له مكانة خاصة في قلوب الأقباط.. الكنيسة تحتفل بذكرى استشهاد القديس مرقوريوس
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الأربعاء، الموافق الخامس والعشرون من شهر هاتور القبطي، بذكرى استشهاد القديس مرقوريوس الشهير" بأبي سيفين" الذي يحظي بمكانة كبيرة في قلوب جميع الأقباط ويتخدونه صديقاً لهم بسبب معجزاته الكثيرة.
وبدأ الأقباط منذ أمس الثلاثاء في نشر صور لهذا القديس على كافة مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة احتفالًا بذكرى استشهاده.
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين ، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 250م استشهد القديس مرقوريوس الشهير بأبي سيفين.
وتابع السنكسار : وُلِدَ هذا القديس في أوائل الجيل الثالث المسيحي من أبوين مسيحيين بمدينة رومية، وسُمى باسم " أبادير ". وتدعوه الكنيسة باسم " فيلوباتير " وهي كلمة يونانية تعنى " محب الآب " ربّاه أبواه تربية مسيحية. ولما بلغ سن الشباب التحق بالجيش الروماني في أيام ديسيوس الإمبراطور. أعطاه الرب نعمة وشجاعة، فقربه الإمبراطور إليه ودعوه باسم " مرقوريوس ".
وواصل السنكسار: حدثت حرب بين الملك والبربر فخرج ديسيوس لمحاربتهم، وعندما رأى كثرتهم فزع، فطمأنه القديس مرقوريوس قائلاً: " لا تخف لأن الله سيهلك الأعداء ويعطينا الغلبة ". وفي إحدى ليالي الحرب ظهر له ملاك الرب بلباس أبيض وأعطاه سيفاً، لذلك دعى بأبي سيفين. وبمعونة الرب انتصروا في الحرب. وقد عظُم شأن القديس بسبب شجاعته، ومَنَحه الملك ألقاباً ونياشين كثيرة، وأعطاه لقب قائد قواده. وأحبه الجميع، ولكن عرَّفهم القديس بأن الغلبة والنصرة، ليست من عنده، وإنما هي من عند الرب.
واضاف السنكسار: لما استراح الإمبراطور من الحرب أراد أن يبخّر لأوثانه هو وعسكره، فتخلَّف القديس مرقوريوس عن ذلك. ولما أعلموا الملك بتخلُّفه، استحضره، وسأله عن السبب. فاعترف القديس ولم ينكر أنه مسيحي، وأن النصرة في الحرب كانت بقوة السيد المسيح. عرض عليه الإمبراطور أن يختار بين منصبه الرفيع وبين إيمانه المسيحي. عندئذ خلع منطقته وملابسه العسكرية وقال للإمبراطور: " إني لا أعبد غير ربي وإلهي يسوع المسيح ". فغضب الملك جداً وأمر بضربه بالسياط والدبابيس، وعذّبوه بعذابات شديدة، فلم يتزعزع. وأثناء عذابه، دخل كثيرون إلى الإيمان بالسيد المسيح، بسبب ثباته واحتماله للعذاب، واستشهدوا.
واختتم السنكسار: ولما رأى الملك أن كثيرين دخلوا في الإيمان المسيحي بسببه، أرسله مكبَّلاً بالحديد إلى قيصرية. وهناك قطعوا رأسه. فنال إكليل الشهادة.
أبي سيفين السنكسار الكنسيجدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.
أبي سيفينالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكنيسة السنكسار أبي سيفين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القديس مرقوريوس المزيد المزيد أبی سیفین
إقرأ أيضاً:
المطران سويف: لنعمل معاً مسلمين ومسيحيين من اجل كرامة الانسان
افتتح رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف اليوبيل المقدس للعام 2025 تحت عنوان "يوبيل حجاج الرجاء"، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية الخوراسقف انطوان مخائيل، وكل من خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، المونسنيور جوزيف غبش، المونسنيور سايد مرون، رئيس فرع الجامعة الانطونية في مجدليا زغرتا الاب ماجد مارون، رئيس دير الرهبنة الانطونية في الميناء الاب فادي الحاج موسى، ولفيف من كهنة الابرشية.
حضر القداس جمهور واسع من كهنة الرعايا، و المعاونين لهم، وعدد من الراهبات والرهبان، إلى حشد من العلمانيات والعلمانيين، ولجان من الابرشية، وكل الروابط الروحية والاجتماعية والمدنية والثقافية.
وألقى سويف عظة بعد الانجيل قال فيها: "يسرني في هذا الاحد المبارك ومن مدينة طرابلس، وفي ابرشية طرابلس المارونية، ان اعلن بالاتحاد وبالشراكة والمحبة، شراكة الايمان مع قداسة البابا فرنسيس مع غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومع كل الأساقفة والكنيسة الجامعة في لبنان والعالم افتتاح اليوبيل المقدس لعام ٢٠٢٥ " يوبيل حجاج الرجاء" مبروك لهذه المسيرة اليوبيلية. نعم احبائي، هذا الاحد هو أحد مقبول للرب و كما الابرشية من وحي موضوع اليوبيل " الرجاء لا يخيب" من روما ٥ الاية ٥ وبإطار دعوة البابا فرنسيس للكنيسة الجامعة في كل العالم نحن حجاج الرجاء، ابرشيتنا استوحت من هذا اليوبيل هذه الاية الكتابية التي تقول " اعلن سنة مقبولة للرب" ما معناه ان يكون هذا اليوبيل مقبولاً لدى الرب".
أضاف: "نعم اخوتي الرجاء لا يخيب، وهذا هو الموضوع والمحطة الأساسية حيث نحن مدعوين للتأمل فيها نقف امام الرب لان اليوبيل هو وقفة امام الله والسبت الذي من خلاله سنترتاح، هو الاحد يوم الرب الذي من خلاله نقف امام الرب ونعيش فعل التقدمة الحقيقية في كل قداس، هو كل ايام الأسبوع الذي من خلالها نشكر نعمة الرب على عطية الرجاء، وعلى موهبته لا بل على كل المواهب التي سكبها في كل إنسان منا، هذه العطية التي تملأ حياتنا فرح ومن يكون مع الرب يحيا بالفرح الحقيقي، والداخلي، ويشعر انه مدعو للمشاركة اخوته البشر هذا الفرح فرح، اللقاء بيسوع المسيح الذي هو رجانا، والمسيح لا يخيب.لان الرجاء هو يسوع المسيح".
وتابع: "في هذه الاجواء الميلادية وفي مطلع السنة وفي الوقت الذي ندخل فيه عيد الدنح، اي الغطاس، معمودية الرب، على نهر الأردن، ومن خلال الرتبة التي احتفلنا فيها في مطلع القداس من خلال صلوات اليوبيل نحن مدعوين كي نجدد مواعيد المعمودية، وننشد في كل يوم من حياتنا، مع الملائكة والرعاة، والبشرية جمعاء، "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر"، الإنسان الممتليء من الرجاء لا يمكن إلا ان يكون إنسان يبني السلام في العالم، ويكون علامة رجاء في حياته وحياة العالم الذي يحتاج اكثر فأكثر إلى رجاء، والى علامات الرجاء، من هنا أدعو نفسي قبل ان ادعوكم حتى تكون هذه السنة وكل ايام حياتنا علامات رجاء".
وقال: "ان الحياة مليئة بالتحديات بالرجاء هناك تحديات، وفي العالم اليومي الذي نعيشه، وفي لبنان المتألم، وفي سوريا، وفي هذا الشرق الأوسط، الذي لا يزال يعيش نزاعات وحروب وصراعات وهجرة وتهجير، ونحن نأمل ان يدخل إلى حالة جديدة إلى حالة السلام إلى الحوار والمحبة والوحدة. الجوع لا يزال موجوداً فقدان الامل والآفاق المقفلة امام شبيبتنا اليوم، وهذا اكبر نزف يحصل في وطننا، خاصة عند انتهاء الدراسة وامام انعدام فرص العمل يهاجر معظم شبابنا بحثاً عن فرص للعمل، وهذا يحصل نتيجة اليأس والإحباط الذي تعيشه في قلبها. الحروب التي في معظمها عملية تجارية، ناتجة عن اطماع في اكثر سلعة تجني ارباحاً طائلة هي السلاح. وهذا تحد كبير لحاضر الانسان ومستقبله، والأبشع هو المتاجرة بالبشر، خاصة عندما ارى الانسان سلعة ورقم نازعاً عني كل أخلاقياتي وكل كياني الإنساني والروحي وكل كرامة الإنسانية، وهذا اكبر تحد تواجهه البشرية ونحن نكون من ابناء الرجاء وعلامات الرجاء الفاعلة والمحولة في المجتمع المدني والمجتمع الكنسي وفي المجتمع الإنساني عندما انظر إلى اخي الانسان وارى فيه صورة يسوع المسيح، بكل حب بعيد عن التمييز الديني والعنصري والاجتماعي والثقافي ... يسوع جاء كي يصالحنا جميعاً البعيدين والقريبين، مع يسوع لا يوجد يهودي او يوناني او وثني ولا عرق ابيض او اسود معه رجانا كلنا اصبحنا عائلة واحدة بيسوع المسيح. والإنسان المليء بمحبة يسوع لا يسأل أخيه الانسان من انت وما هو دينك ولونك وصفتك، ينظر في عينيه ويرى يسوع هو الذي ينظر اليه، لانه يعطيه الحب ويحترم مليء كرامته الإنسانية".
أضاف: "أمام كل هذه التحديات، علينا ان نفتش عن الرجاء ونسأل اين هو الرجاء في العالم الذي يحمل الكثير من الموت، وحزن، ويأس، في زمن اصبح فيه الانسان سلعة، نسأل اين هو الرجاء، دعونا نتساعد في شرح موضوع السنة تحت عنوان حجاج اي نحن حجاج اي هناك سيرة، مشوار، وجاء ضمن السينودس العام الذي ختمه البابا فرنسيس، فدعونا نشبك أيدينا بعضنا ببعض، بروح الأخوة والوحدة، بعيد عن الكبرياء والأنا، الذي مزقنا. لننظر صوب الرجاء الحقيقي ونشبك الأيادي ونقود بعضنا نحو هذا الميناء ميناء الخلاص والرجاء نحو المسيح، نسند بعضنا في هذا الطريق، بالتضامن الروحي والإنساني والاجتماعي عندما يشعر الإنسان ان الشخص الذي يقف أمامه موجود، وفيه حياة، ونفرح بلقاء يسوع المسيح ونحتفل بالحب والحياة. نطلب من الرب في هذا الاحد الذي تزامن مع وجود الرب في الهيكل من عمر ١٢ سنة مع أهله سار في مسيرة حج نحو الهيكل وهو قال لنا مرات كثيرة ان هذا الهيكل سيهدم ويبنى في ثلاثة ايام يعني الهيكل الجديد ليس حجارة، كما الكنيسة التي ليست مؤسسات ودوائر، والعالم ليس فقط قوانين ولكن الكنيسة والرعية والمجتمع الإنساني اصبحنا حجارة حية في الهيكل الجديد الذي يسمى يسوع المسيح ونحن عندما ندخل إلى الهيكل هذه السنة نسير نحو لقاء يومي مع يسوع المسيح".
وختم: "أحيي كل أبناء الابرشية والكهنة المعاونين مع المكرسات والمكرسين وكل العلمانيات والعلمانيين بكل اللجان وكل الروابط الروحية والاجتماعية والمدنية المجتمعين اليوم في طرابلس في كنيسة مار مارون، حتى نزرع البزور الإنجيليّة ليتخمر العالم والإنسانية كي يكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة، لنعيشها بروح مسكونية وانفتاح على كل الكنائس، فلم يعد يحق لنا إلا ان نتواصل تواصل يومي وحقيقي مع اخوتنا من كل الأديان الأخرى انطلاقاً من حقيقة لبنان مسلمين ومسيحيين نعيش معاً من اجل الوطن والإنسان وكرامة كل مواطن. دعونا نؤمن انه بالرجاء يهزم الشر، ومن يؤمن بيسوع لا يجد شراً لا في حياته او في مجتمعه، وعند الصغير والكبير تمحى الخطية ويتجدد الايمان. لنعش هذه المسيرة نحو المسيح نحج بالمسيح من خلال لقاءنا بالإنسان ترافقنا مريم ام الرجاء هو الذي لا يخيب له المجد من الان والى الأبد امين".