محمد الحسن سالم حميد: شاعر بقامة وطن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
راني السماني
محمد الحسن سالم حميد، الشاعر الذي يحمل قلب الوطن ونبضه في كلماته، هو أحد أبرز الشعراء السودانيين الذين نقشوا بصماتهم على وجدان الناس وحياتهم اليومية.
شاعرٌ تشعُر بأنهُ بالفطرةِ منحازٌ للإنسان البسيط، وللأرضِ، وللآمال التي تنبت من صُلب المعاناة. كلماته تحمل دفء الحنين، ووهج الحب، وأحلام المستقبل المشرق.
كتب حميد للفقراء، فجعلهم أبطالًا في قصائده، يُضيئون المشهد بألوان كفاحهم وصمودهم.
كان صوته صوت العامل والمزارع والمرأة المكافحة، من خلال قصائد مثل “خطابات ست الدار بت أحمد جابر” و”عم عبد الرحيم” و”مصابيح السماء الثامنة، طشيش” التي تجاوزت كونها نصوصًا أدبية لتصبح أناشيد نضال ورموز أمل، فالكثير من تلك الأشعار كانت ملهمة للثوار، وأصبحت شعارات للثورة السودانية وحلم للتغيير الماهو تمني.
ارتبط حميد بالأرض السودانية بكل تفاصيلها، بالتراب والتيراب؛ كتب للدليب، ذلك الرمز الفني والتراثي، وللتمتم الذي يعبر عن وجدان الناس، ولأقواس الكمنجات التي ترسم ألحان الحياة في مشاهد الحقول. كتب عنا، وعن تاريخنا، وعن الحاضر، وعن الماضي والمستقبل.
نعم، كان فنانًا، وكان رسامًا يرسم بالحرف معنى أن يحيا العصفور. كان حميد شاعرًا عظيمًا للأغنية والإنسانية بامتياز، حيث عبَّرت كلماته عن الترابلة (المزارعين)، وأحلامهم، وهمومهم، بأسلوب يجمع بين العمق والبساطة.
ولم يكن حميد غائبًا عن مشهد الحرب السودانية الطويلة التي ألقت بظلالها الثقيلة على الوطن، بل كان ينادي (أرضًا سلاح) وردت خلفه الشوارع والزقاقات ونحن خلفها (بلا تخ ترخ نعم أرضًا سلاح، ياخ قوم أرح)، والراح حميد، راح مننا لينا وفينا.
وقال:
“ما مننا الـ ينكئ الجِراح
ولضمَّنا البي الشوق نفج
دماع رزم
حبوب قدر ما الحب لزم
ما كفى دم، دم، دِموم
عزاً يدوم، لكـنو بعد الدم فـرج
فرج السلام المنو كل طاغية انزعج”
كان شاعرًا واعيًا بحجم المأساة، وداعيًا صادقًا للسلام، يتجلى ذلك بشكل أوضح في ديوانه “أرضًا سلاح”، وضع قصائده في مواجهة الحرب، ورفع صوته ضد الدمار والاقتتال.
حملت كلماته دعوةً إلى نبذ العنف والبحث عن حلول تضمن سلامًا دائمًا، وأرضًا خضراء تنبض بالحياة.
لم تكن قصائد حميد مجرد نصوص مكتوبة، بل كانت عالَمًا ينبض بالحياة؛ مليئًا بالصور الشعرية التي تجسد الحنين إلى الوطن، وحب الأرض، وحلم الغد الأفضل.
نعم كان شعره شرفةً تطل على قضايا الناس، وأسئلتهم، وأحلامهم المؤجلة.
حميد لم يكن شاعرًا فقط، بل كان رمزًا لنضالٍ صادق، وذاكرةً حية تنبض بالأغاني والتجارب التي عايشها الوطن وأبناؤه.
برحيله، ترك فراغًا كبيرًا، لكنه ترك أيضًا إرثًا غنيًا سيبقى يلهم الأجيال القادمة، نعم سيلهم الأجيال القادمة.
“ناس، ولا اتشاوفو غنوه، اتعارفو
فلان ود فلان ود فلان الفلاني”
وآه يا حميد، قد ألهمت الأجيال…
“ودي اعتبروها” دعوة للاستماع للطفلة سارة راني في عمل قادم بعنوان: (أرضًا سلاح) وهي عمل فني بكلمات الأستاذ محمد الحسن سالم حميد وقد أبدع في تلحينها راني السماني. توزيعها الموسيقي المتميز من إعداد الأستاذ يوسف الموصلي وقام أ. سيف ليكو، وستقوم بغنائها، سارة راني.
محمد الحسن سالم حميد: صوت الشعب، ومرآة الوطن.
الوسومراني السمانيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أرض ا سلاح شاعر ا
إقرأ أيضاً:
تتويج الفائزين بنصف ماراثون كلباء في احتفالية «عيد الاتحاد»
الشارقة (الاتحاد)
توج الشيخ سعيد بن صقر بن سلطان القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر بن سلطان القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة كلباء، الفائزين بالنسخة الرابعة من نصف ماراثون كلباء، الذي أقيم ضمن احتفالات عيد الاتحاد الـ 53 على واجهة كلباء المائية، وحفلت الفعالية التي نظمها مجلس الشارقة الرياضي بإقبال كبير كتب لها النجاح، بمشاركة 605 متسابقين ومتسابقات من مختلف الجنسيات.
وأسفرت نتائج سباق نصف الماراثون«21,1 كلم» للمواطنين عن فوز مبارك حسن بالمركز الأول، وحل ثانياً سهيل البلوشي والثالث سعيد محمد، وفي فئة المواطنات جاءت رقية محمد في المركز الأول والثانية نورا الخلف والثالثة خديجة النقبي، ولذات المسافة للفئة المفتوحة «رجال» كان المركز الأول من نصيب أنور القوز والثاني دانجي تيسفو والثالث جيمشوا تولوسا، أما في فئة السيدات ففازت رقية المقيم بالمركز الأول، وتلتها وفاء زروال، والثالثة هيلين كوري.
ولدى المواطنين 10 كلم للمواطنين جاءت النتائج كالتالي: الأول سالم عبدالله والثاني أحمد علي والثالث سالم مصبح، وللمواطنات: الأولى شمسة القصيمي والثانية تحرير النقبي والثالثة موزا سيف، وللفئة المفتوحة «رجال»: الأول ديلاي والثاني حميد عبدالله والثالث أوسي.
وفي فئة 5 كلم للمواطنين «رجال»: الأول محمد علي والثاني سالم جمال والثالث محمد راشد، وللمواطنات الأولى أماني سالم والثانية حسينة جمعة والثالثة صبيحة محمد، وللفئة المفتوحة: الأول محمد رياض والثاني صموئيل ديفيد والثالث أسولال عبد القادر، وللسيدات: الأولى أولجا شاتسكينخ والثانية أنكيتا شارما والثالثة بياتريس زيتا.