يُتوقَّع أن تُدرج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الحنة وصابون نابلس والصابون الحلبي في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، وذلك خلال الدورة 19 للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي، المنعقدة في أسونسيون عاصمة باراغواي، في الفترة بين الثاني والسابع ديسمبر/ كانون الأول 2024.

خلال هذه الفترة، من المقرر أن تدرج اللجنة 66 عنصرا جديدا قُدّم على أنه تقليد مجتمعي، للحصول على مكان بهذا التصنيف المهم، الذي يحظى بشعبية متزايدة.

ولقد رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، باعتماد اللجنة لقرار إدراج تقليد صناعة الصابون النابلسي في فلسطين على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وأعربت الوزارة عن سعادتها بهذا القرار، لأنه يعزز من الاعتراف بالثقافة الفلسطينية وحرفها التقليدية المتجذرة كجزء من التاريخ الإنساني، ويحافظ عليها من الاندثار والمحاولات الإسرائيلية لطمس الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني وتزوير تاريخه وروايته.

وذكر البيان أن الصابون النابلسي هو أحد أبرز الرموز الثقافية والتاريخية لفلسطين، حيث يعود تقليده إلى مئات السنين، ويمثل جزءا من الهوية الثقافية الفلسطينية، وليس مجرد حرفة فقط.

إعلان

فقد اشتهرت مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، بهذا الصابون الذي يتميز بطريقة تصنيعه التقليدية التي توارثتها الأجيال، وبمكوناته الطبيعية، وأهمها زيت الزيتون، الذي يعد المكون الأساسي للصابون النابلسي، ويصنع بطريقة تقليدية يعود عمرها إلى مئات السنوات، حيث يطبخ على النار 5 أيام ثم يصب أرضا ويقطع إلى مكعبات بحجم قبضة اليد. ويترك الصابون نحو 30 يوما ويعرض للهواء ليجف بصورة كاملة صيفا، غير أن الكمية ذاتها تحتاج لنحو شهرين لتجف شتاء، ثم تغلف القطع الصغيرة بغلاف وترسل إلى المتاجر.

ويُتوقَّع أيضا أن تُدرج اليونسكو الحنة والصابون الحلبي إلى القائمة، فصناعة الصابون الحلبي الشهير هي من أقدم الصناعات في العالم، ويتم تصنيعه باستخدام أساليب يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام. وشرحت المنظمة أن صابون الغار الحلبي يُصنع باستخدام زيت الزيتون وزيت الغار المنتجَين محليا.

وتبرر المنظمة في بيان لها إدراج الحنة في قائمة التراث الثقافي غير المادي، كونها ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي تراث حاضر خلال المراحل الرئيسية من حياته، وهو ما تبنته 16 دولة عربية، من بينها الجزائر ومصر والسعودية واليمن.

والحنة نبتة تجفف أوراقها وتطحن ثم تحول إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديدا تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتستعمل أيضا لصبغ الشعر، بحسب اليونسكو.

التراث غير المادي

واستحالت اتفاقية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي التي أُقرّت عام 2003 ودخلت حيز التنفيذ سنة 2006 بعدما صدّق عليها 30 دولة عضوا، نجاحا دبلوماسيا، إذ تحمل تواقيع 183 دولة، أي المجتمع الدولي بأكمله تقريبا. وشهدت 145 دولة إدراج عنصر أو أكثر من عناصرها الثقافية في القائمة.

ورأت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أن "هذه الاتفاقية أعادت تحديد مفهوم التراث لدرجة عدم إمكانية الفصل بين ما هو مادي وما هو غير مادي، والأماكن عن الممارسات".

إعلان

وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، قالت أمينة اتفاقية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي فوميكو أوهيناتا إن "الاتفاقية أثبتت فائدتها في تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي"، الذي يعكس "الطريقة التي نعيش بها في العالم وكيف نعيشه مع الآخرين… كالموسيقى والرقص والمعارف والطعام والملابس، وكيفية مخاطبة الآخرين في المجتمع، وكيف نعلّم الأطفال، (…) وكل ما يشكل تجارب إنسانية وما يجعل البشر يشعرون بأنهم على قيد الحياة".

ومن بين المنتجات أو النظم ذات القيمة الاستثنائية التي تعترف بها "اليونسكو"، البيتزا على طريقة نابولي (2017)، وفن الكابويرا القتالي البرازيلي (2014)، والفلامنغو الإسبانية (2010)، أو بالأحرى التقاليد المحيطة بهذه العناصر.

كما أدرجت اليونسكو العام الماضي منقوشة الزعتر الرائجة بشكل خاص في بلدان المشرق العربي على لائحتها للتراث غير المادي للبشرية.

وستبحث اللجنة في أسونسيون أيضا إدراج الهجرة البدوية في منغوليا على القائمة. فبحسب هذا التقليد، ترافق نحو 250 ألف أسرة من مربي المواشي قطعانها نحو التايغا والجبال أو حتى السهوب وصحراء غوبي، وفق اليونسكو.

وتسعى كوبا وجمهورية الدومينيكان وهايتي وهندوراس وفنزويلا إلى ضمّ الممارسات المرتبطة بالكسافا، وهي فطيرة مصنوعة من المنيهوت يعود تاريخ تحضيرها واستهلاكها إلى قرون عدة، إلى التصنيف.

وقدّمت فرنسا ملفات عدة، من بينها ما يتعلق بـ "مهارات عمال بناء الأسقف المتخصصين بالزنك والحرفيين المتخصصين بالزخرفة"، الذين يتولون ترميم أسطح الزنك في باريس وزخرفتها. أما بلجيكا، فتشارك من خلال ثقافة الاحتفالات المعروفة بـ"فان فير" ("fete foraine" بالفرنسية) التي تُمارس في مدن وقرى هذين البلدين من خلال فعاليات ترفيهية في الهواء الطلق تحمل الاسم نفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التراث الثقافی غیر المادی التی ت

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تؤكد دعمها لجهود صون التراث وبناء السلام بين الثقافات

العُمانية: شاركت سلطنة عُمان في أعمال الدورة الـ221 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو، التي عُقدت في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس وتستمر حتى 17 أبريل الجاري.

مثّل وفد سلطنة عُمان المشارك سعادة السفيرة آمنة بنت سالم البلوشية، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونيسكو.

وأكدت سعادة السفيرة في كلمة لها خلال الاجتماع على تقدير سلطنة عُمان لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لنجاحها في تنفيذ برامجها ومشاريعها المختلفة رغم التحديات العالمية، داعية المنظمة إلى الاستمرار في الدعم والمساندة للدول التي تمر بأزمات وحالات طوارئ لاسيما الدول العربية التي تواجه أوضاعًا إنسانية حرجة، خصوصًا في قطاع غزة بفلسطين، إضافة إلى لبنان واليمن.

وأعربت سعادتها عن إدانة سلطنة عُمان للعدوان المتواصل الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من استهدافٍ متعمدٍ للمدنيين الأبرياء والمنشآت الحيوية بما فيها المنشآت التعليمية والإغاثية، وتعاطف سلطنة عُمان مع جمهورية اتحاد ميانمار ومملكة تايلند جراء الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار.

وتطرقت سعادتها إلى ضرورة تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الرابع الخاص بالتعليم، والعمل على اعتماد هدف خاص بالثقافة في أجندة ما بعد 2030، مع تكثيف الجهود للتخفيف من آثار التغير المناخي وتعزيز التعليم البيئي والأخضر.

وقالت سعادتها: إن سلطنة عُمان اتخذت خطوات عملية بالتعاون مع قطاع العلوم الطبيعية بالمنظمة، تمثل ذلك في تسجيل حديقة جيولوجية ومحميتين طبيعيتين بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي وصون التراث الطبيعي.

وأكدت سعادتها تقدير سلطنة عُمان لجهود المنظمة في دعم الدول الأعضاء لصون تراثها الثقافي والتشجيع لبناء السلام والحوار بين الثقافات، مشيرة في هذا السياق إلى مبادرة "سفينة شباب عُمان" للسلام والحوار الثقافي المستدام، مبينة أن هذه السفينة المسجلة ضمن قائمة اليونيسكو لأفضل الممارسات في صون التراث الثقافي غير المادي، ستنطلق خلال شهر مايو القادم في رحلة تشمل أكثر من 23 مدينة في آسيا وأوروبا وأفريقيا، بهدف نشر قيم التعايش والسلام بين الشعوب.

مقالات مشابهة

  • قرارات حكومية جديدة تخص الغاز والكهرباء ورسوم جمركية على الصابون ومنع استيراد للعصائر
  • الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في سجل ذاكرة العالم
  • مركز الثقافات المحلية: موروثنا الثقافي ليس من الماضي… بل ركيزة وطنية للحاضر والمستقبل
  • سلطنة عمان تؤكد دعمها لجهود صون التراث وبناء السلام بين الثقافات
  • وزير السياحة والآثار: نعمل على تعزيز التعاون مع فرنسا لحماية التراث الثقافي
  • عناصر التراث الثقافي اللامادي بمصر والآثار.. محاضرة بالمتحف القبطي
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات العدو بلدة بيتا جنوب نابلس
  • قائمة بالهواتف التي سيتوقف واتساب عن العمل عليها بداية من الشهر المقبل
  • مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان.. صرح ثقافي يعزز التراث والمعرفة
  • البيت الأبيض يكشف سبب عدم إدراج روسيا بالرسوم