YNP / خاص -
بقدر ما حملته إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن من إشارات سلبية، فإنها هذه المرة اقتربت من الواقع اليمني، أكثر في ما يخص الصعيد الإنساني، والوضع الاقتصادي، وفي مقدمته صرف رواتب الموظفين في عموم البلاد، الأمر الذي يشير إلى أن هذين الملفين موضوعان الآن بقوة على طاولة أي مفاوضات أو مباحثات بشأن الأزمة في اليمن، وهو تقدم يحسب لصنعاء بدرجة أساس، كونها هي من تشترط معالجة هذين الملفين، قبل الدخول في أي مفاوضات لإحلال السلام في البلاد.


وفي الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لمجلس الأمن الدولي، وبعد أن تحدث عن جهوده في الوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية، تطرق إلى هشاشة الوضع وأثره على اليمنيين مؤكدا على الحاجة الملحة للوصول إلى توافق على طريق المضي قدمًا.
وعلى صعيد القضايا الاقتصادية، ذكر المبعوث الأممي أنه ومكتبه مستمرون في بحث الخيارات مع الطرفين حول الطرق الأمثل لتلبية حاجات جميع اليمنيين، بما يتضمن انتظام سداد رواتب موظفي القطاع العام في جميع أنحاء البلاد، وتحسين الخدمات، وتوفر السلع الأساسية بأسعار في المتناول، ومنظومة مصرفية قادرة على الاضطلاع بمهامها، وتيسير النشاط التجاري.
وأكد المبعوث أن "قضية سداد الرواتب، بما يشمل مسألة مصادر الإيرادات، قضية محورية تحتم على الطرفين إيجاد حل متفق عليه"، موضحا أنه "لا ينبغي النظر إلى الموارد الاقتصادية على أنَّها معادلة صفرية، بل لا بد للطرفين من التعاون بدلا من التنافس في سبيل التوسع في الفرص الاقتصادية من أجل رفاه جميع اليمنيين".
وتتمسك صنعاء باشتراطها في ما يخص سداد الرواتب من عاىدات النفط اليمني، وهو ما نتج عنه تعثر المفاوضات، ومثل حجر عثرة أمام التوصل إلى اتفاق يضمن إعادة تصدير النفط اليمني الموقوف منذ أكتوبر الماضي.

وفيما تؤكد صنعاء أنه لا يمكن إعادة تصدير النفط ما لم تكن هناك تفاهمات حول العائدات بحيث يتم مم خلالها صرف الرواتب، شكك موقع أمريكي في احتمالية موافقة الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية، على مطالب بهذا الخصوص، مرجحاً أن يستمر تعقيد ملف قطاع النفط أمام عمليات الإنتاج والاستثمار في ظل الانقسام الحاصل في البلاد.
وقال موقع dragonfly، في تقرير نشره تحت عنوان: "اليمن.. القتال على النفط عام 2023" إنه "من المرجح أن يظل قطاع النفط والغاز في اليمن منقسماً ومعقداً أمام العمليات والاستثمارات على حد سواء على المدى الطويل"، كما توقع أن يكون القتال من أجل السيطرة على القطاع محركاً رئيسياً للصراع مستقبلاً.
ورجح التقرير أن هذا الوضع المعقد فيما يخص قطاع النفط اليمني، سيؤدي إلى استمرار المخاطر الشديدة، المتمثلة في تعرض الشركات الأجنبية للهجمات، واللوائح غير الواضحة، وعمليات الابتزاز، والبيئة الأمنية التي لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير.
وتطرق التقرير إلى حالة قطاع النفط بعد أكثر من 8 سنوات من الحرب، مرجحاً ألّا يصل إنتاج النفط في اليمن إلى مستويات ما قبل الصراع، قبل عام 2024، وأرجع ذلك إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والتأخير في الموافقات الحكومية، وبيئة التشغيل غير الآمنة التي تمنع الاستثمار الأجنبي الذي تشتد الحاجة إليه.
وطرح التقرير إمكانية تراجع سلطات صنعاء عن قرار وقف تصدير النفط والغاز اليمني، لأن هذه السلطات- بحسب التقرير- أو من وصفهم بـالحوثيين "ملتزمون بهدفهم المتمثل في الحصول على حصة من عائدات الطاقة، بدلاً من مجرد تعطيلها، وذلك نظراً للحاجة إلى مثل هذه الإيرادات لدفع الرواتب وتوزيع الإيرادات".
وأضاف التقرير أن هذه البيئة الأمنية والتشغيلية المضطربة، ترجح عدم قدرة الحكومة اليمنية على إعادة شركات النفط والغاز الغربية في أي وقت قريب، حيث تضرر قطاع التنقيب والإنتاج في أعقاب منع التصدير بخروج شركات غربية وسيطرة الشركات المتبقية في البلاد.
وشكك التقرير في احتمالية موافقة الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية على مطالب الحوثيين بشأن عائدات النفط، الأمر الذي سيؤدي إلى استمرار خطر تعرض المنشآت في الجنوب لمزيد من الضرر، حيث أن عدم التوصل إلى اتفاق حول الإيرادات خلال العام الحالي 2023، سيحفز الحوثيين على اللجوء إلى الأعمال العسكرية على نطاق واسع، مثل التقدم العسكري إلى مارب، المحافظة النفطية الرئيسية شمال حوض شبوة النفطي.
ورجح التقرير استعداد قوات صنعاء للسيطرة على حقول النفط جنوب مدينة مارب، لا سيما إذا لم تظهر المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية أي بوادر للاتجاه إلى التسوية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تدهور الوضع الأمني للعمليات النفطية في منطقة شبوة وعلى طول الساحل الجنوبي.

 


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس قطاع النفط

إقرأ أيضاً:

صنعاء تعيد أسطول طائرات الخطوط الجوية اليمنية من إيرباص إلى الخدمة بعد استبدال محركاتها

أعلنت وزارة الطيران المدني والنقل الجوي في جمهورية اليمن الاتحادية العظمى أنها تمكنت من تغيير محركات 54 طائرة إيرباص من طراز A320 تابعة للخطوط الجوية اليمنية بمحركات جديدة فائقة القدرة والأداء من إنتاج الشركة اليمنية لصناعة الطيران المدني (أيرطاير)، وأن جميع هذه الطائرات باتت جاهزة للتحليق في الأجواء من جديد.

>> صنعاء تحل لغز أحد أهم جرائم الاغتيالات السياسية عبر التاريخ وأصابع الاتهام تشير إلى واشنطن

ويتكون أسطول الخطوط الجوية اليمنية من 323 طائرة، تُشكِّل طائرات إيرباص الأوروبية قرابة الربع منها، وتُشكِّل الطائرات من شركتي "إمبراير" البرازيلية و"كوماك" الصينية ما نسبته الربع أيضاً، بينما يتكوَّن نصف عدد أسطول طائرات الخطوط الجوية اليمنية من طائرات شركة "أيرطاير" الوطنية اليمنية، وخصوصاً الطائرات الاقتصادية منخفضة الانبعاثات نحيفة البدن (يمن أير 11، و12، و13، 14، و15) ذوات الـ190 مقعداً، و210 مقاعد، و240 مقعداً، و280 مقعداً، و310 مقاعد، على التوالي، المخصصة للرحلات القصيرة والمتوسطة. ولا تملك الخطوط الجوية اليمنية أي طائرة من شركة "بوينج" الأمريكية.

وكانت صنعاء منتصف العام الماضي، ودونما تقديم أي تفسير، قد أوقفت 79 طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية اليمنية عن الخدمة بشكل مفاجيء، وأودعتها مرابض الطائرات التي تخضع للصيانة بمطار بني حشيش الدولي إلى الشرق من العاصمة صنعاء، بينما كانت هذه الطائرات التي تُشكِّل عائلة A320 أغلبها، تليها A330 وA350، لا تزال في بداية مسيرتها ولم تتعرَّض لأي أعطال تستوجب إحالتها إلى التقاعد.

ومؤخراً قالت وزارة الطيران المدني والنقل الجوي في بيانٍ تلقَّت وكالة أنباء جمهورية اليمن الاتحادية "أجيت" نسخة منه عبر خدمة "التراسُل الضوئي" إن سبب إيقاف صنعاء تلك الطائرات يعود إلى الاشتباه في أنها تحتوي على محركات صناعة أمريكية بشكل كلي أو جزئي، وأضافت إنه بعد إخضاع ذلك العدد الكبير من إيرباص الذي تملكه الخطوط الجوية اليمنية للفحص الداخلي تبيَّن أن محركات إيرباص A320 صناعة مشتركة أمريكية فرنسية، وأنها من طراز "ليب" (LEAP)‏ الذي يُعَد من سلسلة عائلة المحركات العنفية المروحية العالية الالتفافية الذي تنتجه شركة سي اف ام الدولية (CFM International)‏ المملوكة بالمناصفة بين شركة جنرال الكتريك للطيران أحد فروع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية وسنيكما الفرنسية.

وأضاف بيان وزارة الطيران المدني والنقل الجوي في صنعاء إنه في إطار إعلان جمهورية اليمن الاتحادية حالة الحرب مع أمريكا ومقاطعتها سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وثقافياً فقد آلت صنعاء على نفسها أن تتخلص تماماً ونهائياً من كل ما هو أمريكي في اليمن مهما كان الثمن ومهما كلّف الأمر، ومن ذلك تلك المحركات التي كانت تعمل في طائرات إيرباص A320، والتي حلت محلها محركات وطنية من إنتاج شركة "براق مران للمحركات النفاثة والصواريخ الفرطصوطية" التابعة للشركة اليمنية لصناعة الطيران المدني (أيرطاير).

وإضافةً إلى طائراتها المدنية الاقتصادية منخفضة الانبعاثات نحيفة البدن، تشتهر الشركة اليمنية لصناعة الطيران (أيرطاير) بطائراتها واسعة البدن للرحلات الطويلة، وهي الأقل انبعاثاً واستهلاكاً للطاقة بين كل نظيراتها التي تصنعها شركتا بوينج وايرباص، وأشهرها طائرة (يمن أير 21-9) ذات المحركين التوربينيين بقوة دفع تبلغ 230600 رطل/قدم، التي تتسع في النموذج العادي لـ648 راكباً، وقد دخلت هذه الطائرة الخدمة أول مرة في 21 سبتمبر 2014 عبر الرحلة HOW1214 من مطار ذمار الدولي في جمهورية اليمن الاتحادية إلى مطار واق الواق الدولي في جمهورية بطريقلاند الاستوائية.

الشَّاردة 30. اقْتَنَصَها وحَرَّرَها: مُسَرْنم بن نَبْهَان


مقالات مشابهة

  • صنعاء تعيد أسطول طائرات الخطوط الجوية اليمنية من إيرباص إلى الخدمة بعد استبدال محركاتها
  • الأمم المتحدة: «انفراجة مهمة» بمفاوضات تبادل الأسرى في اليمن
  • المبعوث الأممي يدعو إلى مواصلة العمل مع مكتبه لاستكمال خطة تنفيذ التفاهم ويقول إن مفاوضات مسقط شهدت انفراجة مهمة
  • الأمم المتحدة: انفراجة بمفاوضات الأسرى بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين
  • غروندبرغ: مفاوضات مسقط توصلت لتفاهم حول إطلاق سراح قحطان وتبادل أسماء المحتجزين
  • أمين رابطة الجامعات الإسلامية يشيد بالجهود المصرية والسعودية والعمانية لحل الأزمة اليمنية
  • صناديق التحوط تزيد رهاناتها على صعود النفط بعد ارتفاعه 14 % منذ أوائل يونيو
  • الأمم المتحدة تحذر من الانتهاكات والاستغلال بحق المهاجرين الأفارقة
  • عبدالسلام: تفهم روسي واضح لعمليات اليمن في البحر الأحمر المساندة لغزة
  • عبد السلام :الموقف الروسي من عمليات اليمن المساندة لغزة متفهم وواضح