أزمة اقتصادية تعصف بالحكومة الشرعية: إلى أين تتجه الأمور؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
أزمة اقتصادية غير مسبوقة تواجهها حكومة اليمن المعترف بها دولياً بعد أن وصلت إلى العجز عن الإيفاء بأبسط التزاماتها المالية، المتمثلة بصرف رواتب الموظفين الحكوميين، وكذا عجزها عن توفير الوقود الخاص بمحطات توليد الكهرباء، ما يعني وصول البنك المركزي في عدن إلى مرحلة إفلاس غير معلنة.
ويأتي ذلك في ظل تراجع إيرادات الدولة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وذلك بسبب توقف تصدير النفط والغاز عقب استهداف المتمردين الحوثيين لميناء الضبة النفطي بهجمات مسلحة بالطيران المسير في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ما أوقف عملية التصدير.
كذلك تعاني الحكومة من عجز في ميزان المدفوعات بلغ ذروته بفعل النقص الحاد في الموارد الحكومية، وزيادة الطلب على العملة الأجنبية لتغطية فاتورة الاستيراد، حيث يستورد اليمن أكثر من 90% من احتياجاته الغذائية والتموينية من الخارج.
وكان سعر صرف الريال اليمني قد سجل أدنى مستوى له في تاريخه، حيث بلغ 2065 ريالاً لبيع الدولار الواحد و2054 ريالاً للشراء، ما انعكس على أسعار السلع الغذائية والتموينية التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق.
وفي إطار البحث عن حلول اقتصادية، توجه رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك إلى العاصمة السعودية الرياض، أخيراً، من أجل التشاور بشأن الدعم الاقتصادي العاجل، لتجاوز التحديات القائمة والمتغيرات في سعر العملة الوطنية، في ظل بلوغ العجز في ميزان المدفوعات ذروته بفعل النقص الحاد في الموارد الحكومية، وزيادة الطلب على العملة الأجنبية لتغطية فاتورة الاستيراد.
وتسعى الحكومة اليمنية للحصول على دفعة جديدة من الوديعة السعودية من أجل دعم معالجة عجز الموازنة لدى الحكومة اليمنية، ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل، والأمن الغذائي في اليمن، ودعم الإصلاحات الاقتصادية للحكومة.
وأعلنت المملكة العربية السعودية في أغسطس/ آب 2023 تقديم دعم اقتصادي إلى اليمن بقيمة 1.2 مليار دولار، استجابةً لطلب حكومة الجمهورية اليمنية لمساعدتها في معالجة عجز الموازنة لديها، ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل، ودعم ضمان الأمن الغذائي في اليمن، حيث بلغت الدفعة الأولى من الوديعة ما يقرب من 250 مليون دولار، ليصبح مجموع ما قدمته المملكة من دعم اقتصادي وتنموي مباشر نحو 11.2 مليار دولار من عام 2012 وحتى عام 2023.
وفي 16 يناير الماضي، أعلن البنك المركزي اليمني، تحويل 250 مليون دولار، كدفعة ثانية من الوديعة السعودية، التي أعلنتها المملكة مطلع أغسطس من العام المنصرم، لدعم الاقتصاد اليمني.
كذلك أودعت السعودية في منتصف يونيو/ حزيران الماضي نحو 300 مليون دولار في حسابات البنك المركزي اليمني بعدن، في دفعة ثالثة من المنحة البالغة 1.2 مليار دولار، ومدتها عام لدعم الموازنة العامة، التي بدأت في أغسطس آب العام الماضي.
الصحافي الاقتصادي وفيق صالح، قال لـ”العربي الجديد” إن تأزم الوضع الاقتصادي في اليمن، نتيجة حتمية ومآلات متوقعة للعديد من العوامل والأحداث التي شهدها الاقتصاد الوطني على مدى العشرة الأعوام الماضية، والذي تعرض لاختلالات عميقة وضربات شديدة، على مدى السنوات الماضية، منها تعطل الموارد وتوقف الصادرات النفطية والغازية، وتجزئة المؤسسات الإيرادية والمالية من قبل مليشيا الحوثي، علاوة على تشتت الموارد المحلية وغياب الخطط والبرامج الرشيدة”.
وأضاف الصحافي الاقتصادي أن “ذلك فاقم من عجز المالية العامة للدولة وساهم في تفشي مظاهر الاختلالات في أجهزة الدولة ومؤسساتها، وغياب الإصلاحات الحكومية، وعدم تفعيل السياسات المالية، وكذا عدم إعداد الموازنة العامة السنوية، وتزايد النفقات المالية للحكومة، خصوصاً مدفوعات النقد الأجنبي، وتفاقم حدة العجز في ميزان المدفوعات مع شحّ المصادر الإيرادية للحكومة، وهذه أيضاً من أبرز الأسباب التي أدت إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطنين في الوقت الراهن”.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
وسط العقوبات وتراجع الروبل.. إنفاق عسكري قياسي في موازنة روسيا 2025
موسكو – وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانون الموازنة الفدرالية لأعوام 2025-2027، بإنفاق قياسي على الدفاع والاحتياجات العسكرية.
ومن المقرر أن تنفق روسيا في عام 2025 على الدفاع الوطني نحو 126 مليار دولار وهو ما يعادل 32.5% من الإنفاق الحكومي.
وبذلك ترتفع مخصصات الدفاع حوالي 28 مليار دولار من الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله هذا العام، وسط توقعات حكومية بانخفاض طفيف في الإنفاق العسكري لعامي 2026 و2027.
وفي العموم، تشكل هذه الزيادة أكثر من التمويل المتعهد به للرعاية الصحية والتعليم والسياسة الاجتماعية والاقتصاد الوطني مجتمعة.
تغطية التكاليفولتغطية هذه التكاليف واعتبارًا من عام 2025:
ستزيد روسيا ضرائب الدخل ستزيد الضرائب على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم سترفع الضرائب على إنتاج الغاز والنفط والفحم سترتفع الضرائب غير المباشرة على الكحول والسجائر والمشروبات السكرية وغيرها.ووفقا لجمعية المصدرين والمستوردين في روسيا، سترتفع أسعار جميع المنتجات في العام المقبل بنحو 20%، وأسعار الإسكان والخدمات المجتمعية بنسبة 10%.
من المتوقع أن تبلغ إيرادات الميزانية الفدرالية في روسيا لعام 2025 نحو 378.5 مليار دولار (رويترز) الإيرادات والنفقات بحسب القانون، من المتوقع أن تبلغ إيرادات الميزانية الفدرالية في عام 2025 نحو 378.5 مليار دولار، وفي عام 2026 نحو 393 مليار دولار، وفي عام 2027 نحو 405.34 مليارات دولار. كما يتوقع أن تبلغ النفقات في عام 2025 نحو 389.52 مليار دولار، وفي عام 2026 نحو 413.5 مليار دولار، وفي عام 2027 نحو 431.3 مليار دولار. سيبلغ عجز الموازنة الفدرالية 11.02 مليار دولار في عام 2025، و20.5 مليار دولار في عام 2026، و25.9 مليار دولار في عام 2027. تم تحديد أحجام صندوق الرعاية الوطنية للسنوات الثلاث المقبلة، بحيث يشكل النمو من 5.2% إلى 6% من الناتج المحلي الإجمالي. إعلانوتمت الموافقة على نفقات خدمة الدين الوطني للسنوات الثلاث القادمة، بينما تتمثل الأولويات الرئيسية للموازنة في وفاء الدولة بجميع الالتزامات الاجتماعية تجاه مواطنيها، وضمان الأمن والدفاع عن البلاد، وتحقيق السيادة التكنولوجية وتطوير البنية التحتية، وكذلك السياسة الاجتماعية.
يأتي إقرار الموازنة الجديدة في وقت أصبحت فيه نهاية العام فترة عدم استقرار بالنسبة للاقتصاد الروسي، إذ تجاوز سعر صرف الدولار مقابل الروبل 107 روبلات، وهو أعلى مستوى منذ 11مارس/آذار 2022.
موازنة المواجهةويرى الخبير الاقتصادي فيكتور لاشون، أن إقرار الموازنة الجديدة في وقت رفع فيه بنك روسيا الفائدة إلى مستوى قياسي تاريخي بلغ 21%، يشير إلى تسارع في التضخم يفوق مستوى العام الماضي.
ولا يستبعد لاشون في تعليق للجزيرة نت أن تتعرض شركات عامة وخاصة لحالات إفلاس وتوقف لبعض المصانع عن الإنتاج في المستقبل، مضيفًا أن الخطر لا يقتصر على الركود، بل على الركود التضخمي.
ويشير مصطلح الركود إلى تراجع الطلب على السلع والخدمات مع بقاء الأسعار في مستوياتها العادية فإذا زادت الأسعار مع تراجع الطلب صار ركودًا تضخميًا.
لكن لاشون يشير إلى أن الخيارات التي تتخذها الحكومة في الوقت الحالي وإن بدت خارجة عن المألوف، فإنها تعبر في الوقت ذاته عن مواصلة نهج مواجهة العقوبات لأن مصير البلاد بات يتوقف على قدرتها في التحمل وإن بثمن اقتصادي كبير.
ورجح أن يتم تغطية العجز بشكل رئيسي من خلال الاقتراض الحكومي الداخلي.
ويقول لاشون إن تخصيص ثلث الموازنة للاحتياجات العسكرية يعتبر إنفاقًا قياسيًا، لكنه يأتي في أجواء الحرب المتواصلة مع أوكرانيا "أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، ويمكن أن يؤدي إلى ضغوط على الاقتصاد والسكان، خلافًا لأوكرانيا التي تحصل على مليارات الدولارات من المساعدات من حلفائها الغربيين.
إعلان توازنمن جانبه، يقول الكاتب في الشؤون الاقتصادية، أندريه زايتسيف، إن مشروع الموازنة وقبل أن يصبح قانونًا، تمت مناقشته لعدة أشهر في مجلس الدوما وقدم النواب نحو ألف تعديل عليه.
وبرأيه، برز ذلك بشكل واضح من خلال قيام الحكومة بتحديث قائمة المشاريع الوطنية وتوسيعها بشكل كبير، كأداة رئيسية لتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، والتي شملت قطاع الأسرة والأطفال والبنية التحتية والنقل والرفاهية البيئية واقتصاد البيانات والتحول الرقمي للدولة ووسائل الإنتاج والأمن الغذائي والصحة وغيرها.
وحسب تقديره، سيستمر الاقتصاد في النمو بنحو 2.5% سنويا وسيظل التضخم عند 4%، مع توقعات بأن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي التراكمي في الفترة 2025-2027 نسبة 7.7% وهو معدل نمو اقتصادي أعلى من السيناريو الأساسي للبنك المركزي.
ويضيف أن إقرار الموازنة جاء في وقت نال فيه فريق الاقتصاد الكلي الروسي استحسانًا كبيرًا لإدارته للاقتصاد حتى الآن، بعد أن كان من المتوقع أن ينهار بعد فرض عقوبات قاسية عليه في الأسبوع الأول من الحرب وتجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار دولار ومنع روسيا من استخدام نظام سويفت لتحويل الأموال عبر الحدود.