السعودية وسويسرا تتعاونا في قطاع التكنولوجيا المالية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
الرياض : البلاد
ابدت المملكة العربية السعودية وسويسرا اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون في قطاع التكنولوجيا المالية وذلك عقب النجاح الذي حققه المنتدى السعودي- السويسري للتكنولوجيا المالية الذي تم عقده مؤخراً في الرياض حيث نظمت السفارة السويسرية في الرياض المنتدى الإفتتاحي بمقر صندوق الإستثمارات العامة بالتعاون مع وزارة الإستثمار السعودية وفنتك السعودية تحت شعار ” ربط القادة عبر الحدود”.
وقد جمع الحدث أصحاب المصلحة الرئيسيين من كلا البلدين لاستكشاف أوجه التعاون في قطاع التكنولوجيا المالية وحضره أكثر من 100 مشارك بمن فيهم دبلوماسيين وممثلين رفيعي المستوى عن الشركات ومستثمرين وجهات تنظيمية ذات صلة ومن أبرز المشاركين السفيرة السويسرية ياسمين شاتيلا زفالن، ووليد البلا، الشريك العام في صندوق “سكنى فنتشرز”، وعماد كشغري، الرئيس التنفيذي لشركة “1957 فنتشرز”، وإيفا سلاملار، رئيسة شركة “فايند” التي يقع مقرها في جنيف.
وفي هذا السياق، قالت السفيرة زفالن: “لقد اتاح المنتدى فرصة لتحديد مجالات التعاون المحتملة مع استمرار تطور قطاع التكنولوجيا المالية.” كما اضافت الدبلوماسية قائلة “لقد مهّد المنتدى طريقاً لبناء جسر بين اللاعبين الراسخين في الصناعة”، مشيرةً إلى قوة قطاع التكنولوجيا المالية السويسري وإطاره التنظيمي وروح ريادة الأعمال فيه، وفق قولها.
كما صرحت السفيرة بأن المنتدى شكّل منصة حيوية للبلدين لتبادل الرؤى وتعزيز الشراكات وتحدي النماذج المالية التقليدية مشيرة إلى أن سويسرا، باعتبارها مركزاً مالياً راسخاً، تواصل ريادتها في الابتكار العالمي حيث تم تصنيفها كأكثر الاقتصادات ابتكاراً في العالم لمدة 14 عاماً متتالية وذلك وفقاً لمؤشر الابتكار العالمي لعام 2024 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
كما اكدت السفيرة زفالن على أهمية هذا التعاون وقالت ” تتمتع التكونولوجيا المالية بالقدرة الهائلة على تحويل الأنظمة المالية بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، وتابعت قائلة “نحن متحمسون لاستكشاف فرص جديدة مع الشركاء السعوديين من اجل تعزيز الابتكار” في حين أشارت الدبلوماسية إلى أن المنتدى يمثل لحظة محورية في الشراكة المتطورة بين سويسرا والمملكة العربية السعودية إذ وضع الأساس للحوار المستمر والإستثمار والإبتكار في قطاع التكنولوجيا المالية، على حد وصفها.
كما اضافت السفيرة قائلة ” إن هذا الحدث يعكس الالتزام المشترك نحو تشكيل مستقبل رقمي في المقام الأول لكلا البلدين.” وفي هذا السياق، من الجدير بالذكر أن أكثر من 10% من جميع الشركات الأوروبية العاملة في مجال التكنولوجيا المالية على المستوى العالمي تقع في أراضي سويسرا مع تقديم 30% من شركات التكنولوجيا المالية السويسرية خدمات مالية متخصصة. ومن جهة أخرى، يساهم التحول الرقمي المستمر في المملكة في خلق بيئة مواتية لتأسيس شركات التكنولوجيا المالية الناشئة ” على حد قولها.
بالإشارة إلى العلاقات البينية المتنامية بشكل متزايد بين المملكة وسويسرا، أكد نزار الحيدر، الرئيس التنفيذي لشركة ” فنتك السعودية ” على أهمية هذه العلاقة قائلاً ” من خلال العمل المشترك، تعمل فنتك السعودية ونظيراتها السويسرية على خلق فرص لتبادل المعرفة وتعزيز شراكات قوية وفتح الأبواب لأسواقاً جديدة لشركات التكنولوجيا المالية في كلا البلدين” على حد وصفه.
كما أوضح الحيدر قائلاً “بينما نسعى جاهدين لوضع المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للتكنولوجيا المالية، يعزز هذا التعاون تعميق الروابط بين أنظمتنا البيئية مما يدفع الابتكار والتقدم”، مشيراً إلى أن المنتدى ساعد في استكشاف نقاط التوافق بين سويسرا والمملكة لدفع طموحات التكنولوجيا المالية في كلا البلدين بشكل متبادل بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 لتحقيق اقتصاد متنوع يعتمد على التكنولوجيا.
وفي مقابلة حصرية على هامش المنتدى، قال أندرياس إيتن، الرئيس التنفيذي والشريك العام لشركة تينيتي، “يوجد أكثر من 483 شركة فنتك في سويسرا تم تسجيلها خلال عام 2023م”، مضيفاً أن هذه الشركات تتمتع بموقع فريد لمعالجة وحل التحديات المالية مستفيدة من التكنولوجيا لسد الفجوات في المشهد المالي التقليدي.
ومن جهته، أوضح سلاملار، رئيس شركة فايند، أنه مع استمرار المملكة العربية السعودية في تطوير بنيتها التحتية الرقمية وبيئتها التنظيمية، فإن إمكانات التعاون والابتكار والنمو في قطاع التكنولوجيا المالية هائلة.” وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن سوق التكنولوجيا المالية في السعودية من حيث قيمة الأصول المدارة من المتوقع أن ينمو من 63.9 مليار دولار في عام 2024م إلى 87.1 مليار دولار بحلول عام 2029م وفق قوله.
وفي مقابلة قصيرة على هامش المنتدى، قال يزيد الشمسي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إيجاري، ” يمكن للمملكة أن تستفيد من التجربة السويسرية حيث تُعرف سويسرا بأنها الوطن الأم للصناعات المصرفية والمالية، على حد زعمه.
كما ناقش المنتدى السعودي السويسري مختلف جوانب التعاون بين البلدين مع خلال التركيز على الشراكات والابتكار والتعاون حيث تبادل الخبراء السويسريون والسعوديون الرؤى والحلول العملية من اجل تسريع نمو قطاع التكنولوجيا المالية والتغلب على التحديات من خلال الإبتكار.
ويرى المعنيون أن المنتدى يحمل أهمية خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تمتلك أكبر قطاع للخدمات المالية في الشرق الأوسط والذي يشهد نمواً سريعاً وتحولاً رقمياً متسارعاً تماشياً مع رؤية 2030. وبجانب ذلك، فإن التكنولوجيا المالية لها تأثير تحويلي عميق على اقتصاد المملكة بما في ذلك الشمول المالية وتبسيط العمليات المالية وتحفيز فرص الاستثمار؛ اضافة إلى ذلك، فإن المملكة يمكنها أن تستفيد بشكل مستمر من امكانات التكنولوجيا المالية لدفع عجلة النمو الاقتصادي في العصر الرقمي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السعودية سويسرا فی قطاع التکنولوجیا المالیة المملکة العربیة السعودیة الرئیس التنفیذی أن المنتدى المالیة فی إلى أن على حد
إقرأ أيضاً:
السعودية تمتلك تجارب رائدة في تعزيز ممارسات الصيد
البلاد ــ الرياض
نظم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، ورشة عمل بعنوان”تجربة المملكة في تنظيم الصيد”، بمشاركة خبراء محليين ودوليين وممثلين عن عددٍ من الجهات ذات العلاقة والمحميات الملكية والمشاريع الكبرى.
وتهدف الورشة إلى مشاركة تجربة المملكة الرائدة في تنظيم الصيد، وتعزيز ممارسات الصيد المستدام في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب إثراء التعاون وتبادل المعرفة ونقل التجارب والخبرات بشأن جهود الحفاظ على الحياة البرية، وتكريس التجارب المعززة لنمو وازدهار النظم البيئية في المنطقة.وتضمن برنامج الورشة استعراض للمنهجية الوطنية في تنظيم الصيد، تلا ذلك عرض تقديمي عن نظام البيئة في المملكة واللائحة التنفيذية لصيد الكائنات الفطرية، وتقييم الصيد غير النظامي في شبه الجزيرة العربية، ثم استعراض تجربة المملكة في تنظيم الصيد ورحلة الوصول إلى الصيد البري المستدام، وتحقيق المملكة لجائزة الريادة في المحافظة على الأنواع المهاجرة من الكائنات الفطرية التي تمنحها اتفاقية المحافظة على الأنواع الفطرية المهاجرة (CMS)، ثم عرض عن دور القوات للأمن البيئي في إنفاذ النظام إلى جانب تقديم نبذة عن منصة (فطري).وتواصل الورشة جدول أعمالها اليوم الاثنين، حيث يتم تقديم عرض عن حالة الطيور في المملكة، والأثر الاجتماعي والاقتصادي لتنظيم الصيد، ثم استعراض تجارب دول مجلس التعاون في نظام الصيد، وتختتم أعمال الورشة بجلسة نقاش تفاعلية حول التحديات والفرص، والاستفادة من تجربة المملكة، ووضع توصيات محددة للتعاون الخليجي بشأن لوائح الصيد، يتم تضمينها في البيان الختامي. وبيّن الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان، أن الورشة تمثل امتدادًا للكثير من الفعاليات البيئية التي نظمها المركز انطلاقًا من رؤيته في حماية الحياة الفطرية، وإثراء تنوعها الأحيائي والحفاظ على النظم البيئية مزدهرة ومستدامة، وهي تعكس مكانة المملكة ودورها الريادي وحضورها الفاعل في دعم الجهود البيئية الإقليمية والعالمية، وتقديم الحلول النوعية التي تسهم في حماية البيئة. وأوضح الدكتور قربان، أن المملكة سباقة في جهودها المتميزة؛ من أجل ضمان ممارسات الصيد المستدام، فأصدرت اللائحة التنفيذية لصيد الكائنات الفطرية، واللائحة التنفيذية لحماية الكائنات الفطرية، المنبثقتين من نظام البيئة، الذي يستهدف تطبيق مثل هذه اللوائح التي سعت المملكة، ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من خلالها إلى لتعزيز الصيد المستدام عبر حزمة من الجهود المتواصلة، التي قادت إلى حصول المركز على جائزة الريادة خلال الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر الدول الأعضاء في معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية بمدينة سمرقند في جمهورية أوزبكستان في فبراير 2024.