الفن في مواجهة العنف ضد المرأة.. معرض فني في گرميان يدعم حقوق النساء (صور)
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
الفن في مواجهة العنف ضد المرأة.. معرض فني في گرميان يدعم حقوق النساء (صور).
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي كرميان معرض فني
إقرأ أيضاً:
مبررات العنف منافذ الإرهاب
عام مضى بما تضمن من أفراح وأتراح، بكل ما حمل من تصادمات وحروب، بما أخذ من أحلام تحققت وأخرى تساقطت، بندبات الفقد في أرواح الأحياء ومخابئ الذكرى والحنين في قلوب الأحبة، عام آخر يجيء محملا بأمنيات جديدة وأحلام ورؤى أغلبها يتعلق بالسلام مطلبا عاما لم يعد سهل المنال، السلام الداخلي والمحلي والعالمي، وما ذاك إلا لانتشار العنف وتفشي العداء مهما اختلفت المسوغات وتبدلت الأسباب وتفاوتت القوى، ليس ذلك بغريب إن استشعرنا حاجة الإنسان الماسة لتلك المساحات من السلام سعيا لراحة يطلبها الجسد لتهنأ بها الروح، وحين يجنح إنسان عن السلام المأمول ابتغاء العنف والقسوة والتصادم فذاك شذوذ عن قاعدة المنطق وبعد عمّا تألفه الطبيعة البشرية في نبذها عبثية العنف وتعوّد الأذى، مع وداع عام مضى استقبالا لعام مقبل يخطط كثير من الناس لجعل هذه النقلة بوابة لمرحلة جديدة من الفرح والطموح، من الاستقرار والهدوء، الإنجاز والتحقق كما يخطط بعضهم لعنف لا يخطر على عقل، حين يختار هؤلاء هذه النقلة الزمنية تحديدا لمشاهد دموية لا تنسى بما تتضمن من إزهاق أرواح، وصدمة أسر، ورعب مجتمعات أرادت واقعا آمنا بعيدا عن كل التصادمات فباغتتها خطط شريرة قررت جعلها ميدانا لحروب غير معلنة سواء مع الذات أو مع الآخرين، أو حتى ميدانا لتصفيات وحسابات نفعية لم تر في البشر أي صفة تستحق البقاء، ولا في المكان ما يستدعي الانتماء والأمان.
تحاول هذه المقالة الوقوف على حوادث العنف والإرهاب المسجلة في كثير من مدن العالم ليلة رأس السنة الميلادية، لماذا يميل مرتكبو أعمال العنف دائما إلى مباغتة أوقات الفرح والاحتفاء والتعبد، سواء كانت أوقاتا شخصية أو جماعية؟ أي متعة يجد هؤلاء في مزج الفرح بالحزن، والاحتفاء بالوداع، واللقاء بالصدمة؟ ومتى نتخلص من تمييز الغرب بين حوادث العنف في منحها مسميات سياسية تتوافق وأجندات الحكومات السياسية حين تتشابه حادثتا عنف فنجد صفة الأولى إرهابا بينما الثانية اكتئابا؟
الحديث هنا عمّا أورده مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي حول سائق سيارة تيسلا «سايبرتراك» انتحر قبل انفجار مركبته واحتراقها بالكامل خارج فندق ترامب بمدينة لاس فيجاس يوم رأس السنة، حيث وصف بأنه كان يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، مشددين على أن لا صلة للحادث الذي أدى إلى جرح سبعة أشخاص بـ«الإرهاب»، وأطلق ماثيو ليفلسبيرغر (37 عاما)، العنصر في القوات الخاصة الأمريكية، النار على نفسه بينما كان داخل الشاحنة المستأجرة من طراز «سايبرتراك» التي تنتجها شركة تسلا، محملة بحاويات وقود صغيرة ومفرقعات، ما لبثت أن انفجرت والتهمت نيرانها المركبة، ليسفر الانفجار عن جرح سبعة أشخاص، ثم حادثة الدهس التي وقعت في مدينة نيو أورلينز في الأول من يناير كذلك، حين قام جندي سابق في الجيش الأمريكي مناصر لتنظيم «داعش»، بدهس حشد من الناس يحيون بداية السنة الجديدة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» إن منفذ الهجوم المدعو شمس الدين جبار، قد تصرف بمفرده بعد أن ألهمه تنظيم «داعش».
ورغم إعلان ناطق عسكري عن وزارة الدفاع الأمريكية أن جبار عمل في الجيش كمتخصص في الموارد البشرية وفي تكنولوجيا المعلومات بين عامَي 2007 و2015، ثم في قوات الاحتياط حتى 2020. وعمل في أفغانستان من فبراير 2009 حتى يناير 2010، مضيفا إنه كان يحمل رتبة رقيب أول في نهاية خدمته بشكل نظامي بعد منحه ميدالية «الحرب العالمية على الإرهاب» لخدمته في أفغانستان! بعد نهاية خدمته العسكرية، عمل جبار في مجال العقارات في هيوستن، ومؤخرا كـ«متخصّص كبير في الحلول» مع شركة الاستشارات ديلويت، حيث كان يكسب حوالي 125 ألف دولار سنويا.
رغم تشابه القرائن بين الحادثتين صنفت حادثة ماثيو ليفلسبيرغر باضطراب ما بعد الصدمة، وحادثة شمس الدين جبار بالعمل الإرهابي المتصل بتنظيم داعش، بعد تجاوز التعجب عن التمييز الدائم في حال كان الفاعل مسلما أو عربيا لا بد من الوقوف على دوافع هذه الجرائم الحقيقية إن ما وضعنا بعين الاعتبار أن مرتكبي هذه الجرائم اللاإنسانية ليسوا من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وليسوا من أصحاب السجلات الجنائية المتمرسين في الإجرام، بل عسكريون أدركوا قيمة التضحيات لأجل الوطن ولأجل الإنسانية، فما الذي ضلل أفكارهم وحاد باعتدالهم إلى العنف والتطرف؟ لا بد من وقفة على الشحن النفسي والصراعات الفكرية، التي قد تحطم معتقدات الأمس الراسخة على صخرة الواقع الإجرامي للأنظمة السياسية الكبرى، واستغلال طاقات البشر لتنفيذ أجندات اقتصادية سياسية لا تعير إنسانية المرء عناية أو اهتماما، سواء كان عسكريا أو مدنيا حين يتكشّف للمرء أنه محض قطعة شطرنج على طاولة المتنافسين والندماء.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية