لم يكن جبريل إبراهيم، إلا كغيره من رؤساء الأحزاب والحركات السودانية، ما أن يختلف معه أنصاره حول بعض القضايا الجوهرية، يجرد قراره فيسلخهم من حزبه مغاضباً، إن قرار جبريل الاسبوع الماضي عزل أبرز كبار قادته و رفقائه في النضال المسلح الذي خاضوه معا عقدين من الزمان، خلف شعارات العدل والمساواة،ما هو إلا تأكيد جديد على ضيق صدر الزعماء السياسيين ويضاف إلى سلة الرعونة والإنقسامات الحزبية،لاسيما أن الخطوة دارت حول قضايا مصيرية تتعلق بعلاقة حركة العدل والمساواة وموقفها تجاه حرب الخرطوم وبعض ممارسات مثيرة لرئيس الحركة ، فالخطوة التي إرتكبها جبريل تكشف أمام الملأ عورة الدكتاتورية الحزبية التي يخفيها قادة الأحزاب خلف أقنعة النضال الزائفة حيث عكف بعضهم على تغطيتها بثياب الديمقراطية الخادعة،فالسيف الذي جرده الرجل وبتر به رفقائه صندل،حسابو وشرف وغيرهم من جسد حركته،هو ذات النوع من السيوف التي أستخدمها من قبل حزب الامة،فبتروا مبارك،مسار و نهار وغيرهم، كما قطّع الاتحادي أوصال حزبه إربا إرباً،وكذلك البعثيون ،الشيوعيون ،المؤتمر السوداني والاسلاميون،مع أنهم جميعا يتشدقون بالنضال والكفاح من أجل الديمقراطية ومحاربة الاستبداد وإشاعة حرية التعبير ،بينما يفشلون في تطبيقها داخل شرايين أحزابهم وحركاتهم التي تكلست بالاحتقان والخلافات المستمرة حول القضايا الوطنية .
إن ماقام به الرجل يُكذّب ما كان يرفعونه من شعارات نضالية مزورة تنادي ببسط المساواة والعدل للمهمشين وقاتل الحكومة المركزية كوريث ثوري لشقيقة الذي أغتيل غدراً، فكيف لمن يرفع شعارات الحرية ويقاتل من أجلها يضيق صدره بمن يخالفه الرأي،كما أنها لايمكن أن تجعل منه رجلا ديمقراطياً صادقاً في بحثه عن القيم والمبادئ تحت ركام الزيف والخداع ، كيف لا هو خريج مدرسة أصولية لاتؤمن بالتعددية السياسية ولا تعترف بالاختلاف كسنة فطرية في البشر ، خطوته الأحادية هذه تجسيد عملي لما قاله الرئيس المخلوع ذات في مخاطبة جماهيرية راقصة في ولاية القضارف بعد أنفصال الجنوب " تاني مافي حاجة اسمها تعددية،اسلامية عربية بس".
سيناريوهات مماثلة شهدها المجتمع السوداني كثيراً، إنتهت بظهور مكونات سياسية موازية للقديمة ،فقد إنشطر حزب الأمة القومي إلى أكثر من خمسة شظايا حزبية،ومثله الاتحادي الديمقراطي إلى عدد من الأكوام الحزبية ،أما أحزاب اليسار أفرخت عددا من الكتاكيت السياسية،بينما تجرعت الحركة الاسلامية أيضا من كأس الدكتاتورية الحزبية المسموم، فتقيأت عدداً من الكيانات الإسلامية ..وطالت الانقسامات حتى حزب المؤتمر السوداني الذي يعد أحدث الأحزاب على الساحة،فتطاير منه عدد من الكوادر الحزبية.
كل هذه المعطيات تؤكد ان التجربة الحزبية في السودان وجه آخر للدكتاتورية ،وتعد عقبة أساسية في سبيل إرساء دعائم الدولة المدنية،فرئيس الحزب يظل على دفة القيادة إلى ان يختاره الموت وليس الناخبين في حزبه،ومن ناحية اخرى، تؤكد ايضا ان زعماء الأحزاب السياسية والحركات النضالية قصيرو النظر ،يمزحون بالديمقراطية معتبرين أحزابهم ككنتين خاص يتحكم فيه رئيس الحزب كيفما يشاء، ومن المنتظر أن برد خصوم اليوم وحلفاء الأمس الصاع ضعفه لجبريل ،وذلك بميلاد كيان سياسي جديد مثلما فعل اسلافهم الذين استغنت عنهم أحزابهم ،ولسان حالهم يقول " جبريل عليه الحرب"!
msharafadin@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«حماة الوطن» يفتتح الوحدة الحزبية بالخروبة بمركز مرسى مطروح
افتتح النائب عيسى أبو تمر عضو مجلس النواب أمين حزب «حماة الوطن» بمطروح، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، الوحدة الحزبية الخروبة بمركز ومدينة مرسي مطروح، في إطار توسيع دائرة وزيادة عضوية الحزب للانتشار بين فئات المجتمع، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الفريق جلال الهريدي رئيس حزب حماة الوطن، وتعليمات اللواء طارق بركات رئيس قطاع شمال وغرب الدلتا لحزب حماة الوطن.
العمل على خل مشاكل المواطنين في المياه والاتصالاتوقال أمين حزب حماة الوطن بمطروح، في تصريحات اليوم: إن الوحدة الحزبية الخروبة، تتشكل من جميع أطياف المجتمع المطروحي من أبناء وادي النيل الصعيد والدلتا ومختلف قبائل مطروح، مؤكداً لأعضاء الوحدة الحزبية الجديدة أن جميع مطالب منطقة الخروبة ووادي الرمل في قطاعي مياه الشرب والاتصالات عُرضت بالفعل على الوزارات المعنية لإيجاد حلول سريعة وعاجلة لها.
قافلة طبية بمقر الوحدة الحزبية لخدمة المواطنينوأعلن أمين حزب حماة الوطن في بيان، خبر سار لأعضاء الوحدة الحزبية أن الدكتور إسلام عساف وكيل وزارة الصحة بمحافظة مطروح قرر إرسال قافلة طبية مجانية متنقلة بمقر الوحدة الحزبية بالخروبة بمركز مرسى مطروح لخدمة أهالي المنطقة وله منا كل تقدير لجهوده.
خدمة المواطنين في الشارع المطروحيوأوضح أنه جرى الانتهاء من افتتاح وحدات، أبو صالح، وسواني العبيدي، والعروبة، خلال الشهر الجاري بالإضافة إلى الخروبة، حيث تساهم افتتاح هذه الوحدات في تعزيز الحضور الحزبي في كل مراكز وقرى مطروح، والتواجد في الشارع المطروحي، بهدف بذل مزيد من الجهود للتلاحم المباشر مع المواطنين لبناء الجمهورية الجديدة.
عمد ومشايخ وقيادات تنفيذية شعبية وحزبية خلال الافتتاححضر افتتاح الوحدة الحزبية بالخروبة الدكتور إسلام عساف وكيل وزارة الصحة بمطروح والدكتور شريف كامل مدير إدارة المستشفيات بالمديرية، وسعيد المغواري أمين التنظيم بالحزب والحاج هيبة بو مرزيق الأمين المساعد، والعمدة مصطفى الدسوقي، والشيخ عدلي احمد سليمان، وعبداللاه خليفة أمين الوحدة الحزبية بالخروبة، ولفيف من قيادات الحزب والأمانات النوعية بأمانة المحافظة ومركز ومدينة مرسي مطروح.