تقرير: مأرب أصبحت ملاذا لآلاف النازحين بسبب العنف منذُ بداية الصراع باليمن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت منظمة الهجرة الدولية، اليوم الأربعاء، إن محافظة مأرب أصبحت ملاذا لآلاف النازحين بسبب العنف وعدم اليقين منذُ بداية الصراع في اليمن.
وترى المنظمة أن من بين هؤلاء سالم، الزوج والأب الذي فر من منزله في الحديدة مع زوجته وأطفاله قبل عامين هربًا من الصراع المتصاعد. كانت الحياة مستقرة بالنسبة لعائلة سالم في السابق.
وتشير إلى أن تصميم سالم ساعده في الحفاظ على شعور عائلته بالعودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن هذه القدرة على الصمود تعرضت للاختبار عندما وصل الصراع إلى عتبة منزله. فقد أجبرتهم ضربة صاروخية بالقرب من منزلهم المتواضع على التخلي عن كل ما عملوا من أجله.
ووفقا للمنظمة: الآن، في منطقة الخصيف القاحلة التي يقطنها النازحون في مأرب، يأمل سالم وعائلته في إعادة بناء حياتهم. فمثلهم كمثل عدد لا يحصى من النازحين، اضطروا إلى ترك كل شيء وراءهم، ولم يتحقق حلمهم في بناء منزل مستقر. ولم يتخيل سالم قط أنه سيضطر إلى بناء مأوى من العصي والأقمشة البالية.
نضال جديد
وتقول المنظمة إن المصاعب تفاقمت عندما تعرض سالم لانتكاسة طبية غيرت كل شيء. فبعد حقنة روتينية، بدأ يفقد السيطرة على ساقيه، وفي غضون عام، أصيب بالشلل. وأوصى الأطباء بعلاجه في الخارج، لكن التكاليف كانت تفوق بكثير ما يستطيع سالم تحمله.
ويقول سالم: “عندما يمرض أطفالي، أخاف أن يتلقوا الحقن، فأنا لا أريد أن ينتهي بهم الأمر مثلي”.
ومع عجز سالم عن العمل، تغيرت أدوار الأسرة بشكل كبير. تولت زوجته حسنة دور المعيل الأساسي، وساندت الأسرة خلال هذه الفترة الصعبة. وانضمت إلى فريق الحماية التابع للمنظمة الدولية للهجرة كمتطوعة، مما وفر الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه لعائلتها خلال هذه الفترة الصعبة.
وفي خضم الفوضى، حاولت حسنة الموازنة بين عملها ورعاية زوجها. وأثناء زيارتها لعائلتها في الحديدة، كانت حسنة تتصل كثيرًا للاطمئنان على سالم والأطفال. ثم في أحد الأيام، تلقى سالم خبرًا مروعًا بوفاة حسنة بشكل غير متوقع.
القوة غير المرئية
وباعتباره واحداً من 4.5 مليون شخص من ذوي الإعاقة في اليمن، يواجه سالم تحديات مستمرة في الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية ونقاط المياه والمراحيض – ومعظمها مشتركة وغالباً ما تكون غير قابلة للوصول. كما أن التضاريس الرملية المحيطة بموقع النزوح تزيد من تعقيد حركته.
في سن الرابعة عشرة فقط، كان على ابن سالم أن يتحمل مسؤوليات تفوق سنه بكثير. وللمساعدة في إعالة الأسرة، بدأ العمل في مزرعة قريبة خلال موسم حصاد البصل، وكان يستأجر دراجة نارية أحيانًا مقابل يوم عمل، وكان يعمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة متمسكًا بأي أمل يمكن أن يحققه لأسرته.
وفي الوقت نفسه، كان لزاماً على شفيقة، ابنة سالم المراهقة، أن تتولى دور والدتها. فأيامها التي كانت مخصصة في السابق للتعلم واللعب، أصبحت الآن مليئة برعاية إخوتها الأصغر سناً. فهي تدير شؤون المنزل بأفضل ما تستطيع، فتعد لهم وجبات الطعام بأي شيء قليل لديهم. كما تعتني بوالدها، وتساعده في التنقل وتظل منتبهة لاحتياجاته.
“أشعر بالسعادة لرعاية والدي، ولكن لدي أيضًا خوف عميق من فقدانه، تمامًا كما فقدنا والدتنا.” – شفيقة، ابنة سالم
الكرامة للجميع
كرست المنظمة الدولية للهجرة نفسها لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة، مع إدراك التحديات الفريدة التي يواجهونها. ومن خلال فريق الحماية التابع لها، تقدم المنظمة الدولية للهجرة مساعدات نقدية للمساعدة في تغطية النفقات الأساسية والحرجة مثل الغذاء والرعاية الصحية والنقل، مما يضمن قدرة هذه الأسر على إدارة حياتها اليومية بكرامة. كما توزع المنظمة الدولية للهجرة مجموعات الكرامة التي تحتوي على مواد النظافة الأساسية لتلبية الاحتياجات العملية مع تعزيز الاحترام والإدماج داخل المجتمع.
بالنسبة لسالم وأطفاله، كان دعم المنظمة الدولية للهجرة بمثابة خطوة نحو الاستقرار. فمن خلال توفير مأوى انتقالي، وفرت لهم المنظمة الدولية للهجرة مساحة آمنة تتمتع بالخصوصية والحماية من الرياح القوية والأمان من الحيوانات الضالة، الأمر الذي أعاد إليهم الشعور بالسلام وسط حالة عدم اليقين.
بالإضافة إلى ذلك، أنتجت ورشة عمل تنسيق وإدارة المخيمات التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في مأرب معدات أساسية لجعل الحياة اليومية أكثر راحة وسهولة للأشخاص ذوي الإعاقة. في عام 2024 وحده، تلقى أكثر من 130 شخصًا أشياء مثل الأسرة ومجموعات المراحيض التي يمكن الوصول إليها والكراسي المتحركة المصممة خصيصًا، مما يعزز الاستقلال ويمنحهم شعورًا متجددًا بالحرية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب السلام النازحين النزوح اليمن مارب المنظمة الدولیة للهجرة
إقرأ أيضاً:
اليمن.. مليون حالة اشتباه بمرض «الملاريا» منذ بداية العام
أكدت تقارير أممية، أن “القطاع الصحي في اليمن يعاني تدهورا حادا، جراء تداعيات الحرب المستمرة بين القوات الحكومية و”جماعة أنصار الله-الحوثيين” منذ نحو عشر سنوات، كما يعاني هذا القطاع الحيوي من نقص حاد في التمويل، ما جعل معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات طبية”.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، “عن رصد أكثر من مليون حالة اشتباه بمرض الملاريا في اليمن منذ مطلع العام الجاري 2024”.
وقالت المنظمة الأممية في بيان: إن” تردي خدمات الصرف الصحي في اليمن أدى إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، حيث أدت المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات إلى خلق مواقع تكاثر للبعوض، مما زاد من خطر تفشي أمراض الملاريا وحمى الضنك”.
وكشفت المنظمة “أنه منذ بداية العام 2024، أبلغ اليمن عن مليون و51 ألفا و287 حالة مشتبه بإصابتها بالملاريا، و13 ألفا و739 حالة مشتبه بها بمرض حمى الضنك”.
وحذرت الصحة العالمية من أن “الصراع الدائر في اليمن أثر بشدة على المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، ما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والتحديات الصحية، وأصبح نظام الرعاية الصحية يعاني من أحد أعلى معدلات انتشار الأمراض على مستوى العالم”.