اتصالات لمنع انهيار الهدنة والأنظار إلى عمل لجنة المراقبة الدولية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في السرايا لبحث جدول اعمال من 54 بندا.
وعشية الجلسة، أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس أن الحكومة «كثّفت الاتصالات الدبلوماسية»، ونقل بيان لرئاسة مجلس الوزراء عن ميقاتي قوله: "شدّدنا خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب».
وكشفت مصادر مطّلعة أن «الاتصالات تركّزت مع باريس لاستعجال إيفاد مندوبها في لجنة الإشراف للمباشرة بعملها، ما قد يحرج العدو الإسرائيلي، ومن المتوقّع أن يصل اليوم إلى لبنان برفقة وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو».
وقالت مصادر لـ«رويترز» إن «هناك حاجة ملحّة إلى بدء عمل لجنة الإشراف المشتركة قبل فوات الأوان»، مشيرة إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة. وأضافت المصادر أن اللجنة «ستعقد أول اجتماع لها غداً» بعد وصول ممثل فرنسا في اللجنة الجنرال جيوم بونشين إلى بيروت اليوم. وأشارت معلومات إلى أن مكان عقد اللقاء لم يُحسم بعد بسبب تحفظ الجانب اللبناني عن دخول ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة إلى مقر قيادة اليونيفل في الناقورة داخل الأراضي اللبنانية. وفي وقت استكمل الجيش اللبناني حشد آلياته في جنوب الليطاني تمهيداً لتنفيذ خطة الانتشار، أكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن قيادة الجيش لم تحدد حتى الآن موعداً لذلك.
وكتبت" النهار": لم يمر بعد، وربما حتى أمد لن يكون أقصر من مهلة الـ60 يوماً، قطوع وخطر انهيار الهدنة الشديدة الهشاشة التي قامت بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل خصوصاً وأن الانتهاكات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" تواصلت أمس ولم تفرملها تماماً الكلفة البشرية الباهظة التي أفضت أول من أمس إلى سقوط 12 ضحية تحت وطأة عاصفة تبادل الغارات والقصف الصاروخي. واذ صعّدت إسرائيل أمس تهديداتها "النوعية" مهوّلة بمساواة الدولة اللبنانية وبناها التحتية بـ"حزب الله" في حال انهيار وقف النار، رفع لبنان الرسمي وتيرة التعبئة الدبلوماسية لوقف النار ولجم الاندفاعات التصعيدية فيما سارع الجيش اللبناني إلى استعجال واختصار المهلة الزمنية، فشرع في نشر وحدات عسكرية في مناطق من الجنوب إيذاناً باستكمال الخطوة عبر الانتشار على امتداد الشريط الحدودي مقترناً باطلاق الجيش الشارة الأولى إلى عملية تطويع في صفوفه لتعزيز انتشاره المطلوب جنوباً وفي كل لبنان. هذه الخطوات شكلت اجراءات متقدمة على طريق احتواء خطورة تصاعد الانتهاكات المتبادلة لوقف النار بدفع أميركي – فرنسي قوي سيترجم من الاجتماع الأول للجنة المراقبة على وقف النار في الساعات المقبلة.
ونقلت "اللواء" عن مصادر دبلوماسية متابعة لعمل اللجنة ان باريس قررت تعيين العميد غيوم بونشون رئيساً للوفد العسكري الفرنسي، والاحتمال الاكبر ان يصل اليوم اوغدا الخميس على ابعد تقدير إلى لبنان للمشاركة في اول اجتماع للجنة الاشراف المقرر مبدئياً يوم الجمعة.
واوضحت المصادر ان زيارة وزيري الجيوش (الدفاع) سيباستيان لو كورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيين الى بيروت قائمة لكن سيتم غدا تحديد موعد وصولهما بالضبط والمفترض بين يوم الجمعة ونهاية الاسبوع الحالي.
كما ان العميد ادغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني سيمثّل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف النار مع كيان الاحتلال.
وأفادت المعلومات أيضاً، أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اجتمع بالسفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس آلية دعم وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في مقر البعثة العام في الناقورة.
واعلنت قيادةاليونيفيل: انه تم خلال اللقاء مناقشة الجهود الرامية للمساعدة في استعادة الاستقرار ودعم حفظة السلام لعمل الآلية التنفيذية لوقفاطلاق النار، ونحن على أهبة الاستعداد لدعم أي اتفاقية أو آلية لإنهاء العنف عبر الخط الأزرق وسنواصل رصد انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ عنها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف النار
إقرأ أيضاً:
الجيش يعدّل خطته جنوباً و6000 جندي ينتشرون دفعة واحدة قبل مهلة الشهرين
يواصل الجيش الاسرائيلي، منذ اليوم الاول لبدء سريان الهدنة، استفزاز لبنان بعشرات الخروقات يوميا للاتفاق، وهي لا تقتصر على اطلاق النار وقصف مواقع معينة، بل شملت نسف وجرف المنازل والمباني، والتمدد باتجاه القرى والبلدات الحدودية.
وكتبت" الاخبار": بانتظار صدور قرار أميركي ببدء عمل اللجنة الدولية للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو الإسرائيلي خروقاته البرية والجوية، فيما اتفق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون على تعديل خطة انتشار الجيش جنوباً، لكن مع إبقاء الخطة سرية وبعيدة عن أي تداول سياسي أو إعلامي.
وأفادت المعلومات بأن الجيش قرّر تعزيز قواته الموجودة حالياً في الجنوب ليصل العديد إلى ستة آلاف عنصر سينتشرون دفعة واحدة في كل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. كما سيتم تعزيز مكاتب مخابرات الجيش في الأقضية والمناطق الحدودية.
وفي وقت تأخر تحديد موعد بدء عمل اللجنة المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والقوات الدولية، يصل وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان إلى بيروت في الساعات المقبلة، في زيارة تهدف إلى تعزيز حضور فرنسا بشكل عام، وتأكيد التزامها الوقوف إلى جانب لبنان في ضمان تطبيق القرار، مع الإشارة إلى أن الجانب الفرنسي واصل اتصالاته مع حزب الله بشكل خاص، وهو يسعى إلى ضمان التزام الحزب بالاتفاق وعدم خرقه.
في هذه الأثناء، تدرس فرنسا والقوات الدولية خيارات عدة حول من سيتولى تمثيلهما في اللجنة، بينما يخطط الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي يقوم باتصالات لتنفيذ إجراءات وقف إطلاق النار، للعودة إلى المنطقة.
وبحسب المصادر فإن قيادة الجيش وجدت أن من الأنسب قطع الطريق أمام أي نوع من المناورات الإسرائيلية، من خلال العمل على الانتشار دفعة واحدة في كل المناطق الممتدّة من الناقورة غرباً حتى حدود مزارع شبعا شرقاً. وأوضحت أن العمل على الخطة يجري بسرية، وأن هناك الكثير من الحاجات اللوجستية والأمنية والعسكرية يجري العمل على تأمينها لتوفير كامل متطلبات خطة الانتشار دفعة واحدة.
وفيما تقول مصادر عسكرية إن الخطة جاهزة وقيادة الجيش تنتظر قرار الحكومة، تشهد منطقة جنوبي الليطاني تحرك آليات وعديد في أكثر من اتجاه. في البياضة، استكمل اللواء الخامس عودته إلى مركز قيادته في البلدة بعد انسحابه منه قبيل توغل الجيش الإسرائيلي باتجاه شمع قبل نحو أسبوعين. لكنه لم يقترب من مراكزه في شمع أو الناقورة ورأس الناقورة وصعوداً باتجاه النقاط المتقدمة على طول القطاع الغربي من الضهيرة إلى مروحين. وحتى استتباب الوضع الأمني، يستمر الجيش في تشديد حركة العبور نحو الناقورة والبياضة ومحيطها عبر حاجز الحمرا في أطراف المنصوري، لكيلا يُستهدف المواطنون بالاعتداءات.
