جنود إسرائيليون ينفذون حملة ضرب وتنكيل في الخليل (شاهد)
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
كشفت شهادات حديثة عن تعرض عدد من الفلسطينيين للاعتقال أثناء ممارسة حياتهم اليومية في الأراضي المحتلة، بذرائع اعتُبرت واهية مثل وجود صور لأعلام فلسطينية على هواتفهم أو اتهامات بإلقاء الحجارة.
وأفاد المعتقلون بأنهم تعرضوا لسوء معاملة تضمنت تقييدهم بالأصفاد، وتعصيب أعينهم، ونقلهم إلى مواقع عسكرية حيث استمرت الانتهاكات النفسية والجسدية لساعات.
ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفية بيثان مكرنان من الخليل قالت فيه إنه وفقا لمقابلات الصحيفة مع السكان المتضررين وبحث جديد أجرته مجموعة حقوق الإنسان بتسيلم، كثف الجنود الإسرائيليون المتمركزون في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة حملة من الاعتقالات التعسفية والضرب والتنكيل بالفلسطينيين.
ووصف ثلاثة أشخاص كيف تم القبض عليهم في الشارع أثناء قيامهم بأعمالهم اليومية بذرائع واهية مثل صور الأعلام الفلسطينية الموجودة على هواتفهم أو مزاعم إلقاء الحجارة. تم تقييدهم بالأصفاد وتعصيب أعينهم ونقلهم إلى مواقع عسكرية قريبة، حيث تعرضوا للإساءة النفسية والجسدية لساعات.
قال بدر التميمي الذي يبلغ من العمر 60 عاما: إنه تعرض للضرب في جذعه وألقي على الحائط بعد أن طلب من الجنود التوقف عن تدمير البضائع في متجره للهدايا التذكارية.
وتدعم نتائج التحقيق تقريرا جديدا لمنظمة بتسيلم يستند إلى أكثر من 20 شهادة مماثلة تم جمعها في الخليل، التي تشهد تواجدا كثيفا للجيش الإسرائيلي، بين أيار/ مايو وآب/ أغسطس.
وأكدت بتسيلم أنه كان هناك تحول في نطاق ونوع وشدة العنف الذي تمارسه القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. في أكثر من حادثة، وسجل المهاجمون أو بثوا الاعتداء مباشرة في مكالمات فيديو، على ما يبدو غير مهتمين بالعواقب.
ويرسم التقرير ما أسمته المديرة التنفيذية للمجموعة ومقرها القدس، يولي نوفاك، "صورة صادمة للمعايير السلوكية العنيفة للجنود الإسرائيليين".
وتم اعتقال أحد الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات، أمير جابر، 19 عاما، مع والده، عارف، 50 عاما، وضربوا مرة أخرى في طريق عودته إلى المنزل الأسبوع الماضي بعد التحدث إلى الغارديان والإذاعة العامة الألمانية ARD. وقال إنه أخبر أصدقاءه مسبقا أنه سيلتقي بالصحفيين.
بعد تفتيش هواتفهم، قال عارف إن قوات الجيش ادعت أن صورة لسيارة جيب عسكرية من آخر اعتقال لأمير، محفوظة من فيسبوك، كانت غير قانونية، واقتادت الرجلين إلى موقع عسكري قريب. تعرض الاثنان للضرب، كما تظهر الصور التي تمت مشاركتها مع الغارديان.
وقال عارف إن الجنود قالوا له: "أنت حماس" وشتموه، وكرروا الأسئلة حول صورة الجيب وضربوه وركلوه، قبل أن يتم إطلاق سراح الأب والابن بعد ثلاث ساعات.
وقال جيش الاحتلال إن أمير جابر "تم إيقافه لمدة ثلاث ساعات للاستجواب عندما تم العثور على صور لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي على هاتفه".
وقال إنه لا علم له بالادعاءات التي قدمها والده، ولم يعلق عندما سئل عما إذا كانت مرتبطة بحقيقة أن أمير تحدث إلى وسائل الإعلام عن تجربته في حزيران/ يونيو.
كما تم اعتقال شخص آخر أجريت معه مقابلة، ياسر أبو مرخية، 53 عاما، وضرب في تموز/ يوليو بعد إجراء مقابلة مع الجزيرة حول اعتقال آخر قبل بضعة أسابيع.
وفيما يتعلق بالادعاءات الأوسع التي قدمها المعتقلون وفي تقرير بتسيلم، قال جيش الاحتلال إنه "لا يستطيع التحقيق في الأمر بشكل صحيح أو تقديم رد دون تفاصيل محددة".
وقالت نوفاك: "بعد أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، أصبحت إساءة معاملة المارة الفلسطينيين ممارسة مرغوبة، بل ومطلوبة. هذه ليست حوادث معزولة أو خروجا عن الإجراءات التشغيلية، بل هي نمط يمثل المواقف النظامية، والتي هي في حد ذاتها نتيجة لنزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين، بتوجيه من الحكومة الإسرائيلية".
