أفلام هندية تروج لصورة سلبية عن المسلمين تثير القلق قبيل الانتخابات
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
متابعة بتجــرد: يعد “حكاية كيرلا” من بين مجموعة أفلام تثير القلق من أن بوليوود تبثّ دعاية ثقافية لحشد الدعم للحزب الحاكم في الهند قبيل الانتخابات.
يشير المقطع الترويجي للفيلم الذي يتصدّر شباك التذاكر في الهند إلى أن العمل يصوّر “فتيات بريئات … يتم الاتجار بهن من أجل الإرهاب”، بينما يؤكد بأنه “مستلهَم من العديد من القصص الحقيقية”.
الفيلم الذي يروي قصة خيالية عن امرأة هندوسية اعتنقت الإسلام وتطرّفت حل في المرتبة الثانية من جهة الإيرادات عام 2023.
اتّهمه نقّاد وغيره من الأفلام الصادرة مؤخرا ببث الأكاذيب وإثارة الانقسامات بوسائل بينها شيطنة الأقلية المسلمة، قبيل الانتخابات الوطنية المقررة العام المقبل.
وقال مخرجه سوديبتو سين ردا عن سؤال فرانس برس بشأن ميوله السياسية “أقترح على جميع الأحزاب السياسية الاستفادة من فيلمي.. استخدموه لتحقيق مكاسب سياسية”.
تعرف أكبر دولة ديموقراطية في العالم بتاريخها الطويل في الرقابة على الأفلام لكن النقّاد يشيرون إلى أن القطاع يُنتج بشكل متزايد أفلاما تتشارك الإيديولوجيا ذاتها مع حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية.
تملك السينما جاذبية خاصة بالنسبة للهنود وتعد بالتالي وسيلة لا مثيل لها في قدرتها على الوصول إلى العامة، بحسب الصحافي والكاتب نيلانجان موكوبادياي.
وفي عهد مودي، استُخدمت الأفلام بشكل متزايد لنشر رسائل مثيرة للانقسامات تعزز الأفكار المسبقة المعروفة لدى القادة السياسيين، وفق ما أفاد فرانس برس.
وأضاف “تقوم هذه الأفلام بالأمر ذاته: نقل الكراهية إلى الناس.. لخلق أحكام مسبقة ضد الأقليات الدينية”.
تزامن صدور فيلم “حكاية كيرلا” في أيار/مايو مع الانتخابات في ولاية كارناتاكا الجنوبية التي سخر لها حزب مودي “بهاراتيا جاناتا” (حزب الشعب) كل إمكانياته وأدت إلى اندلاع اشتباكات بالحجارة في ولاية ماهاراشترا المجاورة أسفرت عن سقوط قتيل.
دعم مودي الفيلم خلال تجمّع انتخابي متهما حزب “المؤتمر” المعارض بـ”تأييد التوجّهات الإرهابية”.
يرى البعض أن الفيلم قليل الكلفة يستند إلى نظريات “الحب والجهاد” التي تتّهم رجالًا مسلمين بالسعي لجذب الهندوسيات.
وتراجع صانعو الفيلم عن مزاعم باطلة صدرت عنهم سابقا تفيد بأن تنظيم الدولة الإسلامية جنّد 32 ألف امرأة هندوسية ومسيحية من كيرلا ذات التنوع الديني.
نظّم أعضاء حزب مودي عروضا مجّانية للفيلم الذي قال المتحدّث غوبال كريسنا أغاروال إنها تمثل “وسيلة اتصال” وليست سياسية رسمية.
وقال لفرانس برس “كيف توصل أفكارك؟ كيف توصل حياة وقصة زعيمك وإنجازاته؟ هذه هي طريقتنا.. يقوم أشخاص من الحزب بالأمر من منطلق فردي”.
وفي مسعى لتشجيع المشاهدين، خفضت حكومتا ولايتين بقيادة “بهاراتيا جاناتا” الضرائب على التذاكر.
يرى المخرج أن فيلمه “ضرب على وتر حسّاس” في الهند التي تضم شريحة من المسلمين تعد من بين الأكبر في العالم (حوالى 14 في المئة من إجمالي سكانها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة).
وقال لفرانس برس “أؤمن بقوّة الحقيقة، الحقيقة التي نقلناها في الفيلم. هذا ما يريد الناس مشاهدته”.
يعد فيلم سين واحدا من بين عدة أفلام بدأت تبتعد عن الأسلوب التقليدي المتبع في بوليوود والقائم على الرقص والغناء.
ركّزت مجموعة أفلام صدرت مؤخرا على الجيش لتروي قصصا قومية عن أعمال بطولية قام بها جنود وعناصر شرطة، من الهندوس عادة، في مواجهة أعداء من خارج الهند وداخلها.
دافع المخرج المخضرم سودير ميشرا عن التوجّه الجديد قائلا “لطالما استُخدمت السينما كأداة دعائية — ألا تقوم هوليوود بذلك؟”، مشيرا على وجه الخصوص إلى سلسلة “رامبو” للنجم الأميركي سيلفستر ستالون.
وأضاف “أعتقد بكل تأكيد بأن بوليوود تتعرّض لهجوم”.
قبيل آخر انتخابات وطنية في 2019، رحّب مودي بحفاوة بنجوم بوليوود الذي نشروا صورهم معه على وسائل التواصل الاجتماعي وحظيت بآلاف المشاهدات. وذكرت تقارير إعلامية بأنهم ناقشوا “بناء الأمّة”.
صدر فيلم “رئيس وزراء بالصدفة”، وهو عبارة عن سيرة ذاتية لسلف مودي وخصمه مانموهان سينغ، قبل شهور فقط من الانتخابات، علما بأن مفوضية الانتخابات أجّلت صدور فيلم “رئيس الوزراء ناريندرا مودي” القائم على تبجيل الزعيم الهندي القومي إلى ما بعد الاقتراع.
وأكد مخرج الأفلام الوثائقية سانجاي كاك بأن هذه الأفلام “تبدو مروَّضة نسبيا الآن”.
وأضاف أن “الأفلام الجديدة مؤدلجة بشدّة وتنشر وجهة نظر المجموعة الحاكمة اليمينية والقومية الهندوسية والمعادية للمسلمين”.
تشمل أبرز الأفلام الصادرة مؤخرا “ملفّات كشمير” (2022) الذي يروي تفاصيل مروّعة عن فرار مئات آلاف الهندوس هربا من المقاتلين المسلمين في شطر إقليم كشمير الخاضع للهند خلال العامين 1989-90.
في الأثناء، يروي فيلم “غودرا” المقبل أحداث حريق القطار عام 2002 الذي أسفر عن مقتل 59 حاجّا هندوسيا وأثار أعمال شغب طائفية دامية في غوجارات، فيما يشير المقطع الترويجي له إلى أن أعمال العنف كانت “مؤامرة” متعمّدة.
في الوقت ذاته، نفّذت الحكومة حملة أمنية ضد معارضيها شملت حظر وثائقي أعدّته “بي بي سي” عن دور مودي في أعمال العنف في غوجارات.
ووصفت تغطية “بي بي سي” بأنها “دعاية معادية وهراء مناهض للهند”.
main 2023-08-17 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
هل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصيام في رمضان؟.. تعرضك لـ11 بلاء
لعل ما يطرح السؤال عن هل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصيام في رمضان سواء كانت في نهار رمضان أو ليله ، قبل الإفطار أو بعده؟، أن الصيام في رمضان فريضة كما أنه رابع أركان الإسلام ، ومن ثم لا يمكن التفريط فيه بأي حال من الأحوال ، وحيث إن صيام رمضان لا يقتصر على الطعام والشراب فقط ، وإنما كذلك هو صيام عن كل الشهوات وكذلك المعاصي والذنوب، ولعل هذا ما يبين أهمية معرفة هل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصيام في رمضان سواء كانت في نهار رمضان أو ليله ، قبل الإفطار أو بعده؟، فصحيح أنه من المعلوم للجميع أنها حرام ، ومع ذلك يظل السؤال مطروحًا عن هل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصيام في رمضان سواء كانت في نهار رمضان أو ليله ، قبل الإفطار أو بعده؟.
قالت دار الإفتاء، إن مشاهدة هذا النوع من الأفلام حرام شرعًا ولا يجوز بشكل عام، ومن يفعل ذلك عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويستغفر له.
وأوضحت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: ( هل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصيام في رمضان سواء كانت في نهار رمضان أو ليله ، قبل الإفطار أو بعده؟)، أن حرمة مشاهدة الأفلام الإباحية تزداد في شهر رمضان سواء قبل أو بعد الإفطار، وقالت إنه من صفات الصائم في شهر رمضان أن يمتنع عن أي معصية وأن يكثر الطاعات والعبادات.
وأضافت أنه لا يجوز مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان قبل الإفطار، وحرام شرعًا، ويعد من أقبح المعاصي، إضافة إلى أنه انتهاك لحرمة شهر رمضان المبارك، إلا أن حرمة مشاهدة الأفلام الإباحية غير كافية لبطلان الصوم، ولكن إذا نزل شيًئا من الإنسان فذلك يؤدي إلى بطلان صيامه.
وتابعت: على الرغم من أنها مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان لا تبطل الصيام إلا أن تؤثر على أجر الصائم، منوهة بأنه من المفترض ألا يرتكب الإنسان أي فعل قبيح خلال صومه، فجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ”.
واستشهد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بما قال الله تعالى فى سورة المؤمنون ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))، وجاء فى الحديث (العينان تزنيان وزناهُما النظرُ)، مشيرًا إلى أن مشاهدة الأفلام الإباحية حرام لا تجوز، ومن فعل ذلك عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه ويبتعد عن ذلك تماماً، ومن ثم الأعمال الصالحة.
وأكد “ أمين الفتوى” أن مشاهدتها حرام، سواء في نهار رمضان أو غيره، ومشاهدتها ذنب كبير، ولكن على من يشاهدها أن يكمل صيامه، بشرط ألا تؤدى المشاهدة إلى شهوة شديدة لم يستطع السيطرة عليها، عندها سيبطل صيامه، وغير ذلك لا يبطل صيامه ولكن يبطل الثواب، أما أثر الصيام وقبوله فهذا الأمر لله وحده، ولا يستطيع أحد تحديد هل هو فاطر، أم صائم سوى فى حالة حدوث شهوة شديدة جداً، عندها يكون فاطرا، وفى نهاية الأمر فهو مذنب بسبب مشاهدته لهذه الأفلام من الأساس، وعليه إثم الذنب.
ولفت إلى أن الصائم مأمور بأن يكفَّ جوارحه عن محارم الله، فيحفظ لسانه عمَّا لا ينبغي، ويحفظ جوارحه كلها عمَّا لا ينبغي؛ ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: الصيام جُنَّة يعني: سترة وحاجز من النار لمن صانه وحفظه، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب يعني: لا يُجامع، ولا يأتي الرفث من القول: الرديء، ولا يصخب لا يتكلم بما لا ينبغي، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائم، يعني: إن اعتديت عليَّ لا أُقابلك، لا أُكافئك على ما قلتَ من السبِّ؛ لأني صائم، والصائم منهيٌّ عمَّا لا ينبغي.
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضانوأفاد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن حكم مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان، بأن الأفلام الإباحية هي لعنة تجلب غضب الرب وتورث الإنسان سواد المعصية ، وهي سبب عظيم من أسباب البلاء ومشاهدتها ذنب ، ناصحًا على من يقدم على مشاهدة هذه الأفلام أن يتقي الله عز وجل وأن يحفظ نعمة البصر التي أنعم بها الله عليه.
ونبه إلى أن مشاهدة الأفلام الإباحية حرام شرعا وتضعف الإيمان وتجلب الفقر على صاحبها وتغضب الله عز وجل، لافتًا إلى أن حرمة مُشاهدةُ الأفلام الإباحيَّة من الأمور البديهية التي لا تحتاج لإقامة البرهان؛ وشؤمها يؤدي إلى قساوةِ القَلب، والغفلة عن الله- تعالى- وعن ذِكْره، و إمراض النَّفس، والزُّهدِ في الحلال، والتَّجرؤ على ارتِكاب الفواحش والمعاصي، والتَّهاون فيها، فقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى - بغضِّ البَصر عن ما هو أهون من هذا بكثير؛ قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
هل الله يغفر مشاهدة الأفلام الإباحيةيجب على من شاهد تلك الأفلام، المسارعة إلى الله - تعالى -بالتَّوبة النصوح؛ فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، وكل من تاب توبة نصوحًا، واجتمعت فيه شروط التوبة الصادقة- فالله تعالى يقبل توبته؛ قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} الآية 25 من سورة الشورى، فالعبدَ إذا أذنبَ ثُمَّ تاب مِن ذُنُوبِه وصدق في توبته، فإنَّ الله يقبَلُ توبَتَه، ومن ثمّ أمر بالمسارعة إلى المغفرة وإلى جنة عرضها السماوات والأرض؛ قال الله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 133 - 135].
وورد أن سماحة الدين الإسلامي لا تطرد أحدًا أو تبعده من رحمة الله، إنما ترفع التائب إلى أعلى مرتبة، مرتبة المتقين، على شرط واحد، شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته، أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم، وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه خطيئة، وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء، بمعنى أن ينكسر العبد لله ويستسلم له في النهاية، فيظل في كنف الله ورحمته وفضله.