مسقط- العُمانية

ركزت جلسات منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات خلال جلساتها أمس على الصناعات البتروكيماوية وجهود الاستدامة في المرحلة القادمة من خلال تحقيق رؤية دول مجلس التعاون الخليجي، والشراكات الاستراتيجية ومدى إسهاماتها في تحقيق النمو والكفاءة والاستدامة.

وافتتح ملهم بن بشير الجرف نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للاستثمار رئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكيو" فعاليات اليوم الثاني من المنتدى السنوي الثامن عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" بكلمة أكد فيها دور المنتدى باعتباره منصة تُعزز التعاون والابتكار والنمو المستدام، مشيرًا إلى أهمية القطاع والدور البارز الذي يؤديه في تعزيز التحول في مجال الطاقة، والاقتصاد الدائري، وتحقيق الريادة في التحوّل الرقمي وسط التحديات العالمية.

وناقش المنتدى عددًا من الرُّؤى الطموحة والخطط الاستراتيجية لمستقبل صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والنظرة المستقبلية، والاتجاهات نحو الشراكات في ظل التحديات التي تُواجهها الصناعة مثل تقلبات السوق، والتغيُّرات التنظيمية، وأهداف الاستدامة.

وتطرق المنتدى إلى الرُؤى التي تُشكل الشراكات الإقليمية والدولية ودورها في مستقبل الصناعة، والنمو الذي شهدته صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتطورات خلال السنوات الماضية.

وتحدث الشيخ نواف بن سعود الصباح نائبُ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية في المنتدى الذي ركّز على الدور الحيوي المستمر للهيدروكربونات في تلبية الطلب العالمي على الطاقة، إلى جانب أهداف الإنتاج الطموحة للشركة، وتركيزها على البتروكيماويات للتنويع الاقتصادي، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أنّ مصادر الطاقة المتجدّدة ستقوم بدور أكبر، فإن الهيدروكربونات ستظل عنصرًا لا غنى عنه بحلول عامي 2040 و2050، حتى مع الاستخدام الكامل لمصادر الطاقة المتجددة، والطاقة النووية، والفحم، متوقعًا أن تمثل الهيدروكربونات ربع الطلب العالمي على الطاقة.

وأشار الرؤساء التنفيذيون في جلسة بالمنتدى إلى تطوّر ونموّ صناعة الكيماويات خلال السنوات العشر المقبلة في ظل التطور والتقدم التكنولوجي، والضرورات المتعلقة بالاستدامة، وديناميكيات التجارة والأسواق، والتغيُّرات التنظيمية، والتحوّلات في الأسواق العالميّة الناشئة التي تفتح آفاقًا جديدة للنمو.

وتركَّزت مناقشات المنتدى على تأثيرات الاختراقات في الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الرقميّة المتقدّمة على التصنيع والاهتمامات المتزايدة بالاستدامة البيئية مع نموّ الطلب المستقبلي في قطاعات مثل: السيارات، والرعاية الصحية، والسلع الاستهلاكية.

وناقش المنتدى الخطوات الهادفة إلى تسريع اعتماد الطاقة النظيفة ومدى أهميتها خاصة للصناعات ذات الانبعاثات العالية مثل: الكيماويات، واستخدام التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وكيفية مساعدته في تحسين كفاءة الطاقة، والتأثيرات السلبية على قدرة الطاقة المتجددة الجديدة، وتزايد ضغوط التكاليف على صناعة الكيماويات وتحقيق التوازن بين الاستثمارات، والتكاليف المرتبطة بهذه القضية وكيفية تعامل منتجي الكيماويات مع التحديات المرتبطة بالمناخ والتوازن بين الاستثمارات والاستدامة.

من جانب آخر، استعرضت "أوكيو" في جناحها فرص الاستثمار الذي يوفرها مجمع لدائن الذي يقع بالقُرب من مجمع "أوكيو" للبوليمر بولاية صحار بالتعاون مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) والبرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات "نزدهر"، ويعمل على تكثيف الجهود الوطنية لاستقطاب الاستثمارات، وإيجاد بيئة مُحفزة للاستثمار وتنمية الصادرات العُمانية في الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025). ويهدف البرنامج إلى تمكين سلطنة عُمان لتصبح وجهةً تنافسية للاستثمار، وبيئةَ أعمال نشطة في منظومة التجارة العالمية من خلال تطوير شراكات بين سلطنة عُمان. ويهدف مجمع لدائن للصناعات البلاستيكية أيضًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات البلاستيك والتصدير للخارج.

يُشار إلى أن أكثر من 110 شركات محلية وإقليمية وعالمية تُشارك في المعرض المُصاحب لمنتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات الـ18؛ حيث تعرض جهودها حول عدة جوانب تتعلق بالاستدامة والتحوّل الرقمي والحياد الكربوني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلطان بن محمد يفتتح منتدى الشارقة للتنوع الحيوي بالجزيرة العربية

الشارقة: «الخليج»
شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، صباح أمس الاثنين، أعمال النسخة الرابعة والعشرين من منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، ويستمر على مدار أربعة أيام حتى 6 فبراير الجاري، في سفاري الشارقة بمدينة الذيد.
واستهل حفل الافتتاح بكلمة ألقتها هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، أكدت فيها أن المنتدى يشكل محطة بارزة في مسيرة الشارقة البيئية، بما يعكس التزام الإمارة بتكريس الجهود البحثية لحماية التنوع الحيوي، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية.
وأشارت إلى أن المنتدى هذا العام يركز على إعادة التقييم النهائي والحاسم للزواحف العربية التي خضعت للتقييم الأوّلي عام 2012، مع توسيع نطاق الدراسة ليشمل جميع أنواع البرمائيات في شبه الجزيرة العربية، وقد كشفت نتائج هذه التقييمات عن زيادة ملحوظة في عدد الأنواع المستوطنة، حيث ارتفع من 89 نوعاً في عام 2012 إلى 141 نوعاً في الوقت الحالي، مما يعكس تطور المعرفة العلمية حول التنوع البيئي الفريد في المنطقة وضرورة تعزيز جهود الحماية لهذه الأنواع.
وقدم فيليب سيدون عضو اللجنة العلمية في المنتدى، لمحة موجزة عن موضوعات المنتدى في نسخته الحالية، مشيداً بجهود القائمين على المنتدى من انطلاقه حتى نسخته الرابعة والعشرين وأبرز توصياته التي عززت الكثير من المجالات مثل إدارة المحميات الطبيعية والتخطيط الحيوي الإقليمي والسياحة البيئية وإطلاق الكائنات في بيئاتها الطبيعية.
وسلّط سيدون الضوء على أبرز المحاور التي يتناولها المنتدى مثل الثدييات البحرية وجنوحها وتأسيس شبكة إقليمية لرصد ودراسة أسباب جنوح الثدييات البحرية والتي تهدف إلى توحيد الجهود لتنسيق الاستجابة الفاعلة، وبرامج تدريب الطلبة، متمنياً التوفيق للجميع في خدمة البيئة وتعزيز مختلف القطاعات.
واستعرض الدكتور كريغ هيلتون تايلور رئيس وحدة القائمة الحمراء في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، رؤية شاملة حول القائمة الحمراء الإقليمية للزواحف والبرمائيات، موضحاً أبرز التحديات وجهود الحفظ المتبعة في هذا المجال، إضافة إلى الأهداف التي يسعى الاتحاد لتحقيقها للحفاظ على الطبيعة.
من جانبه قدم الدكتور هاني الشاعر، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لصون الطبيعة عرضاً تعريفياً عن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وأبرز الخصائص والمعايير والقيمة الفعلية لها والشروط التي تتيح الجهات للدخول إليها، بالإضافة إلى طرح العديد من الأمثلة في العالم والوطن العربي للمحميات التي تقع في القائمة الخضراء ودورها الرائد في صون الطبيعة.
وتفضّل سمو ولي عهد الشارقة بتسلم شهادة انضمام محمية جزيرة صير بونعير إلى القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والتي تؤكد دور إمارة الشارقة في تعزيز المناطق المحمية والمحفوظة وإدارتها الفعالة، وتطبيق أفضل الممارسات والمعايير، إضافة إلى تبنّيها المؤشرات الدولية الخاصة بالمناطق المحمية التي تحقق المخرجات المرجوّة من عملية صون الطبيعة.
ويشهد منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، عدة جلسات نقاشية تتناول تقييمات القائمة الحمراء الإقليمية، والجنوح البحري، ودور شبكات الجنوح الإقليمية في رصد وحماية الحياة البحرية، إضافة إلى تمكين الأجيال الصاعدة من الباحثين والمختصين البيئيين، من خلال جلسات عملية للتعامل مع الحيتان النافقة والتشريح بعد الوفاة.
ويؤكد المنتدى أهمية تعزيز التعاون البحثي وتكثيف تبادل المعرفة بين الجهات الأكاديمية والمؤسسات البيئية، بهدف مواجهة التحديات البيئية التي تهدد التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، وضرورة تحديث السياسات البيئية وتطوير برامج الحماية وفقاً لأحدث المعايير العلمية.
ويقام المنتدى في نسخته الـ 24 بمشاركة أكثر من 130 من الخبراء والباحثين الدوليين المتخصصين في علوم البيئة والتنوع الحيوي، ويستمر على مدار أربعة أيام، متناولاً أبرز القضايا البيئية، في خطوة علمية تعكس التطور المتزايد في فهم الأنظمة البيئية وتعزيز استراتيجيات الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
ويعد المنتدى فرصة مهمة لإبراز دور الشارقة الريادي في مجال حماية البيئة وصون التنوع الحيوي، حيث تواصل الإمارة قيادة الجهود البحثية وتنفيذ المبادرات الرائدة التي تعزز الاستدامة البيئية على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث ستسهم مخرجات المنتدى في إثراء الأبحاث البيئية، وتطوير المبادرات الهادفة لحماية النظم البيئية الفريدة في المنطقة، وترسيخ التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • «غاز شرق المتوسط».. فرصة لاستغلال 300 تريليون قدم مكعب غاز
  • النائب العام يستقبل وفدًا من النيابات العامة وهيئات الادعاء بدول مجلس التعاون الخليجي
  • انطلاق فعاليات منتدى الاتصالات السادس عشر بمراكش بحضور عبدالفتاح الجبالي
  • سلطان بن محمد يفتتح منتدى الشارقة للتنوع الحيوي بالجزيرة العربية
  • ولي عهد الشارقة يفتتح منتدى «صون التنوع الحيوي» في شبه الجزيرة العربية
  • المنتدى الدولي للقضايا الاستراتيجية يناقش التقنيات الناشئة في مجال الدفاع
  • تطوير الزراعة العضوية.. منتدى علمي يستعرض الفرص والتحديات في بني سويف
  • محافظ بني سويف يشهد منتدى توطين زراعة النباتات الطبية والعطرية
  • محافظ بني سويف يشهد منتدى توطين زراعة النباتات الطبية
  • السعودية.. رحيل “قبطان الطرب الخليجي” وسط حزن في الوسط الفني