أسرار وكرامات.. قصة حياة السيدة نفيسة تزامنا مع إحياء مولدها
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تختتم الطرق الصوفية، مساء اليوم الأربعاء، احتفالاتها بذكرى مولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، أم الزاهدات، وكريمة الدارين.
وفي إطار وداع الطرق الصوفية لمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، يقدم موقع “صدى البلد” بعضا من المعلومات والأسرار التي تتعلق بـ أم الزاهدات ونفيسة العلوم رضي الله عنها.
من هي السيدة نفيسة؟السيدة نفيسة الصغرى بنت سيدي حسن الأنور (ويشتهر بالأكبر كذلك)، وهو ابن زيد الأبلج، ابن مولانا الإمام الحسن السبط، ابن مولانا الإمام علي، من مولاتنا فاطمة الزهراء البتول، بضعة سيدنا ومولانا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد أخذ اسم نفيسة من النفاسة ورفعة الشأن والشرف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الجميلة، ويغير بعض أسماء الصحابة بما هو أجمل وأكمل.
ولدت رضي الله عنها بمكة في النصف الأول من ربيع الأول سنة مئة وخمس وأربعين من الهجرة، وقضت صباها بـ (المدينة)، ملازمة القبر النبوي في أغلب الأوقات؛ إذ كان والدها أميرًا على المدينة للخليفة المنصور، وقد أدركت طائفة من نساء الصحابة والتابعين وتلقَّت عنهن، وحجت ثلاثين حَجَّة، أكثرها وهي تمشي على أقدامها، وكانت تحفظ القرآن الكريم وتفسره وتفقه به الرجال والنساء، صوَّامة قوَّامة، سخية غاية السخاء، ولها كرامات لا تحصى كعمتها (زينب بنت علي) رضي الله عنها.
وتزوجت في العشر الأولى من رجب سنة 161هـ، من أحد بني عمومتها، السيد إسحاق المؤتمن (شقيق السيدة عائشة دفينة مصر)، وهو ابن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين رضي الله عنهم جميعًا، ورزقت منه بـ (القاسم، وأم كلثوم).
ولمَّا ترك الإمام الحسن الأنور والد السيدة نفيسة ولاية المدينة، خلَّفَه عليها زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق واليًا للعباسيين؛ فهي بنت أمير وزوجة أمير من أهل البيت.
مجيء السيدة نفيسة إلى مصرفي العشر الأواخر من رمضان سنة (193 هجرية) نزلت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها؛ لزيارة من كان بمصر من آل البيت، بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل، واستقبلها أهل مصر عند العريش أعظم الاستقبال، حتى إذا دخلت مصر أنزلها السيد (جمال الدين عبد الله الجصاص) كبير تجار مصر، في داره الفاخرة، ثم انتقلت إلى دار (أم هانئ) بجهة المراغة المشهورة الآن بالقرافة، وهناك كان إكرام الله لها بأن شفى من ماء وضوئها الفتاة المُقعَدة بنت أبي السرايا أيوب بن صابر اليهودي؛ فأسلم أهلوها ومن كان معهم.
وحاول أبو السرايا نقل السيدة نفيسة إلى داره في درب الكروبيين، وكان لهذه القصة دوي هائل في أهل مصر، فلازموا دارها ليل نهار بالمئات، يلتمسون البركات، وينتظرون الدعوات.
وهنا أزمع زوجها العودة بها إلى الحجاز، فاستمسك أهل مصر بوجودها بينهم، ورأت في المنام جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم يأمرها بالإقامة في مصر؛ فوهبها (عبد الله بن السري بن الحكم) والي مصر دارَه الكبرى بدرب السباع، وهي الدار التي كانت لأبي جعفر خالد بن هارون السلمي من قبل، وحدد لزيارتها يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع؛ مراعاة لصحتها، وتمكينًا لها من عبادتها، وكانت تخدمها (زينب بنت أخيها يحيى المتوج)، حتى انتقلت إلى الرفيق الأعلى.
أسرار السيدة نفيسةوكان لها دخل كبير في حضور الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضى الله عنه إلى مصر؛ ولهذا كان رضى الله عنه يكثر زيارتها والتلقِّي عنها، وفي صحبته عبد الله بن الحكم رضى الله عنه، وكان يصلي بها في مسجد بيتِهَا، وخصوصًا تراويح رمضان، وكانت تقدره رضى الله عنه، وتمدُّه بما يكفيه ويعينه على أداء رسالته العلمية الكبرى.
ولمَّا مات الشافعي رضى الله عنه في رجب سنة 204هـ، حملوه إلى دارها فصلَّت عليه مأمومة بالإمام أبي يعقوب البويطي، ودعت له، وشهدت فيه خير شهادة، وقد حزنت على وفاته حزنًا كبيرًا.
وبعد وفاة الشافعي بدأت السيدة نفيسة تعد نفسها للقاء مولاها؛ فحفرت قبرها بيدها تباعًا في حجرتها بمنزلها الذي أهداه إليها والي مصر (عبد الله بن السري بن الحكم) بدرب السباع، وهو الذي أصبح فيما بعدُ مشهدها ومسجدها الحالي، وكانت تصلي في قبرها الذي حفرته بيدها في حجرتها، وقرأت فيه عشرات الختمات من القرآن تبركًا واستشفاعًا، بعد أن بناه خير البنائين؛ تسابقًا لمرضاتها ليرضى عنهم الله تعالى.
وفي يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 208هـ، اشتد مرضها، قالوا: وكانت تقرأ سورة الأنعام، حتى إذا وصلت إلى قوله تعالى: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [الأنعام:127]، فاضت روحها إلى الرفيق الأعلى راضية مرضية.
معلومات عن حياة السيدة نفيسةكشف علي الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة، معلومات وتفاصيل عن مسجد السيدة نفيسة وحياة السيدة نفيسة .
وقال علي الله الجمال في حواره في برنامج " باب رزق" المذاع على قناة " دي إم سي "، : "السيدة نفيسة عندما جاءت إلى مصر أتت على دار كبير التجار ثم انتقلت إلى دار أم هانئ بجوار المقر الحالي إلى مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة".
وأضاف علي الله الجمال:"حاكم مصر أو والي مصر أهدى المقر الحالي لمسجد السيدة نفيسة إلى السيدة نفيسة وتفاوض معها بأن تتلقي بالناس يومين في الأسبوع للرد على أسئلتهم".
وأكمل علي الله الجمال: "مسجد السيدة نفيسة يطلق عليه درب السباع، ومسجد السيدة نفيسة هو المكان الذي عاشت فيه والمقام المتواجد في المسجد حفرته بأيديها".
وتابع علي الله الجمال: "السيدة نفيسة كانت تطلب من الله أن تتوفى وهي صائمة وبالفعل توفيت السيدة نفيسة في شهر رمضان ودفنت في القبر المتواجد في السيدة نفيسة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصوفية السيدة نفيسة مولد السيدة نفيسة المزيد المزيد مسجد السیدة نفیسة علی الله الجمال رضی الله عنها رضى الله عنه عبد الله إلى دار
إقرأ أيضاً:
خطوات المداومة على الصلاة وحل مشكلة التقطيع.. الإفتاء تكشف عنها
تلقت صفحة دار الإفتاء المصرية عبر منصتها الرسمية سؤالًا من أحد المتابعين، جاء فيه: "أعاني من عدم الانتظام في الصلاة، حيث أحيانًا أؤديها بانتظام وأحيانًا أخرى أتركها تمامًا، فما الحل؟".
رد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على هذا السؤال خلال بث مباشر، مؤكدًا أن الصلاة عماد الدين، وتركها من أعظم الكبائر.
وأضاف: "على المسلم أن يستشعر عظمة الوقوف بين يدي الله، ويُدرك أن الصلاة ليست مجرد أداء واجب، بل هي عبادة تُثري الروح وتُقرب الإنسان من ربه".
وأشار ممدوح إلى أن المشكلة تكمن في تعامل البعض مع الصلاة كواجب شكلي أو إثبات حالة، مما يفقدهم الشعور بحلاوة الإيمان.
واستشهد بقول أبو يزيد البسطامي: "إنكم عبدتم العبادة ولو عبدتم الله لوجدتم لذة العبادة"، موضحًا أن الحل يبدأ من تغيير هذا المفهوم والعمل على جعل الصلاة وسيلة للتقرب من الله بصدق وإخلاص.
الصلاة في وقتها.. مفتاح الحل
من جانبه، أشار مجمع البحوث الإسلامية إلى أهمية الصلاة في أول وقتها، مستشهدًا بحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن أفضل الأعمال، فقال: "الصلاة على أول وقتها".
وأكد المجمع عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن الالتزام بالصلاة في وقتها يعزز الانتظام والارتباط القوي بها.
طرق سهلة للمداومة على الصلاة
كما قدمت دار الإفتاء نصائح عملية للمساعدة في المداومة على الصلاة، تضمنت:
1. التجاوب مع الأذان فور سماعه: أكدت على ضرورة الاستعداد لأداء الصلاة بمجرد سماع الأذان، دون تأجيل قد يؤدي إلى التكاسل أو النسيان.
2. الربط بين الصلاة والراحة النفسية: دعت إلى تعميق شعور الراحة والطمأنينة الناتجين عن أداء الصلاة، وتحويلهما إلى محفز دائم.
3. الاستفادة من البرامج الدينية: أشارت إلى أهمية متابعة المحتوى الديني الذي يحث على أهمية الصلاة وفضلها في حياة المسلم، لتجديد العزيمة بشكل مستمر.
4. دور الأسرة: شددت على أهمية غرس حب الصلاة في نفوس الأبناء منذ الصغر، ليكبروا معتادين عليها كجزء أساسي من حياتهم.
5. اختيار الصحبة الصالحة: لفتت إلى ضرورة اختيار أصدقاء ملتزمين بالصلاة، حيث إن الصحبة الصالحة تعين الإنسان على الالتزام، بعكس صحبة تاركي الصلاة.
واختتمت دار الإفتاء ردها بدعوة المسلمين إلى التوبة الصادقة، والاجتهاد في أداء الصلاة بخشوع، مؤكدة أن الانتظام في الصلاة ليس مجرد فرض ديني، بل هو علاقة روحية خاصة تُعيد التوازن لحياة الإنسان.