موقع 24:
2025-07-09@08:26:03 GMT

معركة النساء في إيران

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

معركة النساء في إيران

بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته

بعد كل التظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية احتجاجا على قيام شرطة الأخلاق بقتل الشابة الكردية مهسا أميني عادت السلطات وأصدرت قانونا جديدا للعفة والحجاب، ما يفسح المجال من جديد أمام شرطة الأخلاق للعودة إلى سابق عهدها في مراقبة النساء.


أثناء الاحتجاجات أحرقت النساء أغطية الرأس تعبيرا عن رفضهن للسلطة القمعية التي يمارسها رجال الدين على المجتمع تحت شعار الحفاظ على الأخلاق، وهي نوع من الوصاية التي هي بمثابة حجر على حرية المرأة في اختيار ما تلبسه. ذلك ما ينطوي على التمييز الذي يتعارض مع حقوق الإنسان.

لكن ما تعرفه الإيرانيات وهن يقاومن أن تلك السلطة القمعية لا تعترف أصلا بحقوق الإنسان. وهو ما يعني أن كل ما يُقال في ذلك المجال هو بالنسبة لرجال الدين نوع من الهرطقة التي يجب إزالة كل أثر لها من خلال إسكات الأصوات التي تتداولها. فالنأي بالمرأة من مكانها الحقيقي الذي يجعلها مساوية للرجل هو جزء أساس من التربية المضللة التي تعتبر قاعدة لبناء مجتمع مطيع لتعليمات الولي الفقيه بكل ما تمثله من تخلف.
إيران دولة دينية، لا علاقة لها بالقوانين المدنية التي تحكم الدول الحديثة. هي دولة قديمة تسعى إلى امتلاك أحدث الأجهزة التي تساعدها على تطوير قدراتها النووية. وهو ما يعني أن يقع السلاح النووي في أيدي بشر ينظرون إلى العالم المعاصر المحيط بهم بطريقة عدائية. وهو ما يُخيف من أن تصل إيران إلى مرحلة، تتمكن فيها من صنع سلاحها النووي. سيكون على العالم يومها أن يواجه خطر فنائه. فكل شيء سيء يمكن توقعه من نظام يكره العالم الحديث.
المرأة هي واحدة من أكثر مسائل الدولة الدينية في إيران تعقيدا. يُقال إنها أفضل حالا من المرأة العراقية في ظل هيمنة الميليشيات الإيرانية على الشارع ومن المرأة اللبنانية داخل حدود دويلة حزب الله. ولكنه أمر نسبي والقياس هنا قد لا يكون صحيحا. فليست حرية المرأة إلا جزء من حرية المجتمع المغيبة. وتلك أيضا محاولة لتمييع حضور المرأة باعتبارها عدوا من وجهة نظر النظام الشمولي الذي يتوكأ كذبا على عصا الأخلاق، في الوقت الذي يستعمل فيه تلك العصا لقمع المعارضين.

هناك معارضة نسوية في إيران وهو ما يفتقر إليه العراق ولبنان. بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته. كانت الشريعة بالنسبة لأصحاب العمائم كافية لإسكات النساء وإلحاق الهزيمة بهن. وكان النظر إليهن على أنهن الطرف الأضعف في المجتمع سلاحا مقنعا ولا يحتاج إلى بذل جهود كبيرة.

وهنا ينبغي عدم الاستهانة بقوة الدعاية الدينية التي ربطت بين المرأة والأخلاق من غير أن يرد ذكر للرجل الذي يحق له أن يفعل ما يشاء ويكون حرا في ما يرتديه. ليس لمظهر الرجل علاقة بالأخلاق بمفهومها الديني. لقد فُرض الحجاب على المرأة عنوانا للعفة. أما عفة الرجل فقد كانت متحررة من القيود. لعبت تلك الدعاية بعقول نساء كثيرات وصرن يدافعن عما يُسمى بكرامة المرأة التي لا تتحقق إلا من خلال حجابها ونقابها.
لا يمكن والحالة هذه أن نتوقع من النظام الإيراني أن يتراجع قيد أنملة عن مسألة حجاب المرأة. لو فعل ذلك لانهار مشروع الدولة الدينية الذي لا يقيم شأنا للفساد المستشري في مفاصل الدولة بقدر ما يراقب المرأة كما لو أنها العدو الذي يجب استباق خطواته. المرأة هي الخطر الأشد تأثيرا من مجاهدي خلق الذين يقاتلون هم الآخرون بنساء محجبات. وهو ما لا يعرفه الكثيرون ممَن يناصرونهم.
لا أبالغ إذا قلت إن مستقبل إيران مرتبط بحيوية وحراك المرأة داخل إيران وليس خارجها. فالإيرانيات خارج إيران يعشن حياة منفتحة هي أفضل من نساء الجاليات العربية لكن ذلك لا يعني شيئا. لقد فعلت المرأة داخل إيران ما فاجأ رجال الدين بما لم يتوقعوه بعد أن اطمئنوا إلى نجاح خططهم في تضليل النساء تحت مظلة الشريعة.
ستظل الأخلاق حصرا بالنساء إلى أن يسقط نظام الولي الفقيه. هو ما يعني أن معركتهن قد تخطت منطقتها الحقوقية لتكون معركة سياسية. تلك هي معركة الخط الناعم الذي سيكون خشنا في لحظة الصدام. فليس الحجاب سوى سبب للانقضاض على النظام من الداخل وهو ما لا تنفع في إيقافه قوانين العفة والحجاب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران وهو ما ی

إقرأ أيضاً:

ضابط سابق في الموساد يكشف: هكذا نجنّد جواسيسنا داخل إيران

كشف عوديد إيلام، الضابط السابق في الموساد، عن تفاصيل تجنيد العملاء داخل إيران، واصفًا الشبكة هناك بأنها واسعة رغم "الطبيعة المعادية للبيئة الإيرانية". اعلان

في مقابلة حصرية أجراها قبل أيام مع صحيفة "بيلد" الألمانية، كشف عُوديد إيلام، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، عن جوانب من الآلية التي يعتمدها الجهاز لتجنيد عملاء داخل إيران، واصفًا الشبكة هناك بأنها "واسعة وفعّالة رغم صعوبة البيئة المعادية"، بحسب ما نقلت صحيفة "جيروساليم بوست".

إيلام، البالغ من العمر 71 عامًا، خدم في الموساد لمدة 24 عامًا، وأوضح أن الجهاز استطاع تجنيد عدد كبير من الجواسيس في عمق الدولة الإيرانية رغم القيود الأمنية المشددة، ودعوات النظام المتكررة لملاحقة "الخونة" وتصفية العملاء.

"إيران ليست دولة متجانسة"

بحسب إيلام، فإن التنوّع العرقي داخل إيران هو أحد العوامل التي تُسهّل اختراق النظام. وأوضح أن 40% فقط من سكان الجمهورية الإسلامية البالغ عددهم نحو 90 مليون نسمة هم من الفرس، ما يترك هامشًا واسعًا للاضطرابات والانقسامات. وأضاف: "هذا يُصعّب على النظام فرض سيطرته على السكان. النظام الرقابي في إيران مليء بالثغرات، ولا يمكن مقارنته بما كانت تقوم به الاستخبارات الألمانية الشرقية (شتازي)".

وأشار إلى أن "الأقليات مثل الأكراد والتركمان والبلوش والأذريين يمكن استمالتهم للعمل ضد النظام، ليس بدافع دعم إسرائيل أو الطمع في المال فقط، بل بسبب سخطهم المتزايد على السياسات القمعية والإفقار الممنهج الذي يمارسه النظام الحاكم".

ووفقًا لإيلام، فإن الاستياء الشعبي في إيران يشكل خزانًا بشريًا خصبًا للتجنيد، مشيرًا إلى أن "شرائح واسعة من الإيرانيين تعاني الفقر المدقع، بينما النظام يخصص مليارات الدولارات لدعم منظمات إرهابية مثل حزب الله، بدلاً من الاستثمار في الداخل" وفق تعبيره.

وأضاف أن اتساع الأراضي الإيرانية وتعدد حدودها يُسهّل عمليات التهريب، بما في ذلك إدخال المعدات المطلوبة لتنفيذ العمليات أو إنشاء شبكات اتصال سرية.

Relatedالموساد يكشف ليورونيوز تفاصيل عملياته داخل العمق الإيرانيالموساد يشيد بـ"العملية التاريخية" ضد إيران ويشكر الاستخبارات الأميركيةخلف ستار الهجمات الإسرائيلية على إيران: كيف أعد جواسيس الموساد عملية "العرس الدموي"؟الموساد يوفر "الحماية"

وكشف إيلام أن من بين الأسباب التي تشجع البعض على التعاون مع الموساد هو ضمان الحماية الكاملة، ليس فقط للعميل نفسه، بل ولأفراد أسرته في حال تعرضوا للخطر.

وقال: "حين يعمل أحدهم معنا، نحرص على تأمينه وتأمين عائلته. لدينا التزام واضح بحمايتهم جميعًا".

اختيار دقيق ومتعدد المصادر

ورغم وفرة الأشخاص المحتملين للتعاون مع الموساد، شدّد إيلام على أن الجهاز لا يختار عملاءه بشكل عشوائي، بل يُخضعهم لعملية تقييم دقيقة وطويلة لضمان ملاءمتهم للمهام الموكلة إليهم.

وأكد أن المعلومات الاستخباراتية لا تُبنى على مصدر واحد، بل تُعزز دائمًا بمصادر متعددة قبل اتخاذ أي قرار حساس، قائلاً: "لا نعتمد على معلومة من عميل واحد فقط. نستخدم عدة مصادر لضمان دقة الأهداف، ونحرص على أن يكون كل عنصر من عناصرنا هو الشخص المناسب في المكان المناسب".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مذكرات توقيف دولية بحق قادة طالبان على خلفية انتهاك حقوق المرأة
  • غضب نسائي من بنكيران بسبب إستخفافه بالعازبات ووصفه إياهن بـ”بلارج”
  • 4 أسباب بارزة.. لماذا سيطر الفشل على الدول التي دخلتها إيران؟
  • مهرجان هي الفنون يعلن موعد وتفاصيل دورته الخامسة
  • مواطنون يروون معاناتهم بعد عودتهم إلى قراهم التي دمرها النظام البائد في ريف إدلب
  • مستشفى صحة المرأة بجامعة أسيوط تنظم اليوم العلمي الرابع لوحدة الإخصاب المساعد
  • ضابط سابق في الموساد يكشف: هكذا نجنّد جواسيسنا داخل إيران
  • غارديان: إيران تسرع ترحيل 4 ملايين أفغاني بعد طردهم كالقمامة
  • الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟
  • عجلون :نسيج تنظم لقاءً حواريًا حول التمكين السياسي للمرأة