دراسة تكشف عن رابط بين آلام الدورة الشهرية والاكتئاب
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعاني نحو 90% من النساء من آلام أثناء فترة الدورة الشهرية. وبالنسبة لبعض الأشخاص، تكون هذه الآلام شديدة ومصحوبة بأعراض اكتئاب، التي يُعتقد غالبًا أنها ناجمة عن التقلصات الشديدة.
لكن، أشارت دراسة جديدة نُشرت الأربعاء في دورية "Briefings in Bioinformatics" إلى أن الاكتئاب قد يكون سببًا لألم الدورة الشهرية، وذلك بسبب جينات معينة حددها المؤلفون، بينما قال باحثون آخرون إن التفاعل بين الآليات الداخلية يُعد أكثر تعقيدًا من ذلك.
وأوضح المؤلف الرئيسي الدكتور جون موراروس، وهو عميد وأستاذ في كلية العلوم بجامعة "شيان جياوتونغ-ليفربول" في الصين، عبر البريد الإلكتروني: "يؤثر الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية بشكل كبير على حياة النساء في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك لا يزال الارتباط بينهما غير مفهوم بشكل جيد. هدفنا هو التحقيق بشكل نقدي في هذه القضايا، وتحسين الرعاية المقدّمة للنساء من خلال الكشف عن هذه الروابط المعقّدة، وإيجاد طرق أفضل لمعالجتها".
يُعرف ألم الدورة الشهرية بعُسر الطمث، الذي يحدث في الحوض أو البطن لمدة تصل إلى ثلاثة أيام عادةً بمجرد بدء النزيف. وأوضح موراروس أن الدراسات السابقة أظهرت وجود علاقة بين عسر الطمث والاكتئاب، لكنها لم تثبت علاقة سببية على المستوى الجيني.
ولفت موراروس إلى أن الباحثين استخدموا نهجًا ذكيًا يسمى "العشوائية المندلية"، ويعمل هذا الأسلوب مثل تجربة طبيعية، إذ يستخدم البيانات الجينية لمعرفة ما إذا كان وجود جينات معينة مرتبطة بالاكتئاب يجعل النساء أكثر عرضة لآلام الدورة الشهرية، مضيفًا: "هذا يساعدنا على فهم العلاقة بين السبب والنتيجة من دون الحاجة إلى اختبارها بشكل مباشر على النساء".
وقد جمع المؤلفون البيانات الجينية لنحو 600 ألف شخص من سكان أوروبا و8 آلاف من سكان شرق آسيا من مصادر مختلفة، بما في ذلك دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، واتحاد الجينوميات النفسية و"FinnGen"، وهو مشروع بحثي واسع النطاق في علم الجينوم والطب الشخصي.
وقال موراروس: "بعد ذلك، استخدمنا المعلوماتية الحيوية لتساعدنا في العثور على أنماط في الجينات والمسارات البيولوجية التي تربط الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية".
وتزعم الدراسة أنها أثبتت وجود علاقة سببية "مهمة" بين الاكتئاب وعُسر الطمث، حيث يزيد اضطراب المزاج من احتمالات آلام الدورة الشهرية بمقدار 1.51 مرة، أو 51%.
وقد وجد المؤلفون العديد من المسارات الجينية والبروتينات التي قد يؤثر الاكتئاب من خلالها على الوظيفة الإنجابية.
أما الأرق، الذي يعاني منه بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب، قد يؤدي إلى تفاقم العلاقة بين الاكتئاب وعُسر الطمث. ومع ذلك، لم يعثر على أي دليل يدعم التأثير السببي لعُسر الطمث على الاكتئاب، حسبما ذكره المؤلفون.
وتساعد النتائج في توسيع المناقشة المهمة، التي غالبًا ما يتم تجاهلها، حول الصحة النفسية وآلام الدورة الشهرية.
