موقع 24:
2025-02-11@22:52:40 GMT

معركة النساء في إيران

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

معركة النساء في إيران

بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته

بعد كل التظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية احتجاجا على قيام شرطة الأخلاق بقتل الشابة الكردية مهسا أميني عادت السلطات وأصدرت قانونا جديدا للعفة والحجاب، ما يفسح المجال من جديد أمام شرطة الأخلاق للعودة إلى سابق عهدها في مراقبة النساء.


أثناء الاحتجاجات أحرقت النساء أغطية الرأس تعبيرا عن رفضهن للسلطة القمعية التي يمارسها رجال الدين على المجتمع تحت شعار الحفاظ على الأخلاق، وهي نوع من الوصاية التي هي بمثابة حجر على حرية المرأة في اختيار ما تلبسه. ذلك ما ينطوي على التمييز الذي يتعارض مع حقوق الإنسان.

لكن ما تعرفه الإيرانيات وهن يقاومن أن تلك السلطة القمعية لا تعترف أصلا بحقوق الإنسان. وهو ما يعني أن كل ما يُقال في ذلك المجال هو بالنسبة لرجال الدين نوع من الهرطقة التي يجب إزالة كل أثر لها من خلال إسكات الأصوات التي تتداولها. فالنأي بالمرأة من مكانها الحقيقي الذي يجعلها مساوية للرجل هو جزء أساس من التربية المضللة التي تعتبر قاعدة لبناء مجتمع مطيع لتعليمات الولي الفقيه بكل ما تمثله من تخلف.
إيران دولة دينية، لا علاقة لها بالقوانين المدنية التي تحكم الدول الحديثة. هي دولة قديمة تسعى إلى امتلاك أحدث الأجهزة التي تساعدها على تطوير قدراتها النووية. وهو ما يعني أن يقع السلاح النووي في أيدي بشر ينظرون إلى العالم المعاصر المحيط بهم بطريقة عدائية. وهو ما يُخيف من أن تصل إيران إلى مرحلة، تتمكن فيها من صنع سلاحها النووي. سيكون على العالم يومها أن يواجه خطر فنائه. فكل شيء سيء يمكن توقعه من نظام يكره العالم الحديث.
المرأة هي واحدة من أكثر مسائل الدولة الدينية في إيران تعقيدا. يُقال إنها أفضل حالا من المرأة العراقية في ظل هيمنة الميليشيات الإيرانية على الشارع ومن المرأة اللبنانية داخل حدود دويلة حزب الله. ولكنه أمر نسبي والقياس هنا قد لا يكون صحيحا. فليست حرية المرأة إلا جزء من حرية المجتمع المغيبة. وتلك أيضا محاولة لتمييع حضور المرأة باعتبارها عدوا من وجهة نظر النظام الشمولي الذي يتوكأ كذبا على عصا الأخلاق، في الوقت الذي يستعمل فيه تلك العصا لقمع المعارضين.

هناك معارضة نسوية في إيران وهو ما يفتقر إليه العراق ولبنان. بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته. كانت الشريعة بالنسبة لأصحاب العمائم كافية لإسكات النساء وإلحاق الهزيمة بهن. وكان النظر إليهن على أنهن الطرف الأضعف في المجتمع سلاحا مقنعا ولا يحتاج إلى بذل جهود كبيرة.

وهنا ينبغي عدم الاستهانة بقوة الدعاية الدينية التي ربطت بين المرأة والأخلاق من غير أن يرد ذكر للرجل الذي يحق له أن يفعل ما يشاء ويكون حرا في ما يرتديه. ليس لمظهر الرجل علاقة بالأخلاق بمفهومها الديني. لقد فُرض الحجاب على المرأة عنوانا للعفة. أما عفة الرجل فقد كانت متحررة من القيود. لعبت تلك الدعاية بعقول نساء كثيرات وصرن يدافعن عما يُسمى بكرامة المرأة التي لا تتحقق إلا من خلال حجابها ونقابها.
لا يمكن والحالة هذه أن نتوقع من النظام الإيراني أن يتراجع قيد أنملة عن مسألة حجاب المرأة. لو فعل ذلك لانهار مشروع الدولة الدينية الذي لا يقيم شأنا للفساد المستشري في مفاصل الدولة بقدر ما يراقب المرأة كما لو أنها العدو الذي يجب استباق خطواته. المرأة هي الخطر الأشد تأثيرا من مجاهدي خلق الذين يقاتلون هم الآخرون بنساء محجبات. وهو ما لا يعرفه الكثيرون ممَن يناصرونهم.
لا أبالغ إذا قلت إن مستقبل إيران مرتبط بحيوية وحراك المرأة داخل إيران وليس خارجها. فالإيرانيات خارج إيران يعشن حياة منفتحة هي أفضل من نساء الجاليات العربية لكن ذلك لا يعني شيئا. لقد فعلت المرأة داخل إيران ما فاجأ رجال الدين بما لم يتوقعوه بعد أن اطمئنوا إلى نجاح خططهم في تضليل النساء تحت مظلة الشريعة.
ستظل الأخلاق حصرا بالنساء إلى أن يسقط نظام الولي الفقيه. هو ما يعني أن معركتهن قد تخطت منطقتها الحقوقية لتكون معركة سياسية. تلك هي معركة الخط الناعم الذي سيكون خشنا في لحظة الصدام. فليس الحجاب سوى سبب للانقضاض على النظام من الداخل وهو ما لا تنفع في إيقافه قوانين العفة والحجاب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران وهو ما ی

إقرأ أيضاً:

الشرع: ليس من الأخلاق أن يتصدر ترامب لإخراج الفلسطينيين بغزة من أرضهم

سوريا – أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، امس الاثنين، إنه “ليس من الحكمة والأخلاق البشرية والسياسية أن يتصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخراج الفلسطينيين بقطاع غزة من أرضهم”.

جاء ذلك في مقابلة البودكاست السياسي البريطاني “THE REST IS POLITICS” مع الشرع.

وردا على سؤال عن رأيه بتصريحات ترامب حول تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، شدد الشرع أنه “ليس من الحكمة والأخلاق البشرية والسياسية أن يتصدر ترامب لإخراج الفلسطينيين من أرضهم”.

واعتبر دعوة ترامب لتهجير فلسطيني غزة “جريمة كبيرة جداً، لا يمكن أن تحدث ولن تنجح لأنه ليس هناك قوة في العالم يمكنها أن تجبر أهل أرض أن يهجروا أرضهم”.

الشرع شدد على أن الفلسطينيين في غزة “تحملوا العذاب والقتل والدمار على مدار 15 شهراُ من حرب الإبادة الإسرائيلية، ولم يقبلوا الخروج من أرضهم”.

واختتم الشرع حديثه بالقول: “لأكثر من 80 عاماً، كانت هناك محاولات لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، لكنهم أعطوا درساً هو التمسك بالأرض”.

وفي 4 فبراير/ شباط الجاري، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.

و امس الاثنين، قال الرئيس الأمريكي، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، إن خطته لن تتضمن حق الفلسطينيين في العودة.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • قضايا المرأة تناقش التمييز ضد النساء في التشريعات المصرية
  • الشرع: ليس من الأخلاق أن يتصدر ترامب لإخراج الفلسطينيين بغزة من أرضهم
  • نساء تتلمذ على يديها كثير من العلماء في تاريخ الإسلام.. تعرف عليهن
  • رمضان 2025.. “أم 44” يسلط الضوء على تحديات النساء في منتصف العمر
  • إيران تدين المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهجير سكان غزة قسرا
  • امرأة تهدد سائق أوبر بتهمة التحرش إن لم يصطدم بالسيارة التي أمامه.. فيديو
  • جدل بتونس لحضور مسؤولة إيرانية ندوة حول المرأة
  • إليكم السبب الذي قد يؤدي إلى رفض طلبكم نحو هذه الدولة الأوروبية
  • شمس الكويتية تفتح النار على المروجين لـالنسوية.. ماذا قالت؟ (شاهد)
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية