رئيس اتحاد إذاعات «التعاون الإسلامي»: ملتزمون بتسخير منصاتنا لخدمة قضايا المناخ
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ألقى الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، كلمة خلال مشاركته في مؤتمر الأطراف السادس عشر «cop16»، المخصص لمناقشة القضية الأكثر إلحاحًا وأهمية في عصرنا الحالي، وهي مواجهة التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة.
وقال الليثي: «يسعدني أن أكون بينكم اليوم في مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16)، قادمون من مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29)، الذي مثل نقطة مضيئة في الجهود الدولية لمعالجة أزمة المناخ، إضافة الي مكافحة التصحر، ليتم التأكيد على ضرورة الاستثمار في الحلول المستدامة، وها هنا يأتي ردفا له مؤتمر الأطراف COP 16 في العاصمة الرياض، متخذا من قضية التصحر وفقدان الأرض عنوانا ومجالا للبحث والدراسة لإيجاد الحلول».
وتابع أنّ مكافحة التصحر جزء لا يتجزأ من الجهود المناخية، فلا يمكننا الحديث عن التغير المناخي دون التطرق إلى أحد أبرز تحدياته، وهو التصحر وتقلص مساحة الأرض المزروعة، مهددا الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة في العديد من دولنا الأعضاء.
ولفت إلى الجهود العالمية لمواجهة التحدي، وأبرزها ما أطلقته السعودية، الدولة المضيفة لهذا التجمع العالمي: مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في 2021، كأحد أهم النماذج الرائدة عالميًا لمكافحة التصحر ورفع الغطاء النباتي، هادفة إلى زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، واستعادة ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة، ما يسهم في استدامة الأرض وخفض انبعاثات الكربون لتحسين جودة الحياة.
الإعلام البيئي الأخضر لنشر الوعيوأوضح أنّه في هذا السياق، يأتي دور الإعلام، والمتخصص منه «الإعلام البيئي الأخضر» كأحد المحركات الأساسية لنشر الوعي وتعزيز المشاركة المجتمعية، جاعلا منه شريانا رئيسيا في نشر أدوات العمل المشترك لاهداف التنمية وأهمها التغيير الثقافي، فإذا أردنا بناء مستقبل مستدام، يجب أن يكون الإعلام في طليعة هذه الحركة، لتعريف المجتمعات بالحلول والإلهام والترويج للآليات المبتكرة، فالإعلام شريك في تثقيف المجتمع حول الخيارات المستدامة والمستقبل الذي نستحقه جميعًا.
إبراز قصص النجاح في قضايا الأرضوأضاف أنّ الإعلام بروافده المتعددة، مسؤولية أخلاقية قبل أن يكون مهنة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المجتمعية، ونحن في اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي نعمل ونوحد دولنا باتجاه التوعية ونشر الرسائل الهادفة، نلتزم بإبراز قصص النجاح في قضايا الأرض، ومكافحة التصحر وغيرها، مسلطين الضوء على الجهود التي تبذلها دولنا الأعضاء لتعزيز التنمية المستدامة، ومؤمنين بأنّ العمل الإعلامي هو جسر يعبر منه الأمل إلى واقعٍ ملموس.
وأكمل: «لنأتي، إذن في عجالة إلى مخرجات مؤتمرات الأطراف السابقة التي ركزت على تعزيز التمويل المناخي، دفع التحول إلى الطاقة المتجددة، مجابهة التصحر، وتعزيز العدالة المناخية، ولتحقيق هذه المخرجات يجب أن تكون هناك إرادة سياسية ومجتمعية قوية، وتعاونًا دوليًا واسع النطاق، وتضافرًا بين مختلف القطاعات، بما في ذلك الإعلام الأخضر ليكون شريكا استراتيجيا فاعلا لبلوغ ما تم الإشارة إليه، وهنا قد أوجز هذا الدور في عدة نقاط:
أولا: نشر المعرفة العلمية، فحين يسهم في تبسيط المفاهيم العلمية حول التغير المناخي لتكون مفهومة ومؤثرة على نطاق واسع.
ثانيا: تعزيز المسؤولية المجتمعية تدفع الأفراد والمؤسسات لتبني ممارسات مستدامة تسهم في تحقيق الأهداف المناخية.
ثالثا: التأثير على صانعي القرار، من خلال تسليط الضوء على التحديات والفرص، يمكن للإعلام أن يسهم في حث الحكومات والمؤسسات على التزام ما تم إقراره دوليا
رابعا: بناء شراكات دولية، فالإعلام منصة لتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية والعالم ما يحقق أهدافًا مشتركة في مجال العمل المناخي.
وقال إنّه من موقعه كرئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، أؤكد التزامنا التام بتسخير جميع منصاتنا الإعلامية لخدمة قضايا المناخ، ساعين إلى إطلاق عدة مبادرات في هذا الصدد، أبرزها:
• حملات توعية إقليمية حول أهمية الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات.
• إنتاج برامج وثائقية تسلط الضوء على قصص النجاح في العالم الإسلامي بمجال الاستدامة.
• تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتبادل المعرفة والخبرات في الإعلام الأخضر.
وأشار إلى أنّ ما نشهده اليوم من تضافر واجتماع بين مؤسستينا الاتحاد والاسيسكو مطلقين وثيقة «الإعلام الأخضر» خير بداية ودليل على التزامنا وتوحدنا، رامين إلى الحفاظ على كوكبنا ليكون مليئا بالحياة والجمال لأولادنا وأحفادنا.
وأتم كلمته قائلا: «مواجهة التغير المناخي مسؤولية مشتركة تتطلب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد. وإنّني على يقين بأنّ الإعلام الأخضر، بتأثيره وقدرته على الوصول إلى ملايين الأفراد، يمثل أداة فعالة لتحقيق أهدافنا المشار اليها، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه خيرنا ورفاهة شعوبنا، وأن يجعل جهودنا في هذا المجال لبنة في بناء مستقبل مستدام لأجيالنا المقبلة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مؤتمر المناخ COP29 الجهود المناخية مكافحة التصحر أزمة المناخ تمويل المناخ التعاون الإسلامی التغیر المناخی الإعلام الأخضر مؤتمر الأطراف اتحاد إذاعات
إقرأ أيضاً:
الهيدروجين الأخضر يدعم تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والتنمية المستدامة
بفضل التوجيهات السديدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تم تعزيز الأسس والمزايا التنافسية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الهيدروجين منخفض الكربون، وتسريع تحقيق الأهداف الوطنية الرامية إلى جعل دولة الإمارات واحدة من أكبر الدول المنتجة للهيدروجين منخفض الكربون، والأقل تكلفة على مستوى العالم. وتتمتع الدولة بمزايا كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر مثل توافر الطاقة الشمسية، وخزانات الغاز الطبيعي المناسبة للهيدروجين الأزرق الذي يُشتق من الغاز الطبيعي مع احتجاز وتخزين الكربون المنبعث أثناء العملية، والبنية التحتية القوية والمرنة، إلى جانب الشراكات الاستراتيجية المتينة والاستثمارات العالمية التي تجد في دولة الإمارات سوقاً مثالياً خاصة وأن الدولة تعتبر السوق الأسرع نمواً لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة على مستوى المنطقة.
وتؤدي الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين دوراً مهماً في تمكين الهيدروجين كمصدر موثوق لطاقة المستقبل، ودفع عجلة انتقال الطاقة، وتحفيز الاستثمار والبحوث الهادفة إلى تعزيز التقنيات المستخدمة وخفض كلفة إنتاجه وتخزينه، وإنشاء الأطر التنظيمية التي ستدعم تطوير وتوسيع نطاقه وبنيته التحتية. وانسجاماً مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، تمتلك دولة الإمارات 7 مشاريع استراتيجية لإنتاج الهيدروجين حيث من المتوقع أن يصل إنتاج الدولة من الهيدروجين بحلول العام 2050 بين 14 و22 مليون طن سنوياً، فيما من المتوقع أن يصل إنتاج السوق العالمي نحو 250 مليون طن سنويا. ووفقاً لدراسة توقعات الطلب المحلي على الهيدروجين، كشفت استراتيجية الإمارات الوطنية للهيدروجين توقعات طلب 2.7 مليون طن سنوياً من هيدروجين منخفض الكربون بحلول 2031. ويشهد الاهتمام العالمي بالاستثمارات والشراكات القائمة على الهيدروجين الأخضر اهتماماً متزايداً كونه وقود المستقبل، ووقوداً نظيفاً خالياً من الكربون، يسهم في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري.
ويعمل مشروع “الهيدروجين الأخضر” الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي ويعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، على ترسيخ ريادة وتنافسية دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، ودعم مساعينا الحثيثة لجعل الدولة ضمن الدول الرائدة في تصدير الهيدروجين، بحصة تصل إلى 25% من سوق الهيدروجين العالمي بحلول 2030. وينسجم المشروع مع جهودنا المتواصلة لتقليل انبعاثات الكربون من عمليات إنتاج الطاقة والمياه وتنويع وتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وتحقيق استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 الهادفة إلى تحفيز استخدام وسائل النقل المستدامة والحد من انبعاثات غازات الدفيئة. وقامت الهيئة بإعداد خارطة طريق لاستراتيجية الهيدروجين والتي سيتم تنفيذها على مراحل.
وقد أسهم مشروع “الهيدروجين الأخضر” منذ إطلاقه في مايو 2021 في خفض 490 طناً من الانبعاثات الكربونية. وأنتج المشروع قرابة 90 طناً من الهيدروجين الأخضر، تم استخدام معظمه لإنتاج ما يزيد عن 1 جيجاوات ساعة من الطاقة الكهربائية الخضراء باستخدام محرك يعمل بغاز الهيدروجين، فيما جرى استخدام أكثر من 2.5 طن من الهيدروجين (يكفي لتزويد 500 سيارة بوقود الهيدروجين) عبر محطة إينوك للخدمة المستقبلية في مدينة إكسبو دبي. وتوفر الهيئة الهيدروجين الأخضر من محطة تعبئة الهيدروجين الذي تنتجه من مشروع “الهيدروجين الأخضر” في مركز البحوث والتطوير التابع لها في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
وينتج المشروع الذي نفذته الهيئة بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي، وشركة سيمنس للطاقة، نحو 20 كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر في الساعة، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 12 ساعة من الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة الشمسية، وتستخدم المحطة الهيدروجين من خلال محرك يعمل بغاز الهيدروجين بقدرة نحو 300 كيلووات من الطاقة الكهربائية. وتم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك إنتاج الطاقة وقطاعات النقل الجوي والبري والبحري والصناعة.
ويسهم مشروع “الهيدروجين الأخضر” في خفض كلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه، وبالتالي خفض تكاليف إنتاج الطاقة النظيفة، ورفع كفاءة إنتاجها. ويؤدي تنفيذ الهيئة لمشروع “الهيدروجين الأخضر” في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم والذي ستبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 5 جيجاوات بحلول عام 2030، دوراً جوهرياً في تحقيق أسعار تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر. ويتم إنتاج الهيدروجين الأخضر بشكل أساسي عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الطاقة المتجددة، وقد حققت هيئة كهرباء ومياه دبي أرقاماً قياسية عالمية في أدنى الأسعار لمشاريع الطاقة الشمسية، وباتت دبي معياراً لأسعار الطاقة الشمسية على مستوى العالم.
ومن المتوقع أن تنخفض التكلفة المرتفعة حالياً لإنتاج الهيدروجين الأخضر بشكل كبير في السنوات المقبلة. وتؤكد نشرة الهيدروجين العالمية لعام 2023 الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية أنه يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر مقابل 1.60 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030، مما يجعله أكثر تنافسية مع طرق إنتاجه حالياً حيث تتراوح تكلفة انتاجه بين 3 و6.5 دولار للكيلوغرام.
ولا ندخر في الهيئة جهداً لتعزيز أمن الطاقة واستدامتها وكفاءتها، ورفع تنافسية دولة الإمارات عالمياً في هذا القطاع الحيوي، وضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في دبي ومواكبة النمو الاقتصادي المتسارع. ونحرص على تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وتوسيع مجالات استخدام الطاقة الصديقة للبيئة، معتمدين في ذلك على أحدث الابتكارات والبحوث والاستثمارات الدافعة لمسيرة التنمية المستدامة، وضمان مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً.