ولإيران، ألا يعيدوا التورط العسكري في سوريا، بعدما رُمِّمت العلاقات بين السنة والشيعة، فلا مكسب لإسرائيل أعظم من إشعال الفتنة مرة أخرى، وقطع الحبال الود التي وُصِلَتْ بعدما انقطعت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطينية المقاومة فلسطين الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالقضیة الفلسطینیة حرکات المقاومة فی حرب
إقرأ أيضاً:
دلالات الإخفاق الصهيوني في هزيمة المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة
يمانيون../
أخفق جيش الاحتلال الإسرائيلي وعلى مدى 15 شهراً من العدوان الغاشم وجرائم الإبادة في هزيمة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023م، حاول المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة سحق فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، مستغلين الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود، وقد تم وضع مجموعة من الأهداف منذ بدء الحرب، من بينها استعادة الأسرى بالقوة، وتهجير سكان القطاع، وصولاً إلى ضم الضفة بالكامل.
وعلى الرغم من جرائم الإبادة الجماعية، والتي أدت إلى استشهاد ما يقارب 50 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، وتدمير كل مقومات الحياة في القطاع، إلا أن العدو فشل في نهاية المطاف، ولم يتمكن من تحقيق أهداف عن طريق القوة العسكرية.
والواقع أن هناك عوامل كثيرة ساعدت في تحقيق الانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية في غزة، منها ثبات المجاهدين الفلسطينيين وثبات الشعب والموقف الفلسطيني، وكذلك جبهات الإسناد لغزة وأبرزها جبهتي لبنان، واليمن، حيث كان لليمن دور كبير وحاسم في صناعة هذا الانتصار العظيم.
وفي السياق يؤكد عضو اللجنة المركزية لحزب العدالة والبناء عضو الهيئة التنفيذية للأحزاب المناهضة للعدوان عادل راجح أن اليمن انفرد عالمياً في مساندة غزة باتخاذه القرار التاريخي المشرف في نصرة غزة والانتصار لمظلوميتها.
ويوضح أن العمليات العسكرية اليمنية المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني والتي وصلت للمرحلة الخامسة من التصعيد أسهمت بشكل قوي وفاعل في الضغط على الكيان الصهيوني المؤقت وتبديد أحلامه الاستعمارية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية لجأت إلى السلوك التدريجي في المواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين، حيث حددت لكل مرحلة معينة هدفاً استراتيجياً، ففي المرحلة الأولى استهدفت الصواريخ والطائرات المسيرة جنوب الآراضي الفلسطينية المحتلة، جاعلة من ميناء “إيلات” هدفاً دائماً ما أسهم في تراجع الناشط التجاري للميناء.
ويرى أن الإقرار الصهيوني بتراجع نشاط ميناء إيلات وتضرر المدينة أجبر مسؤولو الميناء إلى فصل غالبية الموظفين لعجزه عن دفع مستحقاتهم، حيث أكدت مصادر اقتصادية أن حركة النشاط التجاري بالميناء وصلت إلى صفر% إزاء الهجمات اليمنية المتكررة والمتواصلة عليه. الميناء.
ويوضح راجح أن فعالية العمليات العسكرية اليمنية وتصاعدها وصلت في الآونة الأخيرة إلى أكثر من أربع عمليات عسكرية يومية، وهذا دفع الكيان الصهيوني للرضوخ للمطالب اليمنية المحقة المتمثلة في وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار عنها، منوهاً إلى أن أن الشعب اليمني بقيادته الثورية الحكيمة سيضل الحامي الأول لحمى الأمة الإسلامية ومقدساتها، وفي مقدمة تلك المقدسات القدس الشريف.
وفي الوقت الذي أمعن فيه الكيان الصهيوني في ارتكاب أبشع المجازر الوحشية بحق الأبرياء في قطاع غزة، واصل المجاهدون المقاومون في قطاع غزة معاركهم البطولية مع جنود الاحتلال الصهيوني، ملتحمين مع العدو الصهيوني من مسافة صفر، ومكبدين جنود العدو الصهيوني خسائر مادية وبشرية هائلة، وهو استبسال بطولي، وصمود أسطوري، صدره مجاهدو غزة في مواجهة العدو الصهيوني الذي يفرض حصاراً كلياً على قطاع غزة، ما يجعل صمود المقاومة الفلسطينية وتمكنها من مواصلة معركتها أمر شبه مستحيل.
ومنذ بدء الاجتياح البري الصهيوني على قطاع غزة، بعد عشرين يوماً من السابع من أكتوبر للعام 2023م، حول مجاهدو حركة حماس أراضي غزة إلى مستنقع تبتلع آليات ومدرعات وجنود العدو الصهيوني.
وحول هذه الجزيئة يؤكد عضو الهيئة التنفيذية لتحالف الأحزاب المناهضة للعدوان الشيخ صالح بينون أن مجاهدي غزة جعلوا القطاع مستنقعاً كبيراً يجرف آليات ومعدات الكيان الصهيوني العسكرية.
ويوضح أن جبهة الإسناد اليمنية بثباتها القوي في مساندة غزة، عززت صمود المقاومة الفلسطينية، وتماسكها في مواجهة الغزو الصهيوني للقطاع، لافتاً إلى أن
المعارك الشرسة لمجاهدي حركة حماس أسهمت في تحطيم معنويات جنود الاحتلال الصهيوني اللذين كانوا يتلذذون بقتل وتشريد النساء والأطفال.
ويرى أن هناك عدة أسباب أعاقت العدو الصهيوني عن تحقيق أهدافه العدوانية في قطاع غزة أبرزها تصدي المقاومة الفلسطينية لجنود الاحتلال الإسرائيلي، وثبات سكان القطاع وسط نيران العدوان التي دمرت كامل البنى التحتية في قطاع غزة.
ولعام وبضعة أشهر والعدو الصهيوني يمعن في ارتكاب المجازر الوحشية في قطاع غزة بغية التغطية على فشله العسكري الذريع في القضاء على المقاومة الفلسطينية، ففي كل معركة مُني بها العدو الصهيوني بخسائر فادحة يلجأ إلى ارتكاب مذابح بشرية كبرى بحق المدنيين.
وبعد وصول الكيان الصهيوني المؤقت ليقين تام في عدم إمكانية القوة العسكرية لحسم المواجهة في قطاع غزة وأن استمراره في المواجهة يسبب له المزيد من الخسائر الاقتصادية والبشرية الفادحة، لجأ العدو الصهيوني لوقف اطلاق النار، لافتاً إلى أن العدو الصهيوني سيعمل كما هو معروف عنه عبر التاريخ إلى اختراق الاتفاق وإبطاله بحجج واهية، وذلك بعد تجميع قواه العسكرية، مؤكداً أن على مجاهدي حماس، والقوات المسلحة اليمنية وغيرها من جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية التعامل بحذر شديد مع اتفاقيات الصهاينة، وذلك كونهم معروفين في الكتب المقدسة بنقضهم للمواثيق والعهود.
بدوره يوضح المنسق العام للأحزاب المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري أن صمود المقاومة الفلسطينية الأسطوري في القطاع المحاصر كلياً أذهل العدو الصهيوني، وأصابه بإحباط ما جعله يذهب صوب خيار الاتفاق السياسي لوقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من الإعلان الرسمي حول وقوف إطلاق النار إلا أن الكيان الصهيوني يمارس جرائمه المروعة بحق المدنيين في قطاع غزة في خطوات عدوانية تثبت النزعة الصهيونية في ارتكاب جرائم الإبادة بحق أهالي القطاع.
وفي هذا السياق يؤكد العامري أن القوات المسلحة اليمنية ستراقب عن كثب للاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني وفي حالة الاختراق للهدنة فإنها ستوجه ضربات موجعة وقاسية للكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن المقاومة الإسلامية ستتعامل بحذر شديد مع الكيان الصهيوني، وذلك كونه مشهورا في نقض العهود والمياثيق.
ويعتقد أنه بعد إنتهاء الحرب العدوانية على قطاع غزة، فان الجيش الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين سيتجه بشكل مباشر لمواجهة اليمنيين بمختلف الطرق والوسائل؛ وذلك كون اليمن قيادة وشعباً يمثل التحدي الكبير لدول التحالف الغربي وربيبتهم إسرائيل.