موقع 24:
2024-12-04@20:08:49 GMT

تقرير: معركة حلب تهدد النفوذ الروسي في سوريا

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

تقرير: معركة حلب تهدد النفوذ الروسي في سوريا

نجح الرئيس السوري بشار الأسد في اختبارات سابقة، منذ اندلاع الحرب الأهلية في بلاده عام 2011، وكان ذلك يرجع بشكل كبير إلى الدعم الذي تلقاه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحلفاء آخرين لدمشق، ساهموا في دحر الفصائل المسلحة، التي عادت مجدداً لتشكل تهديداً للحكومة السورية ونفوذ موسكو، بعد سيطرتها على حلب ومناطق أخرى مؤخراً.

حجم الهجوم الهائل الذي شهدناه هو بالتأكيد ضربة لسمعة روسيا



وكتب بيوتر سوير في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن السيطرة على حلب تسلط الضوء على التهديد المتصاعد للحكومة السورية، وتالياً لموطئ قدم موسكو الاستراتيجي في سوريا، والمنطقة على نطاق أوسع.
وكانت حلب مسرحاً لقتال شرس ومدمر بين عامي 2012 و2016 عندما كانت الحرب الأهلية السورية في ذروتها. وفي 2016، بعد عام من انضمام القوات الروسية إلى جانب الأسد، تمكن الرئيس السوري من استعادة المدينة، مما أجبر الفصائل المسلحة على الفرار.
وقتذاك، احتفلت موسكو على نطاق واسع باستيلاء الأسد على حلب، بعد أشهر من القصف الجوي المتواصل، حيث كانت النخبة في البلاد حريصة على ادعاء الفضل في النجاح العسكري.

 

The sweeping rebel offensive that seized Aleppo Syria’s second largest city signals that Bashar Assad is running out of road as his dysfunctional state already facing economic collapse fails emphatically on the battlefield https://t.co/St9mUqEeBt

— Arab Digest (@arabdigest) December 4, 2024


وقال بوتين لوزير دفاعه بعد أيام من سقوط حلب: "ليس هناك شك في أن تحرير حلب من الجماعات المتطرفة.. تم بالمشاركة المباشرة وحتى التأثير الحاسم لجنودنا".
ولكن مع تزايد ضعف موقف الأسد، فإن نجاح موسكو السابق في تعويمه، والذي أكسبها مكانة كحليف موثوق به، بات موضع شكٍ الآن.
وقالت خبيرة السياسة الخارجية الروسية في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية في برلين هانا نوت: "إن السقوط السريع لحلب، وحجم الهجوم الهائل الذي شهدناه هو بالتأكيد ضربة لسمعة روسيا".
كان التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 بمثابة إطلاق سياسة خارجية أكثر حزماً، حيث ألمح بوتين بأن روسيا تستعيد مكانتها كلاعب مهيمن على المسرح العالمي.

 

There is nothing to cheer about in regard to Syria. Both the SNA and HTS forces that have entered Aleppo are a massive threat to the civilian population. The Turkish and Al-Qaeda backed proxies will wreak havoc on ethnic and religious minorities living there, as they have before. pic.twitter.com/q3qg84s7O7

— Gev Iskajyan (@geviskajyan) December 2, 2024


تلك كانت أول حملة عسكرية طويلة لروسيا في الخارج منذ هزيمتها في أفغانستان قبل 35 عاماً، وأعادت مشاركتها في سوريا تشكيل الصراع، الذي ظل في طريق مسدود لسنوات.
وسمح التدخل لبوتين بالمطالبة بوضع القوة العظمى، الذي سعى إليه منذ وصوله إلى السلطة عام 2000، مما ضمن لروسيا مقعداً على الطاولة في الشرق الأوسط ــ وتركه متعطشاً للمزيد.
كان التدخل السوري مهماً بالنسبة لروسيا وإحساسها بمكانتها على المسرح العالمي. وقال خبير السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط نيكيتا سماجين: "حدث ذلك تحت شعار عودة روسيا كقوة عظمى، وهو ما تم التأكيد عليه باستمرار". وأضاف: "لم يغير ذلك الديناميكيات في الشرق الأوسط فحسب، بل غيّر أيضاً تصور النخبة الروسية".
وباتت سوريا ساحة اختبار لاستخدام بوتين ليفغيني بريغوجين ومجموعته شبه العسكرية فاغنر، التي لم تشارك في العمليات البرية فحسب، بل أقامت أيضاً علاقات تجارية مع النخبة السورية، وسمحت هذه الاستراتيجية لموسكو بتقليل تدخلها العسكري وخسائرها في الصراع.

قواعد اللعبة


وتم تطبيق قواعد اللعبة ذاتها - حيث استخدم بوتين مجموعة من الأدوات السياسية والعسكرية والاقتصادية لدعم الرجال الأقوياء المحليين - في وقت لاحق في ما يقرب من 12 دولة أفريقية، من موزمبيق إلى ليبيا.
وقالت نوت، إنه عندما حولت روسيا تركيزها العسكري ومواردها إلى أوكرانيا في فبراير 2022، سعى الكرملين إلى الحفاظ على الوضع الراهن في سوريا بأقل جهد واستثمار. وأضافت أن "روسيا اعتقدت أن الوضع يمكن الحفاظ عليه...لقد ثبت الآن أن هذا خطأ".
وفي حين أن الوجود العسكري الروسي في سوريا نادراً ما تجاوز 5000 جندي، فإن المعارك في أوكرانيا أجبرت موسكو على إعادة نشر بعض أسلحتها في سوريا، بما في ذلك سرب من الطائرات المقاتلة من طراز سوخوي-25 والنظام الصاروخي بعيد المدى إس-300.
لكن نوت لفتت إلى إن التحول الأكبر في حظوظ الرئيس السوري جاء بعد 7 أكتوبر 2023، عندما صعدت إسرائيل بشكل كبير هجماتها على حلفائه في المنطقة، بما في ذلك المسلحون المدعومون من إيران في سوريا و "حزب الله" اللبناني. وقالت: "كانت بيئة ما بعد 7 أكتوبر مزعزعة للاستقرار إلى حد كبير، وتتسبب الآن في مشاكل لموسكو".
ومع ذلك، فقد نجح الأسد في التغلب على الأزمات السابقة، وتحذر نوت وآخرون، من أنه من السابق لأوانه تقييم الضرر طويل المدى الذي سيلحق بمكانة موسكو. وأضافت: "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا سيؤدي إلى ضرر دائم بصورة روسيا، لأن ذلك سيعتمد على ما سيحدث في الأيام والأسابيع المقبلة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

نيجيرفان بارزاني والسفير الروسي يبحثان تطورات سوريا

نيجيرفان بارزاني والسفير الروسي يبحثان تطورات سوريا

مقالات مشابهة

  • موسكو تتهم أوكرانيا بالتورط في أحداث سوريا.. وكييف تعلّق
  • موسكو: الإرهابيون في سوريا يحصلون على دعم من واشنطن
  • تقرير: موسكو تجنس أطفال أوكرانيا وتجبرهم على العيش مع أسر روسية
  • خريطة النفوذ في سوريا تتغير في 5أيام فقط
  • روسيا تعترض على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي الذي صاغته واشنطن
  • البرهان يبعث رسالة شكر إلى “بوتين” بعد “الفيتو” الروسي للسودان
  • من أجل تسوية في سوريا..موسكو نقود مشاورات مع تركيا وإيران
  • الخارجية الروسية: موسكو لا تستبعد عقد اجتماع ثلاثي مع تركيا وإيران بشأن سوريا
  • نيجيرفان بارزاني والسفير الروسي يبحثان تطورات سوريا