الربيحات يستهجن استمرار توقيف الكاتب الزعبي: مشكلتنا مع “حامل الريموت”
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
#سواليف
انتقد النائب #وسام_الربيحات قانون الجرائم الالكترونية، قائلا إن “هذا القانون أعادنا إلى عصور العبودية”.
و #استهجن #النائب الربيحات في كلمته خلال مناقشات البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان #استمرار #توقيف #الكاتب الصحفي #أحمد_حسن_الزعبي على خلفية منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كما انتقد استمرار توقيف الناشطين نعيم جعابو وأيمن صندوقة.
وهاجم الربيحات التضييق على طلبة الجامعات على خلفية نشاطهم السياسي، وخاصة ما شهدته جامعة العلوم الإسلامية من فصل طلبة بعد أدائهم صلاة الغائب على أرواح شهداء قطاع غزة.
مقالات ذات صلة النائب الظهراوي .. ضاقت بكم الأوطان بأحمد حسن الزعبي ؟ ويعلن حجب الثقة / فيديو 2024/12/04ورفع الربيحات “ريموت”، مشيرا إلى أن مشكلتنا في الأردن مع حامل الريموت الذي يتحكم ويوجه الرأي العام من خلال بعض الأحداث والتشريعات.
وبدأ الربيحات كلمته بتخصيص جزء من راتبه لدعم صمود الأهل في قطاع غزة، داعيا النواب لتخصيص جزء من رواتبهم لدعم الغزيين.
** وتاليا نصّ كلمة النائب وسام الربيحات:
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بتحية السلام على الشعب الأردني العظيم شعب العزة والكرامة والإباء ، الشعب الذي يقدم وما زال يقدم للأهل في فلسطين، تحية لأبناء الأردن الذين يصبرون دوماً على هذه الخطابات من هذه الحكومات والذين يعضّون على جراحهم وعلى فقرهم وعلى جوعهم وعلى تعثرهم ولا يخفف ذلك من انتمائهم وحبهم لوطنهم.
وسلام متحمس إلى الأهل في فلسطين وغزة، إلى شرف الأمة وعزتها ، سلام إلى المقاومة سلام إلى حماس .
وسلام وتحية من حي الطفايلة والطفيلة تصل إلى المجاهدين في غزة وإلى الصابرين فيها، سلام ارتبط بتوأمة ليس كتوأمة المدن والبلديات بل توأمة في الشعور والإسناد والدعاء .
لأننا كأبناء ا لطفيلة ومنذ فجر التاريخ، شمّ الأنوف وقوداً لحماة الديار في الأردن وفلسطين، وإنني في هذا المقام، وقد تفرغت للنيابة، فلا أرضى أن يسبقني أبناء حي الطفايلة بالعمل الذي شاركنا به، فأقدم على استحياء جزءا من مخصصاتي دعماً لأهل غزة، معلناً ذلك تشجيعاً لزملائي بتخصيص جزءاً من مخصصاتهم لدعم الأهل في غزة.
سعادة الرئيس، إخواني النواب، هذه المؤسسة التي نجلس تحتها منجز تاريخي لآبائنا وأجدادنا منذ تأسيس الإمارة مع الملك المؤسس، وعقد أول برلمان فيه بعد المؤتمر الأول الذي تداعى له الأجداد عام 1928، ليشكل انطلاقة مؤسسة راسخة.
أدعوكم زملائي النواب أن نتصدى لكل من يريد إضعاف هذا الركن، وأن نقف داعمين لمنجزات الآباء والأجداد إبتداءاً من المؤسسة العسكرية والمؤسسة التشريعية وغيرها من المؤسسات، وأن نبقى على سيرتهم في دعم الأهل في فلسطين من منطلق الواجب المتحتم علينا.
واليوم إزداد هذا الواجب علينا بعد إعلان حكومة اليمين المتطرف بالتوسع ونية التهجير على حساب دول الجوار، لذلك ينبغي لخطابنا أن ينتقل من كلمة دعم إلى واجب، فانظروا إن شئتم إلى الغرب وأمريكا ، هل نسمع منهم كلمة دعمنا إسرائيل ، رغم وللأسف فارق الدعم بيننا وبينهم، فهم يدعمون بالسلاح، ونحن ندعم دون ذلك ولا نجد في خطاباتهم الإشادة والتغني بما يقومون به ، ونحن تجد في خطاباتنا أننا نستعذر أنفسنا بما نقدمه.
وإذا عدنا إلى القرآن ، خير قوله تعالى ” الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى” ، فتخيل أن النفقة ليست واجب ولا يجوز المنة فيها فكيف بالواجب.
وأعيد الآية، ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى.
فقد اتبع البعض أذى، فسمح بالممر البري، فأي تناقض هذا، وجلالة الملك خرج بالطائرة وأبنائه كذلك بالإنزالات الجوية من الجهة الجنوبية ومن الشمال ممر بري فلا أقلّ أن نتماشى مع الموقف الرسمي .
أما ما نطالعه يومياً ويتصدر الحديث الرسمي من قبل الحكومة وغيرها عن تمتين الجبهة الداخلية، فإنني في غاية الدهشة والغرابة .
فالواقع معاكس تماماً ، كالذي يغمّز يميناً ويذهب يساراً ، فأي تمتين والإعلام والفضائيات وبعض من تم تنفيعهم وربما لهذه الغاية يخرجون علينا ليلا نهارا، محتكرين علينا الولاء والانتماء، وكأنهم أوصياء الله على الأرض، ولا تسمع منهم إلا تشكيكا وتخوينا واتهامية قل نظيرها.
فإني لا أرى أحد يفوقني في الولاء والإنتماء، وحق لكل أردنياً أن يرى نفسه كذلك ، فنحن نحافظ على وطننا، ونحن نعاني الظلم ونفديه بأرواحنا دون تردد، وبالمقابل هناك من جعل الوطنية والولاء والانتماء مرتبط بالمنفعة التي يحققها، ( فإن أعطوا منها رضو وإذ لم يعطوا إذ هم يسخطون) .
•أما ملف الحريات
والذي لم يكاد أي زميل يخلو خطابه من هذا الملف، فإنني أجد قانون الجرائم الإلكترونية، والذي تم هندسته ليكون أحجية وسلاحاً مسلطاً على رقاب المواطنين، وعندما تم إقراره ضج المجتمع المدني والنقابات والأحزاب، ولم تعر الحكومة أي إهتمام ، لأن حامل الريموت يرى أن يتم هذا القانون ليعود بنا إلى عصور العبودية، وها نحن نقول لكم ملف الحريات في كفة، وهذا القانون في كفة أخرى.
فلا أعلم ما هو سحر منشور حتى يوقف أحمد حسن الزعبي الزعبي، ولا أعلم السبب لسلب حرية نعيم جعابو ، وأيمن صندوقه.
•أما ملف الجامعات
تخيل يا دولة الرئيس المكلف ومن خلال الرئاسة الجليلة أن مجموعة من الطلبة في جامعة العلوم الإسلامية صلوا صلاة الغائب على الشهداء، وتم منعهم والاعتداء عليهم أثناء الصلاة والفيديو يثبت ذلك وموجود ،وأذى كل من رآه.
يمنعون ويفصلون ويعاقبون بالفصل النهائي لثلاثة طلاب دون التدرج في العقوبات علما أن إثنان منهما على أعتاب التخرج ، هذا إن اتفقنا مع رواية الجامعة أو حامل الريموت، والأدهى والأمر يتم تحويل الطلبة إلى القضاء، ويقرر القضاء من خلال المحكمة الإدارية العليا بأن قرار الفصل النهائي مبالغ فيه، ويرجى إعادة النظر به .
الطامة أين ؟ أن الجامعة تعاملت مع الطلبة كأنهم خصم أو عدو لها ، فانتظرت طيلة فترة الاستئناف وقدمت طعن في القرار في آخر ساعة من آخر يوم للمهلة المسوح بها .
فأي إدارة هذه وقد مرت على هذه الجامعة سنوات طوال كانت رحيمة وأبوية التعامل أما اليوم في ظل خطاب تمتين الجبهة الداخلية هناك من يعبث ويريد خلق جيل يحمل الظلم منذ الصغر .
وهذا ليس فقط في جامعة العلوم الإسلامية بل لحقتها الجامعة الأردنية والهاشمية وقاموا بتحويل الطلبة للجان تحقيق على أثر تضامنهم مع غزة .
لا أعلم يا دولة الرئيس، ومن خلال الرئاسة الجليلة، هل في خططك إعتمادا لنتائج مراكز الدراسات الرسمية وغيرها؟ إن قلت نعم، فإن الطفيلة على الأقل ستنال الدعم الأوفى والأوفر بين المحافظات، مع مراعاة نسبية العدد والمساحة.
ولكن الظاهر أنها لا، لأنك لم تتطرق لها إلا بالإشارة دون الإسم، وذلك عند ذكرك للنحاس والمعادن وطاقة الرياح .
دولة الرئيس، ومن خلال الرئاسة الجديدة، من أكبر مصائبنا اليوم، الحلول المنفصلة عن بعضها، فعلاج الإزدحام المروري في عمان سببه الهجرة من المحافظات إلى العاصمة، فلماذا نتعامل مع دعم الطفيلة في منطق حصتها من موازنة مجالس المحافظات، ولا نتعامل معها بنظرة شمولية، فتسكين السكان له وفر مالي في مجالات أخرى ، وهنا اقترح ما يلي.
1.أولا إعفاء ال المدينة الصناعية من فاتورة الكهرباء بشكل كامل لتفعيلها، فقد تم إنشاء مدينة صناعية، ولكن ها هي خاوية على عروشه، فالإنجاز اليوم ليس بالبناء، بل بالمتابعة والتطوير.
2.ثانيا إعادة النظر بالإتفاقيات مع شركات الطاقة واستبدال بند الخدمة المجتمعية، وهي بمثابة أحجية ليكون رفد المنازل بقيمة نصف الكلفة.
3.ثالثا المساهمة في سداد مديونية جامعة الطفيلة التقنية.
4.رابعا إفتتاح كلية علوم طبية في جامعة الطفيلة التقنية .
فإني لن أتكلم بجذب استثمار، ولا في دعم القطاع الخاص، ولكن لدي وصفة بحاجة إلى رئيس وزراء يمتلك ولاية عامة، وهي إعادة فتح ملف التخاصية وتحويله للقضاء، وأعدك أنك ستستغني عن عدة أمور، أولها الاقتراض ، وثانيه ا رفع الضرائب، وآخرها ستستغني عن منصبك، لأنك تكون مسست أوكار الفساد.
ولن يسمحوا لك بالاستمرار، وربما تسأ ل لماذا طرحت ذلك؟ فأجيب لأني أحببت أن أذكر الشعب أن الفوسفات التي كانت في حضن الدولة، وتدر دخلا وتخفّض البطالة، فأعلنت الشركة وخلال نصف هذا العام أنها حققت أرباح ا قبل الضريبة 264 مليون، وبعد الضريبة 202 مليون.
لذلك دولة الرئيس ومن خلال الرئاسة الجليلة
حامليّ الريموت يحملون أعباء الفساد المالي والناتج عن الخصخصة ، ومن هناك بدأت رحلة التنفيعات وتفريغ الهيئات والاسترضاءات فإذا كنت شاهداً على فساد مؤسسة وألتزمت الصمت تكافئ على صمتك بمنصباً ، فالتزام الصمت هو الطريق الأسرع للمناصب .
لذلك أرى أن النقاش في ما تبقى من الموازنة ترف الحديث .
أما آن الأوان لفتح إيصال الخدمات للمواطنين ليحصلوا على
ساعات الكهرباء والمياه؟ وضمن شروط الأبنية المتعارف عليها؟
ثم أن هنالك قرابة ألف عامل مكلفون ويعملون بمهن مختلفة ينتظرون تعديل للنظام ليتم تحويلهم حسب اختصاصاتهم الفنية والأكاديمية.
ولنترك كلمة النظام، لا يسمح ، فمن وضع النظام هو ذلك الذي يستطيع تعديله.
ولا أريد الحديث عن أمانة عمان لعله يصار إلى تعديله مع تعديلات قانون البلديات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف النائب استمرار توقيف الكاتب دولة الرئیس الأهل فی
إقرأ أيضاً:
تصريحات “ترامب” حول تهجير سكان غزة تثير موجة غضب عالمية
يمانيون../
في الوقت الذي تتواصل فيه المرحلة الثانية من المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، ووسط تحديات كبيرة تتعلق بإطلاق سراح الأسرى ومطالب العدو بتفكيك البنية التحتية لحركة “حماس”.. جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان غزة لتثير موجة غضب عالمية.
وفي هذا السياق اعتبر محللون وصحفيون أن هذه التصريحات تعكس النهج الاستعماري الأمريكي المتماهي مع السياسات الصهيونية تجاه الفلسطينيين.. مؤكدين أن طرح التهجير تحت غطاء “الحل الإنساني” ليس سوى استمرار لمشاريع التطهير العرقي الرامية إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
وتفاعل المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات ترامب بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولقائه رئيس الوزراء الصهيونية بنيامين نتنياهو، وسط جدل بشأن مستقبل الهدنة وإمكانية استمرارها.
وأثارت تصريحات ترامب حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانه وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” استهجاناً عربياً ودوليا واسعاً وصدمة عارمة.
وأدلى الرئيس الأمريكي بهذه التصريحات أمس الثلاثاء بعد استقباله في البيت الأبيض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو الذي اعتبر أنّ من شأن هذه الخطّة أن “تغيّر التاريخ”.
وقدّم ترامب اقتراحه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتانياهو وقد تسبّب بحالة من الذهول والصدمة وسط الصحفيين.
وفي خطة تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية ترحيل حوالي مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، قال ترامب: “إنه سيجعل القطاع المدمّر بسبب الحرب مكانا “مذهلا” عبر إزالة القنابل غير المنفجرة والأنقاض وإعادة تطويره اقتصاديا.
هذه التصريحات أثارت سيلاً من ردود الفعل المستنكرة، من حركة حماس والسلطة الفلسطينية إلى البرازيل، مرورا بفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا.
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد اللطيف القانوع: إنّ “الموقف الأمريكي العنصري يتماهى مع موقف اليمين الصهيوني المتطرف في تهجير شعبنا”.. مؤكداً أن تصريحات ترامب “محاولة يائسة” لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكدت حركة حماس في بيان لها، أنّ تصريحات ترامب “عدائية للشعب الفلسطيني ولقضيته.. ولن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصبّ الزيت على النار”.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي فقد وصل صباح اليوم الأربعاء إلى الأردن للقاء الملك الأردني عبدالله الثاني وأعرب عن “رفضه الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم”.
فيما أكّد الملك عبدالله الثاني لدى استقباله عباس رفض بلاده “أية محاولات” لضمّ “إسرائيل” للأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير سكانها.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي: “إن العاهل الأردني أكّد خلال اللقاء على ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.. مشددا على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ مستقبل غزة يكمن في “دولة فلسطينية مستقبلية” وليس في سيطرة “دولة ثالثة” على القطاع.
وقالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما في بيان لها: إنّ تصريحات ترامب “تهدّد الاستقرار وعملية السلام”.. مؤكدة أنّ “فرنسا تعارض تماما تهجير السكّان.. نحن متمسكون بسياستنا وهي: عدم تهجير السكان والسعي إلى وقف لإطلاق النار في المسار نحو عملية السلام وحلّ الدولتين”.
كما أكّد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة تمكين الفلسطينيين من “العودة إلى ديارهم” في غزة.. فيما قال وزير الخارجية البريطاني: إنه ينبغي أن يكون الفلسطينيون قادرين على “العيش وتحقيق الازدهار” في غزة والضفة الغربية.
ورددت ألمانيا، على ترامب، بالقول: إن قطاع غزة “ملك للفلسطينيين”.
واعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن مشروع الرئيس الأمريكي “غير مقبول” و”لا حاجة حتّى لمناقشته”.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أكد أنّ اقتراح نظيره الأمريكي “يصعب فهمه”.. مؤكدا أنّ الفلسطينيين هم الأجدر بالاهتمام بمصير أرضهم.
وسارعت السعودية الى الردّ على تصريحات ترامب بأنها لن تطبّع مع “إسرائيل” بدون إقامة دولة فلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها: إنّ الرياض “لن تتوقّف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.. مضيفة: إنّ المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون ذلك”.. كما جدّدت الرياض رفضها “تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
وأثارت تصريحات ترامب أيضاً غضباً بين الفلسطينيين على الأرض.. مشددين على ضرورة أن يفهم ترامب ونتنياهو حقيقة شعب فلسطين وشعب غزة، الشعب متجذر بأرضه، لن يرحل ولن يهاجر تحت أيّ مسميات وخدع كاذبة.
من جهته ذكّر المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن ترحيل سكّان أيّ أرض محتلة محظور تماما، قائلا: إنّ “الحقّ في تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي ويجب أن تصونه جميع الدول، وهو ما أعادت محكمة العدل الدولية مؤخرا التأكيد عليه”.. مؤكداً أنّ “أيّ نقل قسري أو ترحيل لسكان من أرض محتلة محظور تماما”.
فيما اعتبر المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنّ مشروع السيطرة على غزة “مفاجئ جدّا”… قائلاً: إنّ الوضع الحالي “ليس واضحا”، وشدد على أنّه “لا بدّ من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع”.
ووصف محللون تصريحات ترامب بأنها تعكس عقليته العنصرية ونهجه العدواني.. مشيرة إلى أن غزة التي صمدت أمام أعتى الآلات العسكرية لن تختفي بقرار من أي رئيس أمريكي.
وأكد المحللون أن هذه التصريحات ليست مجرد هفوة سياسية، بل تأتي ضمن سياسة أمريكية صهيونية تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري.. مشيرين إلى أن هذه التوجهات تعكس رؤية اليمين الصهيوني التي تُترجم عبر إدارة ترامب، وتشمل توطين اللاجئين، تدمير المخيمات، وإنهاء دور الأونروا.
كما أكد وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن، خلال اجتماع في القاهرة، رفضهم القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم.. مشددين على ضرورة دعم وكالة “الأونروا” ورفض أي محاولات لإنهائها.. كما رحبوا باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وأكدوا أهمية إعادة الإعمار بما يضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم.
إعلام العدو الصهيوني وصف المؤتمر الصحفي المشترك بين نتنياهو وترامب بـ”القنبلة”.. فبعد أن تبادل ترامب ونتنياهو بينهما الإطراء، خلط الرئيس الأمريكي الأوراق وخرج بقرارات مفاجئة للكثيرين، فبينما كانت الأنظار تترقب ما ستتمخض عنه تلك المحادثات بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار وسبل المضي قدما في تنفيذ ما تبقى من مراحله وتذليل العقبات أمامها، جاءت تصريحات ترامب لتضع الاتفاق برُمته على المحك.
وتصدر عنوان “الاستيلاء على غزة”، كبريات الصحف والمجلات الأمريكية، ووصفت مجلة “تايم” طرح ترامب بالغريب، وركزت على أنه يأتي في لحظة حساسة بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار.
ورأت المجلة الأمريكية أن ترامب تجاهل تاريخ الصراع على ملكية الأرض في هذه البقعة من العالم.. مشيرة إلى أن ملكية الأرض جزء أساسي من صراع الشرق الأوسط.
وربطت قناة “سي إن بي سي”” الأمريكية طرح ترامب بمجموعة من القرارات المماثلة التي طالع بها العالم خلال الأيام المعدودة التي أمضاها في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة للمرة الثانية.. مشيرة إلى أن تصوره يأتي في أعقاب كشفه عن رغبة في الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الـ51 للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
فيما وصفت شبكة “سي إن إن” تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على غزة بأنها “تأكيد لافت من رئيس أمريكي في منصبه، لا سيما أنه رئيس صعد إلى السلطة السياسية في الولايات المتحدة من خلال انتقاده للحروب الأمريكية الأطول في الشرق الأوسط وتعهده بإعادة الاستثمارات الأمريكية إلى مواطنيها”.
وتوقعت الشبكة الإخبارية الأمريكية أنه “سيكون هناك الكثيرون في المنطقة ممن يعارضون خطة ترامب، على الرغم من ادعائه بأن جميع محاوريه يحبذونها”.. مشيرة إلى رفض مصر والأردن بالفعل فكرة قبول المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، خشية زعزعة الاستقرار وعدم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.
وفيما صرح بول أوبراين، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة بأن “إبعاد جميع الفلسطينيين عن غزة يعادل تدميرهم كشعب.. غزة هي موطنهم.. والموت والدمار الذي حل بغزة نتيجة لقيام الحكومة الصهيونية بقتل المدنيين بالآلاف، وغالبا بالقنابل الأمريكية”.. قال السناتور الأمريكي الديمقراطي كريس ميرفي متحدثا عن ترامب في منشور على إكس: “لقد فقد عقله تماما.. سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود.. إنها مثل مزحة رديئة”.
ويرى مراقبون أن مفاجأة ترامب بشأن غزة تندرج ضمن سلسلة تصريحاته وقراراته الصادمة التي وضعته في مواجهة العديد من دول العالم سواء كانت سياسية أو اقتصادية، ما حدا به إلى تأجيل بعضها.
وتباين تفسير ذلك بين فريق يرى أن قرارته فجائية غير مدروسة ومدفوعة بمنطق القوة، وفريق آخر ينظر إليها باعتبارها فلسفة لتحقيق رؤيته من خلال الارتفاع بسقف المطالب حتى ينال ما يستهدف من خلال التفاوض.
الجدير ذكره أن هذه ليست المرّة الأولى التي يتطرّق فيها الرئيس الأمريكي إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة، إذ سبق له وأن دعا في تصريح سابق بعد تسلّمه الرئاسة، لنقلهم إلى الأردن ومصر.. وعلى الرغم ممن أن مقترح ترامب لقي ترحيبا في الكيان الصهيوني، غير أنّ كثيرين شكّكوا في إمكانية تنفيذه.
وخلاصة القول: إن ردود الفعل الشعبية والرسمية في أنحاء العالم تثبت أن الفلسطينيين، بدعم من الشعوب العربية، سيقفون في وجه أي مخطط لترحيلهم، كما أفشلوا مشاريع مشابهة في الماضي، فغزة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل عنوان لصمود الفلسطينيين في وجه كل محاولات الاقتلاع.
سبأ: مرزاح العسل