موقع 24:
2024-09-19@23:25:45 GMT

معركة النساء في إيران

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

معركة النساء في إيران

بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته

بعد كل التظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية احتجاجا على قيام شرطة الأخلاق بقتل الشابة الكردية مهسا أميني عادت السلطات وأصدرت قانونا جديدا للعفة والحجاب، ما يفسح المجال من جديد أمام شرطة الأخلاق للعودة إلى سابق عهدها في مراقبة النساء.


أثناء الاحتجاجات أحرقت النساء أغطية الرأس تعبيرا عن رفضهن للسلطة القمعية التي يمارسها رجال الدين على المجتمع تحت شعار الحفاظ على الأخلاق، وهي نوع من الوصاية التي هي بمثابة حجر على حرية المرأة في اختيار ما تلبسه. ذلك ما ينطوي على التمييز الذي يتعارض مع حقوق الإنسان.

لكن ما تعرفه الإيرانيات وهن يقاومن أن تلك السلطة القمعية لا تعترف أصلا بحقوق الإنسان. وهو ما يعني أن كل ما يُقال في ذلك المجال هو بالنسبة لرجال الدين نوع من الهرطقة التي يجب إزالة كل أثر لها من خلال إسكات الأصوات التي تتداولها. فالنأي بالمرأة من مكانها الحقيقي الذي يجعلها مساوية للرجل هو جزء أساس من التربية المضللة التي تعتبر قاعدة لبناء مجتمع مطيع لتعليمات الولي الفقيه بكل ما تمثله من تخلف.
إيران دولة دينية، لا علاقة لها بالقوانين المدنية التي تحكم الدول الحديثة. هي دولة قديمة تسعى إلى امتلاك أحدث الأجهزة التي تساعدها على تطوير قدراتها النووية. وهو ما يعني أن يقع السلاح النووي في أيدي بشر ينظرون إلى العالم المعاصر المحيط بهم بطريقة عدائية. وهو ما يُخيف من أن تصل إيران إلى مرحلة، تتمكن فيها من صنع سلاحها النووي. سيكون على العالم يومها أن يواجه خطر فنائه. فكل شيء سيء يمكن توقعه من نظام يكره العالم الحديث.
المرأة هي واحدة من أكثر مسائل الدولة الدينية في إيران تعقيدا. يُقال إنها أفضل حالا من المرأة العراقية في ظل هيمنة الميليشيات الإيرانية على الشارع ومن المرأة اللبنانية داخل حدود دويلة حزب الله. ولكنه أمر نسبي والقياس هنا قد لا يكون صحيحا. فليست حرية المرأة إلا جزء من حرية المجتمع المغيبة. وتلك أيضا محاولة لتمييع حضور المرأة باعتبارها عدوا من وجهة نظر النظام الشمولي الذي يتوكأ كذبا على عصا الأخلاق، في الوقت الذي يستعمل فيه تلك العصا لقمع المعارضين.

هناك معارضة نسوية في إيران وهو ما يفتقر إليه العراق ولبنان. بعد مقتل مهسا أميني صار على النظام أن يحتاط من عدو لم يكن قد قدر قوته. كانت الشريعة بالنسبة لأصحاب العمائم كافية لإسكات النساء وإلحاق الهزيمة بهن. وكان النظر إليهن على أنهن الطرف الأضعف في المجتمع سلاحا مقنعا ولا يحتاج إلى بذل جهود كبيرة.

