ديسمبر 4, 2024آخر تحديث: ديسمبر 4, 2024

المستقلة/- في خطوة جديدة نحو محاولة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء قرارًا يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في يونيو المقبل بهدف الدفع نحو حلّ الدولتين.

ورغم دعم 157 دولة للقرار، أثار هذا التحرك ردود فعل متباينة، حيث رفضته ثماني دول، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، في وقت يمتنع فيه العديد من الأعضاء عن التصويت.

هل يتقدم السلام أم يتراجع؟

في ظاهره، يبدو القرار دعوة للتوصل إلى حلّ عادل في القضية الفلسطينية، عبر تأكيد دعم “حل الدولتين” وفقًا للقانون الدولي. لكن في العمق، يطرح السؤال: هل يمكن لهذا القرار أن يفضي إلى تغيير حقيقي، أم أنه مجرد إجراء شكلي لا يغير من واقع الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود؟ في وقت تزداد فيه القناعة الدولية بعدم جدوى المفاوضات تحت الظروف الحالية، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتمكن الأمم المتحدة، بمساعدتها للأطراف الفاعلة في المنطقة، من تجاوز الانقسامات الدولية التي لا تزال تعرقل أي تقدم حقيقي نحو السلام؟

الدور المثير للجدل للمؤتمر الدولي

القرار يدعو إلى عقد “مؤتمر دولي رفيع المستوى” في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية. وعلى الرغم من أن هذا المؤتمر قد يبدو خطوة إيجابية نحو الحوار بين الأطراف الدولية الفاعلة، إلا أن هناك تساؤلات مشروعة حول قدرة هذا المؤتمر على اتخاذ خطوات عملية ملموسة بعيدًا عن البيانات السياسية والمواقف الرمزية.

فهل ستكتفي القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، التي امتنعت عن التصويت على القرار، بإعادة التكرار نفس المواقف، أم أن الضغوط الدولية الجديدة ستجبرها على اتخاذ مواقف جديدة؟ يطرح البعض السؤال أيضًا حول مدى قدرة الدول العربية، خاصة السعودية، على التأثير في تطورات القضية الفلسطينية بعد أن أصبحت دول أخرى في المنطقة تلتزم الصمت أو حتى تتعاون مع إسرائيل في مجالات عدة.

ما بعد القرار: تحديات التنفيذ

إحدى النقاط المثيرة للجدل في القرار هي دعوته للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي “للتصرف بمسؤولية والامتثال للقانون الدولي”، وهو ما يعكس محاولات جديدة لتفعيل اتفاقات سابقة والضغط على الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن السؤال المطروح هنا هو: هل التزام الطرفين، خاصة إسرائيل، بالقانون الدولي والاتفاقات السابقة سيكون ذا مغزى في ظل التصعيد العسكري المستمر على الأرض؟

وتبقى القضية الأبرز التي تثير الجدل: حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهو حق غير قابل للتصرف، حسب ما أكده القرار. لكن هل يعكس القرار الواقع على الأرض؟ أم أنه يواجه تحديات حقيقية في ظل تعنت بعض الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل التي تواصل استيطان الأراضي الفلسطينية؟

التوازن بين الضغوط الدولية والمواقف المحلية

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون لهذا القرار تأثير حقيقي على مجريات الصراع في فلسطين؟ من الواضح أن الإجابة لا تكمن في التصويت فقط، بل في قدرة الأطراف الدولية على ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل، وفي الوقت ذاته، ضمان أن تكون مواقف الأطراف الفلسطينية الموحدة جزءًا من أي حل مقبل.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية: مصر منفتحة على دوائر صنع القرار بشأن القضية الفلسطينية

علق الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، على الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، موضحًا أن هذه الرؤى المصرية تؤكد وبشكل كبير على أن مصر منفتحة على دوائر صنع القرار العالمي فيما يخص القضية الفلسطينية، من أجل السعي وبكل قوة إلى تدعيم ثوابت القضية الفلسطينية على كل المستويات، باعتبار أن هناك ثوابت للدولة المصرية سواء للعمل على تنفيذ مبدأ حل الدولتين، والسعي بكل قوة إلى أن يكون هناك رؤية استراتيجية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

التنسيق مع الجانب الأمريكي

 وأكد «فارس»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحياة اليوم»، عبر قناة الحياة، مع الإعلامية لبنى عسل، أن هذا الاتصال يؤكد أيضا على التنسيق مع الجانب الأمريكي باعتبار أن التنسيق المصري الأمريكي يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي والعالمي، مشددًا على أن هذا التنسيق يأتي باعتبار أن مصر كانت شريكة للولايات المتحدة الأمريكية إلى الجانب الشريك القطري في التوصل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأوضح أن هناك سعي بين الوسطاء المصري والأمريكي والقطري بكل قوة ليس فقط لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق ولكن لتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على إطلاق عملية سياسية شاملة تفضي لإحداث السلام في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص فيما يخض القضية الفلسطينية.

التفاوض في المرحلة الثانية

وعن تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التفاوض في المرحلة الثانية لحين العودة من زيارته لواشنطن، قال: «نتنياهو يسعى إلى تحقيق أكبر المكاسب الممكنة من وراء زيارته لواشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويريد أن يسوق مبدأ المظلومية وأن هناك ما يهدد الأمن القومي الإسرائيلي، وأن وقف إطلاق النار ليس في مصلحة إسرائيل في ظل وجود حماس».

وشدد على أن كل هذه المعطيات تؤكد على أن نتنياهو يسعى إلى تأجيج الصراع في المنطقة ولا يسعى لوجود سلام حقيقي يكون قائما على تنفيذ مبدأ حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • حظر الهواتف غير المطابقة خطوة جريئة لحماية المستهلك
  • منصور يجدد دعوة مجلس الأمن للتحرك السريع لحماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة إسرائيل
  • الشيباني: استمرار الوضع الراهن مرهون بالإرادة الشعبية أو التدخل الدولي
  • أستاذ علاقات دولية: مصر منفتحة على دوائر صنع القرار بشأن القضية الفلسطينية
  • وزير الإسكان الفلسطيني: المؤسسات الدولية تبالغ في تقديراتها حول إعادة إعمار غزة
  • الاجتماع العربي على مستوى المندوبين: إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لا تمتلك أي شرعية على الأراضي الفلسطينية
  • 30 قتيلا ومصابا في انفجار سيارة مفخخة شرق حلب بسوريا
  • عضو بـ«النواب»: مصر صوت داعم للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين التصريحات الأمريكية المتكررة بشأن تهجير سكان غزة
  • "أبومازن" يعرب عن تقديره لموقف الأمين العام للأمم المتحدة الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني