القوات الكردية تخرج من حلب وحملة اعتقالات بالغوطة الشرقية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أكدت فصائل المعارضة السورية المسلحة اليوم الأربعاء أن أكثر من 80% من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية خرجوا من مدينة حلب إلى محافظة الرقة، معلنة سيطرتها على مزيد من البلدات في ريف حماة وسط البلاد، في وقت أفاد فيه إعلام النظام السوري بمقتل 1600 مسلح، كما أكدت روسيا دعمها تالقيادة السورية.
وأفادت فصائل المعارضة المسلحة بأن وحدات حماية الشعب الكردية قتلت قنصًا 7 صحفيين سوريين قبل خروجها من مدينة حلب، التي باتت تسيطر عليها فصائل المعارضة.
من جانبه، أعلن التلفزيون السوري أن جيش النظام قتل هذا الأسبوع أكثر من 1600 مسلح من المجموعات التي يصفها بـ"الإرهابية"، دون تعليق حتى الآن من فصائل المعارضة.
حملة اعتقالاتوفي الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق، أفادت مصادر ميدانية لوكالة الأناضول بأن قوات النظام شنت حملة اعتقالات شملت القادرين على حمل السلاح والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما.
ولم تقدم المصادر عددا محددا للمعتقلين، في وقت أشارت فيه إلى أن شبان المنطقة يسعون إلى الاختباء من النظام وقواته خشية الاعتقال.
ويعتقد أن حملة الاعتقالات تهدف لزيادة عدد القوات في جيش النظام السوري في ظل توغل فصائل المعارضة السورية المسلحة ووصولها إلى مشارف حماة بعد السيطرة على مدينة حلب في الأيام الماضية.
إعلان مشارف حماةوميدانيا، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة السيطرة على مطار الشريعة الزراعي و6 بلدات بسهل ريف حماة الشمالي الغربي، بعد أن أكدت في وقت سابق اليوم الأربعاء أن قواتها أصبحت على مداخل حماة وسط البلاد من 3 محاور، وأنها سيطرت على 18 قرية وبلدة بريف المحافظة، لتصبح على بعد 6 كيلومترات من مدينة حماة.
وأفادت المعارضة أيضا بأنها دمرت 3 دبابات لقوات النظام، واستهدفت عناصر بمحيط جبل كفراع قرب حماة بمسيّرات "شاهين" التي تصنعها كتائب شاهين المشاركة في عملية "ردع العدوان".
وأضافت أن قوات النظام تحاول رفع معنويات جنودها عبر بث شائعات باستعادة مواقع بأرياف حماة، وفق تعبيرها، مؤكدة أنها أسرت 5 عناصر ممن وصفتهم بـ"المليشيات الإيرانية" في بلدة معرشحور شرقي حماة.
بالمقابل، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن جيش النظام أبعد من وصفتهم بـ"الإرهابيين" 20 كيلومترا عن محيط مدينة حماة بعد قتل عدد منهم وتدمير آلياتهم.
وأكدت وزارة الدفاع السورية إجلاء طلاب وضباط أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب إلى حمص بتنسيق روسي بعد حصارهم من قبل المسلحين، مؤكدة مقتل وإصابة عدد من الطلاب والضباط خلال معارك في منطقة السفيرة أثناء خروجهم.
سياسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو "تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية" لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم عناصر "جماعات إرهابية".
وأضافت زاخاروفا أن التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة السورية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكنا دون دعم وتحريض من الخارج، مشددة على أن تمكين تلك الفصائل يهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أن الجهات الضامنة لصيغة أستانا بشأن سوريا على اتصال دائم وسط تفاقم التصعيد هناك، لافتة إلى أن موسكو "تتواصل بشكل وثيق" مع إيران وتركيا لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام بريف حلب الغربي بعد إعلان انطلاق معركة "ردع العدوان".
إعلانودخلت قوات المعارضة حلب عصر يوم الجمعة الماضي، وسيطرت على معظم أحياء المدينة ومواقع مهمة، أبرزها مبنى المحافظة ومراكز الشرطة وقلعة حلب التاريخية.
وبسطت فصائل المعارضة سيطرتها على كامل محافظة إدلب السبت الماضي بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، بالإضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة فصائل المعارضة قوات النظام
إقرأ أيضاً:
إستلهام التجربة الكردية
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الدعوة الى إنشاء إقليم الجنوب ليست جديدة، وربما كان الحديث عن ذلك من أولويات قوى شيعية نافذة بعد التغيير. غير إن الأمور أخذت مسارا آخر بالرغم من دعوات مماثلة لإنشاء الإقليم السني ومركزه الأنبار غرب العراق. ذلك المسار إرتبط برغبة داخلية وموقف خارجي لم يدعم الفكرة، وكانت بعض الدعوات ماثلة لإنشاء إقليم البصرة، وتم توزيع صور لعلم مفترض للإقليم المقترح، وبينما كانت المشاكل السياسية والأمنية تعصف بالبلاد كان إقليم كردستان المقر دستوريا، والثابت واقعيا منذ العام 1991 يخطو بخطوات واثقة، ويتشكل وفقا لمعادلة سياسية وأمنية وإقتصادية تتماهى مع الحكم الفدرالي للدولة، وتتواصل مع الخارج بطريقة تنم عن قدرة على الإدارة، مع إنضباط عال في مؤسسات تشكلت وترسخت وأصبحت مثالا يحتذى به في مجالات عدة ناجحة.
وبين رؤيتين يتحرك الخطاب ويتمدد، وأولهما الداعم لفكرة إنشاء الأقاليم وفقا لمعادلة الدستور التي تتيح تشكيل إقليم من ثلاث محافظات، أو أكثر. والثانية نتيجة تفاعلات سياسية، وشعور بالغبن والتهميش. وبالرغم من دعوات السنة الى ذلك بإعتبار إنهم طرف ضعيف في معادلة الحكم بشعور التهميش، فإن الغربب إن الشيعة الذين دعا بعضهم الى إنشاء إقليم شيعي بعد التغيير مباشرة، عادوا وهم الأغلبية في الحكومة والبرلمان ليذكروا بتلك الرغبة القديمة التي رفضها الشيعة الرسميون بالرغم من إطلاقها من ناشطين وفاعلين سياسيين يرون إن الأمور لاتستقيم كما ينبغي في ظل الطريقة التقليدية للحكم، والتي يشكو من نتائجها أتباع الطوائف والقوميات المختلفة على قاعدة إن المشكلة في النظام الذي لم يعد مرغوبا فيه على الشاكلة التي هو عليها، وبالتالي لابد من تحديد الأولويات مجددا، والعمل عليها.
هل يمكن عد مايجري إستلهاما متأخرا للتجربة الكردية، أم هو شعور باليأس من الواقع الذي عاشه النظام السياسي التقليدي والذي ركز على مصالح فئوية، ولم يكن ممكنا الطمأنينة الى سلوك يرعى مصالح الجميع، وبين فساد وفوضى وتدخلات خارجية وعدم قدرة على أداء المهام كما ينبغي أصبح الحديث عن إنشاء أقاليم تستلهم التجربة الكردية ممكنا جدا ومفضلا ويحظى بأهمية فائقة ويلقى صدى في عديد المحافل السياسية والإعلامية ولذلك يبقى الحديث عن ذلك مرتبط حتما بنجاح التجربة في دول أخرى وفي كردستان تحديدا مع مايعيشه العراق من واقع معقد يتطلب حلولا لمشاكله ولتفادي تداعيات الأزمات المتكررة والتي تعيق التنمية على مستويات عدة في مجال الخدمات العامة والإقتصاد والرفاهية المجتمعية التي يتمناها الجميع.