كان أمير جابر قد اختطف من حديقة أحد أصدقائه في حوالي الساعة التاسعة مساء يوم 21 حزيران/ يونيو. وقام الجنود بتفريق المجموعة المكونة من أربعة أفراد وهم يشربون القهوة ويدخنون النرجيلة، وضربوهم بأعقاب البنادق وأجبروهم على الركوع.
وتعرض جابر للتفتيش العنيف والصفع واتهام برمي الحجارة، وهو ما أنكره. ثم عُصبت عيناه وقيدت يداه بأربطة بلاستيكية محكمة للغاية قبل أن يتم نقله إلى قاعدة عسكرية، حيث ضربه العديد من الجنود ـ بعضهم بالهراوات ـ وسكبوا عليه الماء قبل تشغيل مكيف الهواء على أدنى درجة.
كما وصف جابر كيف أُرغم على شتم والدته، وكيف وضعوا الماء وقطعة بسكويت على شفتيه، ثم انتزعوه قبل أن يتم إطلاق سراحه في حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحا، على جانب الطريق، دون أن يعرف أين هو.
وقال الشاب البالغ من العمر 19 عاما: "ما زلت أعاني من مشاكل في ساقي الآن. لم أكن أرغب في الذهاب إلى الطبيب لأنني كنت خائفا من أن يجدني الجنود هناك... وفي كل مرة أراهم في الشارع الآن أشعر بالقلق".
وتصاعد عدوان الاحتلال على الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي. وقد استشهد في الضفة ما يقرب من 800 شخص بنيران إسرائيلية، بما في ذلك 160 طفلا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية ومقرها رام الله، ووصلت الاعتقالات - بما في ذلك الاعتقال الإداري، الذي يسمح بالاحتجاز لأجل غير مسمى دون تهمة - إلى مستويات تاريخية.
ونفذت "إسرائيل" غارات شبه ليلية على مخيمات اللاجئين التاريخية في الضفة الغربية وغيرها من المراكز الحضرية منذ بدء الحرب، والتي تقول إنها تهدف إلى إحباط ارتفاع كبير في الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين والتي تنبع من المنطقة. كما ارتفع عنف المستوطنين إلى مستويات قياسية.
لقد واجهت مدينة الخليل، في جنوب الضفة الغربية، بعضا من أسوأ التأثيرات، والتي يقول الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان إنها تهدف إلى إجبار السكان على المغادرة أو العيش في خوف دائم من العنف التعسفي.
وتضم المدينة القديمة المسجد الإبراهيمي، المعروف أيضا باسم قبر البطاركة، وهو مقدس لدى اليهود والمسلمين. في الضفة الغربية، باستثناء شرق القدس، تم تقسيم مركز المدينة إلى قسمين في تسعينيات القرن العشرين كتدبير مؤقت. والآن أصبح هذا الترتيب دائما بحكم الأمر الواقع: حيث تدير السلطة الفلسطينية المنطقة H1، وتخضع المنطقة H2 للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.
اليوم، تعد المنطقة H2 موطنا لـ 33000 فلسطيني وحوالي 900 مستوطن إسرائيلي، يحميهم ما بين 1000 و1500 جندي من جيش الاحتلال.
وكانت الحياة اليومية للفلسطينيين في المنطقة - واحدة من أكثر الأماكن تنازعا عليها والأكثر عسكرة في الأراضي الفلسطينية - صعبة منذ فترة طويلة. بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تحولت القيود التي فرضها جيش الدفاع الإسرائيلي على حرية الحركة إلى إغلاق كامل استمر لأسابيع؛ وبعد مرور عام، لا يزال حظر التجول الليلي ساريا.
كان إسماعيل جابر، الرسام وفنان الديكور البالغ من العمر 22 عاما، عائدا إلى منزله من صالون الحلاقة في بعد ظهر يوم من أيام شهر أيار/ مايو عندما جرى نحوه جنديان ببنادقهما مصوبتين نحوه. وأُرغم على الركوع معصوب العينين ومقيد اليدين في الشارع لمدة 90 دقيقة قبل أن يُضرب ويُنقل إلى قاعدة عسكرية، حيث تعرض للضرب مرة أخرى بشكل متكرر، وجُرح بسكين، وأُحرق بولاعة، ووضع الجنود مسدسات على رأسه وأخبروه أنهم سيقتلونه. وأُطلق سراحه بعد حوالي خمس ساعات.
وقال: "قال الجندي إنه إذا أمسك بي مرة أخرى، فسوف يأتي إلى منزلي ويطلق النار علي ويغتصب أمي وأختي. لا يوجد سبب لاعتقالي. الجريمة الوحيدة هي أنني فلسطيني".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينيين الضفة الاحتلال جيش الاحتلال فلسطين الاحتلال جيش الاحتلال الضفة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی الضفة قبل أن
إقرأ أيضاً:
القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
#سواليف
في كل خطاب ومناسبة وتصريح، يؤكد #قادة_الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين #نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل #كاتس على هدف #القضاء على حركة #حماس كشرط لإنهاء الحرب. لا يقدّم هؤلاء تصورا تفصيليا حول الطبيعة النهائية للقضاء على حركة حماس، لكنهم يشددون في كل مرة على الأداة؛ مزيد من استخدام #القوة وتكثيف #الإبادة.
تختلف التفسيرات حول مركزية هذا الهدف في خطاب نتنياهو ومن حوله، فهناك من يرى أنه هدف لإطالة أمد الحرب من شخص يعرف تماما أنه سيذهب للمحكمة والسجن بعد أن تتوقف أصوات المدافع، وهناك من يرى أن هذا التوجه هو رؤية خاصة ببعض أطراف ائتلاف نتنياهو الحكومي ويخشى أن التنازل عنه قد يؤدي لانهيار الائتلاف وهذا سبب يتقاطع مع السبب السابق، وآخرون يرون أنه توجه استراتيجي ضمن المتغيرات التي طرأت على مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر.
كما أشرنا، فإن أحدا لدى الاحتلال وقادته لا يقدّم تصورا تفصيليا لطريقة وطبيعة القضاء على حماس، أو حتى إن كان هذا بالفعل ممكن بالمعنى الكلاسيكي للقضاء على حركة مقاومة؟!. يرصد موقع قدس في هذه المادة، مواقف عسكريين وسياسيين إسرائيليين ومحللين سياسيين وعسكريين حول القدرة على القضاء على حركة حماس:
مقالات ذات صلةفي مقابلة مع موقع “صحيفة يديعوت أحرونوت” بتاريخ 16/10/2023 قال إيهود باراك، رئيس وزراء ووزير حرب سابق لدى الاحتلال إنه “لا يمكننا القضاء تمامًا على حماس. حماس هي فكرة، تعيش في أحلام الناس وقلوبهم وعقولهم. الهدف العملي للعملية العسكرية يجب أن يكون القضاء على القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما يكفي ويجب التركيز عليها”.
أما إيهود أولمرت وهو رئيس وزراء سابق لدى الاحتلال، فقد أكد في مقابلة مع موقع ICE في ديسمبر 2023 أن “القضاء على حماس غير ممكن… الحديث عن إبادة حماس وإزالتها من على وجه الأرض هو أمر غير ممكن بشريًا… لا يمكن تدمير حماس”.
وفي السياق ذاته، أشار دانيال هاجاري، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 19/6/2024 إلى أن “حماس فكرة. من يعتقد أنه يمكن القضاء عليها فهو مخطئ. هي جزء من #المجتمع_الفلسطيني وحركة الإخوان، وما يمكن فعله هو خلق بديل آخر يحل محلها”.
العميد احتياط في جيش الاحتلال أمير أفيفي، مؤسس ورئيس “منتدى ضباط من أجل أمن إسرائيل”، كتب في مقال بموقع المنتدى 7/10/2024 أن “الشعور الذي ساد الأيام التي تلت السابع من أكتوبر 2023 كان الإحباط والجهل بكيفية تحقيق النصر… القيادة الجنوبية كانت قدّرت أنه سيستغرق عامًا لتفكيك حماس كجسم عسكري، وحتى اليوم، ما زالت الطريق طويلة ولم تنتهِ”.
وبالنسبة للعميد احتياط في #جيش_الاحتلال يعقوب عميدرور، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، فإن “الحرب في غزة هي حرب على الوعي، ليس فقط على الأرض… لا يمكن تدمير فكرة، لكن بالإمكان إضعافها”، وهو ما كتبه د في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.
أما إمكانية تحقيق #نصر_كامل على حماس، فهي أيضا محط تشكيك، وقد أعرب عدد من كبار الضباط والسياسيين والمحللين عن شكوكهم حيال إمكانية تحقيق حسم عسكري كامل ضد الحركة. الجنرال احتياط غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال، قال في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ” #حماس_فكرة وليست مجرد تنظيم، ولا يمكن القضاء على فكرة بالقوة العسكرية فقط”.
أما المحلل العسكري رونين بيرغمان فقد كتب في “يديعوت أحرونوت” “حتى لو تمكنت إسرائيل من تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، فإن الأيديولوجيا والقاعدة الاجتماعية ستبقى، ومن الممكن أن تتجدد في المستقبل”.
عضو الكنيست يوآف غالانت، وزير الحرب السابق، صرح في مقابلة مع “القناة 12” بأن “الحسم العسكري الكامل ضد حماس هو هدف غير واقعي. يجب الجمع بين الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي من أجل إضعاف التنظيم على المدى الطويل”.
وبحسب الصحفي عاموس هرئيل المراسل العسكري في صحيفة “هآرتس” فإن “على إسرائيل أن تعترف بأنها لا تستطيع تحقيق نصر كامل على حماس، بل عليها أن تسعى لإدارة الصراع بشكل ذكي لمنع التصعيد”.