لحظات انبهار وعدم التصديق، يشعر بها الجميع، حينما يقفون أمام لوحات تتشابك حروفها وأشكالها، دون معرفة أنها مُطرزة بالخط الكوفي، حينها يظنون أن آلات هي من برعت في إتقانها بهذا الشكل، ولا يعملون أن الأيادي المصرية تستطيع إظهار مثل هذه اللوحات ببراعة كبيرة عن طريق الـ«هاند ميد».

البداية في التطريز

20 سنة، قضتها سٌعاد محمد، في التطريز وعمل «الهاند ميد» بأنواعه المختلفة، عشقته منذ نعومة أظافرها، وعلى الرغم من ذلك إلا إنها أرادت تطوير من نفسها في المجال ذاته بأفكار جديدة ومُختلفة، حتى جاءت اللحظة التي عرفت فيها الطريقة الجديدة التي تدخل فن التطريز بها، وبالوقت ذاته فكرة جديدة، وهي تطريز الخط الكوفي والتراث الإسلامي.

صدفة قادت سعاد إلى الإبداع

منذ ما يقرب من 4 أعوام، كانت «سعاد» تتجول في الشوارع المختلفة، حتى لفت انتباهها أحد المباني العريقة التي تتزين بالخط الكوفي، وقفت أمامه عدة دقائق تتأمل ماذا تُشير تلك الحروف، «لما شوفت المبنى فضلت أسأل ايه الشكل ده، مخطرش على بالي أنها كلمات وليست رسوم، ولما عرفت أنه الخط الكوفي قولت ليه ما اتعلموش وأنمي موهبتي في التطريز به» وفق حديثها لـ«الوطن».

تعلم الخط الكوفي

منذ هذه اللحظة قررت «سعاد»، تعلم كل ما يتعلق بالخط الكوفي وتُزين لوحاتها بتطريزه: «فكرة تطريز الخط الكوفي مكنتش سهلة بالنسبة لي، لكن تدربت حوالي سنة، أعرف كل ما يتعلق به» وفق تعبيرها، مُشيرة إلى أن من ينظر إلى لوحاتها يظنها صُنعت بآلات مُتخصصة، وهو ما كان يشعرها بالسعادة والحماس، أنها استطاعت أن تخرج منتج متقن بهذا الشكل.

آيات قرآنية وتصميمات التراث الإسلامي، أبرز ما كانت تعمل على تطريزه «سعاد» في لوحاتها المُختلفة، التي تباينت في أحجامها وأشكالها: «تطريز الخط الكوفي هو التطريز نفسه، باستخدام إبرة وخيط وقماشة، وفيه لوحات بارزة عن الإطار، وده بحط فيه ورق فايبر، وفيه لوحات مٌساوية للبرواز» حسب تعبيرها.

الوقت المستغرق للانتهاء من اللوحات

تعكف «سعاد» لمدة تتجاوز شهرين ونصف، حتى الانتهاء من اللوحة الواحدة: «فيه لوح صغيرة متخدش معايا وقت، والكبيرة توصل لشهرين أو أكتر.. فيه ناس مفكرة إني برسم الأول على القُماش وبعدين اطرز لكن مبعملش كده، عشان الشكل يطلع مظبوط أنا بوظت كتير جدُا في البداية، لكن اتعلمت وأتمنى أني اعلمه لغيري، انضم لجمعيات أو مدارس أو ورش مجانًا مش عايزة مُقابل» هكذا عبرت «سعاد».

«تطريز الخط الكوفي فكرة حلوة جدا للتخلص من الطاقة السلبية ومنها نقدر نشغل أولادنا في حاجات مفيدة ومريحة ليهم وموهبة كمان تفيدهم في المستقبل» حسب «سعاد»، موضحة أن أسعار اللوحات المطرزة بالخط الكوفي، تبدأ من 200 جنيه حتى 900 جنيه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التطريز الخط الكوفي التراث الإسلامي

إقرأ أيضاً:

الصلابي يدعو إلى نجدة الفلسطينيين في غزة.. مهمة التعاون الإسلامي والعرب

دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محمد الصلابي، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى قيادة تحرك دولي لوقف حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني منذ 14 شهرا، في مخالفة لكل القوانين الدولية.

واعتبر الصلابي في حديث مع "عربي21"، أن ما تقوم قوات الاحتلال في قطاع غزة بحق الفلسطينيين العزل لا تقره أية شرعية، وهو عمل إجرامي وفق محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية.

وقال: "لقد أنهت قوات الاحتلال كل مقومات الحياة في غزة من مدارس وجامعات ومؤسسات حكومية ومنازل ومياه وكهرباء ومنعت الدواء والغذاء، حتى أصبحنا نشاهد بأعيننا كيف يموت الأطفال من الجوع ثم من البرد القارس في مشاهد لم نعهدها في تاريخنا القديم والحديث".

وأضاف: "لم يعد الاحتلال يكتفي بالاستيطان وتهويد الأقصى والعمل على تغيير معالم القدس مع الاحتفاظ بها عاصمة له، ولأ أيضا بإطلاق أيادي المستوطنين للبطش بالفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وفي الضفة الغربية، وإنما الآن تعداها لكل ما له علاقة بالبشر، حتى غدت المستشفيات التي يلجأ إليها المرضى للعلاج، والمحمية بموجب القوانين الدولية هدفا مستباحا للآلة العسكرية، لا بل إن الأطباء الذين صمدوا في تقديم العلاج للمصابين والمرضى، يتم استهدافهم على مرأى ومسمع العالم كله، وآخرهم مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية".

وأكد الصلابي أن مسؤولية إنقاذ الفلسطينيين التي تخلى العالم عنها وانحازت دوله الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الاحتلال، وهي تدعمه بكل قوة، هذه المسؤولية تقع على عاتق منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وأيضا دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال: "منظمة التعاون الإسلامية تعتبر فلسطين قضيتها الأولى لأنها ببساطة آية من كتاب الله، وجامعة الدول العربية مازالت تنظر إلى فلسطين كقضية مركزية، ودول مجلس التعاون الخليجي بالنظر إلى أنها تتأثر بشكل مباشر من تداعيات هذه الحرب الظالمة بحق الفلسطينيين، وقبل ذلك كله، نصرة المظلوم تعد من المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي، وقد حث الإسلام على الوقوف مع المظلومين والدفاع عن حقوقهم بكل الوسائل المشروعة، هذا علواة عن أن الفلسطينيين إنما ينوبون عن المسلمين في الدفاع عن قبلتهم الأولى، وعن العرب في الدفاع عن أمنهم القومي".

وناشد الصلابي المؤسسات الإسلامية الكبرى، وفي مقدمتها الأزهر الشريف إلى أن تعمل من أجل استخدام كل ما لديها من وسائل ضغط من أجل إنقاذ الفلسطينيين من الموت المحقق إن لم يكن بالطائرات الإسرائيلية فبالجوع ونقص الغذاء والدواء أو بالبرد حتى".

وقال: "علينا أن نعي جميعا أن جرائم الاحتلال التي رأيناها بأم العين في فلسطين وكنا جميعا شهودا عليها بفضل الفضائيات الدولية، لن تقف عند الفلسطينيين وحدهم، وإنما ستشمل الجميع إذ أن الاحتلال لا حود لأطماعه ولا مانع لجرائمه كما تابعنا ذلك".

إقرأ أيضا: شهيد وعدد من الجرحى برصاص الاحتلال في نابلس.. واقتحامات في الضفة (شاهد)

ويعيش مرضى فلسطينيون داخل المستشفى "الإندونيسي" بمحافظة شمال قطاع غزة ظروفا قاسية، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي حصارا خانقا عليه منذ الجمعة الماضية، وسط تصعيد القصف واشتداد برودة الأجواء التي تزيد معاناتهم.

يأتي ذلك في إطار التعمد الإسرائيلي لاستهداف المنظومة الصحية في القطاع خاصة بمحافظة الشمال، حيث سجلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان خلال 8 أشهر أكثر من 136 غارة إسرائيلية على ما لا يقل عن 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا بالقطاع، بحسب تقرير لها الاثنين الماضي.

والسبت الماضي، قالت وزارة الصحة في غزة، إن الجيش الإسرائيلي دمر البنى التحتية للمستشفى "الإندونيسي" بمحافظة الشمال قبل إجلاء مرضى إليه بشكل قسري من مشفى "كمال عدوان"، الجمعة.

وحذرت الوزارة في بيان نشرته آنذاك، من فقدان بعضهم للحياة بسبب عدم توفر المستلزمات.

ويمعن الجيش الإسرائيلي بإجراءات الإبادة والتطهير العرقي بمحافظة الشمال منذ قرابة 3 شهور، من خلال تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وتسوية المدن بالأرض، وقتل أهالي المحافظة وارتكاب المجازر بحقهم وإجبار المتبقين على النزوح واعتقال المئات منهم.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وبموازاة حرب الإبادة الإسرائيلية التي خلّفت أكثر من 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وسّع الجيش عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ما أسفر عن 835 قتيلا ونحو 6 آلاف و700 جريح، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

إقرأ أيضا: الاحتلال ينوي تخفيض المساعدات لقطاع غزة مع تولي ترامب منصبه

مقالات مشابهة

  • دراسة: قضاء وقت ممتع مع أحبائك وسيلة قوية للحفاظ على صحة قلبك
  • اختلافات الشكل والنكهة والمذاق.. دليلك للتمييز بين البقدونس والكزبرة
  • هل يجوز تغيير لون البشرة أو تغيير الشكل؟.. الدكتور شوقي علام يجيب
  • هل يجوز تغيير لون البشرة أو الشكل؟.. الدكتور شوقي علام يجيب
  • إذاعات دول منظمة التعاون الإسلامي والملتقى الإعلامي العربي يوقعان بروتوكول تعاون مشترك
  • الصلابي يدعو إلى نجدة الفلسطينيين في غزة.. مهمة التعاون الإسلامي والعرب
  • طبيب يوضح وسيلة مرتجلة لتخفيف آلام الأسنان
  • لإحياء التراث.. وهابيات تجمل معهد الموسيقى العربية
  • رابطة العالم الإسلامي تقدّم العزاء في ضحايا حادثة إطلاق النار بمدينة سيتينيي بالجبل الأسود
  • بنك عدن الإسلامي يبدأ صرف مرتبات عدد من وحدات وزارة الدفاع لشهري نوفمبر وديسمبر 2024