نازحو مخيم زمزم بدارفور بين القصف والبرد القارس
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
الفاشر- في مخيم زمزم للنازحين، الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور بالسودان، يقضي محمد عبد الله وعائلته لياليهم القاسية في خيام مهترئة صنعوها بأنفسهم. مع دخول فصل الشتاء القارس، تزداد معاناتهم بشكل ملحوظ.
الظروف المناخية الصعبة تهدد حياتهم اليومية، مما يزيد معاناتهم. محمد، مثل غيره من النازحين، يعرف جيدا معنى الخوف المستمر من القصف المدفعي، الذي لا يتوقف على سكان المنطقة منذ بدء النزاع، ولكن الآن أصبحوا يعيشون بين نار القصف وبرد الطقس.
ومحمد هو أحد النازحين الذين هربوا من مدينة الفاشر بسبب القصف المدفعي العنيف من قبل قوات الدعم السريع، يروي قصته للجزيرة نت ويقول "وصل إلى المخيم ما بين ألف إلى ألفي شخص من مدينة الفاشر في الأشهر الماضية".
ويضيف للجزيرة نت "لم نجد منازل تؤوينا، لذلك فرض علينا العيش في الساحات المفتوحة وسط تحديات كبيرة، منها نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية.. الجميع هنا فقد الأمل في العودة إلى ديارهم. مع تزايد الصعوبات، يزداد الخوف من تدهور الوضع الإنساني".
ويستضيف مخيم زمزم حوالي نصف مليون نازح، ويعاني سكان المخيم من تهديد مستمر بالقصف المدفعي، ويضيف عبد الله "نعيش في حالة من الخوف الدائم. في الأيام الأخيرة، تعرضت أسواقنا ومنازلنا للقصف المدفعي، وفقد العديد منا مصادر رزقهم".
ومع تصاعد الأزمة، بدأت بعض الأسر في المخيم البحث عن أماكن جديدة بعيدا عن القصف، حيث تقول محاسن حامد، النازحة في المخيم للجزيرة نت "بدأت بعض الأسر في النزوح إلى وجهات غير معلومة، بينما قرر آخرون العودة إلى مدينة الفاشر، رغم استمرار القصف".
إعلانوتتابع "الوضع في المخيم أصبح لا يُطاق، ونحن نعيش في قلق مستمر على أرواحنا وأطفالنا.. تعرضنا لأكثر من 25 قذيفة في يومين، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص".
ويصف المتحدث الرسمي باسم نازحي مخيم زمزم محمد خميس دودة الوضع في المخيم بالسيئ بشكل كبير نتيجة القصف المتكرر من قبل قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن عدد القتلى المدنيين ارتفع إلى 9، بينهم طفل، بالإضافة إلى 13 جريحا.
ويضيف للجزيرة نت، أن القصف دمر العديد من المنازل وأجبر السكان على النزوح إلى مناطق أخرى، متسائلا عن سبب استهداف المخيم من قبل القوات المتحاربة، رغم أنه يقع بعيدا عن أي وجود عسكري.
تحذيرات ومناشداتعلى الصعيد الدولي، حذر رئيس عمليات الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" ميشيل أوليفييه لا شاريتيه، من أن سكان المخيم يواجهون تحديات جسيمة، ليس فقط بسبب الجوع، ولكن أيضا بسبب القصف المستمر.
وأضاف في منشور عبر صفحته على فيسبوك "نحن قلقون بشأن سلامة المدنيين، بما في ذلك المرضى والطاقم الطبي. نحن بحاجة إلى حماية عاجلة للفرق الطبية والمرافق الصحية".
كما دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تدخل المجتمع الدولي، وقالت "ثمانية مصابين وصلوا إلى مرفقنا الصحي، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الأربع سنوات، يعانون من إصابات بالغة".
من جانب آخر، أكد والي شمال دارفور المكلف، الحافظ بخيت محمد للجزيرة نت، أن استهداف مخيم زمزم يعد جريمة وفقا للقانون الدولي الإنساني، خاصة أن المخيم يضم مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من قصف قوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن هذا الاستهداف يمثل جزءا من خطة قوات الدعم السريع لإسقاط مدينة الفاشر، معتبرا أن "هذه العمليات ليست مجرد هجمات، بل جزء من مخطط يهدف إلى تهجير المدنيين بشكل ممنهج، ونقلهم إلى مناطق أخرى تحت السيطرة"، بحسب قوله.
