تُعتبر البوذية واحدة من أقدم الفلسفات الدينية في العالم، وقد أسست تأثيرًا عميقًا على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الفنون. في هذا المقال، يبرز جريدة وموقع الفجر كيف أثرت مبادئ البوذية على الفنون الصينية عبر العصور.

الجذور التاريخية للبوذية في الصين
ظهرت البوذية في الصين خلال القرن الأول الميلادي، حيث تم إدخالها من الهند.

سرعان ما استحوذت على اهتمام المثقفين والناس العاديين على حد سواء، مما أدى إلى اندماجها مع الفلسفات المحلية مثل الطاوية والكونفوشيوسية.

الفلسفة البوذية: مبادئها وتأثيرها
تستند البوذية إلى مبادئ مثل عدم التعلق، التأمل، والسعي نحو التنوير. هذه المبادئ لم تؤثر فقط على الحياة الروحية للناس، بل أيضًا على إبداعاتهم الفنية، مما أضفى عمقًا جديدًا على الأعمال الفنية.

الفنون التشكيلية: من النحت إلى الرسم
تُظهر الفنون التشكيلية الصينية، مثل النحت والرسم، تأثير الفلسفة البوذية بشكل واضح. تُعتبر تماثيل بوذا ومشاهد من حياة بوذا شائعة، حيث تُعبّر عن السكون والسكينة الداخلية، مما يعكس المبدأ البوذي في البحث عن التوازن.

العمارة البوذية: المعابد كأماكن للتأمل
تُعد المعابد البوذية من أبرز الأمثلة على تأثير البوذية في العمارة الصينية. تتميز هذه المعابد بتصاميمها الفريدة، التي تعكس الجمال الطبيعي وتوفر بيئة مثالية للتأمل، مما يعكس القيم الروحية للديانة.

الأدب والشعر: تعبيرات عن الروح البوذية
تأثرت الأدب والشعر في الصين بشكل عميق بالفلسفة البوذية. استخدم الشعراء مثل لي باي ودو فو الرموز البوذية للتعبير عن مشاعرهم وتأملاتهم، مما أضفى عمقًا فلسفيًا على أعمالهم.

الفنون القتالية: الروح البوذية في الحركة
تشير الفنون القتالية الصينية إلى تأثير البوذية من خلال فلسفتها حول القوة الداخلية والتوازن. العديد من أساليب القتال، مثل "تاي تشي"، تتبنى مبادئ التأمل والتوازن، مما يعكس الفلسفة البوذية في ممارسات الحياة اليومية.

التطورات المعاصرة: البوذية والفنون الحديثة
في العصر الحديث، لا تزال البوذية تؤثر على الفنون الصينية بطرق جديدة. يستخدم الفنانون المعاصرون الرموز البوذية لاستكشاف قضايا الهوية والروحانية، مما يعكس استمرار تأثير الفلسفة البوذية على الفنون.

خلاصة: التأثير المستمر للبوذية على الفنون الصينية
تُظهر دراسة تأثير البوذية على الفنون الصينية كيف يمكن لفلسفة واحدة أن تُلهِم الإبداع وتُعزّز التفاهم الثقافي عبر العصور. من الفنون التشكيلية إلى الأدب، تبقى مبادئ البوذية جزءًا حيويًا من التراث الثقافي والفني للصين، مما يُبرز عمق العلاقة بين الفلسفة والفن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش «الفلسفة في مصر القديمة»


استضاف الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56 مؤتمرًا بعنوان «رؤية مستقبلية للفلسفة في مصر: الهوية والانتماء»، حيث جاءت أولى جلساته تحت عنوان «الفلسفة في مصر القديمة».
افتتح الجلسة الدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، بحضور نخبة من الأكاديميين، منهم: الدكتور سامح طنطاوي، أستاذ علم الجمال الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، والدكتور محمود مراد، أستاذ الفلسفة اليونانية ووكيل كلية الآداب بجامعة سوهاج، والدكتور شرف الدين عبد الحميد، أستاذ الفلسفة اليونانية بجامعة سوهاج. أدار الجلسة الإعلامي حسام الدين حسين.


وبدأ الدكتور مصطفى النشار حديثه بتوجيه الشكر للدكتور أحمد بهي الدين والقائمين على البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب، مشيرًا إلى أهمية الفلسفة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها اليوم. وأوضح أن الفلسفة ليست مجرد علم ضمن بقية العلوم، بل هي «أم العلوم» وأساس التفكير النقدي والعقلاني.
وأردف قائلًا: «سمعتم عن تهميش الفلسفة في الثانوية العامة، لكن الفلسفة هي العلم الذي يُبنى عليه كل علم آخر. مناهجنا الفلسفية تحسدنا عليها الدول الأخرى؛ حيث ندرّس مهارات التفكير الفلسفي في الصف الأول، والفلسفة والحياة في الصف الثاني، بينما نتطرق إلى فروع الفلسفة التطبيقية والذكاء الاصطناعي في الصف الثالث. نحن أصحاب قضية، وعلينا غرس الفلسفة في النفوس لتمكين الأفراد من التفكير النقدي الذي يميز الإنسان».
وأشار النشار إلى أن الفلسفة ليست غربية المنشأ ولا يونانية الأصل، بل بدأت في مصر القديمة، حيث ظهرت على يد الفيلسوف بتاح حتب في القرن الـ27 قبل الميلاد، كما تجسدت في أفكار إخناتون بالقرن الـ14 قبل الميلاد. وأضاف أن جميع الفلاسفة اليونانيين، ومن بينهم فيثاغورس وأفلاطون، زاروا مصر وتتلمذوا على يد الفلاسفة المصريين.
كما دعا النشار إلى ضرورة تعليم الأطفال المصريين اللغة الهيروغليفية لتعزيز الوعي بالهوية الوطنية، مؤكدًا أن الفلسفة ليست مجرد علم، بل هي أساس للفنون والحضارة المصرية القديمة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمود مراد أن الفكر المصري القديم تعرض لتشويه ممنهج، حيث تم تصويره على أنه مزيج من الأساطير والخرافات، في حين أنه احتوى على أفكار عقلانية ثورية.
وأضاف: «مصر القديمة شهدت أول ثورة اجتماعية في التاريخ ضد طغيان الملك والإقطاعيين، وذلك في القرن الـ21 قبل الميلاد خلال عهد الملك بيبي الثاني، آخر حكام الأسرة السادسة. قاد هذه الثورة المفكر والفيلسوف أيبور، الذي وثّق الأحداث في نصوص رغم فقدان أجزاء منها».
وأشار مراد إلى أن الثورة رفضت تسلط الكهنة والنظام الإقطاعي، وأدت إلى تغييرات سياسية كبيرة، من بينها انتقال الحكم من الشمال إلى الجنوب، وهو ما يعكس وعي الشعب المصري القديم وإدراكه لأهمية العدالة الاجتماعية.

أما الدكتور شرف الدين عبد الحميد، فقد تناول النماذج المختلفة التي سعت لتفسير العلاقة بين الفلسفة المصرية القديمة والفكر اليوناني، مشيرًا إلى خمسة اتجاهات رئيسية؛ نموذج المعجزة، نموذج الفلسفة المسروقة، النموذج الانتشاري، نموذج التأثير المتبادل، ونموذج "أثينا السوداء".

بدوره، استعرض الدكتور سامح طنطاوي مفهوم الجمال في الفلسفة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية لم تكن معنية بالجمال الظاهري فحسب، بل امتدت إلى مفهوم «الجلال»، وهو الشعور العميق الذي يثيره الفن العظيم. وقال: «عندما تنظر إلى الأهرامات أو المعابد المصرية، فإنك لا تبتسم فقط لجمالها، بل تشعر بإحساس داخلي من الرهبة والانبهار، وهذا هو الفرق بين الجمال والجلال».
وأكد طنطاوي أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تلهم العالم، وأن النهضة الحقيقية لمصر تكمن في العودة إلى جذورها وإعادة إحياء جوانبها الثقافية والفنية.

مقالات مشابهة

  • التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا اليومية
  • طهران ترد على دعوة ترامب: مستعدون للمحادثات وفق 3 مبادئ
  • "المعونة الأمريكية لمصر".. تاريخها وتأثيرها على العلاقات الثنائية
  • شواهدُ حملها الصمَّاد جسدَت مبادئَ المسيرة القرآنية
  • تساؤلات فلسفية حول اللغة
  • محمد بن راشد: «يوم البيئة» مناسبة سنوية وطنية ترسخ مبادئ الاستدامة
  • القهوة الخضراء.. فوائدها الصحية وتأثيرها على خسارة الوزن
  • دراسة جديدة: قهوة بسكر لها تأثير مدهش عند البعض
  • استاذ شريعة يوضح فضل العبادة في شهر شعبان وتأثيرها على النفس
  • الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش «الفلسفة في مصر القديمة»