مشروع بقيمة 100 مليون دولار: “بتروفاك” تبدأ الإنتاج في حقل “إيراون”
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ليبيا – تناول تقرير اقتصادي نشره القسم الإخباري في شركة “بتروفاك” البريطانية للطاقة، بدء أول إنتاج للنفط في حقل “إيراون” النفطي الواقع جنوب غرب حقل الشرارة.
إنجاز جديد في قطاع النفط الليبيوأكد التقرير، الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد، تحقيق إنجاز كبير في تنفيذ مشروع تطوير الحقل، حيث تمكّن من الإنتاج الآمن لأول مرة.
وأشار التقرير إلى التعاون بين “بتروفاك”، التي تمتلك خبرة تزيد عن 20 عامًا في شمال إفريقيا، وشركة “زلاف ليبيا” لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز. يهدف هذا التعاون إلى تطوير البنية التحتية الحيوية وضمان العمليات الآمنة والمأمونة، مع تعزيز القدرة الإنتاجية لحقل “إيراون”.
مشروع بـ 100 مليون دولاروشهد العام 2021 توقيع “بتروفاك” عقدًا بقيمة 100 مليون دولار، لتصميم وبناء وتشغيل المرافق السطحية في الحقل. تضمنت الأعمال إنشاء منصات الآبار، خطوط التدفق، وخط أنابيب يمتد نحو 100 كيلومتر لنقل النفط الخام إلى حقل الشرارة النفطي. كما تولت الشركة مسؤولية إنشاء غرفة تحكم ومحطة فرعية ونظام اتصالات داخل حقل الشرارة.
التزام بالسلامة والتنمية المستدامةوأوضح التقرير أن “إيراون” يُمثل نموذجًا للسلامة وتنفيذ المشاريع بفضل الالتزام بمعايير صارمة، واتباع تدابير استباقية للصحة والسلامة والبيئة. كما ركزت “بتروفاك” على برامج تدريب مكثفة، وتنفيذ تمارين حفر واقعية لضمان جاهزية فرق العمل.
التأثير الإيجابي على المجتمع المحليوأكد التقرير أن المشروع يسير نحو تحقيق أهدافه التالية، مع التركيز على تقديم قيمة طويلة الأجل لقطاع الطاقة الليبي. كما أشاد بالمبادرات المجتمعية للشركة، التي تهدف إلى تمكين القوى العاملة المحلية، وتحقيق التنمية المستدامة بما يضمن التأثير الإيجابي على المجتمعات المحيطة.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.