جنبلاط أوقفَ حرباً أهلية.. هكذا حمى حزب الله!
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
خلال خطابه الأخير قبل أيّام، أثنى الأمينُ العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله على تعاطي بعض الأحزاب السياسيّة مع حادثة الكحالة، مشيراً إلى أن تلك الأطراف سعت إلى التهدئة رغم أنّها ليست "حليفة لحزب الله".
الكلام الذي أطلقه نصرالله على هذا الصعيد يرتبطُ حُكماً وبشكلٍ مباشر بالحزب "التقدّمي الإشتراكي"، وتحديداً بالنائب السّابق وليد جنبلاط الذي تدخّل فوراً عقب الحادثة التي حصلت الأسبوع الماضي، بغية نزعِ فتيل الإنفجار ووأد الفتنة.
بالنسبة للحزب اليوم، فإنّ جنبلاط لعبَ الدور الأبرز في سحب كل بوادر التحريض التي كادت تؤدي إلى حربٍ أهليّة حذر منها نصرالله قبل أيام بشكلٍ واضح. وإزاء ما جرى، باتت حارة حريك مُتمسّكة أكثر من أيّ وقتٍ مضى بمضمون التقارب مع جنبلاط لأنها تجدُ فيه صمّام أمانٍ في أوقات الشدائد. حقاً، كان "زعيم الجبل" عنصراً فاعلاً في لجمِ أي إنفلاتٍ أمني ضمن الكحالة الواقعة في قضاء عاليه الذي يُعتبر أساساً بالنسبة لـ"الإشتراكي".
المُفارقة هنا هي أنّ جنبلاط سار عكس "التيار"، فلم يُغلب المصلحة الإنتخابيّة على التهدئة خلافاً لما فعلته بعض الأطراف الأخرى كـ"التيار الوطني الحر" الذي راح بعيداً باتجاه خطابٍ غير حياديّ. أما الأمر الأهم، فهو أنّ جنبلاط لعب دور "بيضة القبان" في حفظ الأمن والتنسيق مع الجيش، الأمر الذي أثارَ موجة من الإطمئنان المتزايد، وساهم في عزل كل عناصر الإشتباك.
في الواقع، فإن ما جرى في الكحّالة أكد أن الدروزَ كانوا وسيبقون بمعزلٍ عن أيّ إقتتال داخلي، وهذا أمرٌ تُجمع عليه مختلف القيادات ضمن الطائفة، بغض النظر عن اختلافاتها وتناقضاتها. وعملياً، فإن جنبلاط، وإن شاء المغامرة في التصعيد، فإنه لن يُلاقي كثيرين معه على "الموجة" نفسها، لأنّ الظروف هذه المرّة تختلف تماماً عن السابق. ففي أيام الحرب، كان جنبلاط مُرغماً في الدفاع عن الجبل، أما اليوم فمصلحته الأولى تقتضي إرساء التهدئة لعدم إغراق نجله تيمور في وحول أيّ صراعات تؤدي إلى كسرِ زعامته وسط غياب الحلفاء الأقوياء عسكرياً ومالياً.
كذلك، فإنَّ ما يتبين أيضاً هو أنّ جنبلاط أبقى نفسهُ بعيداً عن الصراع ضدّ "حزب الله"، وذلك رغم التعارض بين الطرفين في مختلف الملفات أبرزها مسألة رئاسة الجمهورية. حتماً، فإنّ ما حصل أكّد أن جنبلاط "فصلَ" تماماً السياسة عن الإستقرار، وفي اللحظات المصيرية يتخذ القرارات الصائبة التي يرى فيها "حزب الله" أساساً لتثبيت الشراكة.
أمام ما حصل، فإنّ "الإشتراكي" قد يكونُ العنصر الأكثر ثقة بالنسبة لـ"حزب الله" في مسألة الكحالة، لكن هذا الأمر لا يعني تسليم جنبلاط بما يريده الحزب أو بما يطرحه الأخير من طروحاتٍ على الصعيد السياسي. إلا أنهُ وبمعزلٍ عن أي شيء، لا يمكن القول سوى أنّ جنبلاط أثبتَ جدوى تقاربه مع الحزب من خلال تهدئة الشارع، وهذا ما يحتاجه أبناء الجبل وهذا ما يجب تكريسهُ أساساً وسط الظروف القائمة.
بشكلٍ أو بآخر، فإنّ ما جرى قد لا يمنع "حزب الله" من المبادرة أكثر لتقدير جنبلاط، وبالنسبة لأوساط حارة حريك، فإنّ الأخير ومن خلال عمله على سحب فتيل الفتنة، ساهم في حماية المقاومة ومنع جرّها إلى إقتتال داخلي. هنا، قد يكون ما جرى مُحفزاً للقاء بين نصرالله وجنبلاط.. فما الذي يمنع ذلك؟
الأمورُ كلها واردة، والأهم هو تثبيت الإستقرار، ويمكن القول إنّ الكحالة جمعت الحزب و "الإشتراكي" من جديد.. حُكماً، الشارع أسّس لهذا التلاقي، كما أنّ رفض الفتنة ساهم في التمهيد لإنفتاحٍ جديد قائم على التعاون أكثر فأكثر.. والسؤال هنا: هل سينتقل "الإرتياح" بين الطرفين إلى الملف الرئاسي؟ هنا، الأمور مرهونة بما سيجري سياسياً.. وكما يُقال دائماً: فلننتظر... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: نتنياهو يريد حربا أبدية بغزة وفظائع جيشه ستبقى بالذاكرة
تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد المعركة حفاظا على منصبه، فيما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في ارتكاب الفظائع وسط تحذيرات من تداعيات إستراتيجية طويلة المدى.
ففي مقال بمجلة "فورين أفيرز"، رأى الكاتب عاموس هاريل أن نتنياهو يخطط لحرب أبدية في غزة، واعتبر أن تمسكه بالسلطة يدفعه لرفض أي مسار يؤدي إلى وقف القتال أو التهدئة، رغم إدراكه لصعوبة تحقيق "النصر الكامل" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بريطانية: يريد الساسة أن يعتاد العالم على الجرائم بغزة ولن نسمح بذلكlist 2 of 2ألبانيزي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فقاطعوهاend of listوأشار هاريل إلى أن الحديث عن القضاء على حماس لا يزال بعيدا عن التحقق رغم الخسائر التي لحقت بها، كما شدد على أن نتنياهو لا يسعى لنهاية واضحة للحرب بقدر ما يحرص على استمرارها باعتبارها أداة بقاء سياسي.
واعتبر الكاتب أن رفض الآلاف من جنود الاحتياط الخدمة العسكرية في ظل هذه المعطيات يمثل سابقة خطيرة في تاريخ إسرائيل، ويكشف تآكل ثقة الداخل الإسرائيلي في قيادة الحرب ومسارها الميداني والسياسي.
من جهتها، كتبت الصحفية نسرين مالك في مقال بصحيفة "غارديان" أن إسرائيل مدعومة من حلفائها، تمارس ضغطا ممنهجا على الرأي العام العالمي لإسكات الأصوات المنتقدة للحرب، وتحاول فرض سردية تتجاهل الفظائع المرتكبة في غزة أو تبررها.
إعلان ذاكرة الشعوبوأشارت مالك إلى أن محاولات تبرير القصف والتدمير الجماعي لا يمكن أن تُجْدي في ظل الفظائع المتكررة، لأن المآسي التي تشهدها غزة ستظل محفورة في ذاكرة الشعوب رغم التواطؤ الدولي في تجاهلها أو التخفيف من وقعها.
وشددت على أن ما يُرتكب في القطاع لا يمكن أن يعتبر أمرا طبيعيا لأن القيم الإنسانية ترفض هذا النهج، وأضافت أن محاولات تطبيع العنف ستصطدم حتما بذاكرة الشعوب ومشاعرها الرافضة للتجرد من الأخلاق.
أما مجلة "تايم"، فأشارت في تقرير لها إلى أن إسرائيل وسّعت رقعة سيطرتها الجغرافية في غزة منذ استئناف الحرب الشهر الماضي، حيث تسيطر الآن على أكثر من 50% من أراضي القطاع، في ما وصفه مراقبون بتكتيك يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأوضح التقرير أن هذه السيطرة تشمل ممرا إستراتيجيا يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وهو ما يعني أن إسرائيل تعزز مخططها لفصل القطاع جغرافيا، مما يفتح الباب أمام احتمال بقاء الاحتلال في هذه المناطق لفترة طويلة.
ونقلت المجلة عن خبراء قولهم إن هذا التوسع الميداني قد يكون خطوة أولى لترسيخ وجود عسكري دائم في غزة، مما يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تفكر في حلول على المدى البعيد تتجاوز فكرة العمليات المؤقتة أو المحدودة.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين دعا إلى مقاطعة رئيس جهاز الشاباك رونين بار، إذا ما قضت المحكمة العليا ببطلان قرار الحكومة بإقالته، ورأى أن هذه المقاطعة ستدفعه في نهاية المطاف إلى الاستقالة.
ووفق الصحيفة، فإن تصريحات ليفين تعكس تصعيدا في الصراع بين المؤسسات الأمنية والقضائية من جهة، والحكومة اليمينية من جهة أخرى، في ظل اتساع هوة الخلافات حول إدارة الحرب وما بعدها.