وهنا ينبغي عدم الاستهانة بقوة الدعاية الدينية التي ربطت بين المرأة والأخلاق من غير أن يرد ذكر للرجل الذي يحق له أن يفعل ما يشاء ويكون حرا في ما يرتديه. ليس لمظهر الرجل علاقة بالأخلاق بمفهومها الديني. لقد فُرض الحجاب على المرأة عنوانا للعفة. أما عفة الرجل فقد كانت متحررة من القيود. لعبت تلك الدعاية بعقول نساء كثيرات وصرن يدافعن عما يُسمى بكرامة المرأة التي لا تتحقق إلا من خلال حجابها ونقابها.
لا يمكن والحالة هذه أن نتوقع من النظام الإيراني أن يتراجع قيد أنملة عن مسألة حجاب المرأة. لو فعل ذلك لانهار مشروع الدولة الدينية الذي لا يقيم شأنا للفساد المستشري في مفاصل الدولة بقدر ما يراقب المرأة كما لو أنها العدو الذي يجب استباق خطواته. المرأة هي الخطر الأشد تأثيرا من مجاهدي خلق الذين يقاتلون هم الآخرون بنساء محجبات. وهو ما لا يعرفه الكثيرون ممَن يناصرونهم.
لا أبالغ إذا قلت إن مستقبل إيران مرتبط بحيوية وحراك المرأة داخل إيران وليس خارجها. فالإيرانيات خارج إيران يعشن حياة منفتحة هي أفضل من نساء الجاليات العربية لكن ذلك لا يعني شيئا. لقد فعلت المرأة داخل إيران ما فاجأ رجال الدين بما لم يتوقعوه بعد أن اطمئنوا إلى نجاح خططهم في تضليل النساء تحت مظلة الشريعة.
ستظل الأخلاق حصرا بالنساء إلى أن يسقط نظام الولي الفقيه. هو ما يعني أن معركتهن قد تخطت منطقتها الحقوقية لتكون معركة سياسية. تلك هي معركة الخط الناعم الذي سيكون خشنا في لحظة الصدام. فليس الحجاب سوى سبب للانقضاض على النظام من الداخل وهو ما لا تنفع في إيقافه قوانين العفة والحجاب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران وهو ما ی

إقرأ أيضاً:

إيران لحزب الله: إسرائيل ستواجه رداً ساحقاً

نقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قوله لأمين عام حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، الخميس، إن إسرائيل ستواجه "رداً ساحقاً من محور المقاومة"، على حد تعبيره، وذلك بعد هجمات على أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها عناصر الجماعة اللبنانية.

ويقصد سلامي بـ"المحور" الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط وهي حزب الله وميليشيات الحوثي الإرهابية اليمنية وقوات الحشد الشعبي في العراق.

#عاجل| نصرالله: تعرضنا لضربة كبيرة وغير مسبوقةhttps://t.co/UYgzhdi1GK

— 24.ae (@20fourMedia) September 19, 2024

واتهم لبنان وحزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن الهجمات التي وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء وأسفرت عن مقتل 37 شخصاً وإصابة حوالي 3 آلاف آخرين.

ولم تعلق إسرائيل بشكل مباشر على الهجمات، لكن مصادر أمنية قالت إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) نفذها على الأرجح.

وقال سلامي في رسالته إلى نصر الله: "لا شك أن مثل هذه الأعمال الإرهابية هي نتيجة يأس النظام الإسرائيلي وإخفاقاته المتتالية. وسيقابل هذا برد ساحق  قريباً وسنشهد تدمير هذا النظام المجرم والمتعطش للدماء".

مع الاستهدافات المتتالية.. أين حسن نصرالله؟https://t.co/xzp7XRXLl5 pic.twitter.com/vDqF2Cdzda

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024

وكثيراً ما تتبادل إيران وإسرائيل التهديدات بتدمير أنظمة بعضهما البعض، وذلك بعد عقود من التوتر بلغت مداها بإطلاق إيران طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل في أبريل (نيسان) بعد ضربة إسرائيلية استهدفت مجمع سفارتها في سوريا وأسفرت عن سقوط قتلى.

وقال نصر الله، الخميس، إن الهجمات القاتلة التي فجرت أجهزة الراديو وأجهزة الاتصالات اللاسلكية (بيجر) تجاوزت "كل الضوابط والخطوط الحمراء" و"يمكن تسميتها إعلان حرب".

مقالات مشابهة

  • إيران لحزب الله: إسرائيل ستواجه رداً ساحقاً
  • الشعبة البرلمانية الإماراتية تستعرض جهود تمكين المرأة في منتدى "النساء الأورو- آسيوي"
  • قضايا المرأة تطلق حملة "أمانك أولوية وحقك مسؤولية"
  • السر في هذه الأكلات.. سبب ارتفاع أعمار النساء باليابان وتخطيها 100 عام
  • أصوات خافتة في الحقول والمدارس: حكاية المرأة العراقية العاملة
  • جهود عربية ودولية لتعزيز حقوق النساء والفتيات في مواجهة العنف
  • كيف تتغير أدمغة النساء أثناء الحمل؟ العلماء يقدمون الإجابة
  • جبريل أبراهيم أحد رموز معركة الكرامة الذي تجلى شموخه أمس على شاشة الجزيرة
  • «القومي للمرأة» ينعى مقررة فرع المجلس بالغربية
  • رئيس إيران يتعهد بـعدم مضايقة شرطة الأخلاق للنساء