منير أديب يكتب: تحالف عربي لمواجهة الجماعات المتطرفة في سوريا
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا أحد يُنكر أنّ الوضع في سوريا خطير ومعقد، تتداخل فيها عدة عوامل سياسية معقدة مع الخطر الذي نُشير إليه من انتشار وتنامي جماعات العنف والتطرف في الداخل السوري.
بداية الوضع السياسي في سوريا هش إلى درجة أنّ هذه التنظيمات توطنت بداخله منذ أكثر من 10 سنوات، وسبق احتلت محافظة الرقة، التي باتت عاصمة لدولة داعش مدة 5 سنوات كاملة، وعندما تحررت الرقة مع الشمال الغربي كان لقوات سوريا الديمقراطية، المكون الكردي، دور كبير في مواجهة هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة.
الحديث عن تعافي سوريا من تنظيم داعش الذي أقام جزء من دولته على الأراضي السورية في 29 يونيو من العام 2014، ليس دقيقًا، فالأراضي السورية احتضنت خليفة داعش، الذي كان يُقيم فيها على مدار سنوات نشأة الدولة، وفيها قتل أيضًا في أكتوبر من العام 2019، والتزمت الولايات المتحدة الأمريكية وقوات قسد بمواجهة هذا التنظيم، ومازال التحالف قائمًا من أجل هذه المواجهة.
لم يمضي كثيرًا على تحرير الرقة، حتى تعرضت سوريا لنكبة أخرى، لا تقل خطورة عن الأولى التي لم تتعافى منها أصلًا، فخلايا داعش النشطة والخاملة تملأ الأراضي السورية، والتنظيم نفذ مئات العمليات النوعية منذ إعلان التحرير على لسان قوات سوريا الديمقراطية في 23 مارس من العام 2019.
نكبة سوريا الجديدة تمثلت في سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وأهم المدن الصناعية فيها، في ظل صمت دولي بات مخيفًا حتى من حلفاء دمشق، وهو ما يستلزم تحرك عربي إقليمي لمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة.
صحيح هناك علاقة سياسية متوترة ما بين سوريا وبعض جيرانها، خفت هذه التوترات قليلًا ما في السنوات الأخيرة، ولكن إرتأت هذه الدول أنّ ما يحدث في سوريا ليس تهديدًا للنظام السوري وفقط ولكنه تهديدًا للدولة الوطنية في سوريا، وهو ما يستلزم التدخل العاجل والسريع.
والحقيقة سيطرة التنظيمات المتطرفة لم يكن تهديدًا للأمن القومي السوري ولا لأمن المنطقة العربية ولكنه تهديدًا لأمن العالم بأكمله، فنشاط التنظيمات المتطرفة في هذه المنطقة سوف يُؤثر على أمن وسلامة العالم بأكمله.
ولهذا يجب انشاء تحالف عربي إقليمي وقد يكون دولي لمواجهة هيئة تحرير الشام وكل الجماعات المتطرفة المنطوية تحتها لوائها لأسباب، أنّ هناك دولًا في المجتمع الدولي ترى أنّ سيطرة هؤلاء المتطرفين يخدم أهدافها السياسية من طرد الميليشيات الإيرانية وقوات حزب الله، فهربت من المواجهة لمواجهة هذه المليشيات في سوريا.
وقد يكون هذا جزء من تعقيد المشهد السياسي، هناك عدة أخطار تتعرض لها سوريا، ولكن أهمية إنشاء هذا التحالف هو مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة بكل خلفياتها، مواجهة أي ميلشيات تُهدد أمن الدولة السورية، فلا حق للوجود على الأراضي السورية إلا للسوريين أنفسهم، وهذا ما يجب أنّ يكون منطلقًا لهذا التحالف الوليد.
هناك تباعد في بعض وجهات النظر ما بين النظام السوري وما بين بعض دول الجوار التي تتخوف من قضايا لم تسعى سوريا لطمأنتها وهذا ليس محور المناقشة، ولكن هذا لا يمنع مساعدة هذه الدول لسوريا الدولة الوطنية ولمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة على الأراضي السورية.
لابد من إنشاء التحالف العربي الإقليمي لمواجهة التنظيمات المتطرفة في سوريا وفي غير سوريا، وأنّ يكون دور هذا التحالف مواجهة أي خطر للتنظيمات المتطرفة أي كانت خلفياتها طائفية أو عرقيّة، الهدف تحرير سوريا وغيرها من أي دوله قد تتعرض لما تعرضت له دمشق.
كما لابد أنّ يكون هذا التحالف جاهزًا للإستدعاء في أي لحظة وأنّ يكون مرنًا في تشكيلة بحيث يضم دولًا غير عربية طالما اتفق هدفها مع فكرة المواجهة وسياسة القضاء على تنظيمات العنف والتطرف، بحيث يسمح بذلك مع مواجهة أي خطر، وأنّ تكون مصر والسعودية والإمارات في قلب هذا التحالف، فهم عصب المواجهة الحقيقية لأي أخطار ربما تُهدد المنطقة العربية وبخاصة من جماعات العنف والتطرف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا حلب جبهة النصرة الإرهاب في سوريا منير أديب التنظیمات المتطرفة الأراضی السوریة هذا التحالف فی سوریا تهدید ا
إقرأ أيضاً:
الصحف العربية.. خطط إسرائيلية لزيادة الضغط على حماس قد تؤدي لاستئناف الحرب.. وتأكيد عربي على دعم استقرار سوريا
تناولت الصحف العربية اليوم السبت مجموعة متنوعة من القضايا والأحداث في ظل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية.
على الصعيد السياسي، تطرقت الصحف إلى الأوضاع في غزة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف العربية.
تحت عنوان "خطط إسرائيلية لزيادة الضغط على حماس قد تؤدي لاستئناف الحرب" تناولت صجيفة "الشرق الأويط" السعودية، تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» يتحدث عن وضع الاحتلال الإسرائيلي خططاً لزيادة الضغط على «حماس» قد تؤدي لاستئناف الحرب.
ووفقا للصحيفة فأن إسرائيل قد تغزو غزة بقوة عسكرية أكبر بهدف السيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة، مشيراة إلى أن وسطاء قالوا إن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر إذا استمرت الحركة في إطلاق سراح المحتجزين.
وقال الوسطاء إن «حماس» تصر على فتح محادثات حول إنهاء الحرب وترفض مناقشة نزع السلاح.
وأوضح التقرير أن المراحل الأولية للتصعيد ضد «حماس» قد تستغرق نحو شهرين ستبدأ إسرائيل في إعادة تعبئة قواتها لغزو كبير لغزة.
تأكيد عربي على دعم استقرار سوريا... ورفض لاستهداف قواتها
كما تناولت الصحيفة الأوضاع في وسوريا وكتبت تحت عنوان "تأكيد عربي على دعم استقرار سوريا... ورفض لاستهداف قواتها"، وأوضحت الصحيفة أن الدول العربية، أكدت دعمها لجهود الحكومة السورية لحفظ الأمن والاستقرار في سوريا، وأن هناك حالة رفض لأي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري.
وبحسب الصحيفة فقد اجتاز الحكم السوري الجديد، برئاسة أحمد الشرع، اختباراً خطيراً لسلطته مع نجاحه في احتواء «هبة» مفاجئة لما وصفتها وزارة الدفاع السورية بـ «فلول» نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بقيادة «مجلس عسكري» حاول السيطرة على مناطق الساحل السوري.
ووفقا للصحيفة لا تزال الأجواء متوترة في مناطق الساحل بعد ليلة عصيبة عاشها السوريون عموماً مع تفجر التوتر الأمني.
إسرائيل تشن أوسع هجوم جوي على جنوب لبنان منذ وقف النار
كما تطرقت الصحيفة للأوضاع في لبنان وكتبت تحت عنوان "إسرائيل تشن أوسع هجوم جوي على جنوب لبنان منذ وقف النار"، وأوضحت أن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن عشرات الغارات المتتالية على أماكن عدة في جنوب البلاد.
وأشارت إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف تلة زغربن في جبل الريحان بمنطقة جزين، وشن غارات بين بلدتي ياطر وزيقين، وتابعت: «كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي واد في بلدة البابلية، وشن غارة عنيفة على تبنا، كما أغار على منطقة مريصع الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية، وسط تحليق كثيف ومنحفض فوق أجواء منطقة الزهراني».
الكويت... أول حكومة في العالم تعمل بالذكاء الاصطناعي
صحيفة السياسة الكويتية كتبت تحت عنوان "الكويت... أول حكومة في العالم تعمل بالذكاء الاصطناعي" وقالت إن الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات الكويتي وقع أول من أمس اتفاقية شراكة ستراتيجية مع "مايكروسوفت" بهدف تسريع التحول الرقمي وتعزيز مكانة الكويت كمركز إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات الكويتي عمر العمر أن الاتفاقية تهدف الى إنشاء مركز بيانات بتقنيات الذكاء الاصطناعي مع شركة مايكروسوفت، بالتعاون مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر.
وكشف عن تدريب 4500 موظف حكومي في مجال الأمن السيبراني و30 ألف شخص للارتقاء بالمؤسسات الكويتية العامة، موضحاً أن الشراكة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم خطط التنويع الاقتصادي وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال.
من جانبه، أكد رئيس "مايكروسوفت" في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا سامر أبو لطيف أن: "مايكروسوفت" ستعمل مع الحكومة الكويتية على تنفيذ مبادرة (Cybersphere) لتعزيز الأمن السيبراني في القطاع الحكومي من خلال بناء منصة أمنية تستخدم حلول "مايكروسوفت" لحماية البنية التحتية الرقمية الوطنية من التهديدات الإلكترونية.
وأضاف أبولطيف: إن حكومة الكويت ستكون الأولى في العالم التي يعمل موظفوها وفق الذكاء الاصطناعي، الذي يكمل العنصر البشري.