هل ينجح أعضاء مجلس النواب في حماية حرية التعبير وإطلاق سراح أحمد حسن الزعبي؟”
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
#سواليف
هل ينجح أعضاء #مجلس_النواب في #حماية_حرية_التعبير وإطلاق سراح #أحمد_حسن_الزعبي؟”
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
تابعنا جميعًا كلمات أعضاء مجلس النواب وهم يناقشون البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان، حيث ألقى قانون الجرائم الإلكترونية بظلاله على جزء كبير من كلماتهم. هذا القانون الذي تحوّل، في نظر الكثيرين، من أداة لحماية المجتمع من إساءة استخدام التكنولوجيا إلى سيف مسلط على رقاب الكُتّاب والأصوات الحرة.
أحمد حسن الزعبي ليس مجرد كاتب؛ بل هو صوت الشعب ونبض الوطن. من خلال مقالاته وكتاباته، حمل هموم المواطنين ونقل صرخاتهم بصدق وشجاعة. لم يكن يومًا ممن يساومون على المبادئ أو يخشون مواجهة الظلم. واليوم، يدفع ثمن مواقفه الحرة وكلماته الجريئة التي اختارت طريق الحق رغم التحديات.
قضيته ليست مجرد قضية فردية، بل تعكس معاناة كل من يؤمن بحرية التعبير وكرامة الكلمة في بلد اعتز دومًا بمناخه الديمقراطي وحرياته العامة. فالحرية ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي جوهر الأمة وركيزة استقرارها وازدهارها.
عندما صدر قانون الجرائم الإلكترونية، كان الهدف المعلن حماية المجتمع من التحديات التي فرضها العصر الرقمي، مثل الابتزاز الإلكتروني واختراق الخصوصية. لكن التطبيق العملي للقانون أظهر انحرافًا خطيرًا عن هذه الغايات. فقد أصبح وسيلة لتجريم الآراء وقمع الأصوات المعارضة، بدلًا من حماية الحريات الأساسية.
اليوم، يتحوّل هذا القانون إلى أداة تُستخدم لتكميم الأفواه وتجريم الكتاب والصحفيين. وأصبحت الكلمات التي تعبّر عن نبض الشارع تُعتبر تهديدًا للنظام العام، ما يعكس استغلالًا واضحًا للقانون لتقييد الحريات التي كفلها الدستور.
لقد استمعنا إلى كلمات النواب وهم يدافعون عن حرية التعبير وينددون بتطبيق القانون كأداة لتكميم الأفواه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتحول هذا الحديث إلى أفعال ملموسة؟ أم ستظل هذه الكلمات مجرد شعارات تُقال داخل قبة البرلمان دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ؟
إن موقف البرلمان من هذا الملف سيشكّل اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية أعضائه في الدفاع عن الحقوق والحريات. اليوم، الثقة بين الشعب وممثليه على المحك، وأي تقاعس في مواجهة الظلم يعني تآكل هذه الثقة وفقدانها.
حرية التعبير ليست مجرد حق قانوني؛ بل هي الضمانة لاستقرار المجتمع وازدهاره. عندما تُكمّم الأفواه ويُقمع النقد البناء، يختنق الإبداع وتتفاقم المشكلات بدلًا من حلها. إن الدفاع عن حرية التعبير هو دفاع عن القيم الوطنية ومستقبل الأجيال القادمة.
قضية أحمد حسن الزعبي يجب أن تكون بداية لإعادة النظر في جميع التشريعات التي تمس الحريات العامة. ويجب أن تكون رسالة لكل صاحب قرار بأن العدالة والكرامة لا تتجزأ، وأن الحرية هي الأساس لبناء أي مجتمع متقدم.
اليوم، نناشد أعضاء مجلس النواب وأصحاب القرار أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية. أن ينصتوا لصوت الشعب ويترجموا كلماتهم إلى أفعال. نحن بحاجة إلى خطوات جريئة تلغي العقوبات التي تهدد حرية التعبير، وتطلق سراح أحمد حسن الزعبي وكل من سُجن بسبب رأيه.
إذا كنا نريد مستقبلًا مشرقًا، فعلينا حماية الحريات الأساسية بشجاعة وإيمان بالعدالة. فلنكن جميعًا على قدر المسؤولية، ولنتكاتف لحمل لواء الحرية مهما كانت التحديات. أعضاء مجلس النواب اليوم أمام لحظة تاريخية؛ إما أن ينتصروا لحرية التعبير أو يساهموا في ترسيخ تكميم الأفواه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مجلس النواب حماية حرية التعبير محمد تركي بني سلامة أعضاء مجلس النواب أحمد حسن الزعبی حریة التعبیر
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الديوك
#الديوك
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 4 / 12 / 2017
كان الديك مثلاً للشجاعة والقوة والفصاحة ، فإذا أردت أن تمتدح شخصاً وتجمل معظم صفاته الحميدة بكلمة ما عليك الا أن تقول «فلان ديك»..أي أنه بكل شيء رجل حقيقي لا يخيب ظنك أبدأ ..كما أطلقنا وصف «الديكنة» بحق الأطفال النجباء والديناميكيين فكلما شاهدنا طفلاً ذكياً فصيحاً نشيطاً جريئاً قلنا «الديك الفصيح من البيضة بيصيح»..
حتى في الحواري القديمة مجرد مرورك من أمام البيت أي بيت ، كان يقف في وجهك الديك ويطلق «قوقأة تحذير» لك ويبقى يراقبك حتى تنصرف من المكان مثل رب أسرة «حمش»..وأحياناً يطارد من لا يعجبه سلوكه أو من بادر بإيذائه أو الاعتداء عليه ، فأنه لا يتوانى عن «النقنقة» والرفش برجليه وأظافره، فهو يعتبر نفسه حارسا يقظا ، طائر لديه كرامة واعتداد بالنفس ،حتى أني كنت أحسّه في بعض الأحيان يغار على دجاجته مني..فكلما مررت من أمام الخم يبقبق بصوت عالٍ فتنصرف حريمه سريعاً من المشهد..وكأنه يقول : «فوتي جوه يا مرة»..
لقد تغيرت كاريزما الديك المعاصر بتغير الزمن على ما يبدو ، فلم يعد ذلك الشجاع اليقظ المتفائل المتحمّس الحارس صاحب المبادئ «الحمش» الغيور المقاوم المناضل مهيوب الجانب..فقد استسلم لتغييرات الزمن ككل وفهم اللعبة ، وعرف ان هذه الصفات في هذا الزمن المائع تسمّى «عباطة» وليست شجاعة أو رجولة..لفت انتباهي قبل يومين ديك مائل الذيل متّسخ العرف كان قدّ كور لنفسه في التراب مكاناً تحت زيتونة ، مررت بجانبه نظر إلي بعين ناعسة ولم ينطق «ببقبقة» واحدة ، مررت ثانية لأستفزّه ، لم يأت بأية حركة تذكر..نظرت حوله وإذا بدجاجاته تسرح وتمرح على مسافة بعيدة بمنتهى الحرية ، اقتربت منهن لأستثير «حميّته» فأشاح برأسه عني وعن ما سيجري وكأنه يختصر الشرّ أو يواسي نفسه أنه لم ير شيئاً..في نهاية المطاف ضربت عليه حبّة حصى ليثأر لكرامته ويهاجمني أو على الأقل يطلق صياحه تجاهي لكنه خذلني وهرب..
للأمانة خذلني الديك «آخر رموز الكرامة» بهذا التصرف الانهزامي الاستسلامي ، وكنت أنوي ذبحه أو استبداله بديك آخر ، ثم تراجعت عن قراري في اللحظة الأخيرة..فهو جزء من حالة عامّة ، ومن غير المنطقي أن أطلب منه ان يكون ديكاً تقليدياً في زمن تغيرت فيه الديوك كلها…
#155يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي