بقلم / عمر الحويج

كما أوردنا في [المقالين السابقين) ، أن هناك ثلات إرتكازات ،إعتمدت عليها الثورة المضادة ، في إجتهاداتها الفاشلة .
أولها - لإجهاض ثورة ديسمبر العظيمة ، وثانيها - في ترتيب خطط عودتها لسلطتها الموؤودة .
هذين الهدفين ، المتباعدين ، وفي الآن نفسه ، مترابطين بشبكة عنكبوتية معقدة ، من أواصر الخيوط المتينة يصعب عليهم إجتيازها ، فليست بسهولة أن يذهب أحدهما ليحل الثاني محله ، بالبساطة التي ينشدها فكرهم ، الذي تحول إلى شطط منزوع الدسم ، مجرد أحلام وخيالات وهلوسات مريضة ، دون ثمن غال ستدفعه في النهاية بأعلى قيمة ، لا يتصورن أن أوان دفعها قد حان ، فقادم الأيام حبلى نراها قريباً ، ويرونها بعيدة ، وقد لا يداعب مخيلتهم المؤبوءة بمرض سرطان السلطة ، مرضهم العضال الذي لا علاج له ، إلا مزابل التاريخ التي تقترب منهم ، عند كل ضربة جزاء فاشلة ، يبددونها في ميدان خصمهم العسكري ، وخصمهم المدني ، حين تقمصوا روح د/جيكل التي يتمثلونها ، وصنعوا لها مستر هايد " لمؤلفها روبرت استفنسون" هم أعادوها إلى الواقع ، إلا أنهم عجزوا عن التحكم في مساره ، فتركوه يسرح ويمرح وأمسكوا بخناق غيره ، ظناً أنهم إذا أجهزوا عليه ، هذا الذي يدعمه إفتراءاً وقوة عين ، أنهم قالوا يالإطاري يا الحرب ، ونسوا أو تناسوا قدراتهم اللغوية في فههم المختل لإعجازية اللغة العربية في توصيل رسالتها ، قالوا عنها هي التي أشعلت الحرب ، بعبارة لأحدهم ، قصدوا أن لايستوعبوها ، وألبسوها هاجسهم الأوحد لقوى الثورة ، ومن بينها "تقدم " ، التي مهما كانت أخطائها أو خطاياها ، فهي جزء من قوى الثورة ، كما ألبستها ، لاؤلئك الذين يبيدونهم ، دون رفة جفن ، بدعوى أنهم حاضنته ، إذن هم في سباق السلطة ، لا يرغبون لصنيعهم أن يصل قبلهم ، أو أن يصالحوه في عاجلهم ، أيهما أفضل لهم .


ولذلك تصويبهم ، منذ معركة سباق السلطة هذا بين الطرفين ، توأمهم في خططهم ، ليس هو غريمهم المفترض الأول مستر هايد ، الذي صنعوه فخرج عن طوع إرادتهم ، وإنما كان الجهد الأكبر ولازال الهدف ، الأهم لهم والأخطر والأكبر علي وجودهم ، وليس فقط المعرقل لوصولهم السلطة المفقودة ، هي قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، فمنذ البداية كانت هدفهم ، فتعاملوا مع هذه القوى بالعنف العسكري المباشر ، بغرض إفنائها ، وتصفيتها جسدياً ، وبالمكشوف ، وبالكلاشنكوف الموجه إلى الصدور والبطون لا غيرها ، في وضح باكرة صباح يوم 3 / يونيو 2019 . حيث أكمل الطرفان وبدم بارد ، مجزرة فض الإعتصام . وإن نجحت الخطة قبلها ، في بلدها الأصلي ، صاحبة الوصفة القاتلة والروشتة المميتة ، التي أسكتت بها جماعتهم هناك ، فشعب السودان عصي على الخطط المخابراتية المدعومة قوشياً وكيزانياً ، فقد الزم شعبنا طاغية السودان ورئيسه المزعوم والموهوم "بحلم أبيه" أن يلحس قراراته ويجلس للتفاوض ، ففي 30 يونيو ، في ذات شهر فض الإعتصام ، كانت درسه الأول ، الذي تجرعه كسم الخميني ، إلا أنهم ساعدوه ولحقوه ، بتلقيه ترياق الإنقاذ ، فكونوا له مضاد حيوي مفتعل عاجل وسريع ، بداية شكلوا له حماية بما يسمى ، الكتلة الديمقراطية ، عساها تقلل ، من وقع الإنتكاسة ، وإن دعموها بخبثهم ، ورتبوا أن ينجح مسعاهم في شق صف وحدة قوى الثورة ، وجعلوه يحتفظ بالشق الأضعف ، التي هي راضية مرضية ، بما تحت يدها من مكاسب ومناصب ، وإن تركت الوطن لتحميه ثورتها ، فهي قد عزلت نفسها عن ظهيرها ، ومنذها إنفرد بها ، يقصقص أجنحتها جناح بعد جناح ، ويباعد بينها وثورتها ورفاقها من الثوار وهي غير مرغمة كانت ، ولكن باختيارها ، تميل إلى إنفاذ ما تمليه عليها مصالحها الذاتية والحزبية ، وربما تفادياً لهجمات الثورة المضادة ، طويلة اللسان والأظافر والحناجر المُصَّنع لها ، كل ماتنتجه مصانعها آيلة السقوط ، من الإفك والكذب والتلفيق ، وماتنسجه من شتائم وبذآءات وسؤ اخلاق ودين إن وجد ، متاجراً به ، لم تكن لهم من ذاتهم الآمارة بالشر منفصلة ، إنما كانت هي ذات العصا التي قامت جحافلها ، في فض الإعتصام المجزرة ، وهي ذات السلسلة الممتدة ، التي توسطها انقلاب 25 اكتوبر الإنتحاري الفاشل ، حتى ختموها بحرب ضروس ، أشعلوها صباح 15 ابريل بعد أن دعى داعيها قبيل أيام ، في افطارات رمضان ، لا لتغتال الإطاري فحسب ، وإن كان مدخلهم ، إنما بجانبه لتقضي على ثورة ديسمبر المجيدة ، ولا مانع لديها إن قضت على السودان ، و(طز) على السودان ، وأهل السودان .
و( طز ) هذه قالها زعيمهم هناك ، فردد صداها تابعهم هنا ، وصمم مخابرات الهناك ، أن تكون خططهم مع الهنا متناغمة ، وما بالك وقوشهم الهناك الذي سلم ملفاتهم ، إلى مخابرات الأمريكان ، أن يسلمهم هنا ملفات أهل السودان ، وقواه الحية والميتة لا مانع ، وأصبحت المسارات مترابطة ، وجعلت صراعنا وكأنه بين كتلتين كتلة ديمقراطية تتغير مسمياتها حسب مقتضيات الحال ، ضد كتلة "تقدم" أما الآخرون فيمتنعون ، وليصبح الحال حالين ، وإن كانت الرؤوس والفؤوس شتى .
وظلت الثورة المضادة ، تواصل بسلاحها القذر الذي داومت على استحدامه ، وإتخذته سلاحها البتار ، وأصبح وسيلتها فقط لاستخدامه ، هو الضرب والبطش بالآخرين تحت الحزام ، بالقتل الجماعي والإعتقال لقوى المقاومة ، وهي في معمعة المعركة العبثية ، تعمل لإنقاذ شعبها حتى لايموت جوعاً وعطشاً وموت ضان ، وإن كانت وسيلة العاجزين ، ولأنها فقدت ادوات بطشها القديمة القتل والسحل والإغتصابات ، من تحت الطاولة ، وسلمتها لطرفها الآخر ، فهي التي إعتادت اللعب بالبيضة والجحر ، ولكن يبدو أن بيضها وحجرها قد أكله "دودو" الثورة السودانية ، فبقي شليل بيضها وحجرها ، أن تستجلب من داخلها وخارجها أولئك المرضى معدومي الضمير والكرامة بجميع تخصصاصتهم المرضية ، وإن كان محورها الهوس الديني الظاهري ، والمتاجر به ، لذوي الحاجات الرخيصة الدنيوية ، من لديهم القدرة على الكذب والقدرة اللامحدودة على التلفيق كيف ومتى شاءوا ، لا ليوجهوا حربهم نحو عدوهم اللدود ، وإنما ليتركوا جيشنا الوطني المخطوف ، يعاني من لعبة جر الحبل ، مع عدوهم اللدود ، يوماً له ويوماً عليه ، وتفرغوا هم لمحاربة قوى الثورة ممثلة في الحرية والتغيير ، لمواقفها غير المتسقة مع الثورة ، ساعة انتقاليتها ، ووجهوا عقارب سمهم ناحيتها ، ووجهوا سهامهم إليها ، هدفهم إغتيال شخصية قياداتها بالشتم والغمز واللمز حتى وصلت عائلاتهم ، وإستخدام كافة الألفاظ البذئية في حقهم ، أصبح قاموسهم حكراً لهم دون أهل السودان قاطبة ، يظنون أن هذا طريقهم لعودة يحلمون بها ، ينتظرون أن تاتيهم في طبقهم المعد لهم من ذهب وفضة ، وعلى تقدم وإن سردبت لهجمتهم السافلة هذه ، لايكفيها رداً ، غير السير في طريق ثورتها وثوارها ، والطريق ممهد ، لوحدة قوى الثورة ، ولابديل للسودان ، في هذة المعركة ، إما أن يكون .. أو لا يكون يا أهل تقدم وبقية قوى الثورة .
وشعب السودان في النهاية حتماً يكون وينتصر ، بكم وبدونكم .

omeralhiwaig441@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى الثورة

إقرأ أيضاً:

السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية

بورتسودان: السوداني/ كشفت وزارة الخارجية السودانية أنّ المُسيّرات الحديثة التي استخدمتها ميليشيا الدعم السريع أمس في هجومها على المدنيين العُـزّل في مدينة عطبرة، وفرتها لها “راعيتها الإقليمية”، مثلما زودتها بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى التي تقتل بها النازحين وتدمر بها المستشفيات والأسواق ومستودعات الغذاء في الفاشر وحولها.

وندّدت الخارجية بما وصفتها بـ”الجريمة الإرهابية النكراء” التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد أمس باستهدافها لمركز إيواء المقرن بعطبرة، وقتل 11 من النازحين، من بينهم 4 شهداء من أسرة واحدة، وكذلك قصفها محطة كهرباء عطبرة التحويلية.

وقالت الوزارة إن الميليشيا الإرهابية، لجأت لهذه الأساليب “الإرهابية الجبانة”، بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها في الأشهر الأخيرة في كل مسارح العمليات. حيث ظلّت تهاجم محطات الطاقة في مختلف أنحاء البلاد، امتداداً لمخطط الإبادة الجماعية الذي تنفذه، لأن استهداف محطات الطاقة، يعني تعطيل محطات المياه والمستشفيات وكل الخدمات الأساسية.
وأضافت في بيان لها: “يأتي تصعيد الميليشيا لجرائمها ضد المدنيين، بعد أيام بعد تجديد مجلس الأمن بالأمم المتحدة مطالبته لها بوقف هجماتها على النازحين ورفع الحصار عن الفاشر، في تحدٍّ للشرعية الدولية واستخفاف باستنكار العالم بأسره لجرائمها ضد الإنسانية”.

وقالت الخارجية السودانية، إنه “ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات ملموسة لإنهاء إفلات ما أسمتها الميليشيا الإرهابية وراعيتها الإقليمية من العقاب، فإن مجرد المطالبات والإدانات لن تجدي مع هذه العصابة المتوحشة”.  

مقالات مشابهة

  • خطاب قاسم: برنامج سياسي عنوانه بناء الدولة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • تأجيل محاكمة 111 متهمًا في قضية طلائع حسم ولواء الثورة لحضور المتهمين
  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” يدين الجريمة التي ارتكبها الدعم السريع بامدرمان وأدت لمقتل 31 مواطنا
  • زاهي حواس: قناة السويس كانت ولا تزال مشروعًا فرعونيًا ومصريًا خالصًا
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • من الثورة إلى الدولة.. سورية نموذجا
  • البرهان واثقون من النصر وقريباً لن تسمعوا بمسيرات تضرب المرافق المدنية