حسين الجسمي ينشد للوطن "عيد الاتحاد" في الذكرى الـ53 لليوم الوطني للإمارات
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
من أشعار صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئیس دولة الإمارات العربیة المتحدة ورئیس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، أنشد الفنان الإماراتي حسين الجسمي "جبل الأغنية العربية" أغنية وطنية جديدة بمناسبة الذكرى الـ53 لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حملت عنوان "عيد الاتحاد"، حيث استذكر في أبياتها أمجاد الوطن وتفرده بين الأمم، بداية من جهود المؤسسين وصولًا إلى الحاضر الزاهر.
وقال في أبياتها كلّ يوم يمر يقوى الإتحاد... لي بنوهْ أهل العزومْ الغانمينْ ورايةُ الأمجاد مرفوعَهُ بحياد... في السما يحمي حماها المخلصينَ إبتدَتُ في كفْ زايدْ باعتمادْ وإنتهَتُ في كفْ وضاحُ الجبينْ نعمْ بوخالدْ لها في الرفعْ زادْ.. لينْ صارتْ في حما أقوى يمينْ دولتي بالعدل مشهورَهْ وكادْ... شعبها أسعَدْ شعوبْ العالمينْ دينها الإسلامُ في طيبْ إعتقادْ منْ بداياتْ الرسالهُ مسلمينْ ونهجها واضِحْ ماتهوى الإنفرادْ دومْ تهوىَ وحدَةُ الصَّفْ الرّصينْ العمَلْ فيها مقدَّسْ وبرشادْ قادها محمدْ إلى الرَّكنْ الرَّكينْ نحنْ ناس مايحبونْ الرقادُ... دومْ نتحرَّكْ ونسعىَ جاهدين لأجل هذا دولتي ماهي جماد دولتي حيّهْ حياةْ الخالدينْ عيدها عيدٍ مميَّزْ في العَيادْ... عيدْ أمَّهْ كاملِهْ دنيا ودينْ به أهنيكمْ بأبياتٍ جدادْ وأسألْ اللّهْ أنْ يوفقنا ويعينْ.
تفاصيل أغنية “عيد الاتحاد”
وقد قام بتلحين أغنية "عيد الاتحاد" الملحن ماجد عبدالله، فيما تولى زيد عادل عملية التوزيع الموسيقي. أما المكس والماستر، فقد أُنجزا على يد المهندس علي الأمير.
الأغنية عُرضت من خلال فيديو كليب تضمن مشاهد أرشيفية عبر قناة الفنان حسين الجسمي على موقع اليوتيوب، إضافة إلى بثها عبر الإذاعات الإماراتية والخليجية والعربية، وجميع المكتبات والمنصات الموسيقية المتخصصة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة الفنان الإماراتي حسين الجسمي بن راشد حسين الجسمي عيد الاتحاد عید الاتحاد
إقرأ أيضاً:
فنانون للوطن، ومغنون لجيش البراءيين
صلاح شعيب
من بين الرواد الأحياء من المغنين – أمد الله في أعمارهم – شرحبيل أحمد، والطيب عبدالله، وأبو عركي البخيت، وصلاح مصطفى، وعبد القادر سالم، والتاج مكي، وسمية حسن، والنور الجيلاني، والجيلاني الواثق، وصديق أحمد، وآخرون. ومع تفاوت التزام هؤلاء الفنانين جانب المصلحة الوطنية فقد تعلمنا منهم حب الحق، والخير، والجمال. وعرفونا بقيمة الانتماء للوطن، والوفاء له، والزود عن حياضه بالحراك المدني. إنهم كانوا، وما يزالوا، مهذبين في مسلك حياتهم. معظمهم لم يهرول لإثبات وطنيته للوقوف المنافق مع مخططات الكيزان. بل إنهم كانوا يقدرون قيمة الفنان، والفن. ولذلك كانوا قمماً في الرهافة، والأناقة، والنبل، والإضافة الفنية.
فكل واحد من هؤلاء الفنانين ينعكس الوطن الجميل في شخصه، وغنائه، ومواقفه من المساهمة الثقافية في التجريب الغنائي، وتمثل روح البيئة إبداعياً. بالكاد يتمنون في قرارة أنفسهم الآن أن تتوقف الحرب، ويعودوا لبلادهم التي حلموا بأن يرونها شامخة، ومستقرة، ومتقدمة، وسط الأوطان. وليتذكروا تلك الأيام التي عاشوها حينما كان حبهم السودان، وغايتهم إسعاد مواطنينه، والرقي بالفن حلمهم، والوصول به إلى أعلى درجات التفنن همهم الأول. إنهم عباقرة للموسيقى، والكلمة الرقيقة، والأداء المتبتل. محترمون بهندامهم، وأخلاقهم الرفيعة، وحيائهم الملحوظ، وتواضعهم الجم. إنهم لم يتوقعوا بأن تسقط راية كرومة وسرور التي حملوها في غناء مبتذل، ولم يتوقعوا أن يتسلم الراية مغنو ومغنيات الثلاث بخرات الذين يتاجرون بالمنحط من الغناء، وهم من بعد أنصاف مواهب يقعون في حبائل الكيزان لإفساد الذوق الجمعي.
لم يتبرج فنانونا الافاضل في الخارج لشريف مكة، أو نيجيريا. وما عظموا خارج بلادهم إلا الصورة المشرقة للسوداني، وفنه الخماسي الذي يعرف بنا. ولهذا حازوا على قلوب مواطني الحزام السوداني، والقرن الأفريقي، وعربياً ودولياً أظهروا خصوصية النغم السوداني الذي هو جماع روح قومياته.
لقد قلبت الإنقاذ المعادلة فصار الفن مدخلاً لأنصاف المواهب الذين تدنوا بقيمة الكلمة، وشتروا اللحن، وصار المغني الذي يسترزق بأعمال من سبقوه أعلى قيمة من صاحب العمل الأصلي. فإعلام النظام الإسلاموي زاد الساحة الفنية ابتذالاً فوق ابتذال، فظهر الفرافير، والطراطير، والزرازير، كما قال لي وردي في حوار صحفي مطول. فقد رشت الحركة الإسلامية فناني الدرجة الثالثة، ورفعت أسهمهم في محاولة لضرب قيمة الغناء السوداني المتعدد، واستهداف الفن الأصيل الذي لا يتماشى مع برنامجها الضيق مواعينه. فقد أرادوا أن تكون قيمة الفنان بمدى قربه من التطبيل لنظامهم الخرب. ولذلك فشلت أغنية الأسلمة التي جاء بها شنان، ومحمد بخيت، وبقي الذوق السوداني عصياً على الاختراق بأنغام مكرورة، وشعر مصنوع لا قيمة له، وأصوات لا تثير طرباً.
في الوقت الذي يبحث فيه فنان قامة مثل شرحبيل احمد عن ملاذ آمن يأويه في غربته الآن يفرش جيش الكيزان البساط الأحمر في مطار بورتسودان لمغنين ومغنيات يفتقدون القيمة الإضافية للفن. وبينما يعض فنان مثل الطيب عبدالله بنان الندم على انحطاط إرث بلاده الفني لاحظنا أن نظام بورتيكيزان يحتفي بشخصيات فنية منحطة في سلوكها، وضعيفه في محتواها النغمي. وفي وقت يتمترس الفنان القامة أبو عركي البخيت في منزله صابراً على تآمر ضرب الثورة التي غنى لها، يخرج لنا فنان بلا قيمة ليغني بزمن فارق شعراً مكسراً، وألحاناً مسروقة، تمجد الجيش الذي عرد قادته، وجنوده، لخمس دول، وفضلوا عدم العودة.
يا لخيبة هؤلاء المغنين الذين بعضهم من الجواسيس الذين لا أرضاً قطعوا، ولا ظهرا أبقوا فهزمتهم موالات الثوار، وهي تشق عنان السماء في ميدان الاعتصام، وشارع الأربعين، وشارع الستين. إنهم استمروا في التجسس على زملائهم، واستقطابهم لموائد نظام الحركة الإسلامية بينما فضل البعض الآخر أن يغني لحملات المجرم صلاح قرش الذي قتل أمنه الشرفاء من أبناء الشعب المناضل الثائر.
لقد تدهور الغناء في بلادنا بعد دخولنا زمن الحركة الإسلامية المتسلطة، والتي لم تنجب من صلبها مفكراً أو فنانا، أو رساماً، أو ناقداً، أو مسرحياً، أو درامياً، أو روائياً بقيمة تتجاوز المطروح في الساحة الثقافية. والحقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه. فالتنظيم الذي يعجز عن مقارعة الحجة بالحجة، ويبقى كادره عبداً لمرشده، وأمرائه الدينيين، لن يستطيع أن يصنع الفنان، والذي من أهم سيمائه التغريد خارج السرب ليضيف المعرفة الإبداعية في المجالات التي يحترفها. ولا فن تليد بلا رؤية متمايزة عن السائد.
إن مغنيي الجيش الذين ينفخون في نيران الحرب، ويحمل بعضهم رشاشه لقتل الإنسان مجرد أشخاص عاجزين عن القيام بالمهنة العظيمة. فالفنان رقيق بطبعه، وشفاف في حسه، وأداته القلم، والفرشاة، والصوت، والحركة، ومتى عجز خياله في أن يستخدم هذه الملكات للتغيير، وصنع التقدم، والسلام، ويتظاهر مداهناً أمام الكاميرات بحمل السلاح أدرك أنه يريد أن يخلط فشله الفني بأدوار مهنيين آخرين حتى يكمل نقصه الإبداعي، والذي لم يحرك الطاقات نحو مواقع العمل، والفداء، والتضحية.