وفي مطلع أغسطس/آب الماضي، أشارت التقارير الصادرة عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مبادرة تشارك فيها عدة وكالات من بينها الأمم المتحدة، إلى تفشي المجاعة في مخيم زمزم رغم نفي الحكومة السودانية ذلك.
إعلانوتسبب الصراع الذي اندلع في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023 في موجات من العنف العرقي، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر للجزیرة نت مخیم زمزم فی المخیم
إقرأ أيضاً:
روسيا وأوكرانيا تتبادلان أسرى وتكثفان القصف
قال الجيش الأوكراني اليوم الخميس إنه شن هجوما على مطار في منطقة كراسنودار الروسية خلال الليل، مما أسفر عن وقوع انفجارات وحريق، في حين تبادلت موسكو مع كييف 150 أسيرا.
وأضاف الجيش أن القوات الروسية تستخدم المطار في تخزين الطائرات المسيرة وإطلاقها لمهاجمة أوكرانيا، وفي صيانة الطائرات التي تنفذ مهام بمناطق جنوب أوكرانيا.
في المقابل، قُتل شخص وأصيب 4 آخرون أمس الأربعاء في انفجار استهدف مركزا للتجنيد بغرب أوكرانيا حسب السلطات، في ثالث واقعة من نوعها في غضون أيام.
وكتب سيرغي تيورين رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خميلنيتسكي على تليغرام أن "انفجارا وقع في موقع مركز التجنيد الإقليمي والدعم الاجتماعي بمنطقة كاميانيتس-بوديلسكي".
وفي وقت لاحق، أكد قائد الشرطة الأوكرانية إيفان فيجيفسكي أن القتيل هو من أحضر المواد المتفجرة.
وقال في تقرير "إنه هجوم من جهاز الاستخبارات في الاتحاد الروسي لإثارة رأي خاطئ في المجتمع وزعزعة الاستقرار".
وتثير قضية التعبئة جدلا في أوكرانيا، إذ يعتبر العديد من الأوكرانيين أن نظام التجنيد الذي شهد العديد من فضائح الفساد غير عادل.
تبادل أسرىمن جهة أخرى، أعلنت موسكو أمس أنها تبادلت مع كييف 150 أسير حرب من العسكريين الأوكرانيين مقابل عدد مماثل من العسكريين الروس، في واحدة من القضايا القليلة التي تمكنت الدولتان المتحاربتان من التعاون بشأنها حتى الآن.
إعلانوقالت وزارة الدفاع الروسية إن 150 من عسكرييها المحتجزين لدى أوكرانيا تم تبادلهم مقابل 150 أسير حرب من الجانب الآخر.
وأشارت إلى أن العسكريين الروس باتوا الآن في بيلاروسيا (الحليفة الوثيقة لروسيا وجارة البلدين) لتلقّي "رعاية نفسية وطبية"، مضيفة أن التبادل جاء نتيجة عملية تفاوض.
من جانبه، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تليغرام "اليوم هو يوم جميل لنا جميعا".
وأضاف "نحن نستعيد 150 من الأسر في روسيا من المدافعين عنا"، دون أن يذكر العسكريين الذين أعيدوا إلى موسكو مقابل ذلك.
وأوضح زيلينسكي أن بين العسكريين المفرج عنهم جنودا ورقباء وضباطا، بعضهم محتجزون في روسيا منذ أكثر من عامين.
وأشارت روسيا وأوكرانيا أمس الأربعاء إلى أن عملية التبادل تمت بمشاركة من دولة الإمارات التي تضطلع بدور نشط في المباحثات وصفقات تبادل الأسرى بين كييف وموسكو، وتقوم أيضا بالتوسط لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا إلى بلدهم.
ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 تبادلت موسكو وكييف مئات الأسرى، وهما تتبادلان أيضا بانتظام جثامين عسكريين سقطوا في المعارك.