استدراج الحوثيين لعناصر الأمن السابقين للتعبئة العسكرية في اليمن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
هذه التصرفات جاءت في وقت لاحق لتعليمات صدرت عن عبد الكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة ووزير الداخلية في الحكومة غير المعترف بها، حيث دعا قادة الأجهزة الأمنية لاستدعاء أفراد الشرطة الذين تم تسريحهم سابقًا بسبب رفضهم الانضمام إلى الجماعة.
وأوضحت المصادر أن الحوثيين استغلوا الظروف المعيشية القاسية للضباط والجنود، وعرضوا عليهم إعادة صرف رواتبهم المتوقفة منذ فترة طويلة كوسيلة لاستقطابهم إلى مقرات الوحدات الأمنية، لإخضاعهم لبرامج التعبئة.
وتعبّر الجماعة عن قلقها من احتمال اندلاع ثورة تطالب بإزالتها، يقودها هؤلاء الضباط الذين تم استبعادهم منذ فترة طويلة.
واتضح أن الأسرة من عناصر الأمن تلقت دعوات من الحوثيين في نهاية الأسبوع الماضي لصرف مستحقاتهم، إلا أن الكثير منهم لم يعودوا إلى منازلهم، مما يجعل أسرهم في حالة من القلق بشأن مصيرهم، حيث يُحتمل أنهم خضعوا لبرامج تعبئة قتالية وطائفية.
واستنادًا لأحد أقارب الجنود، تم استدعاء شقيقه بحجة صرف مستحقاته، لكنه عاد في حالة نفسية متدهورة بعد استجواب استمر ساعتين، سُئل خلاله عن رأيه في الاحتجاجات المتزايدة ضد الحوثيين.
ومن ثم تم إلزامه بالحضور لدروس تعبئة مكثفة لدفعه للانضمام للجماعة. تشير المصادر إلى أن الحوثيين يشترطون على المستهدفين من ضباط الأمن والجنود الانضمام لصفوفهم مقابل الحصول على راتب شهري منخفض، وبالمثل، تم استخدام القسر كوسيلة لإخضاعهم، حيث تم احتجاز بعض منهم في سجون خاصة بعد رفضهم الانضمام للجماعة.
وتسعى الجماعة الحوثية بوضوح لإجبار جميع عناصر المؤسسات الأمنية والعسكرية غير الموالية لها على الانضمام إلى صفوفها، بالتزامن مع تزايد الاستياء الشعبي ورفض عدد من العسكريين والأمنيين المشاركة في الأنشطة التعبوية الحوثية.
وكان الحوثيون قد ارتكبوا العديد من الانتهاكات ضد منتسبي القطاع الأمني، بما في ذلك تسريحهم من العمل، والخطف، والتعذيب، والإخضاع القسري. في الآونة الأخيرة، تم فرض دورات تعبئة على قادة ومساعدي الأقسام الأمنية ممن تم الشك في ولائهم للقيادة الحوثية، وقد شهدت هذه التنظيمات تبديلات كبيرة لإحلال عناصر موالية للجماعة في المناصب الحساسة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
جرائم الحوثيين في اليمن.. الطبيبة والمُسن ضحايا العنف والتجاوزات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في وسط تصاعد الأزمات والصراعات في اليمن، تبرز تقارير جديدة تكشف عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها المدنيون تحت سيطرة جماعة الحوثي.
إذ تعرضت طبيبة في محافظة إب لاعتداء وحشي من قبل عصابة تتبع موظفًا قضائيًا حوثيًا، مما أثار غضبًا واستنكارًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والمجتمعية.
وفي شمال غرب اليمن، تعرض مُسن في العقد التاسع من عمره للاختطاف بعد مداهمة منزله، ما ألقى بظلالٍ قاتمة على الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.
وقال الإعلام اليمني، إن عصابة مكونة من رجال ونساء، يتبعون قيادي حوثي يُدعى عبدالعزيز البرح، قاموا باعتراض الطبيبة أثناء تواجدها في الشارع، وقاموا بضربها بشكل مبرح باستخدام الهراوات والعصي.
وبحسب التقارير الواردة، فقد منع الجناة إسعاف الطبيبة، فضلًا عن سرقة هاتفها الشخصي، مشيرين إلى أن الجريمة هزت الأوساط الحقوقية والمجتمعية.
وفي جريمة حوثية أخرى، أقدم عناصر تابعون للميليشيا في محافظة حجة شمال غرب اليمن على اختطاف مُسن في العقد التاسع من عمره، بعد مداهمتهم لمنزله أثناء تناول الأسرة وجبة الإفطار.
وكان قد تم اقتياد المُسن إلى جهة مجهولة، كما قاموا قبل ذلك بعملية تفتيش لمنزله والعبث بمحتوياته، متسببين بحالة من الهلع والذعر بين أفراد أسرته.
وجريمة اختطاف المُسن مرتبطة بنزاع قبلي بين قبيلتين، تصاعدت حدته مؤخرًا، وسعى الحوثيون إلى تأجيجه.
وفي الوقت نفسه، حملت قبيلة المختطف أحد طرفي النزاع، الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياته، محذرة من تدهور وضعه الصحي، لا سيما وأنه يعاني من أمراض الشيخوخة وتعرض لعدة جلطات في أوقات سابقة.
ويتعرض الكثير من اليمنيين، الذين يقطنون في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لاعتداءات وتجاوزات حوثية عديدة، وتُرتكب بحقهم مختلف أنواع الجرائم، وفق توثيقات يستعرضها المواطنون في منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتضمنتها كذلك التقارير الحقوقية.
ومن ناحيته قال الناشط اليمني، تركي البنان، إن جماعة الحوثيين تتعامل مع المواطنين في اليمن على أنهم رعايا وعبيد لديهم، لها حق التصرف فيهم، وللأسف تمارس ضدهم ابشع أنواع التعذيب، لمجرد تحقيق أهداف وغايات معنية.
وأوضح «البنان» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الحوثيين أعادوا زمن العبودية البائدة من جديد، فالمواطن اليمني يُحرق ويموت ويُقتل ويُعذب دون وجه حق ودون ردع، لذلك الحوثيين كل يوم يزيد تجبرهم وطغيانهم.