في الحرب القذرة الدائرة حاليا لايمكن الزعم بأن هناك فسطاط وطنية ونزاهة يمثله الجيش وكتائب الكيزان، وفسطاط خيانة وعمالة يمثله الدعم السريع وقحت!
هذا التبسيط الساذج والمخجل لا يمكن أن ينطلي على ذي عقل!
هل هناك خيانة للوطن اكبر من تقطيع اوصاله بالتقسيم؟ من أين ينطلق خطاب الكراهية العنصرية واطروحات دولة النهر والبحر ؟ ينطلق من مطابخ جهاز الامن والاستخبارات العسكرية! في الدول المحترمة تستبسل الأجهزة الأمنية في ملاحقة أعداء الوحدة الوطنية ولكن اجهزتنا الأمنية والعسكرية في السودان لأنها محتلة كيزانيا تحولت إلى مصنع لسكاكين تقطيع لحم الوطن !
أما إذا كانت الخيانة تقاس بالانتهاكات في حق الشعب السوداني فهل بدأت الانتهاكات ضد السودانيين في ١٥ أبريل ٢٠٢٣؟ كم بريء قتل وكم قرية احرقت وكم مليون نزحوا وتشردوا ابتداء من حرب جنوب السودان مرورا بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وصولا إلى مجزرة فض الاعتصام ومجازر شهداء الثورة في الخرطوم؟
واذا كانت الخيانة هي الارتهان للدول الأجنبية فمن منا لا يعرف دوائر النفوذ المصري في الجيش السوداني منذ تأسيسه ودور هذا النفوذ في بعض الانقلابات تاريخيا، وفي الأضرار بمصالح السودان؟ ومن منا لا يعرف دور مصر في صناعة انقلاب البرهان على الفترة الانتقالية ومن منا لم ير صورة البرهان وهو يرفع التمام للسيسي ومن منا لا يعرف علاقة صلاح قوش بالمخابرات المصرية ومن منا لم يسمع بالطائرات المصرية تتحرك من والى السودان وعلى متنها كبار الرؤوس الكيزانية صانعة الفتنة في شرق السودان !
وحتى لو نظرنا صوب الدول الامبريالية كما يحلو للمثقفين النافعين من الذي قال كنا عيون واذان أمريكا في المنطقة؟ أليس هو وزير خارجية الكيزان مصطفى عثمان اسماعيل؟ ومن باع إخوته في الجهاد للسي اي اي؟ أليس هو مدير جهاز امن الكيزان ؟ ومن زار الكنيست الاسرائيلي سرا وفضحته الصحافة الإسرائيلية؟ أليس هو وفد من برلمان الكيزان ارسلهم البشير لخطب ود الدولة العبرية كطريق إلى قلب امريكا؟ ومن هرول إلى مقابلة نتنياهو من وراء ظهر الحكومة الانتقالية ؟ أليس هو البرهان قائد الجيش؟
مرارا وتكرارا قلت ولا امل التكرار: الأزمة السياسية في السودان غاية في التعقيد ، ولا يليق بمثقف يحترم نفسه ويحترم عقول الآخرين ان يتورط في تسويق الثنائيات التبسيطية متجاهلا حقائق الواقع، ومن ثم يتورط بوعي او بدونه في عملية غسيل الكيزان وتقديمهم في ثوب حامي حمى الوطنية وحارس قيم الاستقلال والنزاهة وممثل ضمير الشعب! فهذا تدليس فاجر يجب أن يترك لامثال حسن طرحة وعادل الباز ومن لف لفهم.
نحتاج بشدة إلى تدابير محكمة لصيانة الاستقلال والسيادة الوطنية ، وكذلك رسم الحدود الفاصلة بين علاقات التحالف او التعاون مع الخارج وبين العمالة والارتهان الأعمى للاجنبي ، فهذا جزء لا يتجزأ من اي مشروع وطني محترم ومسؤول لاستنهاض السودان من كبوته الراهنة، ولكن مثل هذا المشروع يجب أن ينطلق من منصة مستقلة عن اوكار الاحتيال والاستهبال المرتبطة بالدعاية السافرة لمشروع غسيل الكيزان مجانا عبر التماهي مع منهجهم التضليلي ومن ابداعاته : تخوين من تقاعس عن إدانة الدعم السريع وفي ذات الوقت تتويج من أنشأ الدعم السريع وسلحه ودربه وحصنه من المساءلة وشاركه القتل والنهب والتهجير بطلا في محراب الوطنية!!
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.