أعلن الحزب الرئيسي المعارض في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء أنه سيرفع دعوى قضائية ضد الرئيس يون سوك يول وعدد من كبار معاونيه الأمنيين بتهمة "التمرد" كما سيسعى لعزله، وذلك بسبب فرضه الأحكام العرفية بالبلاد في إجراء أحبطته الجمعية الوطنية (البرلمان) سريعا، ما دفع القوات العسكرية لمغادرة الشوارع، وأدى لاستقالات جماعية.

وقال "الحزب الديموقراطي" في بيان إنه سيرفع دعوى بتهمة التمرد ضد كل من رئيس الجمهورية ووزيري الدفاع والداخلية وشخصيات رئيسية في الجيش والشرطة متورطة في إعلان حالة الأحكام العرفية، مشيرا إلى أن المعارضة ستسعى كذلك إلى عزل الرئيس عبر محاكمته برلمانيا.

وأضاف أن إعلان يون الأحكام العرفية "يعد انتهاكا واضحا للدستور"، مشددا على أن يون فشل في الامتثال لأي من متطلبات أو مسوغات الدستور لإعلان الأحكام العرفية، وفق البيان.

وخلال اجتماع طارئ للمشرعين المعارضين -الذين يشكلون الأغلبية في الجمعية الوطنية- أعلن الحزب الديمقراطي أنه سيبدأ على الفور إجراء عزل يون ما لم يتنحى من تلقاء نفسه.

من جهته، اعتبر زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية قرار الرئيس فرض الأحكام العرفية في البلاد "مأساويا"، داعيا إلى محاسبة كل المسؤولين عن هذه المحاولة التي وصفها بالفاشلة.

إعلان دعوات لعزل الرئيس

وكان مشرعون في كوريا الجنوبية دعوا إلى عزل الرئيس بعد أن أعلن الأحكام العرفية قبل أن يتراجع عنها بعد ساعات مما أثار أكبر أزمة سياسية منذ عقود في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.

وأكد ائتلاف من المشرعين من أحزاب المعارضة عزمه تقديم مشروع قانون لعزل يون اليوم، والذي يجب التصويت عليه في غضون 72 ساعة.

ويمكن للجمعية الوطنية عزل الرئيس إذا صوت أكثر من ثلثي المشرعين لصالح ذلك، ثم تعقد المحكمة الدستورية محاكمة، والتي يمكن أن تؤكد ذلك بتصويت 6 من القضاة التسعة.

ويسيطر حزب يون على 108 مقاعد في البرلمان المكون من 300 عضو.

وإذا استقال يون أو أقيل، فإن رئيس الوزراء هان داك سو سيتولى منصب الرئيس لحين إجراء انتخابات جديدة.

استقالات جماعية

وردا على إعلان الرئيس الأحكام العرفية التي ألغيت بعد 6 ساعات، قدم كبار المسؤولين في المكتب الرئاسي في سول بمن فيهم رئيس الفريق الرئاسي استقالاتهم بشكل جماعي صباح اليوم.

وتوصل كبار المساعدين إلى قرار الاستقالة الجماعية خلال اجتماع لكبار الأمناء ترأسه رئيس الفريق الرئاسي تشونغ جين سوك في وقت سابق صباح اليوم.

عودة القوات

وفي ساعات الصباح الأولى، عادت القوات الكورية الجنوبية -التي انتشرت قبيل منتصف الليل لفرض تطبيق الأحكام العرفية- إلى قواعدها.

أتى ذلك بعد أن وافق الرئيس يون على رفع الأحكام العرفية التي أعلنها بزعم "الدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية وحماية النظام الدستوري الحر".

يذكر أن كوريا الجنوبية لا تزال وجارتها كوريا الشمالية المسلحة نوويا في حالة حرب رسميا منذ نهاية النزاع في شبه الجزيرة الكورية عام 1953.

أسباب محتملة

واتهمت كتلة المعارضة الكورية الجنوبية الرئيس بإعلان حالة الطوارئ للأحكام العرفية لحماية السيدة الأولى كيم كيون هي، من تحقيق تخضع له.

واعتبرت أن الإعلان "تكتيك ذو دوافع سياسية لصرف الانتباه عن تحقيق خاص من المقرر إعادة النظر فيه في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري".

إعلان

وتخضع كيم للتحقيق بتهمة قبول هدية حقيبة "كريستيان ديور" بقيمة 2200 دولار، وهو انتهاك محتمل لقانون مكافحة الفساد في كوريا الجنوبية.

وأتى الإعلان المفاجئ عن فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية ليل الثلاثاء-الأربعاء في خضم أزمة سياسية بين الرئيس والمعارضة تتمحور حول الميزانية العامة.

ردود فعل

وتسببت الأزمة في دولة تتبع نهجا ديمقراطيا منذ ثمانينيات القرن العشرين، وهي حليفة للولايات المتحدة واقتصاد آسيوي رئيسي، في إثارة قلق دولي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه يرحب بقرار يون إلغاء إعلان الأحكام العرفية.

كما قال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إن بلاده تتابع "بقلق بالغ واستثنائي" الوضع في كوريا الجنوبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی کوریا الجنوبیة الأحکام العرفیة عزل الرئیس

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسية

أعلن القائم بأعمال الرئاسة في كوريا الجنوبية الثلاثاء، أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في 3 يونيو/حزيران، وذلك عقب عزل الرئيس يون سوك يول من منصبه.

وبقيت كوريا الجنوبية بلا قيادة فعلية منذ ديسمبر/كانون الأول، حين حاول الرئيس السابق يون تقويض الحكم المدني بإعلانه الأحكام العرفية، لكن البرلمان سارع إلى عزله.

وأيدت محكمة الأسبوع الماضي إجراءات عزله وجردته من منصبه، مما يفرض وفق الدستور إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوما.

وقال رئيس الوزراء هان دوك سو -الثلاثاء- إن الحكومة أجرت مناقشات مع اللجنة الوطنية للانتخابات وغيرها من الوكالات المعنية، مضيفا أن النقاشات تناولت "ضرورة ضمان عملية انتخابية سلسة وإتاحة الوقت الكافي للأحزاب السياسية للتحضير".

وتابع أنه نتيجة لذلك، قررت الحكومة تحديد 3 يونيو/حزيران موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية الـ21 في كوريا الجنوبية، على أن يكون يوم عطلة عامة لتسهيل التصويت.

وبعكس الانتخابات العادية، حيث يتمتع الرئيس المنتخب بفترة انتقالية مدتها شهران، فإن الفائز في الانتخابات سيتم تنصيبه في اليوم التالي.

ويتولى رئيس الوزراء هان السلطة حاليا في البلاد بصفته القائم بأعمال الرئيس، بعد أن رفضت المحكمة الدستورية قرار عزله.

إعلان

وتجرى الانتخابات الرئاسية عادة أيام الأربعاء، ولكن لا يشترط يوم محدد في الانتخابات المبكرة بسبب شغور منصب، وتستمر الحملات الانتخابية من 12 مايو/أيار حتى 2 يونيو/حزيران.

ويعد زعيم المعارضة لي جاي ميونغ المرشح الأوفر حظا، حيث حصل على نسبة تأييد تبلغ 34% وفقا لأحدث استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب.

مقالات مشابهة

  • زيارة تاريخية إلى قرية الهدنة بين كوريا الجنوبية والشمالية
  • مساء اليوم.. المنتخب الوطني يواجه كوريا الجنوبية في منافسات كأس آسيا
  • كوريا الجنوبية تعلق على تأجيل فرض رسوم ترامب الجمركية
  • غداً.. منتخب الناشئين في مواجهة مصرية أمام كوريا الجنوبية
  • انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية بحزيران المقبل بعد عزل يون
  • انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية حزيران المقبل بعد عزل يون
  • رئيس كوريا الجنوبية بالإنابة يبحث هاتفيًا مع ترامب عددًا من موضوعات التعاون المشترك
  • ملف الإمارات ينافس كوريا الجنوبية وأستراليا في سباق «كأس آسيا 2030»
  • جيش كوريا الجنوبية: أطلقنا طلقات تحذيرية بعد انتهاك جنود خط ترسيم الحدود بين الكوريتين
  • كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسية