عربي21:
2024-12-04@18:30:28 GMT

ترامب.. تهديد خطير لغزة وإيران!

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

التهديد الخطير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يوم الاثنين، بشأن “الجحيم” الذي ينتظر “الشرق الأوسط” إذا لم تطلق “حماس” الأسرى الصهاينة قبل توليه منصب رئيس أمريكا في 20 جانفي 2025، ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد بالنظر إلى ما عرف عن هذا الرئيس من نزق وتهوّر خلال ولايته الرئاسية الأولى.

ترامب أطلق تهديدا ينطوي على الكثير من الصّلف والعجرفة والغرور، وهو بذلك يريد تخويف “حماس” ودفعها إلى إطلاق سراح الأسرى الصهاينة مجّانا، وإسقاط شروطها المعروفة وهي: الوقف الكامل للحرب، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة كلّها، وعودة النازحين وإغاثة سكان القطاع، وعقد صفقة تبادل أسرى جدّية ومنصفة.



السؤال الجوهري هنا هو: ما الذي يستطيع ترامب أن يفعله في غزة أكثر ممّا فعله الاحتلال بها إلى حدّ الساعة؟ طيلة 14 شهرا تقريبا وجيش الاحتلال، وبأسلحة أمريكية مدمّرة، يرتكب المجازر بحقّ النساء والأطفال والمدنيين، ويجوّعهم ويحاصرهم ويدمّر بيوتهم ومدارسهم وستشفيانهم ومخابزهم وآبارهم.

حتى أصبحت الكثير من أجزاء غزة، وخاصة شمالها، غير صالحة للحياة، لكنّه عجز عن مكان احتجاز أسراه وتحريرهم، فماذا ترك الصهاينة لترامب ليفعله في غزة، حينما يتولّى رئاسة أمريكا في 20 جانفي المقبل؟ هل يرسل المارينز لمحاربة المقاومة الفلسطينية بدلا من جيش الاحتلال المنهك؟ أم يريد ضرب غزة بقنابل نووية؟

بهذا التصريح الخطير والمستهتر، يشجّع ترامب حليفه نتنياهو على عدم إبرام اتّفاق تبادل أسرى وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة، ويتماهى معه في طرحه القائم منذ 14 شهرا على مواصلة الحرب إلى غاية تحقيق “النصر المطلق”، وتحرير الأسرى بالقوة، والقضاء على “حماس”.. ترامب يطالب الحركة في الواقع بالاستسلام من دون قيد أو شرط، أليست هذه قمة الجبروت والطغيان؟

في سجون الاحتلال، هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين، وهم يتعرّضون للتعذيب والإذلال والتجويع كلّ يوم، وبعضهم قضى هناك أزيد من ثلاثين سنة، فلماذا لا يتحدّث عنهم ترامب ولا يطالب بإطلاق سراحهم ولا يندّد حتّى بما يتعرّضون له من تعذيب جهّنمي مخالف للقانون الدولي، ويريد فقط إطلاق سراح 101 أسير صهيوني لدى “حماس”؟

بقدر ما كانت حرب غزة الحالية مؤلمة للفلسطينيين وللشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أجمع، إلا أنّها كشفت، من جهة أخرى، زيف شعارات الغرب عن حقوق الإنسان والمساواة بين البشر والحرية والأخوّة… لقد سقطت هذه الشعارات الزائفة نهائيا ولم يعد من حقّ الغرب اليوم أن يتحدّث عن خرق حقوق الإنسان في أيّ بلد وهو الذي يرى الصهاينة ينتهكونها جهارا نهارا كل يوم في غزة، وبدل التدخّل لمنعها، يقوم الرئيس المنتظر لأكبر دولة في العالم بتشجيع الظالم على التمادي في ظلمه، ومطالبة المستضعف بالاستسلام له من دون قيد أو شرط، أيّ عالم هذا الذي نعيش فيه؟

من جانب آخر، يفهم من تهديد ترامب بجعل “الشرق الأوسط” يعيش الجحيم إذا لم تطلق “حماس” الأسرى الصهاينة مجّانا، أنّه سيخوض مع الكيان الصهيوني حروبه على محور المقاومة كلّه لتدميره، وفي مقدّمته إيران التي قد تشنّ أمريكا عدوانا واسعا على منشآتها النووية التي طالما توعّد نتنياهو بتدميرها.

فضلا عن تشجيع الاحتلال على إنهاء وقف إطلاق النار مع “حزب الله” بعد نهاية هدنة الستين يوما التي احتسبها الصهاينة بدقّة في انتظار عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أما ما يجري في سوريا منذ 27 نوفمبر الماضي، فهو حلقة في هذه السّلسلة التي تهدف إلى تدمير محور المقاومة برمّته، عبر أمريكا والاحتلال الصهيوني أو عبر أدواتهما التي يجري تزويدها وتدريبها حتى على استعمال الطائرات المسيّرة المتطوّرة بعد أن درّبها عليها خبراء وضباط أوكرانيون!

باختصار، تهديد ترامب المليء بالصّلف والتبجّح والاستعلاء يعني أنّه قرّر التعاون مع نتنياهو لإقامة شرق أوسط جديد، لا مكان فيه للمقاومة، دول وحركات، وتجبر فيه البلدان العربية والإسلامية على الانبطاح والتطبيع ونسيان القضية الفلسطينية التي تكون قد اكتملت حلقات تصفيتها النهائية، وكلّ بلد شذّ عن القطيع، يتعرّض للمؤامرات والتفجير من الداخل.

هذا ما يريده ترامب، لكنّ تهديداته لم تخف محور المقاومة يوما حينما كان رئيسا لأمريكا بين 20 جانفي 2017 و20 جانفي 2021، ولن تخيفه الآن.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب حماس الاحتلال غزة حماس غزة الاحتلال ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

يديعوت: مؤشرات على أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة سيستمر سنوات

كشف تقرير جديد للمراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون أن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة قد يستمر سنوات بسبب مجموعة من التحديات العسكرية والأمنية التي يواجهها هناك.

ويحاول التقرير المطول للمراسل تسليط الضوء على ما قال إنها أسباب عملية التي تدفع جيش الاحتلال لتوقع ذلك، متمثلة باستمرار المقاومة الفلسطينية، والرغبة في تأمين مستوطنات غلاف غزة وتحصين ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر بزعم منع تهريب وسائل قتالية إلى غزة.

هدم وتهجير بحجة الأمن

ويسلط زيتون الضوء على سياسة الهدم المتسارع للمنازل في غزة باعتبارها جزءا أساسيا من الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى إزالة الأبنية والمنازل وتسويتها بالأرض تحت حجة إزالة التهديد على مستوطنات في غلاف غزة.

ويشير في هذا السياق إلى أن قوات الاحتلال قامت بتسوية العديد من الأحياء في مدينة بيت حانون ومناطق أخرى، مثل "أبراج الضباط" في حي الشجاعية و"خربة خزاعة"، مما أدى إلى تهجير الآلاف من السكان الفلسطينيين وتدمير أرزاقهم.

وفي ممر نتساريم شمال قطاع غزة، يقول المراسل إنه تم توسيعه إلى منطقة أكبر من مساحة تل أبيب. كما يشير إلى أن قوات الاحتلال تقترب من الانتهاء من المنطقة العازلة، التي يبلغ متوسط عرضها كيلومترا أو كيلومترين على الجانب الفلسطيني من الحدود، ويغطي المشروع حوالي 95% من المساحة المخطط لها، مع استمرار البحث وتدمير الأنفاق التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

ويقول إن هذه المنطقة العازلة ليست مجرد منطقة عسكرية، بل هي جزء من خطة أوسع تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية ومنع دخول أي تهديدات جديدة إلى إسرائيل.

كما يشير إلى تصاعد هذه السياسة على ممر فيلادلفيا، وذلك بهدف توسيع المنطقة العازلة على الحدود. ويقول "يُعتبر الهدم في هذه المنطقة جزءا من جهود الجيش لتأمين مساحة تبلغ عرضها من 2 إلى 3 كيلومترات، حيث يقوم بتدمير المباني الفلسطينية التي قد تهدد حياة الجنود الإسرائيليين الموجودين في المنطقة"، على حد زعمه.

ويصف في هذا السياق ممر فيلادلفيا، الذي وسّعه الجيش الإسرائيلي مؤخرا كطريق من كرم أبو سالم إلى البحر (14 كيلومترا)، ويقول "قد تغير الممر إلى حد لا يمكن التعرف عليه. النشاط الهندسي الرئيسي هنا هو هدم المنازل التي يمكن أن تعرّض الجنود للخطر، حيث تتم عملية التسوية بشكل منهجي لجعل شريط الحدود من رفح حتى سيناء فارغا من المنازل". ويضيف "في حي الشابورة وحده هدمت القوات 300 منزل".

ويعزو التقرير الإجراءات الإسرائيلية إلى تعزيز الرقابة على معبر فيلادلفيا، وتقليص قدرة حماس على التحرك داخل القطاع وخارجه، ومنع أي عمليات تهريب أو دعم للمقاومة الفلسطينية من مصر، وهو ما يعزز الحاجة لبقاء القوات الإسرائيلية لفترات طويلة من خلال فرض سيطرة محكمة على هذه المنطقة، والمنطقة في شمال غزة، بحسب الكاتب.

وبينما يركز المراسل العسكري على أن هذه الإجراءات، وعلى الأخص في شمال غزة تهدف إلى "تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنات" في منطقة غلاف غزة، فإنه يتجاهل أنها باتت وسيلة لفرض تغييرات ديمغرافية وخلق وقائع استيطانية مستقبلية في غزة تحقيقا لرؤية اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.

حماس تعيد تأهيل نفسها

ثم ينتقل المراسل العسكري للحديث عن وضع مدينة غزة نفسها (التي لم يداهمها الجيش الإسرائيلي منذ عدة أشهر)، حيث ينقل عن قوات الاحتلال أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تعيد تأهيل نفسها من خلال تجنيد مقاتلين جدد، ومحاولة تصنيع أسلحة مثل طائرات دون طيار يمكنها حمل قنبلة يدوية.

إعلان

ويضيف "لدى قوات حماس في مدينة غزة قادة، وحتى قائد لواء لم يتم القضاء عليه بعد ويفضل العمل بعيدا عن الأنظار".

كما يؤكد استمرار قوة حماس جنوب ممر نتساريم، ويزعم أن "الجيش الإسرائيلي لم يناور هناك بعد خوفا من وجود المختطفين"، ويشير إلى أنه كلما ازداد تهجير سكان جنوب قطاع غزة شمالا من رفح والحدود من الشرق، كانت النصيرات أكثر كثافة وصولا إلى دير البلح والمواصي المجاورة لها.

كما أنه يحذر من أن أحد السيناريوهات التي يأخذها الجيش الإسرائيلي بالاعتبار هو هجوم من البحر على قواته في ممر نتساريم الغربي.

في ظل هذه الإجراءات، تبقى المقاومة الفلسطينية التحدي الأكبر أمام الاحتلال الإسرائيلي، حيث يؤكد التقرير أن حماس تستمر في استخدام الأنفاق لشن الهجمات على القوات الإسرائيلية، مما يصعّب على الاحتلال الإنهاء الكامل لعملياته في قطاع غزة.

ويضرب على ذلك مثالا، بالقول إن حماس قتلت حتى الآن في شمال قطاع غزة حوالي 30 جنديا وضابطا إسرائيليا، بمعدل جندي أو ضابط واحد كل يومين، بما في ذلك قائد اللواء 401، العقيد إحسان دقسة.

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو يزعم العثور على جثة لأحد الأسرى الصهاينة في غزة
  • عقب "تهديد ترامب".. إجراء مفاجئ من حماس بشأن الرهائن
  • بعد تهديد ترامب للشرق الأوسط.. ما الدور الذي تقوم به القواعد العسكرية الأمريكية؟
  • أول تعليق من نتانياهو على تهديد ترامب بـالجحيم في الشرق الأوسط
  • يديعوت: مؤشرات على أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة سيستمر سنوات
  • حركة حماس ترد على تهديدات ترامب بشأن الأسرى الصهاينة
  • الناتو يحذر ترامب من "تهديد خطير" للولايات المتحدة إذا دفع أوكرانيا إلى اتفاق سلام "سيئ"
  • الناتو يحذر ترامب من تهديد خطير للولايات المتحدة إذا دفع أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ
  • ما “الجحيم” الذي يقصده ترامب؟.. البرغوثي يجيب / فيديو