لبنان ٢٤:
2024-07-04@03:09:13 GMT

جنبلاط أوقفَ حرباً أهلية.. هكذا حمى حزب الله!

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

جنبلاط أوقفَ حرباً أهلية.. هكذا حمى حزب الله!



خلال خطابه الأخير قبل أيّام، أثنى الأمينُ العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله على تعاطي بعض الأحزاب السياسيّة مع حادثة الكحالة، مشيراً إلى أن تلك الأطراف سعت إلى التهدئة رغم أنّها ليست "حليفة لحزب الله".

الكلام الذي أطلقه نصرالله على هذا الصعيد يرتبطُ حُكماً وبشكلٍ مباشر بالحزب "التقدّمي الإشتراكي"، وتحديداً بالنائب السّابق وليد جنبلاط الذي تدخّل فوراً عقب الحادثة التي حصلت الأسبوع الماضي، بغية نزعِ فتيل الإنفجار ووأد الفتنة.

من خارج لبنان، تولّى جنبلاط إتصالات التهدئة، فكانَ له تواصلٌ مع مختلف المرجعيات السياسية والأمنيّة، حتى أنه كان لديه خطٌّ مع "حزب الله" عمل خلالهُ على لجمِ أيّ تصعيد في الشارع. هنا، تقول المعلومات إنّ جنبلاط لم يُقفل باب إتصالاته مع الحزب طيلة فترة الحادثة وبعدها، الأمر الذي تركَ إرتياحاً لدى الأخير بشدّة.  

بالنسبة للحزب اليوم، فإنّ جنبلاط لعبَ الدور الأبرز في سحب كل بوادر التحريض التي كادت تؤدي إلى حربٍ أهليّة حذر منها نصرالله قبل أيام بشكلٍ واضح. وإزاء ما جرى، باتت حارة حريك مُتمسّكة أكثر من أيّ وقتٍ مضى بمضمون التقارب مع جنبلاط لأنها تجدُ فيه صمّام أمانٍ في أوقات الشدائد. حقاً، كان "زعيم الجبل" عنصراً فاعلاً في لجمِ أي إنفلاتٍ أمني ضمن الكحالة الواقعة في قضاء عاليه الذي يُعتبر أساساً بالنسبة لـ"الإشتراكي".  

المُفارقة هنا هي أنّ جنبلاط سار عكس "التيار"، فلم يُغلب المصلحة الإنتخابيّة على التهدئة خلافاً لما فعلته بعض الأطراف الأخرى كـ"التيار الوطني الحر" الذي راح بعيداً باتجاه خطابٍ غير حياديّ. أما الأمر الأهم، فهو أنّ جنبلاط لعب دور "بيضة القبان" في حفظ الأمن والتنسيق مع الجيش، الأمر الذي أثارَ موجة من الإطمئنان المتزايد، وساهم في عزل كل عناصر الإشتباك.

في الواقع، فإن ما جرى في الكحّالة أكد أن الدروزَ كانوا وسيبقون بمعزلٍ عن أيّ إقتتال داخلي، وهذا أمرٌ تُجمع عليه مختلف القيادات ضمن الطائفة، بغض النظر عن اختلافاتها وتناقضاتها. وعملياً، فإن جنبلاط، وإن شاء المغامرة في التصعيد، فإنه لن يُلاقي كثيرين معه على "الموجة" نفسها، لأنّ الظروف هذه المرّة تختلف تماماً عن السابق. ففي أيام الحرب، كان جنبلاط مُرغماً في الدفاع عن الجبل، أما اليوم فمصلحته الأولى تقتضي إرساء التهدئة لعدم إغراق نجله تيمور في وحول أيّ صراعات تؤدي إلى كسرِ زعامته وسط غياب الحلفاء الأقوياء عسكرياً ومالياً.  

كذلك، فإنَّ ما يتبين أيضاً هو أنّ جنبلاط أبقى نفسهُ بعيداً عن الصراع ضدّ "حزب الله"، وذلك رغم التعارض بين الطرفين في مختلف الملفات أبرزها مسألة رئاسة الجمهورية. حتماً، فإنّ ما حصل أكّد أن جنبلاط "فصلَ" تماماً السياسة عن الإستقرار، وفي اللحظات المصيرية يتخذ القرارات الصائبة التي يرى فيها "حزب الله" أساساً لتثبيت الشراكة.

أمام ما حصل، فإنّ "الإشتراكي" قد يكونُ العنصر الأكثر ثقة بالنسبة لـ"حزب الله" في مسألة الكحالة، لكن هذا الأمر لا يعني تسليم جنبلاط بما يريده الحزب أو بما يطرحه الأخير من طروحاتٍ على الصعيد السياسي. إلا أنهُ وبمعزلٍ عن أي شيء، لا يمكن القول سوى أنّ جنبلاط أثبتَ جدوى تقاربه مع الحزب من خلال تهدئة الشارع، وهذا ما يحتاجه أبناء الجبل وهذا ما يجب تكريسهُ أساساً وسط الظروف القائمة.

بشكلٍ أو بآخر، فإنّ ما جرى قد لا يمنع "حزب الله" من المبادرة أكثر لتقدير جنبلاط، وبالنسبة لأوساط حارة حريك، فإنّ الأخير ومن خلال عمله على سحب فتيل الفتنة، ساهم في حماية المقاومة ومنع جرّها إلى إقتتال داخلي. هنا، قد يكون ما جرى مُحفزاً للقاء بين نصرالله وجنبلاط.. فما الذي يمنع ذلك؟  

الأمورُ كلها واردة، والأهم هو تثبيت الإستقرار، ويمكن القول إنّ الكحالة جمعت الحزب و "الإشتراكي" من جديد.. حُكماً، الشارع أسّس لهذا التلاقي، كما أنّ رفض الفتنة ساهم في التمهيد لإنفتاحٍ جديد قائم على التعاون أكثر فأكثر.. والسؤال هنا: هل سينتقل "الإرتياح" بين الطرفين إلى الملف الرئاسي؟ هنا، الأمور مرهونة بما سيجري سياسياً.. وكما يُقال دائماً: فلننتظر... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ما جرى

إقرأ أيضاً:

اغتيال قيادي بارز في حزب الله.. قاسم :ردَّنا ومقاومتنا لن يكونا ضمن سقف وقواعد

سجل امس تطور في الجنوب أشعل احتداماً ميدانياً واسعاً حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور بعد الظهر، وكان على متنها شخصان نقلتهما سيارات الإسعاف إلى المستشفى، قبل أن يُعلن مقتلهما، أحدهما هو قائد "وحدة عزيز" في "حزب الله" محمد نعمة ناصر وهو ثاني قيادي كبير يُقتل بعد قائد"وحدة النصر".

وكتبت" الاخبار": في خطوة تُعدّ تصعيداً نوعياً، وبعد محاولات اغتيال فاشلة عدة خلال الأشهر القليلة الماضية، نجح العدو في الوصول إلى القائد الجهادي في المقاومة محمد نعمة ناصر «أبو نعمة» الذي استهدفته صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على سيارة كانت تقلّه في منطقة الحوش في صور، ما أدى إلى استشهاده ومرافقه الشهيد محمد خشاب.الخسارة الكبيرة التي أصابت الجسم الجهادي في حزب الله باستشهاد «أبو نعمة»، تطرح أسئلة حول خلفية قرار استهدافه الذي لا بد أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وافق عليه، إذ إن الاغتيال رغم ارتباطه بعناصر المعركة القائمة، يعكس قراراً من جانب العدو، على صلة بما هو مطروح من خيارات على الطاولة، ربطاً بما يطلق عليه المرحلة الجديدة من العمل العسكري للعدو في غزة وانعكاس ذلك على الجبهة مع لبنان.
غير أن أهمية الحدث لا تنفي إمكان إدراجه في سياق المعركة القائمة، إذ إن عملية كهذه يستغرق التحضير لها وقتاً غير قصير، والكثير من عمليات الرصد والتعقّب، وسبقتها محاولات فاشلة لاستهداف «أبو نعمة». أضف إلى ذلك أن الشهيد قائد ميداني على رأس وحدة «عزيز» التي تتولى قيادة جانب رئيسي من الجبهة من غرب القطاع الأوسط حتى رأس الناقورة، وهو أوجع العدو في أكثر من مواجهة وأكثر من موقع في سياق المعركة القائمة، إلى جانب «تصفية حساب قديم» للعدو معه لمشاركته في مئات العمليات التي استهدفت العدو وعملاءه قبل التحرير في عام 2000 وبعده، إلى جانب دوره الكبير في حرب 2006.
الواضح أيضاً أن رسالة العدو الأهم هي أنه قرّر المضي في برنامج الاغتيالات، وأنه يقول للمقاومة بأنه مستعد لتحمّل نتيجة أفعاله، مراهناً في الوقت نفسه على أن رد المقاومة على الاغتيال لن يكون بطريقة تدفع الأمور نحو حرب مفتوحة.
وبمعزل عن كيفية تعامل المقاومة مع الحدث الكبير، ونوعية الرد المتوقّع على عملية الاغتيال، وهو ما سيظهر في الساعات المقبلة. يسعى العدو أيضاً إلى استثمار العملية في السياق السياسي المتصل بالبحث حول ما يُسمى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة.
وكان نائب الامبن العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكّد لوكالة «اسوشيتد برس» أنَّ «الطريق الوحيد المؤكد لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية هو وقف إطلاق النار الكامل في غزة»، مبقياً على حالة الغموض حول طريقة تصرف حزب الله مع المرحلة المقبلة.
وردّ قاسم ضمناً على أسئلة الأميركيين والغربيين بالقول: «إذا كان ما يحدث في غزة مزيجاً بين وقف إطلاق النار وعدم وقف إطلاق النار، والحرب وعدم الحرب، فلا يمكننا الإجابة كيف سيكون رد فعلنا الآن، لأننا لا نعرف شكله ونتائجه وآثاره». ونبه قاسم من أنه «حتى لو كانت إسرائيل تنوي شن عملية محدودة في لبنان لا ترقى إلى حرب شاملة، فلا يجب أن تتوقع أن يبقى القتال محدوداً. يمكن للعدو أن يقرر ما يريد: حرباً محدودة، حرباً شاملة، حرباً جزئية، لكن عليه أن يتوقع أنَّ ردَّنا ومقاومتنا لن يكونا ضمن سقف وقواعد اشتباك يحددها هو».

مقالات مشابهة

  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن
  • اغتيال قيادي بارز في حزب الله.. قاسم :ردَّنا ومقاومتنا لن يكونا ضمن سقف وقواعد
  • المبعوث الأمريكي إلى لبنان يبحث سبل التهدئة بين إسرائيل وحزب الله
  • إيران ستدعم حزب الله عسكرياً إذا شنّت إسرائيل حرباً على لبنان
  • في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان... هل ستدعم إيران حزب الله؟
  • مسؤول إيراني: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا عليه
  • مستشار خامنئي: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا شاملة
  • مستشار خامنئي: إيران ستدعم "حزب الله" بكل جهودها إذا شنت إسرائيل حربا واسعة
  • "بيلد": إسرائيل قد تشن حربا ضد حزب الله في جنوب لبنان خلال الشهر الجاري
  • اليكتي يرفض اتهامات البارتي بالوقوف وراء الحرائق: محاولة لخلق حرب أهلية