في غضون ذلك، لم يُسجل أي تحرك إضافي لقوات اليونيفل. وعلمت «الأخبار» أن «اللجنة المشتركة المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار ستجتمع في اليومين المقبلين. وتم اقتراح بأن تعقد اجتماعاتها في مقر قيادة اليونيفل في الناقورة، بدلاً من مركز الوحدة الإيطالية عند معبر رأس الناقورة حيث تُعقد الاجتماعات الثلاثية منذ عام 2006. لكن يُرجّح أن يسقط الاقتراح لكيلا يطأ ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة أرض الناقورة التي لم يتمكن من احتلالها بالقوة. كما طُرح اقتراح آخر قضى بإلغاء منصب «مفوض الحكومة لدى اليونيفل» الذي كان يشغله عرفاً ضابط شيعي. ويستعاض عنه بـ«ممثل لبنان في اللجنة المشتركة»، ما يسمح بالتحرر من أي عرف طائفي أو سياسي لدى اختيار الممثل.
وكتبت" النهار": قبل أن تقلع إجراءات الاتفاق على وقف النار بين لبنان وإسرائيل التي لا تزال تتعثر في مطالعها تحت وطأة الانتهاكات الواسعة والكثيفة التي تقوم بها إسرائيل في الفترة الانتقالية التي يُفترض أن تتثبت خلالها كل بنود الاتفاق، وجد لبنان نفسه معنياً بالالتفات بحذر شديد إلى مجريات اشتعال الحرب مجدداً في سوريا نظراً إلى صعوبة تجاهل تداعيات هذا الحدث على كل المحيط السوري. ومع أن مفارقة لافتة تسجل في ابتعاد القوى السياسية الحليفة منها للنظام السوري أو المناهضة له عن تناول التطورات العسكرية المتسارعة في تمدّد الفصائل المعارضة للنظام في أنحاء حيوية من سوريا، تغلب على الانطباعات اللبنانية المعارضة والمستقلة حقيقة ربط الاشتعال السوري بتوقيت توقف الحرب في لبنان وتراجع "حزب الله" بما يعني أن للحدث السوري تردداته المرتبطة بقوة بما حصل في لبنان. كما يجري رصد تداعيات الحرب المتجددة في سوريا لجهة إعادة تدفق أعداد من النازحين السوريين في اتجاه لبنان، الأمر الذي بدأت الجهات الأمنية والوزارية المعنية تعد لمواجهته.
ولكن الحدث السوري لم يحجب تصاعد القلق الداخلي من تواصل الانتهاكات لوقف النار خشية أن يؤدي تصاعد وتيرة الانتهاكات إلى انهيار الهدنة قبل تثبيت الإجراءات التي نص عليها اتفاق وقف النار. ويبدو أن الاسبوع الحالي سيكون مفصلياً لجهة استكمال تأليف لجنة الرعاية والمراقبة لوقف النار التي تناط بها المراجعات في شأن الانتهاكات بعدما وصل الى بيروت الجنرالان الأميركي والفرنسي اللذين سينضمان إلى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل في اللجنة والتي ستكون برئاسة الجنرال الأميركي. وعُلم أن لبنان سيقدم عبر ممثل قيادة الجيش فور بدء عمل اللجنة تقريراً موثقاً وتفصيلياً بانتهاكات القوات الإسرائيلية للاتفاق منذ سريانه.
ولكن مصادر سياسية مطلعة ومعنية برصد تطورات الوضع بعد وقف النار، استبعدت أن تؤدي الانتهاكات إلى انهيار الاتفاق وتالياً إلى عودة الحرب من منطلق أن التوصل إلى هذا الاتفاق كان نتيجة عوامل دولية وإقليمية بارزة وكبيرة ناهيك عن ظروف ميدانية أملت وقف الحرب وليس من السهولة ابداً العودة إليها ولو اتّسمت المرحلة الفاصلة عن نهاية مهلة الـ60 يوماً في الاتفاق بموجات مقلقة من الانتهاكات حتى التمكن من نشر الجيش اللبناني بالكامل على الحدود اللبنانية- اسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية تماماً من كل المناطق التي تتمركز فيها حالياً. وأُفيد في هذا السياق أن وزير الدفاع الفرنسي سيصل إلى لبنان خلال الـ48 ساعة المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية.