أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اهمية الربط بين العلم والسياسات لاستنباط افضل الاستخدامات للمعلومات والبيانات في ايجاد الحلول والفرص للبيئة الأفريقية

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المائدة المستديرة الثانية للمنتدى الأفريقي لوكالات حماية البيئة (AFEPA)، تحت عنوان "تعزيز الترابط بين العلوم والسياسات: التعزيز المؤسسي لتبادل البيانات والامتثال والإنفاذ"، والذي ينظمه المكتب الإقليمي لأفريقيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالشراكة مع برنامج الاستدامة في أفريقيا التابع لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري)، على مدار ثلاثة أيام، وذلك بحضور الدكتور خالد فهمى المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (سيداري)، والدكتور أحمد عبد الرحيم، كبير المستشارين الفنيين والمدير الإقليمي لبرنامج إدارة المعرفة بسيداري والسيد فوستين مونيازيكوي ممثل رئيسة رابطة حماية البيئة في أفريقيا، السيدة روز مويبازا مدير وممثل إقليمي لمكتب أفريقيا برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ورؤساء وكالات حماية البيئة ومدراء إدارات البيئة من الدول الأفريقية، إلى جانب أعضاء المجموعة الأفريقية في نيروبي، ولجنة الممثلين الدائمين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والخبراء الإقليميين والدوليين.

وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن اعتزازها باستضافة مصر للاجتماع الثاني للمنتدى الأفريقي لوكالات حماية البيئة، مرحبة بكافة المشاركين ومثمنة جهود رؤساء وكالات حماية البيئة ومدراء إدارات البيئة من الدول الأفريقية في دفع العمل البيئي بالقارة. و الاستفادة من آخر ما توصل له العلم وأفضل السياسات وقصص النجاح العالمية لتطبيقها على المستوى الوطني بما يتناسب مع الظروف والاحتياجات الوطنية

أشارت وزيرة البيئة إلى قطاع الطاقة كأحد أهم النماذج للربط بين العلم والسياسات، في ظل حاجة القارة للانتقال العادل، واهمية تطبيق سياسات فعلية على الأرض للاستفادة من مخرجات مؤتمرات المناخ في هذا الشأن، بدءا من مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ وايضاً مؤتمر المناخ COP28 بدبي، ونتائج برنامج عمل التخفيف في مؤتمر المناخ الأخير بباكو COP29.

واستعرضت وزيرة البيئة الخطوات المصرية في التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، ومنها وضع التعريفة المغذية للطاقة المتجددة منذ ٢٠١٦، والمضي في عملية ديناميكية لتحديثها بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية وبما يشجع إشراك القطاع الخاص، في ظل ما أظهره العلم من ضرورة التوسع في الطاقة المتجددة لتحقيق الانتقال العادل، مسترشدة بالقصة الملهمة لمزرعة الرياح المصرية والتي تحقق ربطا مباشرا بين أهداف خطة المساهمات الوطنية وصون التنوع البيولوجي من خلال مسارات الطيور المهاجرة.

كما تحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد عن نموذج وطني جديد للاستفادة من نتائج العلوم والدراسات في صون الموارد الطبيعية، حيث أظهرت اكثر من دراسة ان ساحل شمال خليج العقبة التابع لمصر سيكون آخر منطقة على الأرض تستطيع الصمود أمام آثار تغير المناخ، وايضاً تحقيقا لهدف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي المعني بإعلان ٣٠٪ من الكوكب منطقة محمية بحلول ٢٠٣٠، مما تطلب اتخاذ اجراءات فعلية لصون ساحل البحر الأحمر المصري.

ودعت وزيرة البيئة المشاركين في الاجتماع للتعرف على النموذج الملهم الذي تسعى مصر لتنفيذ من خلال إعلان ساحل البحر الأحمر المصري بأكمله منطقة محمية تحت إسم الساحل الكبير، بنهاية هذا العام، كنتاج لرحلة من المشاورات على مدار عامين بين مختلف أصحاب المصلحة والقطاعات المعنية، لمواجهة تحدي أشار اليه العلم وهو تأثير أعمال التنمية والزيادة السكانية على الموارد الطبيعية خاصة المناطق الساحلية والشعاب المرجانية، حيث سيطبق على هذه المنطقة قانون المحميات الطبيعية بما يساعد على صون الموارد بها ومواجهة آثار تغير المناخ. هذا إلى جانب إعلان الخطة الوطنية للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، ووضع إطار حاكم لها، وأعداد اصحاب المصلحة في مختلف المحافظات لتطبيقها.

وشددت الدكتورة ياسمين فؤاد على أن تحقيق ربط فعلي بين مواجهة آثار تغير المناخ وصون التنوع البيولوجي، يتطلب التعاون مع اصحاب المصلحة والشركاء وترجمة العلم إلى سياسات وجمع المعلومات اللازمة، مشيدة بجهود فريق وزارة البيئة المصرية في رصد التنوع البيولوجي المصري من خلال بيانات الأقمار الصناعية، للمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة لصون الموارد الطبيعية.

واكدت فؤاد على أهمية تبادل الخبرات والاستفادة المتبادلة من التجارب الوطنية وقصص النجاح، للوصول إلى افضل الممارسات التي تعزز العمل البيئي وصون الموارد الطبيعية، كما ثمنت جهود مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) في تنفيذ هذا الاجتماع لتوفير منصة ديناميكية لصناع القرار وأصحاب المصلحة لتبادل الرؤى وتحديد الحلول العملية للتحديات البيئية الأكثر إلحاحاً، وهنأت الدكتور خالد فهمي على تولي منصب المدير التنفيذي الإنتقالى الجديد للمركز لعامي ٢٠٢٦/٢٠٢٥.

و قد صرح الدكتور أحمد عبد الرحيم، كبير المستشارين الفنيين والمدير الإقليمي لبرنامج إدارة المعرفة بسيداري بأن "المائدة المستديرة الثانية علامة فارقة في التنسيق بين السياسات البيئية، وتعزيز القدرات المؤسسية، والنهوض بالتنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا، ويفخر سيداري بلعب دور رئيسي في تطوير المنصة الرقمية للمنتدى الأفريقي لوكالات حماية البيئة وفي استضافة هذا الحدث الهام.

وتهدف المائدة المستديرة الثانية تهدف إلى البناء على نتائج الاجتماع الافتتاحي للوكالة الأفريقية للبيئة والبيئة في أفريقيا الذي عُقد في كيجالي، رواندا، في عام 2023، تحت رعاية المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة (AMCEN)، والذي تم خلاله تأسيس المنتدى الأفريقي لوكالات حماية البيئة كمنصة حاسمة لتعزيز التعاون بين وكالات حماية البيئة بأفريقيا.

وفي سياق متصل، شارك الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة في جلسة تقوية الحوكمة البيئية في إفريقيا من خلال تبادل الخبراء ضمن فعاليات المائدة المستديرة الثانية للمنتدى الأفريقي لوكالات حماية البيئة (AFEPA)، حيث استعرض نجاح وزارة البيئة في حوكمة السياحة البيئية في مصر، حيث اعتمدت وزارة البيئة على دراسة سوق السياحة البيئية عالميا، والتي أشارت إلى ان كل مليون سائح بيئي يصل مصر، سيولد عوائد ٥.٢ مليار جنيه سنويا أو ١.٢٪ من الدخل القومي، واستعرض رؤية وزارة البيئة في تطوير السياحة البيئية من حيث الدعم المؤسسي والسياسات الحاكمة، وحملات رفع الوعي البيئي في هذا المجال وعلى رأسها حملة ايكو ايجيبت للترويج للمحميات الطبيعية والسياحة البيئية، وتطوير البنية التحتية للمحميات الطبيعية، ونماذج تعزيز الاستثمار في المحميات وتنفيذ الأنشطة والخدمات للزائرين من خلال القطاع الخاص، وإشراك المجتمعات المحلية.

منصة AFEPA الرقمية: ركيزة للابتكار البيئي

منصة رقمية

تعد منصة AFEPA الرقمية التي تم تقديمها خلال الاجتماع خطوة رائدة نحو معالجة التحديات البيئية في جميع أنحاء أفريقيا.

تعمل المنصة المتطورة، التي صممها برنامج الاستدامة في أفريقيا بسيداري بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، المكتب الإقليمي لأفريقيا، على تعزيز التعاون السلس وتبادل المعرفة بين وكالات حماية البيئة الأفريقية، كما تتيح الوصول إلى قاعدة بيانات شاملة لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة والبيانات الوطنية، مما يساعد المستخدمين على تحليل الاتجاهات ووضع سياسات مدروسة. من خلال الذكاء الاصطناعي، تقدم المنصة رؤى مبتكرة لتحليل البيانات الضخمة وصياغة حلول فعالة. كما توفر منتديات نقاش ودراسات حالة، مما يخلق مجتمعًا تفاعليًا للخبراء البيئيين.

وبعيدا عن البيانات، توفر منصة AFEPA أدوات لتسهيل إدارة الفعاليات، وتعزيز بناء القدرات، وربط المستخدمين بالمؤسسات والخبراء. إنها ليست مجرد منصة تقنية، بل هي حركة نحو الاستدامة. من خلال المشاركة الفعالة، يمكن للدول الأفريقية معالجة القضايا البيئية الملحة بشكل جماعي ودفع حلول مبتكرة للتقدم المستدام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزيرة البيئة طريق الحلول العمل البيئي المصلحة برنامج الأمم المتحدة للبیئة المائدة المستدیرة الثانیة الدکتورة یاسمین فؤاد الموارد الطبیعیة وزارة البیئة وزیرة البیئة فی أفریقیا البیئة فی من خلال

إقرأ أيضاً:

السبب وراء ارتفاع أسعار الشوكولاتة.. الحقيقة المرّة

شهدت أسعار الشوكولاتة ارتفاعا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة، ما جعل من الصعب تجاهل هذا التغيير الذي طال منتجات محبوبة مثل الحلوى وكعك الأعياد ومسحوق الكاكاو.

فقد قفزت أسعار الكاكاو بنحو 300% خلال العام الماضي، وهذا انعكس بشكل حاد على أسعار الشوكولاتة هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

وبحسب البنك الأميركي "ويلز فارجو"، ارتفعت أسعار الشوكولاتة في الولايات المتحدة بمعدل يزيد بـ5 أضعاف عن معدل الزيادة الذي سُجّل خلال عيد الحب لعام 2023.

فعلى سبيل المثال، صعد سعر لوح شوكولاتة "ريسيز هارتس" الكبير بنسبة 13% في فبراير/شباط 2024 مقارنة بالشهر نفسه من العام الذي قبله. وفي المملكة المتحدة، ارتفع سعر بيضة الشوكولاتة البيضاء "تويكس" من 5 إلى 6 جنيهات إسترلينية (ما يعادل 6.63 إلى 7.96 دولارات) في متاجر "تيسكو"، بينما تقلص وزن البيضة من 316 غراما إلى 258 غراما، وهذا أدى إلى قفزة بنسبة 47% في سعر الوحدة.

ورغم أن أسعار الكاكاو تراجعت بنحو 20% منذ بلوغها ذروتها في ديسمبر/كانون الأول 2024، فإن المستهلكين ما زالوا يدفعون أسعارا قياسية مقابل منتجات الشوكولاتة.

الشوكولاتة واحدة من العديد من المواد الغذائية التي تأثرت بتقلبات الطقس الناتجة عن تغير المناخ (شترستوك) ما الذي يقف وراء ارتفاع أسعار الكاكاو؟

بلغت أسعار الكاكاو مستويات غير مسبوقة، إذ وصلت عقود تداول نيويورك المستقبلية إلى 12.565 دولارا للطن في ديسمبر/كانون الأول 2024. وقد ساهمت عدة عوامل في هذا الارتفاع، أبرزها الطقس المتقلب الذي أضر بمزارعي الكاكاو في غرب أفريقيا، المنطقة التي تستأثر بغالبية الإنتاج العالمي.

إعلان

وتوضح أمبر ساوير، المحللة في "مركز الطاقة والمناخ"، أن ارتفاع أسعار الشوكولاتة لم يكن مفاجئا، مشيرةً إلى أن "الشوكولاتة واحدة من العديد من المواد الغذائية التي تأثرت بتقلبات الطقس الناتجة عن تغير المناخ، وهذه الظاهرة مرشحة للتفاقم مستقبلا".

من جهة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة عام 2023 والجفاف الحاد في 2024 بتدمير مساحات واسعة من محاصيل الكاكاو في غانا وكوت ديفوار، وهما دولتان تنتجان نحو ثلثي الكاكاو العالمي. كما سجل الإنتاج تراجعا ملحوظا في نيجيريا وإندونيسيا، وهما ثالث ورابع أكبر منتجين للكاكاو على التوالي.

تحديات إضافية: المناخ والقوانين البيئية

لم يكن المناخ العامل الوحيد وراء أزمة الكاكاو، إذ فرضت حكومات غرب أفريقيا قوانين صارمة لمكافحة إزالة الغابات، ما قيد قدرة المزارعين على توسيع مزارعهم، وأدى إلى انكماش العرض.

وتفاقمت الأزمة بفعل مشكلات أخرى مثل شيخوخة أشجار الكاكاو، فكثيرا منها لم يتم تجديده، وهذا تسبب في تراجع الإنتاجية عاما بعد عام.

أمراض فتاكة وهجرة نحو الذهب

بالإضافة إلى ذلك، يعاني مزارعو الكاكاو من تفشي فيروس "تورم حبوب الكاكاو"، الذي دمر محاصيل واسعة في كوت ديفوار وأدى إلى انخفاض حاد في الإنتاج.

وفي غانا، جذبت أنشطة تعدين الذهب غير القانوني عددا متزايدا من المزارعين بعيدا عن زراعة الكاكاو، وهذا قلّص المعروض وأدى إلى مزيد من الضغوط على الأسعار.

كيف يتعامل منتجو الشوكولاتة مع الأزمة؟

في مواجهة هذه التحديات، اتخذ منتجو الشوكولاتة خطوات متعددة للتكيف مع ارتفاع التكاليف. بعض الشركات نقلت الزيادة إلى المستهلكين عبر رفع الأسعار، في حين لجأ آخرون إلى تقليل محتوى الكاكاو في منتجاتهم أو استبداله بمكونات بديلة.

على سبيل المثال، طرحت شركة "نستله" نكهة البندق ضمن مجموعة "أيرو" في بريطانيا، بينما دخلت "كارغيل" في شراكة مع "فوياج فودز" لتوزيع منتجات خالية من الكاكاو.

إلى أين تتجه أسعار الكاكاو؟

يتوقع خبراء أن تظل أسعار الكاكاو متقلبة على المدى القريب. فرغم وجود توقعات بفائض إنتاجي محتمل خلال موسم 2024-2025، إلا أن المخاطر المرتبطة بتغير المناخ تبقى قائمة وقد تؤثر سلبا على استقرار الإمدادات.

إعلان

بالموازاة مع ذلك، تشير التقديرات إلى أن المنتجات البديلة للشوكولاتة قد تشهد رواجا متزايدا، ما قد يؤدي إلى تغير تدريجي في أذواق المستهلكين خلال السنوات المقبلة.

في المحصلة، يرتبط ارتفاع أسعار الشوكولاتة بجملة من العوامل المعقدة، بدءا من الطقس المتقلب والقوانين البيئية، مرورا بالأمراض النباتية، وصولا إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية مثل ازدهار تعدين الذهب. ومع استمرار الطلب العالمي على الشوكولاتة، يبدو أن هذا القطاع سيبقى عرضة للتقلبات خلال المستقبل المنظور.

مقالات مشابهة

  • استعراض الفرص الاستثمارية البيئية في البريمي
  • خلال اللقاء الأسبوعى.. محافظ قنا يبحث 120 طلباً وشكوى للمواطنين
  • نورلاند: مناقشات “مثمرة ” جرت في واشنطن حول فرص الاستثمار في ليبيا
  • وزيرة الصناعة تصل طهران للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي الإيراني الأفريقي
  • تقرير الاستدامة لـ"الوطنية للتمويل" يستعرض الالتزام بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية
  • "الأطفال الخارقين" تعزِّز في الأطفال أهمية حماية البيئة وأسلوب الحياة المفيد للكوكب
  • السبب وراء ارتفاع أسعار الشوكولاتة.. الحقيقة المرّة
  • مشاركة ليبية في منتدى الطاقة الأمريكي الأفريقي في هيوستن.. أغسطس القادم
  • وزيرة التخطيط تُشارك في مناقشة مستقبل النمو العالمي
  • جهاز حماية المنافسة يستعرض جهوده في تطوير المناخ الاستثماري الأثنين القادم بمناسبة مرور 20 عاما على إنشائه