يمن مونيتور:
2025-03-09@20:49:54 GMT

المقالح: نسيجُ وحده

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

المقالح: نسيجُ وحده

د. كمال أبو ديب

في العربية تعبيرٌ فريد هو أن تقولَ عن شخصٍ إنه نسيجُ وحده، أو كان نسيجَ وحده… ولا أعرفُ تفسيراً لنحو هذه العبارة؛ لكنها بكونها شاذةً تجسدُ معناها. وأكثرُ الناسِ الذين عرفتهم في حياتي المديدة جدارةً بأن يوصف بهذا التعبيرِ الفذ هو الصديق الفذ الذي فقدناه، عبد العزيز المقالح.

لقد كان بحق نسيجَ وحده.

الإنسان الوحيد الذي عرفته يجسدُ النقائضَ والأضدادَ في العديد من جوانب شخصيته وإنتاجه المدهش. كان يجمعُ، بل سأقولُ إنه يجمعُ، بين الهدوء الذي يدفعكَ إلى الصمت، والجموحِ الذي يكاد يطيرُ بكَ مع جموحه.

الحكمةُ، الحِلمُ، والشجاعةُ، واللطفُ، والهيجانُ إذا كان ثمةَ ما ينبغي أن يُقابل بالثورةِ فقط.

في حضوره كنتُ أصمتُ لأتأمل صمته. وكنتُ أفيضُ حيويةً حين أراه في عنفوانِ مواقفه من كل ما يمسُ الوطن، من كل ما يمسُ الأمة، من كل ما يمسُ الذين نذرَ لهم أكبر قدرٍ من حياته وإبداعه، الذين حُرموا من الحريةِ وانتُهكت كرامتهم وانتُزعت أرضهم أو حقوقهم، من الضعفاء والمساكين والمحرومين بكل أشكال الحرمان.

وكنتُ أُدهشُ لذلك البعد الطفولي الذي ينثُّ من هذا الرجلِ؛ الرجل. في ضحكةٍ عابرة لحديثٍ سريع، أو للفتةٍ ذكية. وكنتُ أيضاً أُدهشُ لشيءٍ يسِمُه أكثر من أي إنسان أعرفه… هو عطاؤهُ الذي يجعلكَ تشعرُ بأنه، وهو يعطيك، يأخذ منك.

تراه إذا ما جئته متهللاً، كأنكَ معطيه الذي أنت سائله.

ليعطكَ ربك أيها الحبيب ما أنتَ جدير به، مسندَ الذراع الأيمن من عرشه؛ فإنكَ نسيجُ وحدك، وستظل في ما أظنُ نسيج وحدك.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الثقافة المقالح اليمن

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افصح اليوم من فراشه بالمستشفي البابا فرنسيس، عن رسالته الاولي لليوبيل للكنيسه قائلا، بدأنا الأربعاء الماضي الزّمن الأربعينيّ مع رتبة الرّماد، وهو مسيرة توبة مدّةَ أربعين يومًا، تدعونا إلى أن نتوب من كلّ قلبنا وتقودنا إلى فرح الفِصح. لنلتزم حتّى يكون هذا الزّمن وقتًا لتنقية نفوسنا وتجدّدنا الرّوحيّ، ومسيرة نموّ في الإيمان والرّجاء والمحبّة.

واضاف اليوم صباحًا، احتفلنا بالقدّاس الإلهيّ في ساحة القدّيس بطرس من أجل عالم المتطوّعين الذين يحتفلون بسنة اليوبيل. في مجتمعاتنا التي تخضع لِمَنطِق السُّوق، ويوشك الجميع فيها أن يخضع لاعتبارات المصالح والسّعي إلى المنفعة، التَّطوُّع هو نبوءة وعلامة رجاء، لأنّه يشهد على أولويَّة المجّانيّة والتّضامن والخدمة للمحتاجين وأشدِّهِم حاجة. أُعرب عن شُكري إلى كلّ الذين يلتزمون في هذا المجال: شكرًا على وقتكم الذي تقدِّمونه وقدراتكم، وشكرًا على قربكم وحنانكم الذي به تهتمّون بالآخرين، فتبعثون فيهم الرّجاء من جديد!

أيّها الإخوة والأخوات، في أثناء إقامتي الطّويلة هنا في المستشفى، أنا أيضًا أشعر باهتمام الخدمة وحنان الرّعاية، وخاصّة من قِبَل الأطبّاء وكلّ العاملين الصّحّيين هنا، وأشكرهم من كلّ قلبي. وأنا هنا، أفكّر في الكثيرين الذين هم قريبون من المرضى بطرق مختلفة، وهم لهُم علامةٌ على حضور الرّبّ يسوع. نحن بحاجة إلى ”مُعجزة الحنان“ هذه، التي ترافق الذين هُم في مِحنة، فتحمل لهم بعضَ النّور في لَيل الألم.

أودّ أن أشكر كلّ الذين يُظهرون قربهم مِنِّي بالصّلاة: أشكركم جميعًا من كلّ قلبي! أنا أيضًا أُصلِّي من أجلكم. وأتّحد روحيًّا مع الذين سيُشاركون في الأيّام القادمة في الرّياضة الرّوحيّة المُخصّصة للكوريا الرّومانيّة.

ولنواصل معًا في طلب عطيّة السّلام، وخاصّة في أوكرانيا المعذّبة، وفلسطين، وإسرائيل، ولبنان، وميانمار، والسّودان، وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة. وعلى وجه الخصّوص، علِمت بقلق باستئناف العنف في بعض المناطق من سورية: أتمنّى أن يتوقّف ذلك نهائيًا، مع الاحترام الكامل لجميع المكوِّنات العرقيّة والدّينيّة في المجتمع، وخاصّة المدنيِّين.

أُوكلكم جميعًا إلى شفاعة سَيِّدَتِنا مريم العذراء الوالديّة. أحد مُبارك وإلى اللقاء!

مقالات مشابهة

  • مجلس الفراج يجمع المهنئين في أجواء رمضانية عامرة بالألفة والمودة
  • ضبط متخابر مع الاحتلال كان يجمع المعلومات خلال مراسم تسليم الأسرى
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • كلاسيكو الكرة الإنجليزية يجمع مانشستر يونايتد وأرسنال
  • دعاء اليوم الثامن من رمضان .. يجمع لك خيري الدنيا والآخرة
  • رونالدو وحده لا يكفي.. النصر يتعثر أمام الشباب بالدوري السعودي
  • أهالي حماة يشيعون شهداء الأمن العام الذين ارتقوا يوم أمس
  • سلامة داود: الأزهر الشريف كان ولا يزال وسيظل يجمع شمل الأمة ويقاوم تفرقها
  • «الريح المرسلة» يجمع نصف مليون درهم ل «تفريج كربة»
  • لماذا عرمان وحده؟