من "النصرة إلى تحرير الشام".. مناورةٌ أم اقتناعٌ بتغيير المسار؟ ماذا نعرف عن أبو محمد الجولاني؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
عادت الحرب السورية إلى عناوين الصحف العالمية الرئيسية، وعاد معها اسم أبو محمد الجولاني، القيادي السابق لجبهة "النصرة" المتطرفة، لكن هذه المرة كزعيم لـ"هيئة تحرير الشام" التي قادت معركة "ردع العدوان" ضد النظام السوري، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني. فما الذي نعرفه عن هذا الرجل؟
بالنسبة لانشقاقه عن تنظيم القاعدة المتطرف، يقول محللون إن الجولاني يحاول أن ينظف اسمه واسم التنظيم الذي يقوده حاليًا، ليخرج من "الظل" بهيئة أكثر قبولًا للرأي العام الغربي على وجه الخصوص، حسب ما تقول وكالة "أسوشيتد برس".
وتشير الوكالة إلى أن الزعيم السابق لجبهة النصرة، البالغ من العمر 41 عامًا، يسعى إلى تغيير صورته لدى العالم، وهي "مناورة" قلّ نظيرها في التنظيمات المتطرفة، خاصة بعد إنشائه "حكومة الإنقاذ المؤقتة" في سوريا، لكسب "تأييد الحكومات الدولية والأقليات الدينية والعرقية في البلاد".
التحق أبو محمد الجولاني بصفوف تنظيم القاعدة، المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية، والمصنف إرهابيًا في معظم دول العالم، وكان من المقاتلين الذين حاربوا واشنطن في بغداد.
والجولاني سوريّ الأصل، لكن هناك خلافًا حول منشأه، إذ يقول البعض إنه نشأ في السعودية، فيما يرجح آخرون أنه ترعرع في سوريا. لكن المؤكد أنه قاتل في العراق، جنبا إلى جنب مع أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش".
وقد لمع نجمه أثناء فترة ثورات الربيع بعد أن أرسله البغدادي لقيادة فرع للقاعدة في سوريا سُمّي وقتها "جبهة النصرة" للإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الجولاني حاول الترويج لمسألة أنه قطع أواصر العلاقة مع البغدادي. إذ يشاع أن الأخير طلب منه دمج جبهة النصرة التي يقودها مع "داعش"، وهناك أعلن القيادي المتشدد "تبرُّؤَه" من النصرة التي كان يتزعمها، وهي خطوة يفسرها داعمو النظام في دمشق بأنها مناورة ليس إلا.
تغريدة لأحد الحسابات الداعمة للجولاني بدّل جلده أكثر من مرة..وفي أول مقابلة صحفية معه، قال الجولاني صراحة إنه يرفض المحادثات السياسية في جنيف لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مشيرًا إلى أنه يطمح في حكم "إسلامي" لهذا البلد، حيث لا مكان فيه للأقليات العلوية والشيعية والدرزية وبطبيعة الحال، المسيحية.
بعدها بسنوات، نزع الجولاني عن وجهه اللثام في فيديو أعلن فيه أن تنظيمه غيّر اسمه إلى "جبهة فتح الشام" وقال إنه قطع علاقته بالقاعدة، زاعمًا أن هذه المنظمة الجديدة "لا تنتمي إلى أي جهة خارجية". وبعد عام، عاد وغيّر اسم التنظيم إلى "هيئة تحرير الشام" بعد دمج عدة جماعات مسلحة في تنظيمه.
ولم يكتفِ الجولاني بتغيير اسم التنظيم فقط، بل غيّر أيضًا الزي الذي دأب على ارتدائه، فأصبح يرتدي "قميصًا وبنطالًا" بدل الملابس العسكرية، وغيّر خطابه ليصبح "أكثر انفتاحًا"، حيث وجه خطابًا إلى المجتمع الدرزي الذي كان يستهدفه، كما قام بزيارات لعائلات الأكراد الذين قتلتهم الجماعات المدعومة من تركيا علمًا أن بعض التقارير تتهم أيضا أنقرة بدعم هيئة تحرير الشام.
في ذات السياق وفي مقابلة عام 2021، قال زعيم هيئة تحرير الشام إن تنظيمه لا يشكل تهديدًا للغرب، وأن العقوبات المفروضة ضده كانت غير عادلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية التلفزيون السوري "أكثر من 1600 قتيل من الإرهابيين بنيران الجيش السوري هذا الأسبوع" في غزة.. مأساة مستمرة وأثمان باهظة في حرب بلا نهاية وتل أبيب تستعد لترسيخ وجودها بمنشأة عسكرية دائمة منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟ داعشبشار الأسدواشنطنتنظيم القاعدةأبو بكر البغداديالحرب في سورياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسد الحرب في أوكرانيا لبنان روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسد الحرب في أوكرانيا لبنان داعش بشار الأسد واشنطن تنظيم القاعدة أبو بكر البغدادي الحرب في سوريا روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسد الحرب في أوكرانيا لبنان غزة فولوديمير زيلينسكي تنوع بيولوجي مجاعة دونالد ترامب قطاع غزة هیئة تحریر الشام یعرض الآن Next فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ماذا قال الرئيس السوري أحمد الشرع عن زيارته إلى تركيا ولقاء أردوغان؟
وصف الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، موقف تركيا في دعم قضية بلاده بـ "المشرّف"، معربا عن تطلعه لتعزيز التنسيق بين البلدين على كافة الأصعدة.
جاء ذلك في منشور أوردته رئاسة الجمهورية السورية على حسابها بمنصة إكس، مرفقة إياه بصورتين للشرع، واحدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأخرى على بوابة الطائرة، تظهر مغادرته لأنقرة.
وقال الشرع: "أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان على حسن الضيافة وكرم الاستقبال خلال زيارتنا للجمهورية التركية الصديقة".
وأضاف "نؤكد أن موقف تركيا الإيجابي المشرّف في دعم قضية الشعب السوري العادلة يمثل نموذجا في الأخوة بين الشعبين".
وتابع: "نتطلع إلى تعزيز التنسيق بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز التعاون في مواجهة التحديات في المرحلة القادمة".
والثلاثاء، وصل الرئيس الشرع إلى العاصمة التركية أنقرة، المحطة الخارجية الثانية له بعد السعودية، منذ توليه منصبه، الأربعاء الماضي.
والتقى الشرع، أمس، نظيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي بأنقرة، حيث عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا، أكد فيه الأخير أن هناك توافقا في الآراء بين أنقرة والإدارة السورية في جميع القضايا.
وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور السابق.