من جانبها، قالت الدكتورة آن ماري أميس أولشلاجر، وهي أستاذة التوليد وأمراض النساء بكلية الطب بجامعة واشنطن: "أنا متحمسة لبعض الإمكانات لهذه الدراسات الأكبر حجمًا على غرار قواعد البيانات، خاصة مع تقدم المزيد من الاختبارات الجينية".
مع ذلك، هناك أيضًا مخاوف بشأن بعض التأكيدات الأوسع للدراسة، وفقًا لأميس أولشلاجر وخبراء آخرين.
وقال الدكتور كلاوديو سواريس، وهو رئيس جمعية انقطاع الطمث وأستاذ بقسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة كوينز في مقاطعة أونتاريو الكندية، والذي لم يشارك في الدراسة: "أعتقد أن البحث لم يرق إلى المستوى المطلوب، إذ يوجد ارتباط وراثي قوي، وقد نسبت ذلك إلى علاقة سببية، وأعتقد أن الأمر لا يزال مبالغًا فيه".
فيما يلي، يشرح الخبراء الارتباطات الجديدة والمعروفة بين آلام الدورة الشهرية والاكتئاب، ولماذا لا يمكن استنتاج السبب الوراثي من الارتباط الوراثي، والطرق التي يمكنك من خلالها إدارة أعراض الاكتئاب والدورة الشهرية المؤلمة.
طريق باتجاهين بين المزاج والدورة الشهرية المؤلمةذكرت أميس أولشلاجر أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات المزاج الأخرى يعانون من الألم بشكل أكثر حدة.
وأضافت أن هذه الشدة المتزايدة ترجع إلى كيفية تفسير الدماغ لإشارات الألم وتجربتها، خاصة أن الاكتئاب يحد من قدرة المرء على التعامل مع الألم.
وأشارت أميس أولشلاجر إلى أن عُسر الطمث الأولي ناتج عن البروستاغلاندين النشط للغاية، وهي المواد الكيميائية التي تسبب انقباض الرحم أثناء الدورة الشهرية. لذلك يُعد دواء الإيبوبروفين فعال للغاية، لأنه مثبط للبروستاغلاندين.
وقال سواريس إن الاضطراب مرتبط أيضًا بانقطاع الطمث المبكر.
رأى الخبراء أن أسلوب التوزيع العشوائي المندلي يفترض عدم وجود عوامل بيئية يمكن أن تؤثر على حالة الاكتئاب لدى شخص ما، أو آلام الدورة الشهرية، أو العوامل الوراثية، الأمر الذي يتناقض مع حقيقة أن العلاقة بين هذه العوامل يمكن أن تكون متعددة ومختلفة بالنسبة للجميع.
وأشار سواريس إلى أن هناك أيضًا آليات أساسية تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وعسر الطمث.
وذكرت أميس أولشلاجر أنه بما أن الدراسة لا تحتوي على المزيد من البيانات الشخصية على المستوى الفردي، فمن غير الواضح ما إذا كانت الاختلافات في شدة الاكتئاب وعلاجه لدى الأفراد ستؤثر أيضًا على النتائج.
إدارة الاكتئاب والدورة الشهرية المؤلمةإذا كنت تعانين من عُسر الطمث، وإذا كان الألم يتعارض مع حياتك ولا تخففه علاجات مثل الإيبوبروفين أو وسادات التدفئة، فيجب عليك البحث عن تقييم لاضطرابات المزاج والأسباب الثانوية لعسر الطمث، التي يمكن أن تشمل الأورام الليفية الرحمية، أو العدوى، أو أكياس المبيض.
وأشار موراروس إلى أن هذا النوع من الرعاية الصحية المتكاملة "يمكن أن يؤدي إلى علاجات أكثر تخصيصًا، ونتائج أفضل، وتقليل وصمة العار المحيطة بقضايا الصحة النفسية والإنجابية بين النساء".
وأوضحت أميس أولشلاجر أن الأساليب التي يعرفها الخبراء أنها فعالة في علاج آلام الدورة الشهرية يمكن أن تعمل أيضًا على تحسين الاكتئاب، مثل ممارسة الرياضة، واليوغا، وتقنيات تقليل التوتر، والتغييرات الغذائية، ونوعية النوم ومقداره. ويمكن أن تكون الأدوية مفيدة عندما لا تنجح أي من هذه الممارسات.
نشر الأربعاء، 04 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آلام الدورة الشهریة علاقة بین یمکن أن التی ی إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف دور أسلوب الحياة الصحي في تأخير شيخوخة الدماغ
أظهرت دراسة حديثة أن بعض العادات اليومية تؤثر بشكل كبير على سرعة شيخوخة الدماغ، خاصة لدى الأشخاص الذين بلغوا السبعين من العمر دون أن يعانوا من تدهور في القدرة الإدراكية.
واستخدم الفريق البحثي، الذي ضم علماء من معهد كارولينسكا وجامعة جوتنبرج في السويد، مجموعة من المؤشرات البيولوجية لقياس "عمر الدماغ" لدى 739 شخصًا، وفقًا لما ذكره موقع "هيلث". وقد أظهرت النتائج أن صحة الأوعية الدموية تعد العامل الأكثر تأثيرًا في الحفاظ على شباب الدماغ.
وأكدت الدراسة أن تبني عادات صحية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بنظام غذائي متوازن، والإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى السيطرة على مستويات السكر في الدم، يسهم بشكل كبير في تعزيز صحة الأوعية الدموية، مما ينعكس إيجابيًا على صحة الدماغ.
وصرحت عالمة الأعصاب آنا مارسيجليا من معهد كارولينسكا بأن الدراسة توصلت إلى أن أي عامل سلبي يؤثر على الأوعية الدموية، مثل قلة النشاط البدني أو الإصابة بأمراض مثل السكري أو السكتة الدماغية، قد يتسبب في ظهور دماغ أكبر سنًا مما هو في الواقع. كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الالتهابات أو ارتفاع سكر الدم يكون لديهم أدمغة تبدو أكثر تقدمًا في العمر.
وتفاوتت النتائج بين الرجال والنساء، حيث تبين أن مستويات الجلوكوز كان لها تأثير أكبر في عمر الدماغ لدى الرجال، مما يجعل هذا الأمر موضوعًا يستحق المزيد من البحث في المستقبل. وقد استخدم الفريق الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم العميق لتحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وتقييم عمر الدماغ بناءً على هذه الصور، بعد تدريب النظام على أكثر من 18,000 صورة لأشخاص لا يعانون من مشاكل معرفية.
وقارن الباحثون هذه التحليلات مع عينات دم المشاركين، مما ساعد في تحديد العلاقة بين عوامل نمط الحياة والحالة الصحية للدماغ. وأشار إريك ويستمان، خبير طب الشيخوخة، إلى أن الخوارزميات التي تم تطويرها دقيقة للغاية ومن المتوقع أن تكون أداة بحثية قوية في المستقبل، خصوصًا في الدراسات المتعلقة بالخرف.
أهمية دراسة تأثير نمط الحياة الصحي على الدماغتعد هذه النتائج ذات أهمية كبيرة نظرًا لأن الأدمغة التي تبدو أكبر في السن غالبًا ما تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل مرض الزهايمر. وأكدت مارسيجليا أن الأدوية التي تم تطويرها مؤخرًا لعلاج الزهايمر قد لا تكون فعالة لجميع المرضى، ولذلك يعد من المهم البحث عن طرق أخرى لتعزيز قدرة الدماغ على مقاومة آثار الشيخوخة.
نظرًا لاختلاف تأثير الشيخوخة الدماغية بين الرجال والنساء، يخطط الباحثون لإجراء مزيد من الدراسات التي تركز على العوامل البيولوجية، الاجتماعية والثقافية التي قد تؤثر في مرونة الدماغ، وفي العام المقبل، يعتزم الفريق إطلاق دراسة جديدة لفهم تأثير العوامل الاجتماعية مثل الدعم الاجتماعي، والنوم، والتوتر على مرونة الدماغ، مع تركيز خاص على صحة النساء.